أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - التحليل النفسي لشخصية محمد















المزيد.....

التحليل النفسي لشخصية محمد


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4848 - 2015 / 6 / 25 - 19:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التحليل النفسي لشخصية محمد


مهداة إلى العفيف الأخضر

هذه السطور هي جزء من دراسة أكبر , تحاول دراسة محمد الإنسان , و فهمها , كجزء من محاولة فهم تاريخنا , و نفض غبار الأسطرة عنه , و بالتالي فهم حاضرنا , في بحث محموم عن الطريق إلى حرية كل من يعيش على هذه الأرض , كل من قدر له أن يولد و يعيش في هذا الشرق المحكوم بالموت و العبودية و الألم ... النقاط الرئيسية التي ستساعد في الغوص أكثر في شخصية محمد , هي : طفولته , خديجة , ورقة بن نوفل , تحولاته اللاحقة , علاقته بأصحابه , زوجاته , و أيضا ميوله الجنسية , و محاولة تفسير ظاهرة الوحي نفسها .. ستحاول هذه السطور أداء جزء يسير من هذه المهمة .. يعتبر العفيف الأخضر في كتابه محمد أن الإهلاسات المرتبطة بظاهرة الوحي و تكرارها في حياة محمد , من الفتوة حتى مماته ,هي علامة على إصابة محمد بالذهان , و هذا صحيح إلى حد كبير وفق الطب النفسي المعاصر , فالهلاوس هي أهم الأعراض المميزة للفصام أو الشيزوفرينيا , لكن الفصام يترافق عادة بتحلل كامل في الشخصية , ما عدا الفصام الزوري أو فصام البارانويا الذي تبدو فيه شخصية الفصامي طبيعية حتى يصل إلى موضوع هذيانه , فيظهر اضطراب شخصيته على الفور .. لم تكن شخصية محمد فصامية بهذا المعنى , أما عن فصام البارانويا فيمكن استبعاده أيضا لأن محمد عندما بدأ يتعرض لإهلاساته المتكررة في "بداية نبوته" و رغم إيمانه الشديد بأن ما كان "يراه" كان واقعيا جدا لكنه كان مدركا للطبيعة الإهلاسية لرؤاه تلك , لدرجة أنه فكر بالانتحار خوفا من الجنون .. بينما يؤمن الفصامي , بما في ذلك المصاب بفصام البارانويا , بأن إهلاساته توجد بالفعل في العالم الذي حوله و ليست من بنات أفكاره و يدافع عن "واقعيتها" بكل قوة .. رغم أن هناك في الطب النفسي المعاصر اضطرابات نفسية تسمى اضطرابات شخصية , تحمل بعض صفات الشيزوفرينيا أو البارانويا أو غيرها من الذهانات أو العصابات دون أن تكون متكاملة كمرض , لكني أعتقد أن مصدر إهلاسات محمد كان حالة نفسية أخرى هي الاكتئاب .. يقول أحد أهم فلاسفة التشاؤم شوبنهاور أنه وجد في القرآن النسخة الأكثر كآبة من التوحيد .. العفيف الأخضر وصل أيضا لهذا الاستنتاج في دراسته عن محمد .. كان محمد مثقلا بإحساس قاس بالذنب , و حكم عليه أن يحارب اكتئابه دائما .. التوصيف المعاصر للاكتئاب اليوم كاضطراب في المزاج , يعتبره جزءا من اضطراب دوري في المزاج , ينتقل من مزاج معتل ( الاكتئاب ) إلى مزاج مرتفع ( هوسي ) بشكل دوري .. كلا من الهوس و الاكتئاب قد يترافقان بالإهلاسات .. و قد يترافق الاكتئاب بالقلق , كما يبدو كثيرا على محمد أيضا .. لقد عانى محمد الطفل كثيرا , وفاة الأبوين , و تعدد رعاته و على الأرجح إهمالهم , و انفصاله المتكرر عنهم و رفض بعض الأقرباء له , شعور دائم بانعدام الأمان , و بأن حاجاته و متطلباته عبء على الآخرين , بل أن وجوده ذاته عبء و أنه كان سببا في خسارته المتكررة لمن يحبهم .. كثيرا ما تتحول كل تلك الصعوبات الجمة إلى مشاعر قوية بالذنب لدى الطفل , أنه مسؤول بشكل أو بآخر عن كل تلك الصعوبات التي عاشها و يعيشها , هذا يخلق عند الطفل , كما حدث مع محمد , أنا عليا شديدة القسوة و الصرامة , و علاقة الأنا الأعلى أو السوبر إيغو حسب