|
ألشر آليةٌ -للفوز-..!!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5063 - 2016 / 2 / 2 - 16:32
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ألشر آليةٌ "للفوز"..!! لا أُصدقُ نفسي بأنني أكتبُ عنوانا كهذا ، بل وسأستعرضُ دور الشر في الفوز (بمعركة الحياة) ،والنابع من غريزة التدمير(للآخر أو للذات) ، وصراع البقاء التي "تقود" الإنسان في "بدائيته" قديماً وحديثاً .. ورغم طبيعتي المسالمة ،فقد كانت لي مواجهات مع "الشر" (ومن يمثلونه ) وفي جميعها ،كنتُ خاسراً .. لأنني تورعتُ عن استخدام "آلية الشر" ... هل هذا دلالة على ضعف في "شخصيتي" ؟ ربما ... ولكنني راض بهذا .. وبعد تمعن عميق ، هذه قرائتي التي لا تُلزم أحداَ .. لكي تبقى (على قيد الحياة) وتملأَ بطنك (حِسيا ومعنويا) ، عليك الفوز بالفريسة السانحة .. وقد تكون الفريسة "طعاماً" في الازمان السحيقة ،زمن انسان الكهوف.. وقد تكون الفريسة "منصباً " أو ربحاً ماديا عاجلا .. في أيامنا هذه . لكنك لستَ وحدك في "ميدان" الحياة ، فهناك من يطمح للحصول على الفريسة ،هو أيضاً ، لذا كان التنافس ...لكنه ليس بشريفٍ البتة ..!! كلمات كالشرف والأخلاق ، هي الغطاء الذي يستر كل "عورات" التنافس ... فالتنافس يعني في المحصلة ، فوز لطرف وخسارة لطرف آخر .. والطرف الذي يملك آلية الشر ، هو الذي يفوز في كل الأحوال .. ولم يُكتبُ النصر للمنافسة الشريفة أبداً ... هل هي محاولة لتبرير الشر داروينياً ؟ لا كبيرة ومدوية ... لكنها مُحاولة لفهم سبب "خسارة " الشرف والأخلاق في ميدان المنافسة ،قديماً وحديثاً .. لم أنسَ بتاتاً ، البديهية القائلة ، بأن المصالح هي التي تُحركنا وتدفعنا ،أفراداً وجماعات. ولكن المصلحة في النهاية ، لا تأخذُ بعين الإعتبار ، ماذا سيلحق بالآخر جرّاء تحقيقها ...فالمصلحة هي التعبير عن الأنانية والذاتوية المفرطة ..!! لكن مَن مِنّا لا يحب نفسه حتى النرجسية ..!! الفلسفات والأديان ، انتبهت الى هذه الحقيقة ، لذلك كان جل تركيزها على نقيض "آلية" الشر، ركزت على الشرف والأخلاق ... فبدلاً من الفوز والكسب العاجل ، وعدت الانسان بكسب آجِل ، وطالبته بالتعاطف مع الآخر ، مساعدته ، محبته وبناء علاقة معه على اساس "الأخوة" ، وليس كعدو منافس .. لكنها لم تنجح في تغيير "بُنية" الشر المتأصلة .. الدولة ، كل الدول ، حاولت تقنين الشر، لصالحها ، فهي تملك الحق في القتل ، والسرقة من جيوب المواطنين وتوزيع ثروات البلاد على أبناء الطبقة الحاكمة ،.. لأنها تحتكر الحق في استعمال القوة ، طبقا لمصالحها ... أما "روبن هود " أو الصعاليك فهم خارجون عن "القانون" .. "الدولة" تفوز دائما والشعب يخسر دائماً. ولربما تكون للتجربة الحياتية (لكل فرد أو مجموعة على حدة) ، دورٌ في رؤية "الشر" من هذا المنظار .. فمثلنا يقول "يحمدُ السوق من ربح " ، فالرابحُ بواسطة آلية الشر ،سوف يتعامل مع الأمر ، من مُنطلق الشطارة والقدرة ، الحنكة والخبرة ، ولن يتعامل مع " آليات التنافس " التي انتهجها على أنها غير أخلاقية أو غير شريفة .. أما الخاسرون في ميدان التنافس ، لأنهم لم يتمكنوا من "زج" كل الشر الذي يملكونه في ميدان "المعركة " ، لأسباب ذاتية وقد تكون هذه الأسباب "أخلاقية "، بمعنى ،بأنهم آمنوا بقيمٍ غرسها في نفوسهم "الفائزون" السابقون ، الحاليون واللاحقون ، قيم "التنافس الشريف" ، " والشطارة" .. والتي تلعب دور "المورفين" الطبي المستعمل في التخدير ... الخوف مما يحمله المستقبل ، كان الدافع الأول "لتخزين " الثروات (الطعام) ، وبدأ السلب والنهب ، الذي لم يختفِ من الوجود حتى يومنا هذا ... الاستيلاء على ما بيد الآخر ومنذ بدائية البشرية ( ولدى الحيوانات أيضاً) ، هو الآلية للبقاء والفوز في الصراع ... وهذا غير "أخلاقي" ..لكن عندما تتوفر القوة التي يتم استعمالها بشكل "شرير" ، يصبح هذا العمل أخلاقيا .. الشر هو الأصل ... وهو وسيلة للفوز" بالفريسة " والقوة ، بينما "الاخلاق" هي تعزية لنفوس الضعفاء الخاسرين ..!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نساء الحائط ..
-
خلاص ،بِكَفّي...!!
-
بين نظامين ..
-
يناير ...!!
-
صابونة واحدة زيادة .
-
سِكْبونْيَج..!!
-
قانون -التحسيس- ..!!
-
شارلي ايبدو..والذوق المريض.
-
رصاصة رحمة ؟!
-
فارسُ الأحلام ..
-
ويش نقول ؟! قصة بلا مغزى..!!
-
-العسكريتاريا- الاسرائيلية .مساهمة في الحوار مع الاستاذ محمو
...
-
ألوجه والعجيزة ..
-
ذاكرة الأنامل ..
-
يوم أسود؟ أبيض؟!
-
يومٌ ملائمٌ للإحتفال ..
-
موسم -ألحصاد- ..
-
عُرسٌ يميني ..!!
-
أليسار الإسرائيلي : صراعُ البقاء ..
-
أختان ..!!
المزيد.....
-
أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي
...
-
كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير
...
-
جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
-
الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
-
الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
-
احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
-
شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي
...
-
نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
-
تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
-
الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع
...
المزيد.....
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
-
فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
يوميات على هامش الحلم
/ عماد زولي
-
نقض هيجل
/ هيبت بافي حلبجة
-
العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال
...
/ بلال عوض سلامة
-
المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس
...
/ حبطيش وعلي
-
الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل
...
/ سعيد العليمى
-
أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم
...
/ سعيد زيوش
المزيد.....
|