أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - نقد الأرض و السماء بين الرفيق سلامة كيلة و الراحل العفيف الأخضر















المزيد.....

نقد الأرض و السماء بين الرفيق سلامة كيلة و الراحل العفيف الأخضر


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5169 - 2016 / 5 / 21 - 20:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



يحمل مقال الرفيق سلامة و كراس الراحل العفيف الأخضر نفس العنوان : من نقد السماء إلى نقد الأرض , لكنهما يتجهان بعد ذلك العنوان في اتجاهين مختلفين , جزئيا على الأقل .. رأي الرفيق سلامة واضح : السماء لا تحتاج إلى نقد , يجب نقد أسباب التوجه إليها هنا على هذه الأرض : التهميش , تراجع التعليم , فقدان الأمل في المستقبل , التخلف و الفقر و التهميش و النهب الذي يتعرض له هؤلاء الناس .. هذا ما لا يناقش فيه أيضا العفيف الأخضر في نقده هو للسماء و الأرض , و يؤيدهما فيه كل اليساريين , تحرريين و سلطويين , لكن مع ذلك هناك فروق كبيرة , و حتى اختلافات جوهرية بين النقدين .. بالنسبة لمقال الرفيق سلامة تحتاج بعض أحكامه إلى مناقشة , مثلا ليس صحيحا تماما أن مجتمعاتنا بقيت تعيش في تكوينها التقليدي الريفي الماضوي بتفاصيله , الحقيقة أنه حتى المجتمعات البدوية أو العشائرية في منطقتنا قد تغيرت بشكل كبير إن لم يكن جذري في السنوات القليلة الماضية بعد الفورة النفطية إقليميا و مع المستوى المرتفع نسبيا من الخدمات و شعبية التعليم التي وفرتها أنظمة ما بعد الاستقلال و إن لفترة محدودة , و عولمة الوعي و رأس المال , الخ .. إن فهم ما جرى في السبعينيات و الثمانينات وصولا إلى بداية الألفية الجديدة هو المفتاح لفهم واقعنا اليوم .. لا الخمسينيات أو الستينيات , التي نطوي هذه الأيام صفحتها إلى الأبد على ما يبدو .. كما أن تجاوز الوعي و البنى التقليدية هو أيضا حاجة كولونيالية , و كولونيالية جديدة , و إن بحدود .. و يحتاج إلى تدقيق أيضا الحكم بأن صعود الإسلام السياسي كان نتيجة رغبة إمبريالية محضة , رغم أن المعسكر الرأسمالي استخدم الدين و الحركات الدينية في الحرب الباردة ضد خصمه الستاليني , لكن هذا يلغي دور عوامل أخرى مهمة في هذه الظاهرة , و يكرس الوهم بأن قوى معينة , إذا امتلكت ما يكفي من السلطة أو وسائل القمع أو القوة , قادرة على فرض إرادتها بشكل مطلق على الواقع و البشر و التاريخ .. هذا كلام غير موضوعي في أفضل الأحوال , لا توجد أية قوة أيا تكن تسبح لوحدها في الفراغ , ما عدا سبحانه تعالى , إن كان موجودا بالطبع , لا توجد أية سلطة مطلقة خارج التاريخ و الواقع الذي تعمل على الهيمنة عليه , إنها توجد فقط في خصام دائم مع مجتمعها و محكوميها بالذات , و مع خصومها و منافسيها المباشرين .. و لأن للسلطة محدوديتها فإنها تنهار و تتشكل من جديد و تتغير باستمرار لكي تعيد امتلاك ما يكفي من فائض قوة للتغلب على مقاومة من تحكمهم أو تتحكم بهم .. أيضا لا يمكن إلا الاتفاق مع ما ذهب إليه الرفيق سلامة من أن الدين قد تمكن من استيعاب الطاقة الاحتجاجية للمهمشين اجتماعيا و سياسيا في مجتمعاتنا بشكل أفضل بكثير مما فعله أي تيار سياسي أو فكري آخر منذ منتصف الستينيات , لكن هذا لا يعني أبدا أن التيار الديني الحالي , حتى إن عبر عن غضب هؤلاء المهمشين , أنه