فرويد مثبتة حسب الطب النفسي المعاصر بعصاب الوسواس القهري , و في هذه الحالة تكون الطهرانية المتطرفة العصابية هي الناتج الوحيد لكم مشاعر الذنب تلك .. الجنس , الجسد , الرغبة هي أهم أعداء تلك الطهرانية العصابية , و هذا ما يفسر العداء الذي تحمله الديانات الأساسية نحو الجنس .. في كتابه عن كارل ماركس , شخص الشيوعي اليساري ( ثم المجالسي ) الألماني أوتو راهل حالة العصاب عند ماركس عندما لاحظ أن : ماركس كان أكبر إخوته , و كان ابنا لعائلة يهودية في ألمانيا القرن التاسع عشر حيث كانت اليهودية وصمة اجتماعية , و مع بدء علامات النبوغ على الفتى كانت توقعات أبويه له تزداد مما شكل ضغطا إضافيا على ماركس الشاب .. يتحدث راهل عن شكاوى ماركس الهضمية الدائمة و صحته المعتلة باستمرار كعلامات على عقدة الدونية التي لاحقت ماركس و التي شكلت أساس سلوكه العدواني تجاه الآخرين , خاصة "منافسيه" في الحركة الاشتراكية و العمالية العالمية .. يرى الطب المعاصر أن القرحة الهضمية و متلازمة الكولون المتهيج و كثير من الشكاوي الهضمية الأخرى هي حالة نفسية جسدية , يلعب فيها القلق و الاكتئاب دورا هاما .. سيظهر هذا واضحا في القسوة الشديدة المعجونة بسخرية هستيرية أحيانا في "انتقاد" ماركس لخصومه ( 1 ) .. يبدو أن باكونين كان على حق , لقد تقمص ماركس شخصية الجنرال الألماني , رمز و قلب الروح العسكريتارية البروسية التي كانت مصدر عذابات ماركس و شعوره بالنقص و التي سينتهي إلى تمجيدها و جعلها اساس اشتراكيته السلطوية .. إن تحليلنا النفسي السابق لشخصية محمد يبدو متماشيا مع تفاصيل حياته التالية : زواجه بخديجة , التي كانت هي من بادرت بخطبته في الواقع , أرملة تكبره بخمسة عشر عاما , وضعها المادي أفضل منه , قد يعكس هذا حاجة محمد بالطبع لمصدر مريح للدخل و حياة سهلة قد توصف بالسعيدة في حالته , لكنه يعكس أيضا عقدة أوديبية قوية عند محمد , ربما كانت خديجة هي آمنة بشكل من الأشكال , أو حليمة , أو أم طالب أو أم لهب , لا يسمح لنا التاريخ - الأسطورة بأن نتأكد بالضبط , و قد يفترض أن هذا الوصال الأوديبي قد حقق لمحمد الشاب شيئا من التوازن النفسي مع عذاباته , أو عزز آليات دفاعه ضد شعور الذنب الهائل الذي كان يعيش معه , لقد عاد الفتى أخيرا لرحم أمه , و هو رجل , مكتمل الرجولة , دون أن يضطر لأن يفقأ عينيه .. لكن هنا بالذات ستصل عذابات محمد إلى قمتها , ستتجسد مشاعر الذنب و النقص كائنا متخيلا يتبدى له في السماء , و يلاحقه إلى غرفته , حتى و هو في حضن خديجة , و سيشعر و كأن هذا الكائن يهم بأن ينتزع منه عقله , لقد بلغ الآن أوج أزمته العقلية و يكاد ينتهي إلى الجنون أو الانتحار , هنا يأتي ورقة بن نوفل , ابن عم خديجة , فيقدم له ليس فقط "وصفة الشفاء" و لا القشة التي سيتعلق بها محمد لينقذ عقله و نفسه , بل مفتاحه إلى التاريخ و عالم الأسطورة : لقد أقنعه أن إهلاساته تلك ليست إلا وحيا , كائن خرافي سماه جبريل , إنه ليس مجنونا , بل "نبي" , أصبحت أناه العليا التي تبطش به و تسومه ألوان العذاب إلها , سيعمل محمد بكل قوته على أن يعبده الجميع , و يسجدوا لقسوته و جبروته و عناده , الذي طالما عذب ذلك الشقي ... شيئا فشيئا يندفع محمد بكل قوة و إصرار على "طريق الشفاء" , ليس فقط عليه أن يقنع نفسه أو خديجة أو غيرها , بل عليه أن يقنع العالم بأسره , ابتداءا بمكة و قريش , أن إهلاساته و هذياناته ليست إلا وحي يأتيه من إله ما , و سيسلحه ورقة بن نوفل بالسلاح الآخر الضروري له في هذه الرحلة الشاقة , بشيء من اللاهوت اليهودي المسيحي ثم سيتركه , تاركا