أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مازن كم الماز - هيا لننتقد أوباما














المزيد.....

هيا لننتقد أوباما


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5156 - 2016 / 5 / 8 - 09:34
المحور: كتابات ساخرة
    


هيا بنا ننتقد أوباما , لسبب واحد فقط , أن انتقاد الرئيس الأمريكي , الرئيس الحالي بالتحديد , هو أسهل شيء يمكن أن تفعله اليوم , و هو أسهل شيء يمكنك أن تفعله لتشعر بتحسن , و إذا كنت غبيا بما يكفي , ستشعر حتى بشيء من البطولة .. يمكنك أن تنتقد الرئيس الأمريكي حتى لو كنت تعيش في أمريكا نفسها , أو في أي دولة غربية , أو في دولة "عربية" توجد فيها أكبر القواعد العسكرية في العالم , أو إذا كنت تعيش في أمريكا على بعد خطوات من أي قسم شرطة , أو على بعد خطوات من مقر البيت الأبيض أو وكالة المخابرات المركزية .. لو أن تشارلي هيبيدو نشرت صورا كاريكاتورية لأوباما لأضحكت حتى الأمريكيين , ربما أوباما نفسه , و لكان رساميها و رئيس تحريرها أحياء يرزقون اليوم .. لو أن الصحيفة الدانماركية نشرت كاريكاتورا لأوباما , لما تعرضت بعض سفارات بلادها للهجوم أو الإحراق و لما قوطعت منتجاتها في عدد من بلدان العالم .. في أمريكا , انتقاد أوباما أسهل , جدا , بكثير , من انتقاد سيدنا محمد ( عليه الصلاة و السلام ) ... لكن الحق يقال , ليست المشكلة في أمريكا في أن تنتقد أوباما , بل في أن تتجاوز السرعة و أنت تقود سيارتك أو فقط أن تسير "بطريقة مريبة" أمام دورية شرطة , إذا كنت أسود البشرة .. قد يكون ذلك آخر يوم لك على هذه الأرض , أو قد يعني أن تقضي شهورا بعدها في زنزانة ما أو في غرفة في مستشفى حسب عضلات و وزن الشرطي الأبيض الذي سيختاره لك الحظ ... الشرق كعادته جمع المجد من كل "أطرافه" , هنا , حيثما كنت , يمكنك أن تنتقد أوباما دون أن تخشى شيئا , ليس فقط أن هذا لن يكلفك شيئا , بل سيأتي عليك بما لم تحلم به من اللايكات أو الشير أو الكومنتات , و إذا وفقك الله , ستصبح منافسا جديا حتى لهيفاء وهبي بكل مفاتنها .. هذا ليس سرا , الجميع "يعرفه" , و الجميع يمارسه بحماسة .. يعرف كل مذيع أو صحافي عربي , حتى أكثرهم "جرأة" و "صراحة" , أن انتقاد أوباما أسهل بكثير , جدا , جدا , من انتقاد رئيس التحرير أو من انتقاد كبير حراس مبنى التلفزيون أو الصحيفة التي يعملون بها , ناهيك عمن هم أعلى رتبة و منزلة و سموا و جلالة و فخامة وووو ... لذلك فإنهم يمارسون انتقاد أوباما بكثرة و بحماسة لا تفتر , لنفس السبب الذي يدفع الشبان المكبوتين جنسيا لممارسة العادة السرية أو مشاهدة الأفلام الإباحية للتعويض عن لمسة إمرأة , ما , حقيقية , من لحم و دم .. لن يكلفك انتقاد أوباما شيئا مهما بلغت قسوة كلماتك .. ستعود إلى منزلك في نهاية اليوم , و ستقبض راتبك في نهاية الشهر , و ربما اقتنع الناس بما تقوله و نزلت عليك لايكات المتفرجين أو القراء كالبراميل أو قذائف مدفع جهنم , و ربما وفقك الله لما ترضى فيرضى عنك رئيس التحرير أو من هو أكبر و أهم منزلة و رتبة و فخامة و جلالة و سموا وووو .... لكن الوضع سيختلف إذا قررت أن تنتقد شخصا آخر , سأكون واقعيا هنا , لن أتحدث عن رئيس تحرير الصحيفة أو القناة التي تعمل فيها , أو معاذ الله : من هو "أكبر و أهم منه رتبة و منزلة و فخامة و سموا ....." , أو أن تقول شيئا لا يعجب القراء أو المتفرجين ... سيختلف الوضع فقط إذا سخرت من شخص كالحجاج مثلا , نعم الحجاج , إذا تجرأت و رسمت له صورة كاركاتورية , أو سخرت منه , أو انتقدته , أو حتى ذكرت اسمه في الزمان و المكان الخطأ ... يبدو أن أجهزة الأمن العربية , و من تحميهم , لا تفرق بين انتقاد الحجاج أو بعض الشخصيات التاريخية المشابهة و بين انتهاك الأمن القومي ... و أحيانا كثيرة يشاركها رجال ديننا الحنيف في هذا .. لا أنصحك شخصيا بالمحاولة , و أعرف جيدا , في نفس الوقت , أنك أذكى و أفقه و أسمى أخلاقا و أرقى و أكثر ... الخ .. من أن تحتاج إلى مثل هذه النصيحة من شخص مثلي .. أعرف جيدا ما تعرفه جيدا , و ما تعيشه و تمارسه , كما نعيشه و نمارسه جميعا , من المحيط إلى الخليج , أن الحرية عندنا تنتهي حيث تنتهي حرية الآخرين .... أيها "الأحرار" , حان وقت النوم , من جديد , هيا لننتقد أوباما ......



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم سوري عادي
- الفرد الشهيد
- أين المشكلة في الثورة السورية اليوم ؟
- حوار مع الرفاق التروتسكيين المصريين عن الإخوان , الثورة المص ...
- حكاية ثورة
- ماذا تعني كلمة -حكم سني- ؟
- رسالة من سجن مازاس - كليمينت دوفال
- فوضويون خطرون
- النقد اليساري التحرري لليمين الليبرتاري : جورج أورويل ضد فري ...
- هاملت السوري - مشهد مسرحي يومي و تاريخي
- تشارلز بوكوفسكي عن الرقابة
- دول التشيكا : من إيفان الرهيب إلى بوتين , من الحجاج إلى .... ...
- أيها الإخوة المواطنون - خطاب بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة
- الوصايا العشرة للبقاء على قيد الحياة
- الزعيم الخالد
- عن الكفر و الكفار , و العياذ بالله
- و مما قيل في الذباب
- نجيب سرور ينعي الفقيد الراحل
- عندما حاولت أن أكون -موضوعيا-
- الأسباب العديدة المحتملة للثورة السورية


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مازن كم الماز - هيا لننتقد أوباما