يعبر عنهم و عن مصالحهم بالضرورة .. من جهة هناك الطبيعة السلطوية للمشروع أو للمشاريع الإسلامية التي تعتبر السلطة و الاستيلاء عليها و استخدام قواها المطلقة المنفلتة كوسيلة تنفيذ أساسية و كغاية تجب المحافظة عليها , أساسا لمشروعها , و من جهة أخرى طوباوية تلك المشاريع الإسلامية .. لمشروع التيار الإسلامي نفس طوباوية التيارات الثورية السابقة : ستسقط الأنظمة القائمة , الكافرة و المفروضة بالقمع العاري و بإرادة الغرب الكافر , أي الغريبة عن الجماهير و المفروضة عليها , و ستصبح الأمور أجمل على الفور و ستصبح حياة الجماهير سعيدة و السلع متوفرة و رخيصة , الخ , هذا على صعيد النوايا , خاصة نوايا الجماهير و ما تنتظره من صعود هذه القوى إلى السلطة , أما على صعيد الممارسة فإن مواجهة الواقع و تجريب الحلول المختلفة هو ما سيعطي المشروع أو "الحل" الإسلامي تفاصيله التي يفتقدها اليوم , تماما كما كان الحال مع البلاشفة و لينين بعد 1917 , لكن المشكلة ليست في التجريب نفسه و لا في الطوباوية , لأن التجريب هو الطريقة الوحيدة للتقدم و اكتشاف أي جديد و لأن الطوباوية هي العدو الحقيقي الوحيد لكل مبررات و حجج الإبقاء على الوضع الراهن , المشكلة هي في ظروف التجربة نفسها , في أن لا تملك الجماهير أية قدرة على التأثير أو التحكم أو حتى مناقشة و انتقاد "تجارب" القيادات الثورية و أن لا تحتاج تلك القيادات إلى موافقة الجماهير على سياستها أو قراراتها , أن تكون تلك الجماهير مجرد مادة أو موضوع لتلك التجارب , أن تكون من يتحمل فقط عبئها و نتائجها , الباهظة جدا في الأغلب , دون أن تستطيع أن تناقشها أو تعدلها و ترفضها عند اللزوم .. نعرف جيدا اليوم أن قيادة البلاشفة , لينين و شركاه , اتخذت قرارات مصيرية لحياة الملايين دون أن تتمكن هذه الملايين حتى من الاعتراض أو الشكوى , من سياسة شيوعية الحرب إلى السياسة الاقتصادية الجديدة و ما تلاها , تنقل لينين و ستالين و خروتشوف و بريجنيف و ماو و خوجا و رفاقهم من اليمين إلى اليسار و من اليسار إلى اليمين , من الهجوم على الخصوم إلى "التعايش" أو "التحالف" معهم , اتخذوا قرارات اعتباطية أو في سياق التنافس مع بعضهم البعض , ترتب عليها جوع و موت الملايين دون حتى أن تسمح بأية مناقشة لها أو أي انتقاد حتى في دوائر الحزب أو السلطة العليا , ناهيك طبعا عن الجماهير .. يبدو أن الإسلاميين هم بالفعل خير خلف لخير سلف .. لا تبشر بدايتهم بأي خير , يمارس الإسلاميون بطريقتهم الخاصة نفس القمع و التهميش والوصاية السلطوية التي مارستها التيارات الثورية الأخرى التي وصلت إلى السلطة بعد ثورات أو حركات احتجاجية كبرى في الماضي , و المستقبل يبشر فقط بالمزيد , خاصة مع تصاعد الصراع الداخلي بينهم على السلطة و الامتيازات , و طبعا على امتلاك "الحقيقة" , و تراجع أو غياب قدرات الجماهير على الاحتجاج أو المقاومة أو الفعل نتيجة الحروب المدمرة و الأوضاع شديدة القسوة التي تعيشها ... إن النقطة الأخطر في نقد الرفيق سلامة للسماء و الأرض هي فكرته القائلة بأن "تجاوز الوعي و البنى التقليدية يفرض الانتقال إلى نمط اقتصادي آخر غير النمط الزراعي التقليدي القائم و ذلك عبر بناء الصناعة التي هي الأساس في إعادة بناء البنى المجتمعية و الوعي المجتمعي" .. لكن أليس هذا بالضبط ما فعله أتاتورك في تركيا و رضا بهلوي في إيران و لينين في روسيا و تيتو في يوغسلافيا : تصنيع الاقتصاد , و نشر التعليم , أليست هذه هي نفس العملية التي أدت في النهاية في كل مكان تقريبا إلى إعادة إحياء الوعي الديني و التقليدي و بعثه أقوى بكثير من ذي قبل ؟ هل الحل إذن في تجارب اجتماعية جديدة يقترحها علينا الرفيق سلامة تقوم فيها نخبة طليعية باسم الجماهير بتغيير "نمط حياتها" و "نمط إنتاجها" و وعيها بقرارات فوقية و بقوة القمع عند اللزوم اعتمادا على نظريات يعتقدون بصحتها المطلقة و يتهمون كل من يخالفها بالكفر بالعلم و بحقائقه و كل من يحاول مراجعتها أو تطويرها أو نقدها بالردة و الرجعية أو العمالة الخ .. هل يقترح الرفيق سلامة على الجماهير أن تعيد تجربة 1917 بحذافيرها , مع التأكيد أنها ستنتهي إلى نتيجة مختلفة .. على كل يبدو أن هذا هو ما "يقترحه" الإسلاميون على الجماهير , لكن بقيادتهم هم .. سنرى الآن بأم أعيننا فيم إذا كان رجال الدين سيتصرفون على كرسي السلطة بشكل أفضل من "المثقفين الثوريين" الذين وعدوا الجماهير بالمن و السلوى لعقود قبل أن تساعدهم الظروف ( الناتجة أساسا عن نضال الجماهير و الطبقات المهمشة ) لتنفيذ مشروعهم و خلق مثالهم المنشود الذي اتضح أنه مجرد سجون جديدة للجماهير و العمال الذين وعدوهم بالحرية و العدالة .. بالعودة إلى التبعية و الإمبريالية ( و في نفس السياق أيضا نقد الأنظمة القائمة ) : سادت فكرة خاطئة بين اليساريين العرب , خاصة ممن هم في عمري أو أكبر , أن التبعية هي كلمة السر , للقضاء على التخلف و بقية "آثار الاستعمار" .. لا شك أن النظام الرأسمالي العالمي يقوم على استغلال القوي للأضعف , ككل علاقات الاستغلال و السلطة التي ظهرت منذ تفسخ الشيوعية البدائية على هذه الأرض , لكن المثال الكوري الشمالي , و من قبله مثال أفغانستان طالبان و الصومال تحت سيطرة شباب المجاهدين , و جزئيا مصر عبد الناصر و أشباهها في تاريخنا القريب , يثبت أن هذا أكثر من تبسيط إيديولوجي : كوريا الشمالية اليوم هي إحدى الدول المعدودة التي توجد بالفعل خارج نظام العلاقات الرأسمالية الدولي دون أن يعني ذلك بالضرورة أن شغيلتها يعيشون بشكل أفضل , أن غياب الهيمنة الإمبريالية على اقتصادها و نظامها السياسي انعكس بصورة أفضل على حياة الشغيلة الكوريين بأي معنى من المعاني .. القضاء على التبعية , مثله مثل إسقاط الأنظمة الحالية الاستبدادية و القائمة على النهب و الاستغلال , يعني إنهاء هيمنة , القضاء على علاقات سلطة قائمة , لكنه لا يعني أبدا بالضرورة أن تستبدل السلطة القائمة بسلطة الناس على أنفسهم , أو حريتهم كما نفترض , و لا حتى بسلطة أفضل من السلطة التي نتحرر منها اليوم , هذا ما ستحدده نتيجة الصراع الجاري اليوم .. لذلك فالمطلوب اليوم ليس فقط المساهمة في التخلص من الاستبداد السابق , بل خوض معركة مبكرة مفتوحة , "مبكرة" لكنها تجري بالفعل أو تكاد تنتهي , ضد قوى الاستبداد و الهيمنة الجديدة , و ضد أية قوى استبداد و هيمنة , إذا اعتبرنا أن هدفنا , كجزء من هذه الجماهير , هو القضاء على الاستبداد و الهيمنة في النهاية ... كلام العفيف الأخضر مختلف عن طرح الرفيق سلامة رغم أنه يحمل نفس العنوان , سأترك العفيف الأخضر يشرح وجهة نظره بنفسه في مقتطفات من كراسه "من نقد السماء إلى نقد الأرض" :

