أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - قاسم حسن محاجنة - مشهد صادم ..














المزيد.....

مشهد صادم ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5251 - 2016 / 8 / 11 - 18:22
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


مشهد صادم ..
نمرُّ عليهم مرور الكرام .. أطفال من الجنسين، لا يتعدى عمر الواحدة أو الواحد منهم العشرة سنين .. أطفال بملابس رثة ، ووجوه متسخة والتي كانت الشمس قد لوحتها، من طيلة الوقوف تحت اشعتها اللاهبة .... وليس لهم ما يحميهم من برد الشتاء القارص ولا من حرارة الشمس اللاسعة ..
تلتقيهم في مفترقات الطرق وتحديدا بقرب الاشارات الضوئية ، يمدون ايديهم الصغيرة أو يطلون برؤوسهم من خلال زجاج نافذة السيارة طالبين مساعدة مادية ، ولو كانت ضئيلة .. أما الأكبر سنا فيبيعون ما تيسر من المحارم الورقية أو اكسسوارات بسيطة للسيارة ، وما شابه من السلع الرخيصة المصنعة غالبا في الصين ..
لقد اعتاد "الجمهور" على رؤيتهم ، ولم تعد تؤثر فيه تقاطيعهم البائسة ولا طفولتهم المهدورة على الشوارع بجانب الإشارات الضوئية ..
والجملة التي يسمعونه غالبا من سائقي السيارات المهذبين هي : الله ييسرلك !! أما الأفظاظ من السائقين، فعادة ما يصرخون في وجوههم بغلظة أو يُلقون على مسامعهم شتيمة دسمة !!
أعتقد بأن هذا المشهد يتكرر في كل البلدان الفقيرة أو التي تدور على أراضيها حرب أهلية أو نزاع مسلح من نوع ما .. لذا فهو مشهد ليس بالغريب على القاريء العربي تحديدا..!!
وغالبية الأطفال الذين يتسولون على مفترقات الطرق في البلدات العربية واليهودية داخل اسرائيل، هم من الأطفال الفلسطينيين . ويُعتقد بأن من يقف وراء "تجنيد الأطفال" للعمل في التسول، بعض "المُقاولين" الذين يؤمنون لهم "مكان" مبيت، أجر باخس ووسيلة سفر تنقلهم من تقاطع الى آخر وقت الضرورة .. بل ويعتقد البعض بأن عصابات تقف وراء هذه الظاهرة .
ليس من المهم معرفة من يقف وراء ظاهرة التسول، فالأولى هو معرفة العوامل وراء ظاهرة التسول ، وأنا أعتقد جازما ، بأن الفقر والعوز هو الذي يدفع الأهل لتأجير أبنائهم لمقاولي "التسول" ..
وذكر تقريرٌ فلسطيني مؤخراً نُشر مؤخرا بأن 2.5% من هؤلاء المتسولين يتعرضون للتحرش والإعتداء الجنسي .. رغم أنني أعتقد بأن النسبة أكبر من ذلك بكثير ..
وذات يوم ،قبل سنين طويلة ، التقيتُ أحدهم في مقهى "درجة أُولى" للتباحث حول شؤون العمل .. وبما أنه مقهى من الدرجة الأولى ،فإنه يوفر لرواده جوا هادئا بالإضافة الى مشروبات متنوعة (غير كحولية) ووجبات خفيفة .. وتتلائم اسعاره مع "سمعته" ، فهي مرتفعة جدا قياسا الى باقي المقاهي والمطاعم ..
جلس شابٌ انيق اللباس ،يصحبه فتى صغير تدُّلُ هيئته وملابسه على أنه من "متسولي اشارات المرور" .. لفتَ انتباهي هذا التناقض بين أناقة الشاب ورثاثة الفتى ..!!
كان الشاب "كريماً" جدا فقد تناول والفتى وجبة فطور منوعة ومُكلفة ..فقلتُ في نفسي، ربما يقوم الشاب بالإحسان للفتى من منطلقات انسانية ..
انشغلتُ وصديقي بشأننا ، الى أن سمعتُ جلبة حركة المقاعد على الطاولة القريبة ، فنظرتُ صوبهم . لقد انتهيا من تناول الفطور وهمّا بمغادرة المكان، بعد أن دفع الشاب فاتورة الحساب ..
وفي الخارج ، ومن خلال الزجاج ،رأيتهما متوجهان نحو السيارة ، وقد احتضن الشاب الفتى وقبّله من فمه!!
ترددتُ قليلاً ، أردتُ اللحاق بهما والسؤال عن ما يجري ، لكنهما صعدا السيارة وغادرا ..
لم أندم على شيء لم أفعله في حياتي ، مثل ندمي على ما شاهدتُ دون أن أفعل شيئاً..!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدية عيد الميلاد ..
- مقال مكرر..
- الدين هو الإنسان الذي يعتنقه ..
- بِحُكم العادة ..
- الملاذ الأخير لفتاة مضايا
- سَمُّور وحَمُّور ..
- كلمات في العيد ..دعوة للفرح
- الصدمة ..
- الامارات الفلسطينية المتحدة .
- التَزَمُّت ..
- الديخوتوميون-dichotomy
- السجدات الضائعة ..
- صُنعَ في السعودية
- الشيخ والسّكير..
- حزيران، رمضان والاستاذ افنان..!!
- توقف الذاكرة ..
- الجيل الثالث يقرأ.. في تل السمك .
- حقوق اللاجئين : مساهمة في الحوار مع الاستاذ عبدالله أبو شرخ.
- مفاهيم -عديدة- للثورة ..!!
- مبروك لكتاب وقراء الحوار المتمدن.


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - قاسم حسن محاجنة - مشهد صادم ..