أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - صابونة واحدة زيادة .














المزيد.....

صابونة واحدة زيادة .


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5053 - 2016 / 1 / 23 - 15:51
المحور: الادب والفن
    


صابونة واحدة زيادة .
تجمهر اهل القرية الفلسطينية المهجرة ، في الغربة ،حول الزائر الذي جاء من هناك ،والكل مشتاقٌ لسماع أخبار البلاد ..فهذا يسألُ عن بيتهم وهل ما زال قائماً ، وذاك يهتم بالقرى المجاورة، وثالثٌ يستفسر عن الوصول الى القرية المهدمة وهل هو مسموح ، بينما آخرون يسألون عمّن تبقى من الأهل وكيف هي أحوالهم الحياتية والمعيشية ؟ لقد بذل الزائر جهداً كبيرا في الشرح والاستفاضة به، فقد لاحظ ظمأهم المدفوع بالحنين الى مرابع الطفولة ، فغالبيتهم من كبار السن الذين لم يتبقَ لهم في الحياة إلّا الذكريات ..
-هل صحيح بأن العم إبراهيم ،كان يجلس في الطريق الى الجامع ويُقنع الناس بأن لا يُصلوا، مقابل مبلغ مالي يدفعه لهم ؟!
فاجآهُ أحدهم بهذا السؤال .. فالعم ابراهيم غادر هذه الدنيا الفانية قبل سنين كثيرة ، لكنهُ ما زال يُثير اهتمام وحب استطلاع الكثيرين ممن عرفوه أو سمعوا عنه بعض النتف والطُرف .
والعم ابراهيم خدمَ سنوات طويلة ، برتبة ضابط في الجيش العثماني ، وقد سمعه الزائر أكثر من مرة وهو يروي عن تلك الفترة الفظيعة والتي لاحقته أحداثها طيلة حياته .. فقد روى العم ابراهيم عن "معارك" الامبراطورية العثمانية ضد الأرمن ، وكيف شاهد بأم عينيه الجنود يبقرون بطون الحوامل الارمنيات ويستخرجون الأجنة بأسنة الرماح .. يا لها من قصص بشعة صادمة ، بقي جراءها العم ابراهيم فاقداَ لإيمانه بالدين وبرجال الدين الذين أفتوا للجنود ،هكذا فتاوى ..
عاد الضابط ابراهيم الى اهله وقريته ، واختار مهنة التجارة ، تجارة الاقمشة التي يديرها من على ظهر حمار يجوب به القرى المجاورة مناديا على بضاعته .. وهو رجل اختبر الحياة وعركها ، وفي جعبته أحاديث لا تنتهي عن رؤيته للعالم خلال خدمته العسكرية ..
لكن تهجيره كغيره من القرى ،ألقى به في بلدة أخرى ، فسكن بجانب مسجد البلدة ، وفتح دكان مواد غذائية "على قد الحال" في الطريق المؤدي الى المسجد . لكنه ،وليس كغيره من الرجال ، لم يندفع الى المسجد أثناء وقت الصلاة . وكلما سأله أحدهم عن امتناعه عن الصلاة ، كان يصمتُ قليلا ، ثم يلف سيجارة ويشعلها وينفث الدخان ومن ثم يبدأ الحديث ..
-ذات يوم زارني في الدكان أحدهم ، وحين حان موعد الصلاة ،طلب مني هذا الرجل أن اسمح له بتأدية الصلاة في الحانوت .. وهكذا كان ..أخليتُ له مكانا بين رفوف الدكان وابتعدت نحو مدخل الدكان لكي أُتيح له خصوصية للصلاة ... لكن عيني لم تغفل عنه .. وما أن سجد السجدة الاولى ،حتى مد يده نحو الرف المواجه له ، وتناول صابونة ووضعها في جيبه ، وهكذا فعل في الركعة الثانية والثالثة ، أما في الرابعة فقد تناول صابونتين ووضعهما في جيبه .. تمنيت له صلاة مقبولة وسألته عن تفسير لما حدث .. فأنا افهم ان يأخذ صابونة عن كل ركعة ، لكن ما السر في الركعة الأخيرة ؟!
لم يدر الرجل ماذا يفعل ، فغادر الدكان هاربا كمن لسعته أفعى ..!!
-هذه هي قصة العم ابراهيم ، لكن ما شاهده أثناء الخدمة هو الذي ترك في نفسه جرحاً لم يندمل .. قال الزائر لأهل القرية في الشتات ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سِكْبونْيَج..!!
- قانون -التحسيس- ..!!
- شارلي ايبدو..والذوق المريض.
- رصاصة رحمة ؟!
- فارسُ الأحلام ..
- ويش نقول ؟! قصة بلا مغزى..!!
- -العسكريتاريا- الاسرائيلية .مساهمة في الحوار مع الاستاذ محمو ...
- ألوجه والعجيزة ..
- ذاكرة الأنامل ..
- يوم أسود؟ أبيض؟!
- يومٌ ملائمٌ للإحتفال ..
- موسم -ألحصاد- ..
- عُرسٌ يميني ..!!
- أليسار الإسرائيلي : صراعُ البقاء ..
- أختان ..!!
- ألذكورية : وجهة نظر فقط ..!!
- التذويت
- كلب الشيخ، شيخ ..!!
- المسيحيون في القدس ..
- ألحمدلله على السرّاء والضرّاء ..


المزيد.....




- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسن محاجنة - صابونة واحدة زيادة .