أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسن محاجنة - حفنة تراب وقارورة زيت.














المزيد.....

حفنة تراب وقارورة زيت.


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5104 - 2016 / 3 / 15 - 15:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نير برعام ، كاتب إسرائيلي من جيل الشباب ، يساريٌ في السياسة والاقتصاد ، حصد جائزة اسرائيل لأفضل كاتب شاب ، وتربع أحد كتبه على رأس قائمة الكتب الأكثر مبيعا في اسرائيل .. والده الوزير السابق عوزي برعام والذي شغل منصب سكرتير عام حزب العمل الإسرائيلي.. وكان الوزير برعام من جناح الحمائم في الحزب وما زال حمائميا ..
صدر لنير برعام حديثاً كتابٌ بعنوان "البلاد خلف الجبال " ،يتحدثُ فيه عن زياراته الكثيرة لبلاد ما وراء الجبال ، ألا وهي الضفة الغربية المحتلة ، ولقاءاته مع الفلسطينيين في المخيمات والقرى ، والمستوطنين في مستوطناتهم .. وقد وصف برعام الإحتلال بأنه، " ماكينة ذات قوة هائلة ، تقوم اذرعتها المتعددة بتحقيق التطلعات اليهودية " ..
لم يكن في نيتي وعند وضع عنوان هذه المقالة ،أن أُضفي رمزية ما لحفنة التراب وقارورة الزيت ، بل كان قصدي أن أتحدث عن طلب أحد أقاربنا منّا ،في حال قدومنا لزيارة الأردن ، أن نحضر له حفنة تراب من تراب الوطن وقنينة زيت من البلاد ،حتى يستعيد ذكريات والده المرحوم والذي وافته المنية وهو يحلم بتنشق عبير ملاعب الصبا في حفنة تراب ، وأن يتذوق طعم الحياة التي ولّت بغمس قطعة خبز بزيت البلد.
هكذا هم كبار السن الذين عاشوا حياتهم وهم يتحسرون على الاشياء البسيطة التي تعيد ذكرياتهم حية ..
ونير برعام الذي التقى في جولاته بالكثير من الفلسطينيين وخصوصاً سكان مخيمات اللاجئين ، والكثير من المستوطنين ، يصلُ الى نتيجة مُفادها، بأن ابناء الشعبين يحلمون نفس الحلم ، أو على حد تعبيره "يُخطئون" بنفس الحلم ..
فالفلسطينيون يحلمون بأن يعود اليهود أدراجهم الى البلدان التي قدموا منها ، لكن المدهش في الأمر، بأن الفلسطينيين (عند برعام ) ورأفة باليهود ، لا يرغبون لهم بالعودة الى الدول العربية ،خوفاً عليهم .. أما اليهود الذين التقاهم في بلاد ما وراء الجبال، فيحلمون بإختفاء الفلسطينيين وليرحلوا الى المريخ ، أو الى الأردن ، أو الى أية دولة مستعدة لإستقبالهم ، مع إعطائهم تشجيعاً ماليا على الهجرة ، من قِبل المؤسسات الرسمية والشعبية اليهودية . بينما ورأفةً بالفلسطينيين فإن برعام يروي كيف ان سلطات الاحتلال تتوجه للمحاكم لمنع الفلسطينيين من فلاحة اراضيهم ،خوفاً عليهم من اعتداءات المستوطنين . وهذه الرأفة المتبادلة أو الخوف على مصير كل طرف من قِبل الطرف الآخر ، ورغم سخريتها المرة ،فهي تعبير ولو بالحد الأدنى عن تعاطف متبادل ..
هذا الحلم المتشابه والنقيض هو الذي سيؤدي في النهاية، إلى القضاء على حل الدولتين وإحياء حل الدولة الواحدة .. لقد روى برعام وفي مقابلة تلفزيونية بأن أحد اللاجئين الفلسطينيين أبدى رغبته بالعودة الى قريته، وبالمقابل فهو على استعداد لحمل الجنسية الاسرائيلية أو الهوية الاسرائيلية .. !!
انه صراع من اجل حفنة تراب وقنينة زيت ، مع ما تحملانه من رمزية قومية ، وطنية وتاريخية ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموع صغيرتي ..
- فتات موائدنا والببغاوية ..!!
- المستنقع والذباب.
- إعادة تشكيل الذهنية
- -ترامب- يُطمئن ناخبيه ..!!
- -هاشتاغ- المرأة العربية
- الدكتاتوريات والطائفية
- مثقفون أم مهنيون..؟!
- الثقافة العربية ومتلازمة ستوكهولم.
- هدف أبو نهية ..
- سيعود شعبي ..!!؟
- -لعنة- الراب بينتو ..!!
- تنويعات معاصرة على سيرة الزير سالم .
- حرف ال- P- اللعين ..!!
- صورة عائلية ..
- ألشر -المُطلَق- ..
- مِشْ مْسوشِل ..
- حكايتان قصيرتان ..
- ألشر آليةٌ -للفوز-..!!
- نساء الحائط ..


المزيد.....




- ترامب يعلن عن أول دولة تنضم إلى اتفاقيات إبراهيم في ولايته ا ...
- قطر تستثمر 29.7 مليار دولار في مشروع سياحي عملاق بالساحل الش ...
- ترامب يعلن انضمام كازاخستان إلى -الاتفاقيات الإبراهيمية-
- قيمتها 878 مليار دولار.. الموافقة على حزمة أجور ضخمة لماسك
- مسيّرات تعطّل الرحلات الجوية في مطارين أوربيين
- بعد رفض الجيش للهدنة.. ما مصير الحل التفاوضي في السودان؟
- بعد تصويت مساهمو-تسلا-.. ما الذي يمكن أن يشتريه إيلون ماسك ب ...
- كازاخستان تقرر الانضمام لاتفاقات أبراهام
- اعتداءات المستوطنين شرق الضفة تجبر 6 عائلات فلسطينية على الن ...
- بشبهة العلاقة بحماس.. ضبط أسلحة في النمسا وتوقيفات في لندن و ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسن محاجنة - حفنة تراب وقارورة زيت.