أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - خمينية آدونيس و داعشية صادق جلال العظم














المزيد.....

خمينية آدونيس و داعشية صادق جلال العظم


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4893 - 2015 / 8 / 11 - 04:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يقول جورج طرابيشي أن العرب يعيشون بعد هزيمة يونيو حزيران 1967 عصابا جماعيا ماضويا , لكن هذا العصاب على ما يبدو قد أصبح ذهانا جماعيا .. عندما ينتهي آدونيس "الثابت و المتحول" إلى مفكر خميني , و صادق جلال العظم "نقد الفكر الديني" إلى مجاهد داعشي فكري , و عندما توصف خيالات و مالينخوليا و هلاوس بعض الأشخاص الموتى كمحمد و ابن تيمية و الخميني على أنها هوية مزعومة لجماعات مليونية أو مليارية من البشر , فإننا لا نكون أمام مجرد عصاب جماعي , إنه الفصام عن الحاضر , و عن العقل , عن الأنا .. منذ بدأ الفقراء العلويون باستباحة جيرانهم السنة ( في سوريا ) و منذ كشف المظلوم السني عن قدرة تفوق ظالمه على الظلم و القهر و القتل و الموت العبثيين ( العكس حدث في العراق لكن بنفس التفاصيل المؤلمة الغبية ) , اتضح أن تلك المزاعم التي حاولت أن تفصل الشبيحة عن غالبية فقراء العلويين , عن العلويين العاديين , و أن تفصل الدواعش عن فقراء السنة , عن السنة العاديين , كانت للأسف مجرد أكاذيب .. من كانوا بشرا عاديين , تحولوا بفعل هراء مقدس و هراء مقدس مضاد , و سرديتين متناقضتين لذات التاريخ "الإسلامي" المزعوم , حولت هؤلاء البشر العاديين جدا إلى مجرد أدوات للقتل و الموت العبثيين , و ما بدا كمظلومية بريئة , يدعيها السنة و الشيعة على حد سواء , انكشف كعصاب هستيرائي طهراني قاتل , بقدر ما يحمل من نزوع إلى الانتحار أيضا .. هذا الذي يسمى هوية , قومية , دينية , عرقية , مذهبية , ليس في الواقع إلا فصلا في كتاب تنوع الأجناس و الجماعات بفعل تطور الطبيعة و المجتمعات البشرية , تماما كوجود أجناس متعددة من النباتات و الطيور و الزواحف , و القردة و الخنازير , خاصة القردة و الخنازير , لأنها بعض رموز الوعي الفصامي السائد في الوصف الهستريائي الهذياني للآخر ... سياسيا و فكريا , الهوية ليست إلا زعم سلطوي , ليست إلا إيديولوجيا سلطوية ... و عندما برزت مزاعم اليسار السلطوي و الليبراليين النخبويين من أن هناك ما هو تحرري في مزاعم الهوية تلك , عندما اكتشف هؤلاء طاقة "تحررية" كامنة في قومية الشعوب المستضعفة ثم الطوائف المستضعفة ثم الأعراق المستضعفة , ستنكشف فيما بعد في حقيقة تلك الأنظمة التي تدعي تخليص القوميات أو الطوائف ( و أيضا الطبقات ) المستضعفة , لم يكن هذا أكثر من رغبة هؤلاء في استكمال لعبة الكراسي الموسيقية , السلطوية , لعبة تبادل الأدوار بين الجلاد و الضحية , بين الحراس و المسجونين , اللعبة الوحيدة التي تفهمها و تنتجها إيديولوجيات الهوية تلك .. الموقف التحرري الوحيد الممكن تجاه مزاعم الهوية السلطوية هو الرفض , الإدانة , و فضح زيفها ... بنفس درجة غباء و تفاهة أن يحاول جنس من الحيوانات أو النباتات القضاء على سائر الأحياء لأنها لا تشبهه ... سياسيا و فكريا , سلطويا , توجد الهوية فقط ليجري نقضها و كشف زيفها و زيف السلطة و الفئة السلطوية التي تختبأ خلفها .. خلافا لما حاوله آدونيس و صادق جلال العظم , أكد الرجلان عكس ما يقولانه بالضبط , لقد أثبت الرجلان أن داعش و الأسد أكثر من مجرد وحشين غبيين دمويين مفروضين بقوة القمع العاري من الخارج , بل أنهما بشكل من الأشكال قد جاءا من داخلنا , من أعماق وعينا المريض العصابي , الخائف حتى الموت من التفكير الحر , من أن نفكر لأنفسنا , و لأنفسنا , لقد جاء الأسد و داعش من تلك الأعماق المظلمة , حيث تتحطم الحدود بين القمع الداخلي و الخارجي , بين خداع الآخرين لنا و بين خداعنا لأنفسنا , بين غبائنا و بين غباء أسلافنا , بين غبائنا و غباء "أعدائنا" , بين غباء ماضينا و غباء حاضرنا ... لا شيعية آدونيس السياسية و لا سنية العظم السياسية تعني شيئا تحرريا , و لا شيئا حقيقيا , إلا إذا افترضنا أن الموت و القتل من أجل أشياء أو كائنات خيالية أو خرافية كعائشة و زينب هو فعل تحرري أو حقيقي حقا , ترديد مثل هذا الافتراض يتطلب كثيرا من الوقاحة و كثيرا من الغباء في نفس الوقت , اللذين يبدو أننا نملكهما بوفرة اليوم للأسف ... في مواجهة سلطة الهوية القاتلة الزائفة العصابية تلك , و لكي نبدأ الوعي بذواتنا , كبشر , كأنوات , و بهوياتنا الحقيقية , كأفراد , كبشر , أحياء بالفعل , قادرون بالفعل , و أحرار بالفعل , كأحياء متحررين من سلطة الموت و الموتى و من يحتكر تمثيل الموت و الموتى , نحتاج إلى استبدال سلطة الهوية القاتلة العصابية تلك بسلطة وعينا النقدي المتحرر من كل الخرافات , من كل دوغما , و من الماضي , و من الموت , أو لنكون أكثر دقة , نحتاج إلى لا سلطة وعينا , إذا أردنا أن نخرج بوعينا بالفعل من دائرة القمع و الإكراه , نحتاج ثورة حقيقية , جذرية , عميقة , حيث تكون الثورة هذيانا حقيقيا جماعيا يقودنا إلى تحرير العقل و اللاوعي و معهما الجسد من كل القيود



