أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مازن كم الماز - -فلسطين-














المزيد.....

-فلسطين-


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4960 - 2015 / 10 / 19 - 02:12
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الحديث عن فلسطين سهل و صعب في نفس الوقت , الشعارات جاهزة , الألم هائل و الدم وفير , أجيال من الجلادين سفكت هذا الدم الذي تاجرت به أجيال من تجار الدماء و الثورات و الأوطان .. الجميع يقدمون "النصائح" لهؤلاء الشباب الغاضبين , الجميع يشرح و يقول لهم لماذا عليهم أن يغضبوا , و يقتلوا و يموتوا , لأن الذل و الحواجز و الرصاص و كل هذا الألم لا يكفي , فيقولون أنه الأقصى عند البعض , و القدس عند البعض الآخر , كل هذا الدم و الألم الذي يستفز الإنسان لدرجة القتل و الموت لا يكفي , إنهم يقصدون الألم و الذل الفلسطيني على يد قطعان المستوطنين فقط , لأن الألم و الذل يبدوان ضروريين أيضا "لفلسطينهم" التي يريدون , و يشغلني بهاء عليان كثيرا , أعشق هذا الشاب الذي تجاوز حدود المتاح و المباح لأي "ناشط" , تجاوز حدود الكلام المباح إلى الفعل غير المباح , فقتل و مات , و عندما يخطر لي أن بهاء ربما كان قتل و مات من أجل الأقصى أشعر فجأة بغصة , و أتأمل صورة الأقصى و صورة بهاء و أنا أسمع و أشاهد بياعي الكلام يستغلون دماء بهاء , كل لصالح سيده , و يخترعون تفاصيلهم ليجعلوا كل هذا الدم و الألم إضافة معتبرة في حساب سيدهم , و أعد رصاصاتي المتبقية , هل ستكفي لكل هؤلاء السادة و خدمهم ؟ لو أننا توقفنا جميعا عن الكلام المباح و تقدمنا إلى المستحيل , هل سيتغير شيء ما في هذا الشرق , أخيرا ؟ و أقرأ في مكان ما عن "الوطن" , و أقرأ ما يقوله الكاتب عن الوطن , عن فلسطين , حيث يجبر حفنة من المستوطنين المهووسين الجميع على التزام بيوتهم في أيام السبت و في عيد الغفران , و أتساءل : ألا يعرف كاتب المقال أن هذا ما يحدث أيضا في إيران و السعودية و تحت حكم داعش و طالبان , و حدث أيضا أيام محاكم التفتيش , و يقوم به الوطنيون جدا في كل مكان ضد "ذوي النفوس الضعيفة" في محاكم تفتيشهم "الوطنية" , و يستفيض الكاتب عن المستوطنين الذين يقتلون الفلسطينيين العاديين بدم بارد و دون عقاب , وتعاودني الغصة مرة أخرى : هل سنحصل ذات يوم على "وطن" , على "فلسطين" , سيمنع فيها غير الفلسطينيين من التجول في مناسبات أهل البلاد و سيقتلون فيها بدم بارد و دون عقاب , و سيقفون ساعات طويلة أمام حواجز التفتيش و سيهانون , و يعزلون في غيتوهاتهم أو كانتوناتهم و يقتلون بكل مباح و غير مباح إذا ثاروا أو حاولوا أن يتنفسوا , و أن هؤلاء المهمشون المقموعون لن يجدوا سوى سكاكين المطبخ ليفجروا ألمهم , هل هذه هي صورة "فلسطين" التي مات من أجلها بهاء عليان ؟ و التي نراها في صورة كل بلد عربي من المحيط إلى الخليج , في كل بلاد العرب المستباحة من الشبيحة و البلطجية و البلاطجة , التابعين للسادة الجدد , الوطنيين جدا , لكن "فلسطين" التي في بالي تختلف تماما , فهي ليست وطن السادة , بل وطن بهاء عليان و جاره و حبيبته و أبوه و أخوه و أمه , لكن كيف و ليس للفقراء وطن , و لا إله , لا يملك الفقراء لا فلسطين و لا الجنة و لا الأقصى و لا السماء و لا الأرض , و لن يفعلوا , لا يملكون سوى قيودهم , الأوطان و السماء والجنان و الأرض و الأقصى كلها ملك للسادة فقط .. هل ستكون فلسطين أبو مازن أو حماس أو أي سيد آخر أفضل من فلسطين نتنياهو لأمثال بهاء عليان ؟ ماذا سيفعل السادة الجدد , الفلسطينيون جدا , بعبيدهم إذا حلموا يوما بوطن يملكونه , هل سيرمونهم بالبراميل كما فعل الأسد , أم مثل بول بوت , الذي حرر شعبه بأن قتل ثلثه , ذلك الثلث الذي شك في خضوعه الأعمى للسيد , أي وطن ستكونه فلسطين , و أتساءل : ماذا علينا أن نفعل , نحن من ينتظر دوره , كي تولد فلسطين "وطنا" لبهاء و أمثاله , لكل الفقراء الذين طالما حلموا بها و ماتوا و هم يحلمون بها , و أتخيل ثورات قادمة , عندما يصبح الأقصى رمزا لسجن جديد , و سجانين جدد , و سادة جدد , كم هو مضحك أن لا تجد الجماهير أمامها إلا تحطيم ذات الأقصى كي تبني عالما دون اضطهاد و ألم و جوع و سجون , و أتذكر المرات الأولى التي رفع فيها العلم الأسود في سوريا , كان من السهل يومها إيقاف المستبدين الجدد , و أيضا عندما كان لينين و رفاقه يختبئون في مقراتهم المحروسة جيدا في بتروغراد , بعيدا عن الجماهير المسلحة و خصومهم الكثر , لكن في عام 1921 كان الوقت قد تأخر كثيرا , و عندما حاولت كرونشتادت يومها أن تقاوم سحقها الجلادون الجدد بشناعة تجاوزت ما كان يمكن للقيصر المقتول أن يفعل ... فلسطين المستباحة تقاوم , و السادة يتنازعون على دمها , ليجعلوا منه أوطانا تخصهم وحدهم , و أمجادا و أموالا و سلطة لا حدود لها , من دماء بهاء و إخوته , و أحلم بوطن لبهاء عليان و أمثاله , و لا أعرف اسمه أو شكله أو مكانه , و أبحث و أحلم , و أكتب وصايا جديدة لشهداء جدد لنازيين جدد , و كلمة تأبين لمقاوم ما ضد سيد ما , مل الظلم فقتل و مات , و لا الظلم مات و لا مات الألم ....



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصحيح لكلمات سبارتاكوس الأخيرة لأمل دنقل
- حراك المندسين اللبنانيين و الإعلام و الزبالة
- -لكي يعمل النظام كما يجب-
- عن عبد الناصر , حوار مع سلامة كيلة و جوزيف سماحة
- قراءة في صحف صباح -العيد- , و كلمة إلى الرفيق جدا فؤاد النمر ...
- أريد رفاقا لا قطيعا - سجناء مجموعة خلايا مؤامرة ( إضرام ) ال ...
- حفلة سمر لأجل نهاد المشنوق
- عن الحراك الشبابي , في لبنان و العراق
- ذكريات غير لبنانية عن حدث لبناني
- عندما يدس لاسلطوي أنفه فيما لا يعنيه : بعض الأفكار عن الستال ...
- أزهار التحرير لإيميليا سيرغويرا
- الخطاب الذي منع رافاشول من إلقائه أمام المحكمة , مهداة للشبا ...
- عندما تفشل الثورات , محاولة لتحليل الربيع الثوري العربي
- من كتاب ميخائيل باكونين : الماركسية , الحرية , و الدولة
- الاتحاد السوفيتي ضد الاشتراكية - نعوم تشومسكي
- دروس و أهمية كرونشتادت لالكسندر بركمان
- أناركي في غرام ماو - رسائل هربرت ريد -من الصين- .. مع مجموعة ...
- مرة أخرى عن تشارلي هيبيدو : عندما يحطم الآخرون أصنامنا دون أ ...
- عن العلويين السوريين
- خمينية آدونيس و داعشية صادق جلال العظم


المزيد.....




- حرب أمريكا وإسرائيل على ايران وتداعياتها. ندوة سياسية لمنظمة ...
- حزب التقدم والاشتراكية يستقبل وفداً من المنظمة المغربية لحقو ...
- تحركات في الكونغرس الأميركي لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية ...
- غدًا تجديد حبس القيادي العمالي شادي محمد وشباب قضية “بانر فل ...
- النظام المصري يواصل حبس المتضامنين مع فلسطين
- احتجاج بلا تصعيد، وغضب بلا قيادة: وقفة نقابة المحامين تكشف ع ...
- بيان لصحفيين مصريين: الاعتداء الأمريكي على إيران من أرض عربي ...
- المحامين قالوا كلمتهم.. نعم للإضراب
- المستأجرون يقررون مواصلة النضال لاسقاط مشروع القانون ويطالبو ...
- “أمن الدولة” تستكمل التحقيقات مع يحيى عبد الهادي


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مازن كم الماز - -فلسطين-