أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - رصاصة رحمة ؟!














المزيد.....

رصاصة رحمة ؟!


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5043 - 2016 / 1 / 13 - 09:57
المحور: الادب والفن
    



رصاصة رحمة ؟!


لماذا تُلّح هذه الذكرى على ذهنه هذا الالحاح ؟ أصبحت وكأنها فكرة "قهرية" تتلبسه في صحوه وغفوته، في
حله وترحاله ، يُعاود اجترارها أو تعاود الفكرة اجترار مشاعره ، وكأنها علكة لا تفنى .
كان ذلك في البعيد البعيد ، حينما أحدث التقاء نظراتهما زلزالا داخليا وفوضى عارمة ، هزةٌ قوية هزّت كيانيهما الفتيين ... لم تكن تلك سوى نظرة ، نقلتهما من مرحلة الى مرحلة مجهولة لم يعهداها من قبل .. اللذة الممزوجة بالألم ، اللهفة ، الانصهار في ذات واحدة ...
جمعتهما ظروفٌ ، وكانت سعيدة ، لكن هذه الظروف هي التي فرقت بينهما ، ظروف سعيدة وظالمة ... ما لهما وللظروف ؟! لم يفكرا بالظروف ..
لم يكونا وحدهما ،فقد أحاطت بهما عائلاتهما ،كانا محط انظار الجميع ، عندما يتحدثان ،يبتسمان ، لقد كانا كتوأم سيامي ، يجلسان الواحد جنب الأخرى ، يسهران مع الساهرين ،لكنهما في عالم آخر ، عالمهما ألخاص ، تتشابك فيه الأيدي وتعلو ألتنهيدات من الصدور ..
هل كانت لهما زاويتهما الخاصة ؟! لا والف لا ، لقد مارسا حبهما العذري أمام الجميع .. ولم يوجه لهما أحد نقدا أو ملاحظة .. كانا وكأنهما يعتمران "طاقية إخفاء" ..
سمع والده يقول : سنخطبها له ..!!
لأول مرة يتضامن الكبار ،مع حب المراهقين ، السر المكشوف للجميع ..تحت شمس النهار الساطعة .
أهٍ ..كم مرت الايام سراعا ...وحان موعد الفراق... وهل تستطيع الكلمات أن تعبر عمّا يشعران به، إنه أشبه وبقسوته ،بإنتزاع الموت لرضيع من حضن أمه .. أو ماذا؟ لا شيء شبيه ..ان شعورهما فريد في نوعه ،ولا ثاني له ...شعور خاص بهما ، يميزهما هما فقط ولا أحد غيرهما ..
لم يلتقيا مرة أُخرى .. ومرت سنوات وبصيص من الأمل الشاحب، بلقاء يجمعهما، يُطل في البعيد..
لكنه طولب بإطلاق رصاصة الرحمة على هذا الحب.. هو بالذات .. ما هذ القسوة
-إنها ترفض كل من يتقدم لطلب يدها ...!! قالت له، قريبة من الاقرباء .. فَهِم من هذه الجملة بأنها تتشبث بقشة في بحر متلاطم الامواج ، شعر بالحنين الممزوج بالغضب ، وبالفخر على الإخلاص ..إخلاصها للمشاعر .. لكنه قال مخاطبا السيدة ذات القُربى ..
-ماذا بيدي أفعله ..؟ تسائل .
-أكتب لها رسالة ، واقنعها..!! قالت ، ولم تُكمل جملتها ، فقد قصدت "أقنعها بالتخلي عن المستحيل " ..!!
لماذا أنا ؟! هل بإستطاعتي اطلاق رصاصة الرحمة ؟! وعلى ماذا ؟!
وكتب لها رسالة ، حاول فيها التعبير عن مشاعره الجياشة تجاهها ، وعن عدم قدرته على نسيانها مهما طالت به الأيام ، وعن "سعادته" الغامرة ، بأنها ترفض الجميع لأجله ، وعن الظروف القاهرة التي لن تجمعهما ..في قابل الأيام .. وحثها على القبول بالأمر الواقع والرضوخ له ..
وها هي ذكرى تلك الايام تعاوده ويتمنى فقط ، أن يتمّلى وجهها للمرة الآخيرة ..!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فارسُ الأحلام ..
- ويش نقول ؟! قصة بلا مغزى..!!
- -العسكريتاريا- الاسرائيلية .مساهمة في الحوار مع الاستاذ محمو ...
- ألوجه والعجيزة ..
- ذاكرة الأنامل ..
- يوم أسود؟ أبيض؟!
- يومٌ ملائمٌ للإحتفال ..
- موسم -ألحصاد- ..
- عُرسٌ يميني ..!!
- أليسار الإسرائيلي : صراعُ البقاء ..
- أختان ..!!
- ألذكورية : وجهة نظر فقط ..!!
- التذويت
- كلب الشيخ، شيخ ..!!
- المسيحيون في القدس ..
- ألحمدلله على السرّاء والضرّاء ..
- الذكورة المبتورة ..
- الطيور على أشكالها ..
- -الخنزرة- الرأسمالية في -أبهى- تجلياتها ..!!
- فترة التغاضي ..


المزيد.....




- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - رصاصة رحمة ؟!