|
نسمة حفيف
كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 5307 - 2016 / 10 / 7 - 21:12
المحور:
الادب والفن
نسمة حفيف
ما بالنا نشك في أية نسمة حفيف تخربش جدران ~ حرمة الصدى وغصباً عن تلفت إصغائنا
وتحتد من خلال الأوراق المصفقة لخريف كان يتبع خطى فلولنا الهاربة ليزعزع إيماننا بأنفسنا * وها نحن نتنقل بحذر واجف وعلى خطى التؤدة ونتلفت إلى الوراء .. ونشك في أية زوبعة شديدة تعصف بنا * و نسمع أصداء لصافرة قطار شغب مشاكس صادرة عن عصف رياح دربكة أوراق صفراء تسقط فوق هشيم خريف استياءنا * والفوضى تلاحقنا كانتشار عفار وفي حلقات هباء متعثر مما يجبرنا على الإنزواء
و تتراجع فلولنا الهاربة للوراء كأديم خطى متقاعسة * ونحن نمعن في سماع ~ شجو دبيب تخبطنا والذي يمشي حثيثاً خلفنا * والخلاف .. يشاركنا موائد حيرتنا و بطعم خسارتنا ويقاسمنا أوقات الإفراط بحزننا وفي أصعب لحظات خلونا إلى أنفسنا * ونحن ننكفئ على أعقابنا ومن خلف تربصنا ونقيم في المكان الفارغ غير المرئي ~ لخيبتنا * نبحث عن تلويحه حبال وهم .. لتأرجح انشراحنا * وعن بسمة فك أسر .. انقباضنا وعن لثمة ما .. محلقة بفضاء لا .. اكتراثنا بعيدة عن فتح أشداقنا لمرور المرح المستعصي على فغرة شفاهنا * والمزاولة الفاشلة لتخبطنا تجبرنا على أن نشحذ سكاكين يأسنا لتسديد طعنات على جنبات لا-- احتمالنا ونغتال أعز ما لدينا مع أوفى أبناء أمانينا في ردهات اللاانتباه ليخرج يأسنا من قبضة اندحارنا العريض من السقوط في كل معارك ضروب خذلاننا * ونبحث بين طيات الغفلة عن غصة كانت تتنصت على شجونا العنيف
عن تطويقة وهم كردع كفيف و لو من فقد البصر يعكر صفو انسجامنا * ونحن وإن نغمض أعيننا عن ظلام تقاعسنا و نتحرق دائماً على وشك انعصار دمعة ندم .. الفشل الذريع الذي ألم بنا * و نتعدى مرارة الحنق غير الكاظم غيظه الناشب أظافره في جسد سقطاتنا الوشيكة فوق انكساراتنا المتوالية * و نصدق أكاذيب سد الذرائع ونحتفي بملاذنا البعيد وعلى شكل إجهاش بكاء متقطع من النحيب المحجوب عن التداول من عبرات نفور و من ذرف دمعات قصور واهن الطرف على نظراتنا الخائنة * وتنقبض قلوبنا وراء كل رفة جفن كف نظر لنلوك الخيبات المرة بألوان خسارتنا * ونشم ملء عباب صدودنا الروائح النتنة لنفاذ الأمل ونمضغ كالبصاق المقرف قيء حيرتنا و ننكمش من لوثة الاشمئزاز الصاد نفوسنا
ونقف وعلى وشك أن نتف بالخواء فوق مكبات جنوحنا المتواري وعلى مزاعم كبح جماحنا
و نتلوى من مواجع دحر أحاسيسنا ونتحمل وزر .. زلات ذبح عواطفنا بسكاكين لا اكتراثنا * ونحن نشحذ نصال ~ شكوكنا ونتلقى طعنات عدم اقتناعنا وندفع بجسد ارتياحنا من على حافة السريرة لنحطم صلابة عودنا * ولا نبالي بجروح أحاسيسنا ونستقبل وفود عريضة لهواجس عقارب تعاسة تلدغنا لتقلق راحتنا ونسمع هتاف شائعات عن شدة دهاء مكرنا * ونغض البصر عن تلاعبنا بنتائج انهزامنا و نسمح بإفشاء أسرار ويلات انتصاراتنا المخيبة للآمال
ونروي قصص رذيلة عن شدة تفاهتنا و نلوك سمعتنا بألفاظ فداحة وضاعتنا * ونتمزق كأرواح ضالة الرشد على مراعي ناضبة كي لا ننعم البتة بسعادة الظفر في طق حنك ضحكاتنا باحتفالات حبور محظور * و نعاني من الأسر الحيوي خلف القضبان التحذيرية التي تضبط قيادنا * ويأخذنا الحال إلى كل مآل زواغ بصر ومن السقوط بدوامة انزلاقنا الطويل في دوامات الهاوية
وفي كل هذيان مكشر نخرج عن جادة الصواب * ونحشر اضطراباتنا في عنق زجاجة ..أوهام على وشك الانفجار ونقتات قطع مريرة و من شظف الحيرة * ونواجه ظلال خواء غير معلومة اقتدت من حلكة ليل كظيم وبالتدريج ننخرط في حياكة وجهات نظر محيرة وننسج من خيوط العدم خيالات مارقة و أشباحاً مطلقة السراح وأوهاماً محلقة في أعالي الهراء * حتى أوقعت بنا الظلمة في عتمة دجى كالح .. بالكاد نتلمس بيد حيرتنا حراكنا الحيوي الأعمى * ونطب في كل حدجة كابحة لحدة البصر . الرادعة للبصيرة كحشرات نافقة وهي تنقلب على قفاها هذا ولم يدركنا القمر في لحظة سمر حتى لا يتاح لنا البتة .. أية فرصة محتملة لنيل الوطر
كمال تاجا 2 /2 /2014
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وداعة الشهي
-
مقايضة
-
ملذاتنا العنيفة
-
هتافات البصيص
-
قاطع طريق
-
سكان الخرائب
-
قوس قزح
-
ضيق أنفاس ذات اليد
-
القديس المثالي
-
دهاء مواظب
-
لنشيد ظل
-
لم تنتظرني الغابة
-
أحراشي كثيفة للغاية
-
عبق الظل
-
نيل الوطر
-
وشاح حريري
-
الزهور الشاردة
-
تعالوا نتبادل معدات الود
-
ذات صباح
-
للفرج مفتاح ضائع
المزيد.....
-
بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ
...
-
مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
-
روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
-
“بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا
...
-
خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر
...
-
الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا
...
-
الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور-
...
-
الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
-
على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس
...
-
الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|