أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - قبر لينين - بوريس غرويس ( 1986 )















المزيد.....

قبر لينين - بوريس غرويس ( 1986 )


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5185 - 2016 / 6 / 6 - 01:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قبر لينين - بوريس غرويس ( 1986 )

كانت عبادة شخص لينين مهمة سواء لإعطاء الشرعية لستالين أو لتطور الواقعية الاشتراكية , منذ صعود ستالين إلى السلطة اعتبر لينين نموذج "الإنسان الجديد" , "الأكثر إنسانية من بين كل الكائنات البشرية" . شعار ماياكوفسكي "لينين حي أكثر من الأحياء" الذي كان يزين شوارع المدن السوفيتية لم يكن يتناقض مع عبادة مومياء لينين الراقدة في ضريحه ( الذي قد يكون الضريح الأكثر غموضا في تاريخ الدين العالمي ) . رغم أني لا أنوي أن اقدم وصفا كاملا لهذه العبادة هنا لكنها تستحق منا وقفة . فقد مارست عبادة لينين دون شك تأثيرا تكوينيا خفيا على مجمل الثقافة السوفيتية الستالينية و ما بعد الستالينية , إن لم يكن لشيء إلا بسبب الموقع المركزي الذي احتلته في التراتبية السوفيتية المقدسة الخفية . مرتين في السنة تقدم "كل بلاد السوفييت" "تقريرها" في استعراضات و مسيرات تمر أمام الضريح , و يقف القادة الذين يتسلمون هذا التقرير على سطح تلك الكتلة التي تؤسس سلطتهم رمزيا على مومياء لينين الراقد تحتهم . قوبل بناء الضريح في الساحة الحمراء و إطلاق عبادة لينين بمعارضة قوية من الماركسيين التقليديين و ممثلي الفن اليساري . تحدث الأولون عن "البربرية الآسيوية" و "طقوس الهمجيين التي لا تليق بالماركسيين" . و كذلك كان موقف ممثلي الفن اليساريين من أول نموذج مؤقت للضريح , الذي جعل أكثر بساطة فيما بعد , واصفينه بأنه كان "نقلا حرفيا عن فارس القديمة" لأنه كان يشبه قبر الملك كورش قرب موغرابا . مثل هذا النقد لم يعد ممكنا اليوم بالطبع , ليس فقط لأن الضريح كان قد أعلن "مكانا مقدسا لكل المواطنين السوفييت" منذ وقت طويل , بل أيضا لأن الجميع قد اعتادوا عليه منذ وقت طويل بالفعل . ممثلو الفن اليساري , الذين رأوا في قبر لينين مجرد نسخة عن القبور الآسيوية القديمة , كانوا كالعادة عاجزين عن إدراك أصالة الثقافة الستالينية الجديدة التي كانت تتشكل أمام أعينهم . فقد وضعت مومياءات الفراعنة و بقية حكام الأزمنة القديمة التي بنيت فوقها الأهرامات لإخفائها ( عزلها ) عن البشر الفانين - و كان فتح تلك القبور يعتبر تدنيسا للمقدس . على العكس من ذلك , كان لينين يعرض أمام العموم كعمل فني , و ضريحه , كما يتضح من الطوابير الطويلة التي تحتشد أمامه يوميا منذ عقود , هو بلا شك أكثر المتاحف زوارا في الاتحاد السوفيتي . مع قيام "الملحدون المتشددون" في ذلك الوقت بنبش رفات القديسين و عرضها في معارض تشبه المتاحف كدعاية معادية للدين , فإن لينين دفن و عرضت جثته بنفس الطريقة . ضريح لينين هو دمج بين الهرم و بين المتحف , لعرض جسد لينين , تلك القشرة الفانية التي تركها ليصبح تجسيدا لبناء الاشتراكية , "لتحض الشعب السوفيتي على القيام بأعمال بطولية" . حقيقة أخرى مهمة أنه بينما تلبس المومياءات عادة أكفانا خاصة لترمز إلى انتقال الكائن الفاني إلى العالم الآخر , فإن مظهر لينين قد أعيد تشكيله "بشكل واقعي جدا" حتى أصغر تفصيل ليبدو و كأنه ما زال "على قيد الحياة" . غالبا ما يفعلون ذلك اليوم في الجنازات أيضا قبل أن يوضع الجسد في القبر , هذا دليل آخر على الطابع العام للنزعة الدينية المتضمنة في بناء الضريح . قد يقال أنه عندما كان يجرى تكريم جسد الميت في الماضي فإن ذلك كان بسبب تحوله إلى آخر مطلق , لأنه أصبح ينتمي إلى عالم بديل عن هذا العالم الأرضي - كما في اليهودية و المسيحية - لكنه عالم يمنح الأمل بالبعث , لكن جثة لينين قد تم تكريمها تحديدا لأن المرحوم كان قد تركها دون رجعة . بكلمات أخرى , لأنها لم تعد تنتمي لأي واقع روحاني . بهذا المعنى كرمت جثة لينين و عرضت كدليل على حقيقة أن لينين كان قد غادر هذا العالم إلى الأبد , كشهادة على أنه غادر جسده هذا دون رجعة بحيث أن روحه أو "قضيته" ستستمران بالتجسد فقط في القادة السوفيت الذين جاؤوا من بعده . جثة لينين المعروضة التي لم تتغير بل بقيت كما "كانت تبدو في يوم موته" كان يراد منها أن تقدم دليلا أبديا أنه قد مات بالفعل و لن يبعث من جديد , و أن الاتصال الوحيد الممكن معه هو من خلال ورثته الذين يقفون الآن فوق قبره . بهذا المعنى يدل إخراج جثة ستالين من الضريح و دفنها على أن هذه الثقافة عاجزة عن أن تدرك نهائية موته و تحرر روحه من تجسدات أخرى ( ليست مصادفة أنه يعبر يفتوشنكو في قصيدته "ورثة ستالين" بمناسبة دفن جثته , عن خشيته من أن يستمر عمل ستالين , على الرغم من دفن جسده ) .

