أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - مقال مكرر..














المزيد.....

مقال مكرر..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5242 - 2016 / 8 / 2 - 12:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



مقال مكرر ..
نشرتُ هذا المقال قبل ما يزيد على السنتين ، وهأنذا أعيد نشره مرة أُخرى ..ومما حفزني على ذلك، هو الإعتذار الذي تقدم به صديقي العزيز نضال الربضي ، للزميل نعيم ايليا .. فكيفية تعاملنا مع الآخر هي في المحصلة تعبير عن ماهيتنا ..
بين ألكيفية وألماهية ..
وألمقصود بالكيفية في مقالتنا هذه ، ليس ألجودة ،بل كيفية تناولنا لقضايانا وشؤون حياتنا ، كيف نعرض أفكارنا ، أراءنا ومواقفنا . كيف نُجابه التحديات الحياتية ، كيف نتعامل مع بيئتنا الإنسانية والطبيعية ، كيف "نظهر " في عيون أنفسنا وفي عيون الأخرين ، كيف نحّل صراعاتنا وإشكالياتنا ، وكيف ...كيف وكيف ؟
إذن الكيفية المقصودة هنا هي ديناميكية وتتفاعل مع الظروف الحياتية المُتغيرة ، وهي الألية التي نستعملها كبشر والتي هي مُكتسبة ونتاج تنشئة ، تعليم وثقافة ، خلافا للحيوانات التي تتعامل مع المُتغيرات بشكل غريزي ، وتتراوح وسائل "مجابهتها " للظروف المُتغيرة بين ثلاث ردود أفعال ، والتي أطلق عليها الإخصائيون "نمط ال 3 "إف " وهي الحرف الأول من الكلمات الانجليزية والتي تبدأ كلها بحرف "الاف" الانجليزي ،فلايت : الهروب ، فايت : مقاومة، حرب ، وفريز : تجمد وشلل .
ولاحظ ألباحثون بأن ردود أفعال غالبية ألبشر ، تنطبق عليها هذه الأنماط من ألسلوك في حالة مواجهة خطر ما ، ولكل نمطه الخاص به.
لذلك قد نرى ردود أفعال مُختلفة على نفس الحدث عند أشخاص مُختلفين ، ولنستعن بمثال للتوضيح ، وهو مثال يُشغل الجميع هذه الأيام ، قضية التحرش الجنسي . فقسم من ضحايا التحرش "يُصاب بشلل " ولا يعمل شيئا ، مع ما يُعانيه من صدمة فلا يتحرك (يتجمد ) ، بينما البعض الأخر من ضحايا التحرش يُبادر بالهرب من المتحرش وبأقصى سرعة غير ملتفت وراءه ، والقسم الأخير من الضحايا يقوم بفعل مُقاوم ، إما كلاما بالصراخ ، الإعتراض وربما برد عنيف جسديا أو كلاميا على المتحرش ، بغية طلب المساعدة أو الدفاع عن النفس .
لا تتذمروا فلن أكتب مرة أُخرى عن التحرش ، ورغم أنني كتبت عدة مقالات ، إلا أنني أُحس بالتقصير في الكتابة عن هذا الموضوع ، أي عن التحرش وعن الإعتداءات الجنسية ، ولربما سأكتب لاحقا .
لكن موضوع الكيفية يشمل تقريبا كل مجالات الحياة ، فهو علاقة الشكل بالمضمون في الإبداع ، السياسة ، الأخلاق ، الحرب والسلام .
والعرب والمُسلمون هم خير من يُمثل تأثير الكيفية على الماهية في قضاياهم الكبرى ، بدءا من قضيتهم الأولى فلسطين وإنتهاء بقضية التحديث والعصرنة .
فلو سألتَ من تشاء من سكان الكرة الارضية عن القضية الفلسطينية ، لأجابك دون تردد ، بأنها قضية عادلة وللشعب الفلسطيني الحق في دولة مستقلة .
لكن وحينما يقوم العرب بعرض قضيتهم وبالكيفية التي تعودوا عليها ، القضاء على إسرائيل ، فإن التعاطف العالمي يتوجه نحو إسرائيل ، رغم أنها دولة تُمارس إحتلالا إستيطانيا قامعا .
وحينما يعرض العرب والمسلمون رؤيتهم لعملية التحديث ، فإنهم يهربون إلى الماضي للحديث عن ألحضارة العربية التي سادت ألعالم وما شابه ذلك .مما يُحولهم إلى موضوع سخرية وتندر من باقي الشعوب.
ولو تتبعنا أنماط ردود الأفعال العربية على المتغيرات والمخاطر لوجدناها لا تخرج عن النمط الغريزي السالف الذكر .
ولتطوير بدائل عقلانية وأليات مواجهة التحديات وإدارة الصراعات ، فليس أمام ألعرب إلا أن "يعيشوا " في القرن الواحد والعشرين ، فَهُم إما في القرون الاولى للميلاد ، أو في عالم مُتخيل موهوم يسودون فيه العالم ...!!إذن ألعرب مُتجمدون في الماضي أو أنهم هاربون إلى مستقبل موهوم .
قد تكون صاحب قضية عادلة (ماهية ) ، و"الماهية " هنا هي ال – ماذا ؟ هي الجوهر ، المضمون ، الفكرة. هي ما تسعى إلى تحقيقه ، هي الدافع ألذي يُحفزك على "الفعل " ، على الإستعانة بالأليات والديناميكيات ، هي التي تقودك للتفاعل مع الأخر .
ولكل منا "ماهية " ما ، على المستوى الفردي وعلى مستوى المجتمعات ، لكن هل تنسجم ، تتوافق وتتلاقى "ماهيتنا " مع "ماهية " الأخر أو مع العصر ؟ هل هي قابلة للتحقيق ؟
"فالماهية " بشكل أو بأخر تفرض "نفسها " على "الكيفية " ، فإذا كانت "ماهيتي " تدعو للتكامل الإنساني بين الأعراق ، الشعوب والأديان ، فإنني سأُطور أليات تقودني إلى "تحقيق " ماهيتي بهذا الإتجاه ، كتطوير أليات التعامل القائم على الإحترام المتبادل ، تقبل الأخر ، الحوار وما إلى ذلك . أما إذا كانت "ماهيتي " هي "التسلط " على الأخر ، فهي ستقودني حتما إلى تطوير أليات "ُملائمة "لها ، بدءا برفض الأخر ، إزدراءه وانتهاء بقتله للسيطرة على ما تحت يديه .
فالذي يُريد أُستاذية العالم ، دون تفاعل مع العصر بمنجزاته ، سيتحول إلى مجرد قاتل ، يبحث عن الأسلاب والغنائم ، فلا يجدها .!! بينما الذي يبحث عن تكامل ، إنسجام بل وتفوق في هذا العصر ، يطور أليات العصر، كالعلوم والتكنولوجيا والأبحاث ، كما تفعل وفعلت الصين ، اليابان ، كوريا الجنوبية وغيرها من النمور الاسيوية .
ومع ذلك فقد تكون "الماهية " عادلة ومشروعة ( كتحقيق الإستقلال الفلسطيني ) ، لكن الكيفية لتحقيقها قد تكون غير ملائمة ، فهي"ماهية " عادلة ، لكنك تُدافع عنها ، تٌسوقها بطرق لا تتلائم مع العصر ولا مع الظروف ، ولا تخلق تفاعلا وديناميكية مع الأخر والمُختلف ، فتخسر نفسك وقضيتك( ماهيتك ) .



