مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 5248 - 2016 / 8 / 8 - 13:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كثر الكلام مؤخرا عن النقيب ابراهيم اليوسف , عن وطنيته و إخلاصه و بطولته و رقة قلبه و إحساسه المرهف ... لا يمكنني أن أؤكد أو أناقش ما قيل عن رهافة حسه و رقة قلبه , غيري يمكنهم أن يتحدثوا باستفاضة أكثر عن هذا , تعرفونهم جيدا , شيوخنا صادق جلال العظم و عبد الرزاق عيد و صبحي الحديدي و بقية الشلة ... أما أنا فسأحدثكم عن شيء آخر , أو عن جانب آخر من الرجل .. و هو شجاعة ابراهيم اليوسف و انتصاراته الإلهية !!! هل حقا هذه هي قمة الشجاعة كما ترونها : أن تجمع عددا من الأشخاص العزل من السلاح , تحاصرهم في قاعة , ثم تبدأ بإطلاق النار و القنابل اليدوية عليهم , ثم تهرب عندما تدوي صفارات الإنذار .. هل هذه هي انتصاراتكم الإلهية التي علينا أن ننتظرها , أن يحتشد كل "أبطال" الطليعة المقاتلة بقيادة رجل ملهم رباني شجاع و رقيق القلب و يطلقوا النار على أشخاص عزل , و أن يمدهم الله بجنود لم تروها , فقط ليقتلوا 32 نصيريا أعزلا من السلاح !!! يعني كم مجاهد تحتاجون , معززين بالملائكة , لتقتلوا نصيريا أعزلا من السلاح ؟ بمثل هذه الشجاعة و البطولة و الانتصارات الإلهية يمكننا أن نعرف سلفا كيف ستتصرفون مع طفل فلسطيني أعزل أو شاب فلسطيني مصاب بالتالاسيميا أو مع شباب نصيرين عزل من السلاح , لكن ماذا عن أحفاد القردة و الخنازير , الصليبيين و اليهود ؟ و علم لا إله إلا الله يرتفع على بعد أمتار فقط من نجمة داوود السداسية منذ أكثر من عام و نصف ... يقول بعض الخبثاء أن مستقبل إماراتكم في سوريا لن يخرج عن ما شاهدناه في أفغانستان بعد "انتصار" المجاهدين , حيث النهب و السلب باسم الله هو القانون الوحيد , أو إمارة حماس في غزة , تكونون فيه "أبطالا" و "شجعانا" على طريقة ابراهيم اليوسف على المستضعفين في الأرض و مرجئة و قائلين بفقه الواقع أمام كبار و أقوياء هذا العالم , أو في أفضل الأحوال إذا نجحت داعش في التمدد إلى مناطق أخرى كمصر أو الخليج : إيران الخمينية اليوم , أي قوة إقليمية تحاول التمدد هنا و هناك للمشاركة في لعبة نهب و تقاسم لقمة خبز و عرق الشعوب ... لننتظر و نرى ....
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