سؤال عن الحياة السوفيتية و الأخلاق

ليون تروتسكي يناير كانون الثاني 1933
ليبرتي - هل صحيح أنه بينما تعادي الدولة السوفيتية الدين فإنها تستخدم الأفكار المسبقة للجماهير الجاهلة لصالحها ؟ مثلا لا يعتبر الروس أن أي قديس قد دخل الجنة بالفعل إلا إذا قاوم جسده التحلل . هل هذا هو السبب الذي دفع البلاشفة للمحافظة على مومياء لينين بشكل اصطناعي ؟
تروتسكي : لا , هذا تفسير غير صحيح بالمرة , ينم فقط عن العداء و يستند إلى أحكام مسبقة . يمكنني أن أقول هذا اليوم بكل حرية لأني كنت منذ البداية ضد تحنيط جثة لينين , و بناء الضريح , و بقية الأشياء , كما كانت أيضا أرملة لينين , ن . كروبسكايا . ليس عندي شك أن لينين لو فكر للحظة على فراش مرضه أنهم سيعاملون جثته كما حدث للفراعنة , لكان اعترض على ذلك , مسبقا , و بغضب , أمام الحزب . كان ذلك موقفي . يجب ألا تستخدم جثة لينين ضد روحه . و قلت أن "عدم تفسخ جثة" لينين المحنطة قد يؤدي إلى ظهور "خرافات" ذات طابع ديني . لكن كراسين الذي دافع عن , و بدأ فكرة التحنيط , اعترض قائلا : "على العكس , ما كان ذات يوم معجزة بأيدي القساوسة يصبح مسألة تكنولوجيا في أيدينا . سيعرف الناس شكل ذلك الإنسان الذي أحدث كل هذا التغيير العظيم في حياة بلادنا . بمساعدة العلم , سنشبع الحاجة المبررة عند الجماهير و في نفس الوقت نشرح لهم سر عدم التحلل هذا" . لا شك أنه لإقامة الضريح غرض سياسي : تعزيز سلطة تلامذة لينين إلى الأبد من خلال سلطة الأستاذ . لكن ليس في ذلك أي استخدام للخرافات الدينية . يقال لزوار الضريح أن الفضل في الحفاظ على الجسد دون أن يتحلل يعود إلى الكيمياء .

نقلا عن
https://thecharnelhouse.org/2014/07/18/lenins-tomb/



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فانيا كابلان , التي حاولت اغتيال لينين
- مرض اليسارية الطفولي للينين ... و الأممية الثالثة , للشيوعي ...
- من تاريخ الشمولية المعاصر : قانون التمكين 1933
- عندما تقودنا الهمجية
- نقد الأرض و السماء بين الرفيق سلامة كيلة و الراحل العفيف الأ ...
- قف ! اقرأ ! و فكر ! الثوار الماخنوفيون
- نهاية هنري يوغودا - لفيكتور سيرج - 1938
- الصراع السني الشيعي مرة أخرى
- الأناركيون و الحرب الفرنسية الجزائرية - واين برايس
- نداء مجموعة برافدا العمال ( حقيقة العمال ) 1922
- حوار أخير مع صديقي الإسلامي السوري ع
- هيا لننتقد أوباما
- يوم سوري عادي
- الفرد الشهيد
- أين المشكلة في الثورة السورية اليوم ؟
- حوار مع الرفاق التروتسكيين المصريين عن الإخوان , الثورة المص ...
- حكاية ثورة
- ماذا تعني كلمة -حكم سني- ؟
- رسالة من سجن مازاس - كليمينت دوفال
- فوضويون خطرون


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - قبر لينين - بوريس غرويس ( 1986 )