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو إلحاد تحرري - 2 : سام هاريس , الملحدون الجدد , و الإسلام
- نحو إلحاد تحرري - مقاربة لرؤية د . وفاء سلطان لمفهوم الإله ف ...
- دفاعا عن الحرية في سوريا -الحرة- ....
- هل أتاك حديث المؤامرة
- عنا و عن القادسية و اليرموك , و قادسيات الآخرين أيضا
- التحليل النفسي للثورة السورية
- جدل مع رؤية عزام محمد أمين , عن السلوك المؤيد للطاغية
- عن التحليل النفسي لشخصية محمد - 2
- التحليل النفسي لشخصية محمد
- تعليق على بيان عدد من الصحفيين السوريين
- اعتراف - رؤيا
- هوغو بول عن الدادائية
- مرة أخرى عن كرونشتادت - فيكتور سيرج
- فرانز مهرينغ عن باكونين , برودون , و ماركس
- عن الأسد , داعش , و الآخرين
- مجالس العمال - رابطة سبارتاكوس الشيوعية - 1947
- من كتاب كورنيليوس كاستورياديس : مجالس العمال و اقتصاد المجتم ...
- كلمات واضحة - لكاتب مجهول
- على الأناركيين أن يقولوا ما يمكن لهم فقط أن يقولوه , للسيد د ...
- سوريا , و الشرق , إلى أين ؟


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - خمينية آدونيس و داعشية صادق جلال العظم