الأيادي الطاهرة .

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 5125 - 2016 / 4 / 6 - 13:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الأيادي الطاهرة .
مراسلة الشبكة الثانية في الراديو الاسرائيلي بالعبرية في مرحلة متقدمة من الحَمل ، لذا قررت أن تفحص المستشفيات وأيها يقدم خدمة لزبوناته من الحوامل ،حسب طلبهن .. ومن ضمن الطلبات والتي "رغبت" الصحافية في فحصها هي : هل يتم الفصل بين النساء اليهوديات والعربيات في غُرف أقسام الولادة في المستشفى ؟! وهل تستطيع أن "تحصل" على غرفة "يهودية" خالصة ؟!
-نعم بالتأكيد ..!! جاءها الجواب عبر سماعة الهاتف ، من قسمي ولادة في مستشفيين مقدسيين .. فسياسة المستشفى هي الفصل بين "اللاتي وضعن أحمالهن" ، بناء على الإنتماء القومي ، قال "الصوت" من وراء سماعة الهاتف .. بينما كان رد مستشفى آخر في المركز، بأنه يحاول أن "يُلبي" طلب المعنيات بذلك ، وردّ مستشفيان آخران بالرفض القاطع لهذا الطلب وهذه السياسة !!
التسويغات والتبريرات كثيرة ،لهذه العنصرية المكشوفة ، فبدءاً من رغبة "الوالدة" بالخُصوصية ، وإنتهاءً ،الى أن غرف الوالدات التي تكون إحدى نزيلاتها عربية تتحول إلى قاعة إحتفالات ، كناية عن العدد الكبير من الزوار السعداء بالمولود-ة العربي-ة الجديد-ة ..!!
ومن تجربة صحافية الشبكة الثانية في عملية ولادتها الأولى ،قالت بأنها عانت كثيراً ولم تستطع أن تنال قسطاً من الراحة بعد الولادة ، نتيجة الإحتفالات ...!! لكن إحتفالات عائلة يهودية ،لا عائلة عربية !!
ما علينا ،ولنتقبل التفكير النمطي عن العرب برحابة صدر، ومن حق النساء اللائي انجبن وما زلن في فترة النقاهة ، من حقهن الحصول على الراحة، يهوديات كُنّ أو عربيات ومن المحبذ تقليل الزيارات في هذه الفترة قدر الإمكان .
النقاش هو مع السياسة التي تتبعها بعض المستشفيات ،سياسة الفصل على أساس القومية في غرف الولادة تحديدا..
الأدهى والأمر ، أن يخرج عضو كنيست من حزب البيت اليهودي ، بتصريحات تؤيد الفصل العنصري بين اليهوديات والعربيات على أساس عنصري ، وقال بان زوجته أنجبت خمسة أطفال وكانت تطلب أن تكون في غرفة منفصلة .. وللتذكير فعضو الكنيست هذا هو من التيار الديني الإستيطاني في الضفة الغربية .
-نعم إنهم أعداءنا، وهذه العربية التي تضع مولودها ، سيتحول هذا المولود إلى إرهابي ، وأنا أخافُ منها !! هكذا قال زوجة عضو الكنيست للقناة التلفزيونية العاشرة ..!! وأضافت بأنها وفي لحظات الولادة والتي تراها مقدسة ،لا تُريد لأيادي غير يهودية أن تستقبله في بداية حياته .. لكي لا تتدنس هذه اللحظة الطاهرة والمُقدسة .
لقد وصل الأمر بحرم عضو الكنيست أن ترفض "دايةً" أو طبيب نساء عربي لتوليدها .. تُريد أيادي طاهرة فقط ..أيادي يهودية ... وأكدّت بأن كل طلباتها قد نُفذّت .
كنتُ أعتقد بأن الإسلام السياسي هو الوحيد الذي يتبنى مقولة "الايادي المتوضئة" ، لكن تبين بأن له شركاء كثر ..!!
وفي النهاية وللنزاهة العلمية نقول بأن أوساطاً واسعة من الوسط اليهودي ،نددت وشجبت هذه الأقوال ، واستذكرت التاريخ وخصوصاً تاريخ الشعب اليهودي الحديث ، وبالمقابل فقد تلقف العنصريون هذه التصريحات بفرحة عارمة ، مطالبين كل عربي -ة بقسم ولاء للدولة اليهودية ، كما فعل زعيم حركة "لهافا" بنتسي غوفشتاين .. قبل دخوله-ا الى المستشفى ..
ويحتدم النقاش : دولة يهودية تحكمها الشريعة أو دولة ديموقراطية !! لا طريق ثالث بينهما ..!!

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل