أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - سِكْبونْيَج..!!














المزيد.....

سِكْبونْيَج..!!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5051 - 2016 / 1 / 21 - 18:22
المحور: الادب والفن
    



حينما يكون مزاج الشيخ "خليل" رائقاً ، فإنه يبدأ في استعراض مهاراته الكثيرة ،وخاصة في معرفته للغةٍ لم يسمع بها كثيرون من أهل القرية ، وهي ، كما يدّعي اللغة السنسكريتية ... والتي لا يعرف أحدٌ من القرية ولو كلمة واحدة منها ..
الشيخ "خليل" حصل على لقب الشيخ ،إثر إنضمامه الى فرقة دراويش محلية ، كانت تقيم طقوسها الدرويشية في مقام لشيخ على قمة جبل قريب. ويروي الشيخ "خليل" ،كيف وأثناء نومه في المقام ذات ليلة، أفاق صبيحة اليوم التالي وهو يتكلم اللغة السنسكريتية ..
وعدا عن "دروشته" ، فهو من أعضاء الفرقة التي تقرأ "المولد" في مناسبات الطهور ، الزواج، والشفاء من مرض أو لطرد روح شريرة من منزل أحدهم ... وعادة ما تنتهي جلسات قراءة "المولد" بوجبة دسمة ، ومبلغ مالي ينفحه صاحب المولد لفرقة القراء والتي "تدق العدة " *ايضاً..
وهو الى ذلك ، يعمل مسحراتياً في رمضان ، يخرجُ قبل صلاة الصبح بساعة أو أكثر، وهو يضرب على رقٍ خاص، وينادي بأعلى صوته " يا نايم وحّد الدايم " ، وكلما اقترب من بيت ، كان يضرب على الشباك ،وينادي "يا أبو فلان ، إصحوا تسحروا" ..!! وفي طريق عودته يتجمع حوله الأولاد الذين تناولوا سحورهم ، يتبعونه ويرددون وراءه أناشيد رمضانية ..!! ومع إقتراب نهاية الشهر ، يقوم كل رب اسرة ،بتقديم مبلغ مالي للشيخ "خليل" كعيدية ..
لكنه في غير رمضان ، كان يبيع الكاز على عربة يجرها حمار ، يحمل بيده جرسٌ يقرع به وهو ينادي على الكاز ، الذي تستعمله ربات البيوت في "مواقد " الطبخ ، ويتم تسخين الماء للغسيل والاستحمام على ذلك الموقد ، المشهور بإسم "البريموس" ..
وفي ايام الصيف ، فهو صائد أفاعٍ محترف ... يستدعيه من يشك بأن في بيته الطيني أو حقله تعيش أفعى ، وخوفاً من أن تلسعه أو تلسع أحد أبناءه ، يحضر الشيخ خليل ، وبيده عصا يدخلها في جحر الأفعى ويبدأ بمخاطبتها بالسنسكريتية ، فإذا بها تخرج على الأغلب ، فيمسكها ويضعها في شِوال* ويغادر بعد أن يتقاضى المعلوم .
كما وأنه يعمل في تعمير الأراضي البور ، مقابل حصة محددة من الأرض المستصلحة .. فقد كان له جلدٌ على العمل، كبير ..
وبمرور الأيام ودخول الكهرباء ، فقدت مِهن الشيخ خليل الكثيرة أهميتها، فقد اصبح المكروفون بديلاً عن المسحراتي ، وقلّت الأفاعي ، ولم يعد أحدٌ بحاجة الى البريموس ... لكن الطامة الكبرى هي انحسار تأثير "الدروشة" ، بل بلغ البعض حداً، يعتبر قراءة المولد ودق العدة ، نوعا من البدعة والشرك ..
لكن ليس شخصاً كالشيخ خليل ، من يستسلم ، ففي جعبته ميزة لا يملكها أحد .. طبعا السنسكريتية ..
يلتقي بالصغير والكبير ، ويطرح عليهم السلام ، ثم يسألهم عن أحوالهم ..
-سكبونيج ..؟!! يقول لمن يقابله ..
-وما معناها يا شيخ ؟؟
يضحك الشيخ ويقول : كيف الحال؟ هذا هو معناها .. – انتم لا تعرفون السنسكريتية وأنا أعرفها ..!! ثم يضحك بصوت عال ..
لم يبقَ ممن عاصر الشيخ ، إلا ويبادره حين يلقاه بالسؤال: سكبونيج شيخ خليل ؟؟!! فيبتسم الشيخ ويبدأُ يرطانة لا تنتهي ..
لكن ، لم يقرر أحد من هؤلاء أن يفحص مدى صدقية هذه السكبونيج !!
هل تعلمون أنتم ؟!
* دق العدة : هو طقس ديني صوفي ، يقوم فيه أفراد الفرقة بالضرب على الطبول والصاجات في طقوس متعددة ، ومنها استجداء المرض في مواسم القحط ..
*الشوال : هو كيس من خيش ، يستعمله القرويون في نقل أغراضهم من كل الأنواع ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون -التحسيس- ..!!
- شارلي ايبدو..والذوق المريض.
- رصاصة رحمة ؟!
- فارسُ الأحلام ..
- ويش نقول ؟! قصة بلا مغزى..!!
- -العسكريتاريا- الاسرائيلية .مساهمة في الحوار مع الاستاذ محمو ...
- ألوجه والعجيزة ..
- ذاكرة الأنامل ..
- يوم أسود؟ أبيض؟!
- يومٌ ملائمٌ للإحتفال ..
- موسم -ألحصاد- ..
- عُرسٌ يميني ..!!
- أليسار الإسرائيلي : صراعُ البقاء ..
- أختان ..!!
- ألذكورية : وجهة نظر فقط ..!!
- التذويت
- كلب الشيخ، شيخ ..!!
- المسيحيون في القدس ..
- ألحمدلله على السرّاء والضرّاء ..
- الذكورة المبتورة ..


المزيد.....




- في حضرةِ الألم
- وزير الداخلية الفرنسي يقدّم شكوى ضدّ ممثل كوميدي لتشببيه الش ...
- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة
- البابا يؤكد أن السينما توجد -الرجاء وسط مآسي العنف والحروب- ...
- -الممثل-.. جوائز نقابة ممثلي الشاشة SAG تُطلق اسمًا جديدًا و ...
- كيف حوّل زهران ممداني التعدد اللغوي إلى فعل سياسي فاز بنيويو ...
- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي
- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - سِكْبونْيَج..!!