أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مازن كم الماز - رسالة من سجن مازاس - كليمينت دوفال














المزيد.....

رسالة من سجن مازاس - كليمينت دوفال


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5127 - 2016 / 4 / 8 - 08:33
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


رسالة من سجن مازاس - كليمينت دوفال

أيها الرفاق
رغم أنكم لا تعرفوني جيدا لكنكم تعرفون أني أناركي . أكتب إليكم هذه الرسالة لأحتج على الهراء الذي يقال عني خاصة و عن الأناركيين عموما في كل الصحف التي توحدت معا لتقول أنه قبل إلقاء القبض علي كنت محكوما في السابق بتهمة السرقة . كما لو أنه يمكنك أن تسمي شخصا ما لصا , شخصا كان عاملا لم يعرف إلا البؤس , بينما السرقة لا توجد بالنسبة لي إلا في استغلال الإنسان من قبل الإنسان , بكلمة , في وجود كل من يعيش على ظهر ( حساب ) الطبقة المنتجة . سأروي لكم هنا لماذا و كيف "ارتكبت" تلك "الجنحة" التي يسمونها سرقة . في عام 1870 كنت غبيا , مثل كثيرين غيري , بما يكفي , لكي أذهب و ادافع عن ملكية و امتيازات آخرين , كنت في العشرين يومها . عدت من الحرب بجرحين و بروماتيزم - و هو مرض فظيع اضطرني للبقاء أربع سنوات في المستشفى . بعد أن خدمت كملقم مدفع , خدمت كحيوان تجارب عند رجال العلم المحترمين . جعلوني أتناول أكثر من كيلوغرام من ساليسيلات الصوديوم , الذي أثر بشكل كبير على نظري . فأصبحت أرتدي النظارات في سن السادسة و الثلاثين , الأمر الذي لا يعجب أصحاب العمل . هكذا , بعد أن أمضيت ثلاثة شهور في المستشفى عام 1871 , عملت مرة أخرى لثمانية أيام ثم مرضت من جديد . بقيت لمدة شهر في المنزل . عندي طفلان , و كانت شريكتي مريضة أيضا . لا نقود و لا طعام في المنزل . رغم أني لم أكن يومها عضوا في الحركة الأناركية , التي لم تكن موجودة أو كانت صغيرة جدا في ذلك الوقت , ( لم تكن دراسة علم الاجتماع قد تقدمت و كان هذا العلم يوجد في شكله الجنيني فقط كما أنهم لم يكونوا قد قطعوا رؤوس الأناركيين بعد لينشروا الأناركية بين الناس ) , كنت بالفعل , قبل ذلك بوقت طويل , قد حررت نفسي من الأحكام المسبقة التي تخدر عقول الجماهير , العدو الحقيقي لكل سلطة . كنت أناركيا في قلبي , أحب كل ما هو جميل , رائع , كريم و متمرد ضد كل قمع و ظلم . من هذه الحقيقة أدركت الحق الذي منحته الطبيعة لكل إنسان : الحق في الوجود . ثم حانت فرصة ما . بضمير مرتاح مددت يدي إلى صندوق مدير محطة ثم أخرجتها و فيها 80 فرنكا . لا توجد صعوبة في إنفاق 80 فرنكا عندما لا تملك أي شيء - الدواء مكلف . لذلك قررت أن أعود لزيارة صندوق مدير المحطة , قلت لنفسي : ماذا في ذلك ؟ الشركة تسرق عمالها , لذلك أنا , الذي لا يملك شيئا , أستطيع أن آخذ بعضا من تلك الأرباح . كانت فكرة سيئة لأنني اعتقلت و حكم علي بالسجن لمدة سنة . لا يخجلني هذا الحكم . أنا أتحمل كامل المسؤولية عنه . عندما ينكر علي المجتمع حقي في الوجود هل علي أن أتقبل ذلك و ألا تقوم بأي شيء حياله , هذا جبن . هذه أيها الرفاق هي حقيقة ما أؤمن به . لا أحد يعرف ذلك لذلك فإني أتحمل كل المسؤولية عن أفعالي , أما أي إنسان يحاول استغلال الغباء البشري ليشوه سمعة فكرة عادلة و نبيلة كالتي يدافع عنها الأناركيون , أن يعمم أخطاء أحد المدافعين عنها ( إذا كانت تلك أخطاء بالفعل ) عليهم جيمعا , هو مجرد مخاتل يرتعد أمام الوضوح الساطع للفكرة الأناركية . اعتقدت أن هذه الإيضاحات ضرورية لرفاقي الأناركيين لذلك سأكون شاكرا إذا نشرتم رسالتي هذه في العدد القادم من جريدة الثورة .
كليمنت دوفال , سجن مازاس , 24 أكتوبر 1886


