أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - سمكة صدفة















المزيد.....

سمكة صدفة


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5310 - 2016 / 10 / 10 - 19:24
المحور: الادب والفن
    


سمكة صدفة

لا .. لم يعد يرتع في خضم الخلاء
سمكة صدفة بحتة
كرمية نرد ~ شص
أو كضربة حظ سيء
لا يهم
-
أم نحن الذين دائماً نرزح
تحت سماء المنى
كصيد متعثر
في شباك الآخرين
عما يقع بالنفس من عنت متفاقم
*
والامتنان المتعاضد
مع جحافل استعراض
القوة المفرطة
والراكب على صهوة
جياد المنافسة
وأحصنة نيل قصب السبق
يجر خلفه عربات
رغبات ملحة
وغايات نبيلة
فوق حطام انكسارات مجحفة بحق
انتشارنا العريض
بالمكان غير المناسب
لقفزتنا بالمجال الحيوي
-
والاحجام يتقهقر
ويلقي من على عاتقه
أحمال انطباعات
وجهات نظر مختلفه
مع ضراوة عجفاء
ومن أحداق
رادة للطرف
-
ونحن نسرح مع تأملات غريبة الطابع
نتجت
ومن محاصيل
قطاف داني
أو عن حصاد متأخر
عن زرع كثبان الرمال
بالسراب الهامد
*
أم لا مجال لرمي شص
بالفراغ الخالي
في هذا الجو العاصف
وبعدما تعطلت سنارة
فقد الحيلة
وتمزقت شبكة الحيطة
و تقطعت حبال
شص
الخلود إلى السكينة
*
وعندما جفت النسمة
من لعق الهواء الناري
والذي كان يطأ الهجير
بأكف ضب
ويتنقل على أصابع ~ضفدع
قيظ متوثب
-
وتعثرت البسمة
عن فتح شدقيّ الأعباء
بالبشاشة الفاعلة
لتنفس الصعداء
*
ونأت اللثمة عن زم شفتيها
بوضع القبلة
على الخدود الوردية
للوداعة المتوارية
بانسجام
على تمايل أعطاف غواية
مما يعبرعن رضى
صبا دائم
*
وسمحت السلاسة المتبعة
لتدفق النسيم
بالحيوية الملائمة
لأن تتقلد العافية
ميدالية وسامة
التمتع بصحة العافية
الشافية
*
وبعد أن حطت السكينة
على سدة الفلاة
بالرغم من جلوس الأناة المتفردة
على شرفة الضوء
المطلة على مناظر طبيعة أخاذة
عندما تسقط أشعة الشمس
كقلائد نور
و ميداليات بصيص
ورشقات ألق
طلق الوجه
يفتح صفحات بطولة فجر
يستنهض الأنوار
لتلبي له الأفاق واقفة
*
ومن التريث رويداً
على منعطفات عاطفة جياشة
لكسر الحدة
على تحمل نتائج هذا الهوان الكاسر
-
ونحن مازلنا نشرف على
الموت غيلة
وحتفنا متوقف
على يد قناص رؤوس مستحكم
وعلى وضعك وفي موقف
ما باليد حيلة
-
أو من توخ الحذر
في عبور منزلقات المهالك
لتخطي السبل الوعرة بالفلاة
لاجتياز أماكن الاشتباك
-
وساقتنا الأقدار المجحفة
بحق استنفاذ فرصنا
نحو مصير مجهول
وقدر مجحف
ونهاية وشيكة
2
وهذا مما أدى إلى توقف الغصة
برأس الحلق
من النزاع الدؤوب
على جرعة الماء الناشفة
ولقمة الخبز الجافة
ومن نشوء كل خلاف
لعيش من كفاف
في حياة بخسة
من الاستخفاف
بضروب معيشتنا
*
لم يعد في كوب الماء
كفاية من بل الريق
بعد نشاف الحلق
ولا وسيلة
لملء أي كوب بالجرعة المناسبة
لإرواء الغليل
-
لغدران تسيل خرساء
و بلا خرير
كان يسابق الصليل
لسلسبيل يعاني من التلويّ
من سيلان النذر اليسير
ويكتوي باللظى
وبحرقة الظمأ الشديد
-
والدحر
دليل محنة
والتضور من الجوع
الناتج عن عجز المائدة
في تقديم أي مساندة
3
لكن العاصفة الأخيرة التي هبت
لفت بهبات زوابعها
رداء الريبة ~ الرافلة
بدوامات نزق بردها القارص
*
حتى هوت صعقة القر الواجف
من شدة الزمهرير المرتعد
على صفع الهلع المرتجف
و الذي وقف يشاهد الطبيعة
وهي تبتسم للمدى السارح
بطلات رائعة من الفيض المهاجم
*
والحياة تستعيد نشاطها
