أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - رأس نمر النمر كما يراه المثقف السوري المعارض















المزيد.....

رأس نمر النمر كما يراه المثقف السوري المعارض


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5037 - 2016 / 1 / 7 - 08:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رأس نمر النمر كما يراه المثقف السوري المعارض

نمر النمر : محمودات كلهن ( من فيلم أمريكي طويل لزياد الرحباني )
المثقف السوري المعارض بعكفة و بيفرد ( من نفس المسرحية )


القضية بالنسبة للدكتور زهير سالم ( 1 ) بسيطة و لا تحتاج إلى نقاش أو كلام كثير , قطع رأس نمر النمر هو تطبيق لأحكام القضاء بحق مواطن سعودي , و تطبيق لحق السعودية ( المملكة العربية السعودية ) في تنفيذ قوانينها على مواطنيها .. كلام بسيط و مباشر , رأس نمر النمر "كمواطن سعودي" , و كرؤوس كل السعوديين , ملك للخمسة آلاف أمير , و كلها تخضع فقط لقانونهم ... الغريب هنا أن فكرة الدكتور زهير سالم عن "المواطنة" و "القانون" تشبه جدا مفهوم المواطنة و القانون الأسديين .. أما بقية مقاله فهو إشادة بمواقف السعودية ( سعودية الخمسة آلاف أمير ) , الإخوة الحقيقيون , السنة الحقيقيون , و مدائح أخرى يمكن العودة للمقال للاطلاع عليها

كان بإمكان الدكتور زهير سالم أن يستخدم ما يحفظ من قرآن و أحاديث و مواهبه الأخرى في التخاطب مع السماء و التحدث باسمها و تبرير قطع الرؤوس باسمها ليرشدنا إلى سبب صمتها حتى اليوم على مجازر السوريين , و هو الذين يستنكر عن حق صمت المجتمع الدولي على تلك المجازر , لكن ماذا عن صمت السماء يا ترى طوال خمسة سنين و أمام مئات آلاف القتلى من النساء و الأطفال و حتى المجاهدين , صحيح أن السؤال قد يبدو وقحا بحق الرب و قد لا يبرره , عند الدكتور سالم , حجم الموت أو الدمار , لكن إذا كان لوم الغرب مبررا , و هو مبرر بالفعل , يصبح فجأة السؤال عن صمت الله منطقيا على الأقل , الله الذي ليس للسوريين غيره , كما رددوا هم أنفسهم و كما يردد الدكتور زهير و رفاقه دوما , و من لنا سوى الدكتور زهير و رفاقه ليفسروا لنا سبب هذا الصمت و متى و كيف سينتهي , على الأقل ليسكتوا بعض الوقحين أمثالي ممن يصطادون في الماء العكر و يشككوا في وقوف الله المطلق معنا , الله الذي يملك الدكتور زهير وكالة شبه حصرية بالتحدث باسمه , عن حقيقة موقف إله الدكتور زهير ليس فقط من نساء و أطفال أبرياء يقتلون يوميا , بل كأهل سنة يقفون في مواجهة الروافض الكفار أو المرتدين , على الرغم من دعاء مشايخنا الذي لم ينقطع طوال هذه السنوات الخمس طلبا للنصر ... نحن مضطرون لنوجه السؤال للدكتور زهير لسبب بسيط أنه لا الدكتور فيصل القاسم و لا الدكتور عبد الرزاق عيد , رغم كل مؤهلاتهم , يمكنهم أن يفيدونا هنا , لأن علاقتهما بالرب لا تسمح لهم بذلك , بانتظار نطق الأول بالشهادتين , و توبة الأخير عن كل أفكاره العلمانية , أو بقاياها .. لكن شيخنا مشغول عن هذا كله بقضية أخرى , إنه مشغول بمحاولة إعادة العلاقة مع الشقيقة السعودية , أي آل سعود .. ليس رأس نمر النمر وحده , بل رؤوس و أشلاء آلاف السوريين , من الأطفال و النساء و الرجال و المجاهدين أيضا , تخدم غرضه هذا جيدا , كقربان لإعادة ما قطع .. ما عدا التكفير لا أعتقد أن شيخنا الدكتور زهير يملك أجوبة جدية على هذه الأسئلة , و لذلك لا يبقى لنا سوى أن نتمنى له النجاح في مسعاه لإعادة المياه إلى مجاريها بين إخوانه و الخمسة آلاف أمير سعودي ..

