أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - ظلال مترجلة














المزيد.....

ظلال مترجلة


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5310 - 2016 / 10 / 10 - 22:04
المحور: الادب والفن
    


ظلال مترجلة

العبق السخي يليق بالتتويج
على منصة قلوب هفهافة
راعها مشهد
السكينة الشاهقة
وارتفاع حصيلة الغلة
في سعة صدر
الرحابة الأهلية
وتحت وطأة
نباح كلاب شاردة
و ديكة متبارية
مع هديل واقف
على الإشراف على حملات الندى
كخفير
وعلى حث الطل الغامر
مع زقزقة العصافير المجنونة
على حراسة الطقس الجميل
والذي يتهادى على صهوة
من هبوب تباريج النسيم العليل
باهتزاز براعم فتية
في نواس ريح تصطفق
بالأريج الرنان
ليهز وجداننا
*
و العبير العابر
بالرغم من أنف السابلة
يمر مرور الكرام
في رحاب سعة أفق تنشق
سجيتنا الحالمة
*
~~~~~~~~
لكن مطاردة الرياح
لرياحين عابرة
تفوح من فم زهرة بسيطة
سيئة حظ النتح
محدودة أفق .. التضوع الرحب
تتقاعس في أن تدعو
فراشات تائهة
أو أنوف متأففة
إلى ولائم عبيرها
-----
والدهشة المتضرجة
من نفاذ السحر إلى القلوب
كسهام راحة تامة
فوق حدقة مقلها
وعند استراد الهيبة
من الافراط باليأس
-
ومن رفع أصابع الشكر
لتدل على الأفواه المتلعثمة
و الشفاه المبتهلة
للورود المتبرجة
بأكاليل عبقها
على سدة المسافة الفاصلة
لوثبة المرتجى
~~~~~
لدفع عجلة الحشرجة
عن الشعور بالغثيان
-
والانصياع لتولي المهجة
عن مغانمها
وهي تستنفذ اندلاع بريقها
عند تعثر البشاشة المتقاعسة
مع كل هذه الاحتفالات الناقصة
التي تجافي الجنب ..
أمام لاشيء يخلب اللب
*
ليظل في بر الشام
الشذى الطريح
يضيق ذرعاً من عبق زهور الياسمين
الممدودة اليد
إلى كل سعة صدر
لاسترداد أنفاس التنشق
اللاهث في تدفق مشاعرنا
*
والتي تبرعم خميلة المدى
بظلال مترجلة
عن صهوة أيكات ناعمة
وأجمات متبرجة
بغلالة ساحرة
من الشذى اللطيف
-
و ثمة ينبوع
يجر عربة خرير
لسلسبيل زاحف
يخطف اللب
*
وهذا ما يحير الغوى
المخضب الجبين
من كثرة عقد المواعيد الخفية
المحمومة الوجد
في باطن الخلد
وتجبر العاصي
على أن يجني متع مستردة
من خصوصية الوداعة الذاتية
والهيام العفوي
*
مما يحفز الأريج على أن يطوح
فوق وسائد عشق
و بأوقات جلوّ القلب
ومن كل غل
*
ويستمتع
من حط هوادة السكينة
في اللب .
كي يحلو للحب
في أن يجعل من انحناءة
النسيم العذب
وفي منتهى اللطف
للاضطلاع على ما تتكبده النسمة
من تضميد جراح الأثير
و من وقف نزيف النقمة
على مذبح الكيد
لينقي اللب
وينظف دماء الطهارة الذاتية
من الخبث
*
و مما يتيح للصب الموله بالغرام
في أن يعشق الاستمتاع بعرض
فاكهة الانتشاء
كما يشاء الغوا المشاطر
وحسب الهوى المطلوب
*
لكن للعبير جذوة حرى
في دمشق يتحلى بها
من شدة الجذب
حتى يسطو على خلدك
ليوزن مقدار ترنحك المعلق بالفراغ
في كل مناسبة تقويم
لاتزانك المطوح
في زواغ النظر
أو من السقوط في دوامة
الغثيان
*
والندى الساهر على حماك
يقيس سرعة انتشار النشوة
في تفكك أوصالك المنكمشة
*
و الأجواء الساحرة
تزداد نقاء وصفاء
من رص باقات الزهور المنتصبة
في وجدانك المترنح
لتقدير حجم وأهمية
زرع الطيوب المثمرة
في خصالك الحميدة
*
وكل هذا الإفحام
لحث جلد اندفاعك المتابع
لاستعادة قوى نشاطك
من على نكهة العبير اللذيذ الزائر
ومن كأس الوردة المتفتحة
*
و من اكتساب الخبرة الأكيدة
من المواظبة على الحضور المتحمس
في مواسم الخلو بالنفس
*
و للاحتفال في مواكب رقصات
الورود المتبرجة
بحلي عبيرها
المعقود كالبنيان المرصوص
على جيد البراري
كإرادة صلبة
من فك الارتباط العفوي
من على شعاب وتضاريس منانا
-
وللاضطلاع على هزات خصر
الزهور المزدانة بقلائد أريجها
ومن مقدرتها الفائقة
على قرع العبير المدهش
لأجراس هوانا
وعلى وقع ألحان رقة المشاعر
وهي تنشد أريج معاضد
وأغاني خطب الود
عما يعزفه الورد
على قيثارة مجمل أحاسيسنا
*
في احتفالات طل
ورقصات ندى
وبين خفض جناح
ترنح أثير يفضي
بما في النفس
من زغاريد
انتشار العبير المثير
في تورد وجناتنا
*
وثمة من يعمل على زعزعة اليقين المدوي
بعبق الجلجلة
و بأغاني الطيوب المثقلة
بالشذى الفاضح
*
لتستوعب أخيراً
من أن كل ذلك الاحتفال القائم المهيب
الذي ترخصه الطبيعة الخلابة
كي ترفع أنفك عالياً
في كل قفزة حرى
من التحليق
بأجواء المدى الرحب
بحثاً عن شذى عابر
لتملأ صدرك الممطوط
كمد ألف لهفة ..
..أذرع وئام
لغرام الانضمام
بأراجيح الطيب الهفهافة
وهي الراكبة على صهوة
جناح الهواء اللطيف
لتخلب ألبابنا
*
ولذلك نحن المسخرين لعشق
بساتين المدى الرحب
وغرام نسائم الغوطة
وأجواء الشام
في دمشق الخالدة
المتهافتة فوائد مواردها
من جنات النعيم
لا جناح علينا
ولا هم يحزنون
*
ونحن نجني شذى
عبيرها الطلق
ومن فوق أجمات الياسمين
الممدودة اليد
في فلاة وبراري الشام
مع زقزقة عصافير سائبة
تشحذ الأجواء المتهدلة
بجذوة عتق
دوام المحبة
خالص النية
من الترنم المستفيض

كمال تاجا



#كمال_تاجا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمكة صدفة
- فأر تجارب
- الملثم
- نسمة حفيف
- وداعة الشهي
- مقايضة
- ملذاتنا العنيفة
- هتافات البصيص
- قاطع طريق
- سكان الخرائب
- قوس قزح
- ضيق أنفاس ذات اليد
- القديس المثالي
- دهاء مواظب
- لنشيد ظل
- لم تنتظرني الغابة
- أحراشي كثيفة للغاية
- عبق الظل
- نيل الوطر
- وشاح حريري


المزيد.....




- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - ظلال مترجلة