من مفارقات تاريخنا الحديث ، وهى تستعصي على العد ، أن هذا الشرق الذى ولد فيه الدين لم يلد فيه ، فى تاريخه الحديث ، نقد الدين . لأن الطبقات الصاعدة التى تجرأت على نقد الدين فى تاريخ أوروبا الحديث لم يعرفها تاريخنا الحديث إلا كطبقات مجهضة تخشى النقد والثورة أكثر مما يخشاهما رجال الدين ورجال الدولة أنفسهم
في العالم البيروقراطي ، الماركسي اللينيني ، استبدلت عصمة الكنيسة بعصمة الحزب البيروقراطي الواحد ، استبدلت المثالية الدينية بالايديولوجيا المادية البيروقراطية واستبدل المسيح بستالين ( ستالين هنا هو رمز للامين العام للجنة المركزية في الأحزاب البيروقراطية ) فهو أعظم الفلاسفة في كل العصور ( آراغون ) , و هو صاحب القدح المعلى في الفن و الأدب ( روجيه غارودي ) و هو الأب العبقري لجميع الشعوب ( اللومانيتيه ) .. على الأرض كما يسوع أباها الذي في السماء

طغيان الحزب البيروقراطي يتجلى في قراره بأن المعرفة إحتكار له و أن التاريخ من صنعه . البروليتاريا لم تكن ذاتا صانعة للتاريخ .... بل أصبحت موضوعا منفعلا لمعرفة الحزب وقرارته التاريخية . تماما كما كانت كنيسة محاكمة التفتيش تدعي بأن معرفة الحقيقة وقف عليها وأن رعاياها موضوع لمعرفتها وعناية محاكمها الدموية

هنا مهمة الثوريين والثورة الانتقال من نقد الدين إلى نقد الإيديولوجيا البيروقراطية ومن اللاهوت إلى نقد الاستبداد البيروقراطي الشامل . هنا نقد الجنة الدينية يتحول إلى نقد جحيم البيروقراطية

لأن على الثورة العربية أن تحقق مهام جميع الثورات السابقة المجهضة والثورة القادمة الظافرة : فأمام البروليتاريا العربية أن تحقق سلطتها الديمقراطية : إتحاد المجالس الشيوعية ، أن تحقق تحرير الوطن العربي من الإستعمار الإستيطاني ومن الإستعمار الجديد وتحرير الحياة اليومية العربية من إستعمار التقاليد المميته ، من بؤسها المزدوج


يبرر الستالينيون العرب ، على اختلاف منوعاتهم ومصادر الهامهم ورزقهم ، مواقفهم المتنافسة في تقريط الاسلام بهذا الادعاء : الاسلام مازال سلاحا للتحرير عكس المسيحية ( وبالاحرى اليهودية ) التي كانت وما زالت سلاحا للاسترقاق الروحي للجماهير

هذه انتهازية صرف وادعاء لا يصمد لحظة امام المادية التاريخية النقدية التي تدرس الظواهر من خلال مكوناتها التاريخية لا من خلال اوهام الناس عنها . الاسلام أولا هو الديانة اليهودية الثانية : ”ان هذا لفي الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى“. ( القرآن ). وثانيا لقد ظلت المسيحية دين شعب ، سلواه في المحن لكن ايضا سلاحه للتشهير باحبار اليهود واغنياء الامبراطورية الرومانية طوال ثلاثة قرون قبل ان تصبح دين الامراطورية الرومانية على عهد قسطنطين . وبذلك فقدت طابعها الشعبي الثوري . اما الاسلام فما كاد يظهر كدين يخوض صراعا ضد جزء من الارستوقراطية المكية حتى تحول بمجرد هجرة محمد الى المدينة الى دين دولة ، اصبحت بعد اقل من ثلاثين عاما تحطم بالسوط والسيف : نسبها السيف وحسبها الذهب , وتضطهد لا جماهير اهل الذمة فقط ولا جماهير المؤمنين وحسب بل والفقراء من اصحاب محمد انفسهم .. مصداق ذلك اضطهاد عثمان لعمار بن ياسر و أبي ذر الغفاري

ما زال تراثنا بمنأى عن اي تصفية حساب تاريخية مماثلة لمسلسل التصفيات ، التى نزلت بالتراث المسيحى : الاصلاح فى القرن 16, مادية القرن 18

الثورة البرحوازية الحقيقية الوحيدة التي عرفناها كانت الاستعمار . لكن لم نعرفها الا كثورة مضادة