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين هو الإنسان الذي يعتنقه ..
- بِحُكم العادة ..
- الملاذ الأخير لفتاة مضايا
- سَمُّور وحَمُّور ..
- كلمات في العيد ..دعوة للفرح
- الصدمة ..
- الامارات الفلسطينية المتحدة .
- التَزَمُّت ..
- الديخوتوميون-dichotomy
- السجدات الضائعة ..
- صُنعَ في السعودية
- الشيخ والسّكير..
- حزيران، رمضان والاستاذ افنان..!!
- توقف الذاكرة ..
- الجيل الثالث يقرأ.. في تل السمك .
- حقوق اللاجئين : مساهمة في الحوار مع الاستاذ عبدالله أبو شرخ.
- مفاهيم -عديدة- للثورة ..!!
- مبروك لكتاب وقراء الحوار المتمدن.
- بين العِظة والعَظَّة ..
- تداعي الذكريات ..!!


المزيد.....




- جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و ...
- -ورقة مساومة-.. الآلاف من المدنيين الأوكرانيين في مراكز احتج ...
- -مخبأة في إرسالية بطاطس-.. السعودية تحبط محاولة تهريب أكثر م ...
- -غزة.. غزة-.. قصيدة ألمانية تستنطق واقع الفلسطينيين وتثير ال ...
- بسبب هجومات سيبرانية.. برلين تستدعي سفيرها في موسكو للتشاور ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- بوتين للحكومة في اجتماعها الأخير: روسيا تغلبت على التحديات ا ...
- مصر.. اتحاد القبائل العربية يحذر من خطورة اجتياح رفح ويوجه ر ...
- تقرير: مصر ترفع مستوى التأهب العسكري في شمال سيناء
- بعد ساعات على استدعاء زميله البريطاني.. الخارجية الروسية تست ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - مقال مكرر..