يستغرب شيخنا عبد الرزاق عيد ( 2 ) فقدان الحس الوطني عند اليسار السوري الليبرالي بتضامنه مع شيخ طائفي عميل إيراني !! و يصبح السؤال : ما هي إذن مقاييس الحكم , الوطني السليم , على قطع رأس نمر النمر أو قطع أي رأس آخر أو أية مسألة أخرى ؟ لا يكفي دكتورنا عبد الرزاق عيد أن الرجل انتقد نظام الأسد , و لم يخفف هذا من حكمه القاطع بأنه كان يستحق الإعدام و ربما الإعدام عدة مرات إن كان ذلك ممكنا .. إذن لا بد أن هناك مقاييس أخرى لهذا الحكم , الوطني السليم , عند شيخنا عيد .. يحدثنا الدكتور عيد عن منظومة النظام ( الأسدي ) الشعارية القائمة على الدلالة العكسية للجملة , ثم يقول أن رأس نمر النمر استحق أن يقطع لثبوت تهمة الخيانة الوطنية و زعزعة الكيان الوطني , كم كنت أتمنى لو أن شيخنا عيد اختار تهمة أخرى , أيا كانت تافهة , غبية أو مبتذلة أو مضحكة , كان هذا سيكون تغييرا كبيرا و حقيقيا , بجد , ليكن أن من حق ولي الأمر أن يقطع رأس من يشاء من "مواطنيه" , ليكن من حقه أن يرجمهم بالبراميل , أن يفعل بهم ما يريد , لكن ليكن ذلك بسبب آخر غير الخيانة الوطنية و زعزعة الكيان الوطني , ليس فقط بسبب الأربعين عاما الماضية من عمرنا تحت حكم آل الأسد و لا سنوات أطول بكثير كنا فيها و كانت رؤوسنا و "أوطاننا" ملكا لأحدهم , بل لأنه بهذه التهمة بالذات قتل مئات آلاف السوريين طوال خمس سنوات , فجأة يبدو كلام عبد الله المحسيني أكثر معقولية و إنسانية , الرجل يقدم على الأقل خطابا جديدا , و حججا جديدة , مختلفة لقطع الرؤوس و إلقاء البراميل , يعطي معنى ما لدماء مئات آلاف السوريين الذين ماتوا , لنقول لأولادهم أنهم ماتوا مقابل شيئ ما على الأقل , أن الحجة التي سيقتلون بها ستكون مختلفة عن تلك التي ذبح بها آباءهم .. و يحدثنا الدكتور عيد بحماسة عن "الجيل السعودي الشاب المشبع بالثقافة الحديثة المعولمة" الذي قرر حسب دكتورنا مواجهة لعبة إيران في توظيف المقدس , هذا "الجيل" ليس إلا محمد بن سلمان بن عبد العزيز و معه محمد بن نايف بن عبد العزيز , حقا إنها ثقافة حديثة و معولمة , حقا إنه جيل سعودي شاب ....