أما ”توراتنا“ الفوقية العسكرية فانها لم تزل تحرق البخور لمزابل تراثنا الذي لم توجه إليه سبابة الاتهام منذ تسعة قرون على الاقل : منذ اندحار الإسماعيلية الثورية

في غمرة هذا الليل الطويل الذي خيم على كل تاريخنا ، لم يعرف العالم العربي الا لحظة نادرة من الديمقراطية الشيوعية في الجمهورية القرمطية

المناخ النقدى إزاء الثراث الذي أوجدته الاسماعيلية - كما سنرى - تلاشى . بل حتى العقلانية الانتقائية ( التوفيق بين الفلسفة والدين ) والمحتشمة التي نشرها المعتزلة اصبحت مستنكرة في المجتمع العربي ... المصاب بتأخر مثلث : تأخر وسائل الانتاج ، تأخر نمو الطبقات على النمط الغربي المتضمن بدوره لتأخر الصراع الطبقي محرك التاريخ ، وتأخر الثورة

هكذا أصيب الفكر النقدي العربي إزاء التراث الديني القومي بردة حضارية شاملة عادت به إلى مواقع كان قد تخطاها منذ زمان بعيد بالمعتزلة ، باخوان الصفاء ، بالفلاسفة العقلانيين والملحدين وبالايديولوجيا الاسماعلية الثورية.

لم تواجه الشيوعية العربية هذا الوضع ومضاعفاته بالكشف عن أسبابه علنا أمام الجماهير لكي تساعدها على تحرير وعيها النقدي من استلابه الديني - القومي ، لكي تساعدها بقوة المثال ، بممارساتها النظرية - العلمية الثورية على الاهتداء إلى سلاح فعال للمقاومة الايجابية للاستعمار بدلا من سلاح المقاومة السلبية العاجزة والمنطوية على نفسها وماضيها . ليس فقط أنها لم تعرف كيف تواجه أية مشكلة قومية أو اجتماعية من مشاكل المجتمع العربى . الاسوا أنها حاولت هي الاخرى ، بانتقائية وديماغوجية ، استخدام نفس السلاح لكنها مع ذلك , بل بسبب ذلك , لم تكسب إليها أي قطاع هام من الجماهير التي شمت بحاستها السادسة رائحة الإنتهازية

التعايش السلمي المعلن بين الشيوعية العربية والدين يعكس تعايشها السلمي مع الانظمة البيروقراطية - الاتوقراطية وهدنتها المفتوحة مع الانظمة التقليدية . لقد تخلت نهائيا عن هدف قلب الانظمة البيروقراطية بل تخلت حتى عن وسيلة نقدها ، ويعكس بالتالى تخليها - في الواقع تخلت حتى قبل ان تبدأ - عن صراع الطبقات لصالح تصالح الطبقات الذى هو جوهر الايديولوجية البونابارتية العربية ( الناصرية، البورقيبية الخ )


نص مقال الرفيق سلامة
http://www.alarab.co.uk/?id=52494
نص كراس العفيف الأخضر
http://anarkye.blogspot.se/2013_07_01_archive.html



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قف ! اقرأ ! و فكر ! الثوار الماخنوفيون
- نهاية هنري يوغودا - لفيكتور سيرج - 1938
- الصراع السني الشيعي مرة أخرى
- الأناركيون و الحرب الفرنسية الجزائرية - واين برايس
- نداء مجموعة برافدا العمال ( حقيقة العمال ) 1922
- حوار أخير مع صديقي الإسلامي السوري ع
- هيا لننتقد أوباما
- يوم سوري عادي
- الفرد الشهيد
- أين المشكلة في الثورة السورية اليوم ؟
- حوار مع الرفاق التروتسكيين المصريين عن الإخوان , الثورة المص ...
- حكاية ثورة
- ماذا تعني كلمة -حكم سني- ؟
- رسالة من سجن مازاس - كليمينت دوفال
- فوضويون خطرون
- النقد اليساري التحرري لليمين الليبرتاري : جورج أورويل ضد فري ...
- هاملت السوري - مشهد مسرحي يومي و تاريخي
- تشارلز بوكوفسكي عن الرقابة
- دول التشيكا : من إيفان الرهيب إلى بوتين , من الحجاج إلى .... ...
- أيها الإخوة المواطنون - خطاب بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - نقد الأرض و السماء بين الرفيق سلامة كيلة و الراحل العفيف الأخضر