كليمنت دوفال 1850 - 1935 , أناركي فرنسي , كان جنديا في الحرب الفرنسية البروسية حيث جرح بقذيفة مورتر و قضى عشرة سنوات في المستشفى اضطره بعدها المرض إلى السرقة ليعيش . سجن أولا سنة بسبب سرقته 80 فرنكا . في 1886 قام بسرقة 15 ألف فرنك , اعتقل بعدها بأسبوعين , أثناء محاولة إلقاء القبض عليه طعن شرطيا عدة مرات ( الشرطي نجا من الحادثة ) . انتهت جلسة محاكمته بفوضى عارمة في قاعة المحكمة , حيث حضر عدد ممن كان يتعاطف معه و الذين اعترضوا على محاكمته و اضطر الحراس إلى جره خارجا و هو يصرخ "تحيا الأناركية" .. حكم عليه بالإعدام ثم خفف الحكم إلى الأشغال الشاقة في جزيرة الشيطان في غويانا الفرنسية . قضى 14 عاما في ذلك السجن , حاول خلالها الهرب عشرين مرة على الأقل .. في أبريل 1901 نجح أخيرا في الهروب إلى نيويورك حيث عاش حتى الخامسة و الثمانين .. قال دوفال عن لحظة اعتقاله "أراد الشرطي أن يعتقلني باسم القانون , و ضربته أنا باسم الأناركية" ..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضويون خطرون
- النقد اليساري التحرري لليمين الليبرتاري : جورج أورويل ضد فري ...
- هاملت السوري - مشهد مسرحي يومي و تاريخي
- تشارلز بوكوفسكي عن الرقابة
- دول التشيكا : من إيفان الرهيب إلى بوتين , من الحجاج إلى .... ...
- أيها الإخوة المواطنون - خطاب بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة
- الوصايا العشرة للبقاء على قيد الحياة
- الزعيم الخالد
- عن الكفر و الكفار , و العياذ بالله
- و مما قيل في الذباب
- نجيب سرور ينعي الفقيد الراحل
- عندما حاولت أن أكون -موضوعيا-
- الأسباب العديدة المحتملة للثورة السورية
- حفلة سمر من أجل مضايا
- عن إيلان الكردي أو المسلم أو السوري
- اعترافات غير ثورية
- رأس نمر النمر كما يراه المثقف السوري المعارض
- -هم- و -نحن- , -تاريخهم- و -تاريخنا-
- فلسطين , سجننا المزدوج
- و الثورة السورية


المزيد.....




- سفير إيران لدى الأمم المتحدة ليورونيوز: أوروبا مسؤولة جزئياً ...
- عراقجي: لسنا من يستهدف المستشفيات بل مجرمو الحرب الإسرائيليو ...
- جمعيات حقوقية تتهم حكومة نتنياهو بعدم توفير ملاجئ لكبار السن ...
- في مواجهة ترامب.. رايتس ووتش تدعو الاتحاد الأوروبي للدفاع عن ...
- سلام وجراندي يشددان على أهمية توفير الظروف الملائمة لعودة ال ...
- لاكروا يؤكد سعي الأمم المتحدة الجاد لضمان تمديد مهمة اليونيف ...
- الأمم المتحدة تحذر من ظهور بؤر مجاعة في اليمن خلال الأشهر ال ...
- فرنسا: نشر 4 آلاف عنصر أمن في -عملية تفتيش وطنية- لاعتقال ال ...
- مسئول إيراني يعلن اعتقال 24 جاسوسا إسرائيليا غرب طهران
- ممثلو عملية التشاور العربية: قضية اللاجئين جوهر القضية الفلس ...


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مازن كم الماز - رسالة من سجن مازاس - كليمينت دوفال