و لأن عمر قدور ( 3 ) أكثرهم عقلانية و واقعية , و لأن مرجعيته ( و مفهومه عن المواطنة ) يبدو أنها لا تنسجم مع بساطة و وضوح أحكام الدكتور زهير و عبد الرزاق فإنه يأخذنا في طريق آخر .. يعتبر عمر قدور أن الصراع حول رأس نمر النمر صراع سياسي و ليس أخلاقي , و بالتالي لا توجد أية حاجة لأية أحكام أخلاقية .. هكذا ينفي كاتبنا الحاجة لأي حكم أخلاقي في الموضوع ... و لأن الكاتب أكثرهم واقعية و أقلهم شعاراتية فإن تحليله لحادثة فصل رأس النمر يتعامل مع الواقع أكثر , فيجد في فصل رأس نمر النمر استمرارا لتداعيات إسقاط الطائرة الروسية التي ما تزال مستمرة حتى هذه اللحظة , و أرجو أنكم تشعرون بتلك التداعيات المستمرة حتى اللحظة كما يشعر بها كاتبنا .. ثم تتطور الأحداث و تتصاعد حتى تصل إلى رأس نمر النمر : أولا زيارة إردوغان إلى السعودية , و الاتفاق أثناءها على إنشاء مجلس تعاون استراتيجي بين الجانبين , "و لا ننسى أن أردوغان قبل ذلك زار الدوحة , و عقد الجانبان مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية و العسكرية التي تثير غضب موسكو" , و يصل التوتر إلى ذروته في التباينات بين الجانبين القطري و الروسي في المؤتمر الصحافي الذي عقده لافروف مع وزير الخارجية القطري في ختام زيارة الأول إلى الدوحة .. لك أن تتصور غضب بوتين من تلك الاتفاقيات أو توتر لافروف من حديث مضيفه القطري , و إذا ربطت ذلك بتداعيات إسقاط الطائرة الروسية ستصاب مثلي بالقشعريرة بلا أدنى شك , و ربما بما هو أكثر , هذه الأحداث ليست لضعاف القلوب , و لا للأطفال تحت سن الثامنة عشرة , طبعا إذا استثنينا براميل الأسد و سيوف آل سعود ...

لأن الكاتب عمر قدور أكثرهم واقعية و أقلهم شعاراتية فإنه يضع يده داخل الجرح في نهاية مقاله , أن السوريون , كما درجت العادة في السنوات الخمس الأخيرة , هم من سيدفع الثمن الأكبر للصراع الإقليمي و الدولي المتفاقم , لكن لأنه منذ البداية رفض إعطاء أية أحكام أخلاقية في موضوع سياسي حسب رأيه سيتوقف كلامه هنا

هكذا نجد أن القضية لم تعد مجرد كلمة حق و لا حكما أخلاقيا يتعلق بحياة إنسان , يكبر رأس نمر النمر ليصبح سؤالا كبيرا : ما الذي تغير ؟ ليس فقط على الأرض , بل أيضا في منطق "سياسيينا" و "معارضتنا" "الليبرالية" أو "الإسلامية المعتدلة" ؟ مرة أخرى عمر قدور محق في استنتاجاته : على السوريين اليوم اكتشاف فضيلة عدم الوقوع في الحفرة ذاتها كل مرة , هذا إن كانوا قادرين على أي شيء اليوم , إن كان أحد قادرا على أي شيء , يبدو أن الحكم الحقيقي في النهاية على كل هذا الكلام , بما فيها هذه السطور أيضا : كلام جرايد , نحن اليوم قادرين فقط على الهراء , فقط أن هراء يختلف عن هراء , وحده الدم من يتكلم اليوم , و من يسفكه بالطبع ..

( 1 )
زهير سالم : قطع العلاقات الكلية وتكريس إيران الولي الفقيه عدواً مبيناً كان وما زال مطلباً رسمياً وشعبيا - مركز الشرق العربي

( 2 )
يسار ليبرالي سوري يفقد الحس الوطني السليم بتضامنه مع شيخ طائفي عميل إيراني !!!!

( 3 ) عمر قدور : نمر النمر و الطائرة الروسية - المدن



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -هم- و -نحن- , -تاريخهم- و -تاريخنا-
- فلسطين , سجننا المزدوج
- و الثورة السورية
- في ظاهرة المستبد أو الطاغية
- تعليق على مقال ياسين الحاج صالح : داعش و العالم
- دفاعا عن العدمية
- في البحث عن حسني مبارك فلسطيني أو كردي
- مجرمون أم ضحايا ؟
- الدكتور فيصل القاسم
- لماذا يحب السياسيون و المثقفون العرب الحروب الباردة ؟
- تحويل السوريين إلى شعب من الشبيحة
- هذا البحر لي
- حكاية أجدادي الطيبين
- الهوية
- في رثاء الثورة السورية , و -الشعب- السوري- : أيها الراحلون , ...
- عن الانشقاق عن الطوائف
- -فلسطين-
- تصحيح لكلمات سبارتاكوس الأخيرة لأمل دنقل
- حراك المندسين اللبنانيين و الإعلام و الزبالة
- -لكي يعمل النظام كما يجب-


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - رأس نمر النمر كما يراه المثقف السوري المعارض