أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - مرة أخرى عن تشارلي هيبيدو : عندما يحطم الآخرون أصنامنا دون أن ندري















المزيد.....

مرة أخرى عن تشارلي هيبيدو : عندما يحطم الآخرون أصنامنا دون أن ندري


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4898 - 2015 / 8 / 16 - 16:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



إذا صدقنا ما قاله محمد عن تحطيم إبراهيم للأصنام التي كان يعبدها قومه , فإننا سنكون أمام سؤال كبير جدا , كيف لم نر أن أصنامنا قد تحطمت أمام أعيننا مرات و مرات , لماذا نحرق "إبراهيم" من جديد , و لا نفهم أو نجيب على سؤاله الأزلي : اسألوا كبيرهم ؟ .... ما فعله ليو فان غوخ و رسامو تشارلي هيبيدو هو أنهم حطموا أصنامنا , أمام أعيننا , مرة تلو أخرى , لكن دون أن نرى .. كان رد فعلنا , سواء ملايين المسلمين الذين خرجوا إلى الشوارع مطالبين بالقصاص للأصنام التي حطمها هؤلاء , أو المجاهدين منفذي غزوة تشارلي هيبيدو و قاتل فان غوخ , هو نفسه رد فعل قوم إبراهيم , لقد أردنا أن نثبت أن أصنامنا لم تمت بقتل من حطمها , و كأن هذا سيحييها من جديد , أو سيثأر لإهانتها المميتة على يد هؤلاء , إننا فقط نثبت قول إبراهيم : إنهم لا يملكون لأنفسهم , ضرا و لا نفعا ... إننا نعبد منذ اليوم أصناما يهينها بشر فانون , مخلوقات فانية , أصنام يمكن أن يحطمها رسام أو مخرج أو حتى مجنون , إن قتلهم قد يشفي غليلنا , لكنه لن يغير شيئا , لقد أصاب ليو فان غوخ و رسامو تشارلي هيبيدو إله محمد في مقتل .. إننا نقرأ سورة إبراهيم دون أن نفهم التحدي الذي ألقاه إبراهيم في وجه "كبيرهم" : دعوه يدافع عن نفسه , إن استطاع , ليدافع عن نفسه , أمام فأس إبراهيم , أما ريشة رسام , أمام سلاح بسيط , جدا , كالسخرية .. لكننا لا نرى .. يعود هذا الفصام إلى فصام محمد بن عبد الله نفسه , فصام محمد الذليل و محمد الفاتح , محمد المقموع و محمد القامع , فصام محمد الذي يريد تسفيه آلهة غيره و في نفس الوقت يقتل كل من يسفه إلهه , محمد الذي يريد أن يجادل غيره دون أن يجادله أحد .. و يستكمل شيوخنا الحلقة المفرغة , التي لا تنتج إلا عميانا , لا يرون إلا ما يوحى إليهم : في يوم ما قالوا لنا أن الجدال ممنوع , أن الكلام نفسه , و علومه , ممنوعة و محرمة , أن التفكير فيما لم نؤمر به ممنوع و محرم , طريق إلى الهاوية , تلبيس من إبليس , في ذلك اليوم قالوا لنا أن العقل ملعون , موبوء , مريض , مرضا لا شفاء إلا بقتله , و على الضد من دعوة المعري , الكافر , الملحد , المشبوه , إلى سلطة العقل , قالوا لنا أن لا سلطة للعقل , هناك سلطة واحدة فقط يجب الانحناء أمامها , خاصة العقل , الذي عليه فقط أن يسمع و يطيع لها دون نقاش , هي سلطة السلف , و لمن لا يخضع , هناك سلطة السيف , جرى ترتيب ما يكفي من أحاديث و قصص و روايات ليصبح السلف ( أو الأئمة ) بشرا لا يخطأون , معصومين , فوق العقل , فوق النقد , فوق التاريخ , إله , صنم , يجب طاعته و عبادته دون تردد , و إلا .... جرى شطب تاريخ كامل , و إعادة صياغته من دون كل ما هو محرج فيه , من دون أي جدال أو تفكير , من دون ابن الراوندي و المعري و المعتزلة و الخوارج و الزيدية و الإسماعيلية و فرق الغلاة , جرى إعداد الماضي بعناية ليكون سلطة على الحاضر و المستقبل , علينا , على أطفالنا , على عقولنا , على غرائزنا , على أجساد النساء و الغلمان , و أيضا على عقول و أجساد أولئك الذين لم يولدوا بعد ... نحن لا نحتاج للتفكير , أو الجدال , أو النقاش , لقد أقفل الباب على التفكير و الجدال إلى الأبد , منذ زمن , منذ محمد , آخر جدال أو نقاش كان مباحا هو جدال محمد و آخر فكر حلال , مباح , هو فكر محمد , ثم حل الظلام .. لقد شفينا من عقولنا , منذ محمد , قد يكون الأصح أن نقول , أننا قد شفينا من عقولنا مع الوثيقة القادرية , مجمع نيقية العباسي الكنسي , لقد أكمل لنا الخليفة ديننا , و أصبحنا بنعمته ( و نعمة حراسه و شيوخه ) مؤمنين .. غير صحيح أن المعتزلة ظهروا نتيجة قراءة كتب الفلاسفة , لقد ظهر المعتزلة تلبية لضرورة التفكير و الجدال , كان الفرس قد انعتقوا أخيرا , بعد أن هزموا سيوف بني أمية في معركة الزاب , و لم يعد من الممكن الاكتفاء بالحوار بالسيف مع الموالي , مع الشعوب المغلوبة , لأول مرة منذ هزيمة تلك الشعوب صار لزاما على رجال الدين أن يدافعوا عن دين محمد بالعقل , و بالجدال , هكذا ظهر المعتزلة , كانوا وحدهم القادرين على الجدال و النقاش , لكن الضريبة الضرورية لهذا كانت أنهم اضطروا لأن يعقلنوا قرآن محمد و إله محمد و دين محمد , ليصبح قابلا للدفاع عنه بالعقل .. لم يكن ابن حنبل في وضع الراغب أو القادر على أن يدافع عن دين محمد أمام منتقديه , أمام أي عقل مهما بلغ من سذاجة , و لا حتى أمام عقل طفل , إن حجة ابن حنبل , "آتوني بشيء من القرآن و السنة" , لا تعني شيئا لمن لا يؤمن بالقرآن و السنة , بالنسبة لعقل يسأل هذا ليس إلا هراءا , إنه حجة فقط "لعقل" يؤمن و لا يسأل , و لأنهم غير راغبين و لا قادرين على محاججة و إقناع أي عقل , مهما كان , بدين محمد و إله محمد و قرآن محمد , كان يجب قتل العقل , مرة واحدة و إلى الأبد , و لمنع النقاش و التفكير و الكلام , كان يجب الانكفاء و الانغلاق , كان يجب تجريم الآخر , أي آخر , كان يجب أن يصبح الحوار معه مستحيلا لتجريده من القدرة على إزعاج جماهير المؤمنين بحججه و جداله , و من قدرته على استفزاز عقولهم , إذا لم يكن من الممكن قتل هذا الآخر جسديا , و هو الأفضل دائما , كان يجب قتله معنويا , و هذا أضعف الإيمان , هكذا فقط يمكن تجريده من حقه في إثارة الجدال و النقاش , و في تحريض العقل .. ليست فرق الغلاة وحدها هي التي قررت الانكفاء على ذاتها في ذلك اليوم مغلقة باب العقل و الجدال , منذ تلك اللحظة , مع الوثيقة القادرية , سننكفئ على أنفسنا , يجب فقط تبرير القرآن و السنة بالقرآن و السنة , لا سلطة للعقل , و لا عقل للسلطة , كل السلطة للسلف , كل السلطة للسيف .... تماما كما شفينا من عقولنا منذ محمد , و ابن حنبل , و الخليفة القادر , يجب أن يصبح الآخر , الآخرون , كلهم , مرضى بذواتهم , مرضا لا شفاء له , إلا بإيمانهم , المستحيل , بمحمد , بأن يقتلوا عقولهم .. فنحن لم نخلق للجدال و التفكير , لقد خلقنا للسمع و الطاعة , أبانا الذي على العرش , بورك اسمك , و تمجد عرشك , لقد أصبحنا مؤمنين بك , لا نشرك بك أحدا ... في تلك اللحظة , تحولنا إلى كائنات تتكاثر بالتوالد , بالانشطار , بالتناسخ , كائنات , غير عاقلة , تنتج بعضها البعض , لقد انتصر السلف , و السيف , و هزم العقل , و مات , من يريد عقلا , لقد شفينا من عقولنا منذ زمن , هكذا فقط يمكننا أن نزعم أن أصنامنا ما تزال حية تنطق , تتنفس , و تأمر و تنهي , عندما نقتل من يسفهها و يحطمها , عندما نحرقه مثل إبراهيم , لقد شفينا من عقولنا , و من أعيننا , و آذاننا , و من غرائزنا , منذ وقت طويل , لم نعد نفقه و نرى و نسمع إلا ما يقولونه لنا , و ما نزال .. لقد شفتنا تلك الأصنام , حتى و هي محطمة و مهانة , حتى أن صوت سقوطها و تحطمها لا يصل أسماعنا , حتى أننا لا نسمع صوت إبراهيم - ليو فان غوخ - تشارلي هيبيدو , يتساءل : اسألوا كبيرهم إن كانوا صادقين



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن العلويين السوريين
- خمينية آدونيس و داعشية صادق جلال العظم
- نحو إلحاد تحرري - 2 : سام هاريس , الملحدون الجدد , و الإسلام
- نحو إلحاد تحرري - مقاربة لرؤية د . وفاء سلطان لمفهوم الإله ف ...
- دفاعا عن الحرية في سوريا -الحرة- ....
- هل أتاك حديث المؤامرة
- عنا و عن القادسية و اليرموك , و قادسيات الآخرين أيضا
- التحليل النفسي للثورة السورية
- جدل مع رؤية عزام محمد أمين , عن السلوك المؤيد للطاغية
- عن التحليل النفسي لشخصية محمد - 2
- التحليل النفسي لشخصية محمد
- تعليق على بيان عدد من الصحفيين السوريين
- اعتراف - رؤيا
- هوغو بول عن الدادائية
- مرة أخرى عن كرونشتادت - فيكتور سيرج
- فرانز مهرينغ عن باكونين , برودون , و ماركس
- عن الأسد , داعش , و الآخرين
- مجالس العمال - رابطة سبارتاكوس الشيوعية - 1947
- من كتاب كورنيليوس كاستورياديس : مجالس العمال و اقتصاد المجتم ...
- كلمات واضحة - لكاتب مجهول


المزيد.....




- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - مرة أخرى عن تشارلي هيبيدو : عندما يحطم الآخرون أصنامنا دون أن ندري