أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - صُنعَ في السعودية














المزيد.....

صُنعَ في السعودية


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5196 - 2016 / 6 / 17 - 14:52
المحور: كتابات ساخرة
    


صُنعَ في السعودية ..
لقد توقفتُ مشدوهاَ وأنا أُمسكَ بيدي "بكيت علكة" زاهي الألوان وأُحاول قراءة ما كُتب عليه.. مما أثارَ حب إستطلاع صاحب الدكان في الحي الذي أسكنه فسألني عمّا أُريد معرفته .. وبما أن نظري على "قد حالُه"، فقد تطوع بقراءة الأحرف الصغيرة اللعينة التي أراها كخط مستقيم ولا استطيع تمييزها من بعضها البعض.. إنها علكة كذا بطعم كذا.. وصُنع في السعودية ..
استغربتُ أن تصل منتوجات سعودية إلى السوق الإسرائيلية ، بما في ذلك بعض الأجبان ، لكنني فرحتُ أيضا لهذا الكشف العظيم ، بأن السعودية تنتج شيئاً يصلح للتصدير. وقلتُ في ذاتي : ها هي دولتنا الصناعية المتقدمة (يعني اسرائيل) ، تعتمد العلكة السعودية في سوقها المحلية .. لكنني تراجعتُ عن هذه الفكرة فمصانع دولتنا تنتج أشكالاً وألواناً من العلكة لا تخطر ببال أحد.. ولا بُدّ بأن هذا المنتوج جاءنا عن طريق إخوتنا، في الضفة الغربية.
ثم عاتبتُ نفسي على سوء الظن ، خاصة وأن بعضه إثم ، فما بالك بسوء الظن .. ببلاد الحرمين ومهبط الوحي .. استغفرت عن ذنبي .
لكن .. وبالمُناسبة ،فقد استمعتُ بالأمس الى حديث صاخب بين شابين ،حينما كنتُ أنتظرُ أحدهم في أحد الأحياء.. ويبدو بأن ما سمعته من طرف ذلك الحديث كان تتمة لحديث بينهما.
-وماذا تقول في لبن المراعي ؟ سأل أحدهم ... ودون أن يتوقف لسماع إجابة صديقه، إستمر قائلاً : يسخرون منّا ويقولون بأنها صناعة سعودية ..!! وأنا أعتقدُ جازماً بأنها صناعة "تنوفا" ، يستوردونها ويُلصقون عليها ملصقا بإسم المراعي .. ألم تُلاحظ علبة "الشمينت" (الزبادي)، إنها "شمينت تنوفا" ..!!
وتنوفا هذه هي أكبر شركة منتجة للحليب ومشتقاته في اسرائيل ،والكلمة تعني "المحصول" ، وقد بيعت مؤخراً لمستثمرين صينيين ، أما "الشمينت" ، فهي اللبن الزبادي وهي كلمة عبرية ، دخلت الى عربيتنا المحلية ككثير من الكلمات العبرية غيرها ، وأنتجت لهجة خليط من العربية والعبرية ،يُطلق عليها اللغوين إسم العربرية (العربية العبرية )، كما دخلت أيضاُ كلمات عربية الى العبرية وأصبحت جزءا من لغة التخاطب اليومية ، كالشتائم بأكملها مثلا .. فالشتائم العربية دسمة ومعبرة جدا..
ما علينا ، يستكثر هذان الشابان كغيرهما على دولة كبيرة وزعيمة العالم السُني أن تنتج ألبانا وأجبانا ...!! وذلك لأن من يسافر لتأدية مناسك العمرة والحج ، من أهلنا ،(عرب اسرائيل)، وهم كثر يعودون من هناك، محملين بالهدايا، كالمسبحة ومفرش الصلاة، الملابس والأحذية ، العطور وما شابه ، وكلها مصنوعة في الصين ، تايوان، اندونيسيا، تركيا وغيرها من الدول ، لكن ما عدا المسواك ، فليس من بين تلك الهدايا ،ما هو من صناعة السعودية ..
لكنها ، ونكاية بالكارهين والمُبغضين ،فإنها تُصدر ما هو أهم وأعظم ..إنها تُصدر الفكر الذي دخل كل بيت مسلم سني ، في ارجاء المعمورة ..
صدرت وتصدر القراءة المتخلفة للدين ، صدرت الكراهية ، وصدرت الفكر الإرهابي .. وهذا يضعها في مصاف الدول المصدرة الكبرى .. ولا حاجة بها للشمينت ولا للعلكة لكي تصدرهما ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ والسّكير..
- حزيران، رمضان والاستاذ افنان..!!
- توقف الذاكرة ..
- الجيل الثالث يقرأ.. في تل السمك .
- حقوق اللاجئين : مساهمة في الحوار مع الاستاذ عبدالله أبو شرخ.
- مفاهيم -عديدة- للثورة ..!!
- مبروك لكتاب وقراء الحوار المتمدن.
- بين العِظة والعَظَّة ..
- تداعي الذكريات ..!!
- دولة قومية ،إثنية وأرثوذكسية ..
- الدونكيشوتية في -محاربة- الأديان ..
- ذكرى الهولوكوست ..
- لا أراكم الله مكروها بعزيز ..
- ضيقٌ في الصدر .
- طبقتان عاملتان ..؟!
- ثقافة الثأر..
- أيها الموت، تباً لك ..!!
- شتائم نمطية ..
- غاندي الاسرائيلي ..
- شهر واحد يا استاذ أفنان؟!


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - صُنعَ في السعودية