كما في بلوغ المنى
-- ليرتدي العيش حلته المزركشة
في جراءة مناسبة
لعيش حياة كريمة
لخياراتنا الصعبة
على كل هلاك
*
و العصفة اليابسة
نسيت أوراق جافة
تحت قدميها في دوامات خريف زاحف
وبين أرجل همود زوابع واجفة
و هي تطهو خبز العشاء
على تنور الرغبة
-
بعدما تاهت هباتها النشطة
في دوامة عصف اصفرار
ونحت بأوراقها نحو وجوم اكفهرار
يلطخ وجه طبيعة رائعة
كي يصبح لدويّ العاصفة
أذنا صاغية
لمرور زوابع عاتية
تقلب مفاهيم رضانا
نحو قصور ~ واهن الطرف
من الإجحاف المتقهقر
وهي تمخر عباب الاستلقاء العفوي
في لباس السكينة
لتزل أرجل الحيطة
عن رتابتها المتأنقة
و تدك وهدة الاستقرار
عن توضعها الواثق
في ترسيخ الكيان الودي
كارتصاص بالمكان
*
في ليالي الشتاء الباردة
تبحث الأكف المقرورة
عن جرعة دفء
تتنشقها كأنفاس صاعدة
تعبها ومن بصيص نور
و تتكوم كحلقة حول كانون
بالكاد احتفظ بهباب سابق
تحت رماده الخافت
*
وحتى أضحى اشتعال الدفء
بمفاصل الروح
صولة ~ في جسد ضحى
بكل مكنوناته
حتى يتسنى للإدراك المتأثر
بالشعور بالحرارة الواصلة
مما يدحض كل وهم
قر كاذب
*
حدثتني نفسي أن الربيع قادم
و الفرج قريب
والوداعة الفاتنة
تحصيل منى حاصل
*
يالأنفي ما زال يشم
رائحة الصحو
و هو يشاهد الاكفهرار
يجر ذيوله
و الهشيم يتطلع
بازدراء للوراء
و الجو المكفهر يتقدم نحو الآفاق
ويتقهقر بالفلاة
و المدى المطمئن ساجد
و الوراء راكع متراجع
كدجى حالك متهالك ..
-
و حشد المنى
ممتنع عن الظهور
وهو يبدو متخفياً
من خلف الحلكة
كظلماء متوارية
*
والآفاق الرحبة رفعت أيديها للسماء
تتضرع واقفة
مهما دكتها العواصف
لتثنيها عن عزمها
في ارتجاف رعونة
أجواء قاتمة متزاحمة
تتمزق كعصفة طاحنة
من التذمر المفجع
بين تراكض الزوابع
وهي تنقب بأشلاء الهيجاء
الجاثي على ركبتي القرفصاء ~ بالخلاء
عن خلجات
حالة راهنة
لرعشات فائتة
*
وتنهمك حيويتنا اللاهثة
في ملاحقة نسمه متمهلة
من تحسن أجواء ساحرة
بعبير متابع ~ يتدحرج
مع هرولة الزوابع
*
والمشهد المكفهر
لا شيء يقدر على ثنية عن عزمه
ولا في أن يغير رأيه
بهدير هذا العنفوان الصاعد
لجر جحافل السحاب خلفة
كقطار راكب صهوة الغيوم
متوثباً للهطول الواعد
*
والسعي حثيث
يواصل على طلب الرجاء
كي لا يفقد الأمل المتبقي
وتسقط حيويتنا متهالكة
*
هذا الوقع اللذيذ ~ الخارج عن طور
كل صيرورة منهكة
من هذا العنفوان المعاند
على اجتياز
عراقيل حدة عدة
*
و تقلبات المناخ
تنفخ الهجير
في التربة الجافة
للهيجاء
لتثير غبار سموم عدم الاستقرار
وبأشواك واخزة
من شدة الاكفهرار
البادي في وجوم
طبيعة عذراء صاخبة
فوق كثبان رمال متهالكة
تردع أي حشود ظفر
عن البدء باحتفال
عروض الشتاء
لخيلاء متعنة و بلا حسبان
يبعث على الاستلقاء
بين كفيّ طبيعة ظمآى
ورشقات مطر
من الخير العميم
تستنشقها التربة
كأنفاس مسعفة
لتنهض لها كل الأشجار واقفة

كمال تاجا



#كمال_تاجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فأر تجارب
- الملثم
- نسمة حفيف
- وداعة الشهي
- مقايضة
- ملذاتنا العنيفة
- هتافات البصيص
- قاطع طريق
- سكان الخرائب
- قوس قزح
- ضيق أنفاس ذات اليد
- القديس المثالي
- دهاء مواظب
- لنشيد ظل
- لم تنتظرني الغابة
- أحراشي كثيفة للغاية
- عبق الظل
- نيل الوطر
- وشاح حريري
- الزهور الشاردة


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - سمكة صدفة