أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - قاسم حسن محاجنة - شتائم نمطية ..














المزيد.....

شتائم نمطية ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5137 - 2016 / 4 / 19 - 16:15
المحور: حقوق الانسان
    


شتائم نمطية ..
تطرقتُ في مقال سابق، لموضوع شتيمة الأُنثى مُعترفاً بأنني أرتكبُ هذا الذنب القبيح في فترات متباعدة جداً. لكن تبقى الشتيمة سلاحاً في أيدي الضُعفاء الذين لا يستطيعون دفع الظلم والضيم الذي وقع بهم، من بعض الأوغاد .(أوسعتهم سبّاً وأودوا بالإبل)
وكثيراً ما أُصادفُ شتائم تهدف أساساً للمس بالكرامة الإنسانية للمشتوم، لكنها في حقيقة الحال تُعبر عن إهانة وإستهتار بشرائح إجتماعية كبيرة ، كما في حال الشتائم المخصصة للنساء حصرياً.
وليس لدي أدنى شك بأن "الشاتم" ، وعند شتمه للآخر ، لم يكن يقصد إهانة شريحة إجتماعية كبيرة ، بل كان يقصدُ توجيه إهانة الى شخص بعينه أو مجموعة من الأشخاص . لكنها الثقافة التي نُحاول تغييرها ، لكننا نقع في أسرها كل مرة ومن جديد، دون وعي منّا.
والمتتبع للتعقيبات ، بما فيها الفيسبوكية ،على المقالات في هذا الموقع وغيره، يجدُ كماً كبيراً من الشتائم للكاتب وللمعلق، وسرعان ما تتحول خانة الفيسبوك الى "مَشْتَمَة"(مكان الشتم- وهذه من كيسي الخاص)، تطفح بكل أنواع البذاءات والإهانات.
لكن ، وكما يُغيظني كمُّ الشتائم بحق الأُنثى، فإنني أتميز غيظاً من الشتائم الموجهة لشرائح اجتماعية أُخرى.
فهناك من يتهم مخالفه بأنه "مريض نفسي" ، "متخلف عقلي" ، "مٍثلي" و"مُعاق" ، وهو بهذا إنما يُعمّق ويُذوّت الفكرة النمطية عن هذه الشرائح الإجتماعية ، بأنها أقل شأنا ، بل بأنها فاقدةٌ للإنسانية وللأهلية الإجتماعية . وبما أنني كرستُ أكثر من ريع قرن من حياتي وما زلتُ ، للعمل مع المرضى النفسيين، عاشرتهم ، ضحكتُ معهم، زرتهم وزاروني في بيتي، خرجتُ وأولادي معهم في رحلات، قابلتُ أُسرهم ،زوجاتهم ، أبناءهم وعملتُ معهم جميعاً ، فإنني ورغم صعوبة العمل معهم ، لم اتعرض "للطعن" من الخلف بيد أحد منهم، بل من غدر بي وطعنني من الخلف ،كان في العادة من "حملة الشهادات"...!!
الإعاقة ، النفسية، الجسدية والعقلية لا تُحوّل الانسان الى شيء آخر(بليد الحس والمشاعر) ، بل تزداد رهافة حسه ... فعدم القدرة على حل معادلة رياضية لا تعني إنتفاء الإنسان بكل مكوناته الشعورية والعاطفية..
المريض النفسي وفي حالة النوبة المرضية ، قد يتصرفُ تصرفات تبدو لنا غريبة ، ولكن ما "يسمع" من أصوات وما يرى من أشياء، هي الحقيقة الموضوعية بالنسبة له .. وليست نابعة من "تخطيط مسبق" للإساءة لأحد ... كيمياء الدماغ تتحكم به ويتصرفاته ..
أما الأوغاد الذين يخططون بدقة للإساءة، الإحتيال ، الغدر ، الاستغلال ، وكل الموبقات، فإنهم مدفوعون بدوافع ذاتية داخلية ، ولا عذر لهم ..
ولكي نكفّ عن الحاق الأذى غير المقصود بشرائح اجتماعية ، فلنتوقف عن وصف "أعداءنا" الشخصيين والسياسيين بالمرضى النفسيين ، المعاقين والمتخلفين عقليا .. لأنهم في حقيقة الحال ليسوا هكذا، إنما هم أوغاد واوغاد فقط .. والوغد هو وحسب قاموس المعاني : وَغْدٌ مِنَ الأَوْغَادِ :- : دَنِيءٌ ، خَسِيسٌ ، وَغْلٌ .
عَرَفَهُ وَغْلاً مِنْ أَوْغَالِ الْحَيِّ :- : وَغْداً ، خَسِيساً ، دَنِيئاً ، نَذْلاً ، ضَعِيفاً وَمُقَصِّراً فِي كُلِّ شَيْءٍ .
" مهداة لروح صديقي الشاعر الذي عانى من الاكتئاب ، وعملتُ معه فترة طويلة ، استعاد بعدها قدراته الإبداعية " ...وسأُكرس ذات مرة مقالة عنه ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غاندي الاسرائيلي ..
- شهر واحد يا استاذ أفنان؟!
- الحلم وشظاياه ..تداعيات على مقال الاستاذ افنان القاسم
- اللغة والثقافة .
- حقاً لماذا.. لا يحصل العرب على نوبل ؟!
- الأيادي الطاهرة .
- ملاذ الأوغاد..
- سعيدٌ بجواركم ..
- غابَ نهارٌ آخر ..
- فرائض أبناء نوح ..
- المؤامرة ونظرية المؤامرة ..
- إلى أصدقائنا البلجيكيين ..
- عِلمانيات متعددة ..؟؟
- العبرية -لغةُ الأسرار- ..!!
- المزاج بين الشخصي والعام ..
- غسيل دماغ ..
- حفنة تراب وقارورة زيت.
- دموع صغيرتي ..
- فتات موائدنا والببغاوية ..!!
- المستنقع والذباب.


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - قاسم حسن محاجنة - شتائم نمطية ..