أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - نسمة حفيف














المزيد.....

نسمة حفيف


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5307 - 2016 / 10 / 7 - 21:12
المحور: الادب والفن
    


نسمة حفيف

ما بالنا نشك في أية نسمة حفيف
تخربش جدران ~ حرمة الصدى
وغصباً عن تلفت إصغائنا

وتحتد من خلال الأوراق المصفقة
لخريف كان يتبع
خطى فلولنا الهاربة
ليزعزع إيماننا بأنفسنا
*
وها نحن نتنقل بحذر واجف
وعلى خطى التؤدة
ونتلفت إلى الوراء ..
ونشك في أية زوبعة شديدة
تعصف بنا
*
و نسمع أصداء لصافرة
قطار شغب مشاكس
صادرة عن عصف رياح
دربكة أوراق صفراء
تسقط فوق هشيم
خريف استياءنا
*
والفوضى تلاحقنا كانتشار عفار
وفي حلقات هباء متعثر
مما يجبرنا على الإنزواء

و تتراجع فلولنا الهاربة للوراء
كأديم خطى متقاعسة
*
ونحن نمعن في سماع ~ شجو
دبيب تخبطنا
والذي يمشي حثيثاً خلفنا
*
والخلاف .. يشاركنا موائد حيرتنا
و بطعم خسارتنا
ويقاسمنا أوقات الإفراط بحزننا
وفي أصعب لحظات خلونا
إلى أنفسنا
*
ونحن ننكفئ على أعقابنا
ومن خلف تربصنا
ونقيم في المكان الفارغ
غير المرئي ~ لخيبتنا
*
نبحث عن تلويحه
حبال وهم ..
لتأرجح انشراحنا
*
وعن بسمة فك أسر .. انقباضنا
وعن لثمة ما .. محلقة بفضاء
لا .. اكتراثنا
بعيدة عن فتح أشداقنا
لمرور المرح المستعصي
على فغرة شفاهنا
*
والمزاولة الفاشلة لتخبطنا
تجبرنا على أن نشحذ سكاكين يأسنا
لتسديد طعنات على جنبات
لا-- احتمالنا
ونغتال أعز ما لدينا
مع أوفى أبناء أمانينا
في ردهات اللاانتباه
ليخرج يأسنا
من قبضة اندحارنا العريض
من السقوط
في كل معارك
ضروب خذلاننا
*
ونبحث بين طيات الغفلة
عن غصة كانت تتنصت على
شجونا العنيف

عن تطويقة وهم
كردع كفيف
و لو من فقد البصر
يعكر صفو انسجامنا
*
ونحن وإن نغمض أعيننا
عن ظلام تقاعسنا
و نتحرق دائماً على وشك
انعصار دمعة ندم ..
الفشل الذريع
الذي ألم بنا
*
و نتعدى مرارة الحنق
غير الكاظم غيظه
الناشب أظافره في جسد
سقطاتنا الوشيكة
فوق انكساراتنا المتوالية
*
و نصدق أكاذيب
سد الذرائع
ونحتفي بملاذنا البعيد
وعلى شكل إجهاش بكاء متقطع
من النحيب المحجوب عن التداول
من عبرات نفور
و من ذرف دمعات قصور
واهن الطرف
على نظراتنا الخائنة
*
وتنقبض قلوبنا
وراء كل رفة جفن
كف نظر
لنلوك الخيبات المرة
بألوان خسارتنا
*
ونشم ملء عباب صدودنا
الروائح النتنة لنفاذ الأمل
ونمضغ كالبصاق المقرف
قيء حيرتنا
و ننكمش من لوثة الاشمئزاز
الصاد نفوسنا

ونقف وعلى وشك
أن نتف بالخواء
فوق مكبات جنوحنا المتواري
وعلى مزاعم كبح جماحنا

و نتلوى من مواجع
دحر أحاسيسنا
ونتحمل وزر .. زلات
ذبح عواطفنا
بسكاكين لا اكتراثنا
*
ونحن نشحذ نصال ~ شكوكنا
ونتلقى طعنات عدم اقتناعنا
وندفع بجسد ارتياحنا
من على حافة السريرة
لنحطم صلابة عودنا
*
ولا نبالي بجروح أحاسيسنا
ونستقبل وفود عريضة
لهواجس عقارب تعاسة
تلدغنا لتقلق راحتنا
ونسمع هتاف شائعات
عن شدة دهاء مكرنا
*
ونغض البصر
عن تلاعبنا بنتائج انهزامنا
و نسمح بإفشاء أسرار ويلات انتصاراتنا
المخيبة للآمال

ونروي قصص رذيلة
عن شدة تفاهتنا
و نلوك سمعتنا
بألفاظ فداحة وضاعتنا
*
ونتمزق كأرواح ضالة الرشد
على مراعي ناضبة
كي لا ننعم البتة بسعادة الظفر
في طق حنك ضحكاتنا
باحتفالات حبور محظور
*
و نعاني من الأسر الحيوي
خلف القضبان التحذيرية
التي تضبط قيادنا
*
ويأخذنا الحال إلى كل مآل
زواغ بصر
ومن السقوط بدوامة
انزلاقنا الطويل
في دوامات الهاوية

وفي كل هذيان مكشر
نخرج عن جادة الصواب
*
ونحشر اضطراباتنا
في عنق زجاجة ..أوهام
على وشك الانفجار
ونقتات قطع مريرة
و من شظف الحيرة
*
ونواجه ظلال خواء غير معلومة
اقتدت من حلكة ليل كظيم
وبالتدريج ننخرط في حياكة
وجهات نظر محيرة
وننسج من خيوط العدم
خيالات مارقة
و أشباحاً مطلقة السراح
وأوهاماً محلقة
في أعالي الهراء
*
حتى أوقعت بنا الظلمة
في عتمة دجى كالح ..
بالكاد نتلمس بيد حيرتنا
حراكنا الحيوي الأعمى
*
ونطب في كل حدجة كابحة
لحدة البصر .
الرادعة للبصيرة
كحشرات نافقة وهي تنقلب على قفاها
هذا ولم يدركنا القمر
في لحظة سمر
حتى لا يتاح لنا البتة ..
أية فرصة محتملة
لنيل الوطر

كمال تاجا 2 /2 /2014



#كمال_تاجا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعة الشهي
- مقايضة
- ملذاتنا العنيفة
- هتافات البصيص
- قاطع طريق
- سكان الخرائب
- قوس قزح
- ضيق أنفاس ذات اليد
- القديس المثالي
- دهاء مواظب
- لنشيد ظل
- لم تنتظرني الغابة
- أحراشي كثيفة للغاية
- عبق الظل
- نيل الوطر
- وشاح حريري
- الزهور الشاردة
- تعالوا نتبادل معدات الود
- ذات صباح
- للفرج مفتاح ضائع


المزيد.....




- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - نسمة حفيف