الباقي لخيال محمد الإبداعي و المريض في آن ... كان الطريق إلى القمة شاقا , كما هو متوقع , مرورا بهزات خطيرة كموت خديجة و أبي طالب و مقاطعة قريش , أكثر من مرة كان "الدين الجديد" على وشك أن ينتهي , كما حدث مع كثير غيره .. لكن شيئا ما سيخدم ذلك الشقي ليصبح بالفعل نبيا للعرب , و في ذروة انتصاره سيحاول الرجل أن يبحث عن شيء من البهجة لقلبه الحزين .. سيتزوج من يشاء , من ضمنهم زوجة ابنه بالتبني , و ابنة صاحبه , الفتاة ذات الست سنوات , لكنه لن "يدخل بها" حتى التاسعة , و سيمكنه الآن أن يعاقب كل من يستهزئ به أشد عقوبة ممكنة على الإطلاق , ليس فقط سيحرمه من "جنة" إلهه أو سيحكم عليه بالخلود في جحيمه المفترض , حيث سيلاقي من أصناف العذاب ما لا يمكن أن يخطر إلا على خيال شخص طالما عذبه شعوره بالنقص و عجزه أمام العالم , بل سيقتل و يذبح و يسبي كل من يريدهم و كل من يقف في وجهه , لقد روض الرجل مشاعر الذنب عنده بحيث أصبح قادرا على أن يكون وحشا بالفعل ... يفترض الناس , بمن فيهم الناس العاديون , أن مشاعر الذنب تقوي الأثرة تجاه الآخرين , أو تحرض على معاملتهم بشكل جيد .. لكنها كما نراها هنا , تصبح شرا لا ينتهي , موتا و قهرا و تعذيبا , أبعد حتى من حدود الزمان و المكان .. حتى و هو يبحث عن شيء من السعادة و التعزية بين ذراعي عائشة الطفلة , سيبقى محمد أسير اكتئابه الدائم , لا شيء يدخل الفرح على قلب الرجل الحزين , إنه يحاول , هذا أقصى ما يستطيع , و غالبا دون جدوى , إنها مجرد تعزية لا أكثر , لكنه يعمل على إقناع نفسه لكي يحاول الاستمتاع بوضعية قيصر , بمكانة نصف إله , يمكنه الآن ان يتزوج زوجة كبير بني قريظة و بطلهم و يستولي ليس فقط عليها , بل على بيوتهم و أموالهم و أطفالهم , إلهه أصبح المعبود الوحيد في دنياه التي يعرف : شبه جزيرة العرب , و سيطمح حتى إلى المزيد , ألم ينتصر في بدر و نجا من كارثة أحد و هجوم الأحزاب , لا شك أن إله الحرب , كما سماه هتلر , إلى جانبه , إنه لا يفهم , لكنه يؤمن الآن بذلك , تماما كما آمن بذلك هتلر و جيوشه تسحق فرنسا و تحتل نصف أوروبا و تطل على أجراس الكرملين نفسها ... يمكنه الآن حتى أن يفعل أي شيء يريد , أن يغتصب فتاة صغيرة في التاسعة , إذا أراد , و لتكن ابنة صديق عمره و مشواره نحو القمة , لا شيء يقف في وجهه اليوم , لكن لعنة اكتئابه تلاحقه دون رحمة , محولة هذا الاغتصاب - الجنس إلى غيرة طائشة تزيد في عذاب الرجل المسكين , لقد نجح فتى , تافه , لا قيمة له , في تنغيص سعادته , لمجرد أنه قاد جمل عائشة , بينما كانا وحيدين .. لا شيء يبهج قلب الرجل الحزين .. لا يمكن أبدا أن نقارن ممارسة محمد للبودوفيليا ( الجنس مع الأطفال ) مع عائشة بممارسة أبي نواس له مع متهتكي بغداد في عصره .. بينما كان أبو نواس ينفجر ضاحكا و هو يداعب غلمانه , كان محمد يبكي و هو في أوج قمته ... و يجد انتقامه الأخير في أن يجعل الجميع يبكون , ستبقى عائشة له وحده حتى بعد أن يموت , سيجبرها على أن تعيش لعقود طويلة "زوجة رجل ميت" , أما المؤمنون به فعليهم أن يموتوا في معارك لا تنتهي ليجبروا جميع البشر على اعتباره نصف إله , و في أوقات فراغهم أن يعيشوا دون أي بهجة , أن يتمثلوا حياة الرجل الميت بكل آلامها كقدوة و كمثال , لقد أورث محمد العالم كآبته و مضى .. ليست الكآبة قدر محمد وحده , و لا مشاعر الذنب تلك التي أثقلت كاهله .. و لا تحولها إلى إهلاسات أو وصوله إلى حافة الجنون .. الفنانون مثلا , كثير من البشر , ربما معظم البشر أو كلهم بشكل من الأشكال , عانوا , و يعانون هذا , بل إن بعض الزمر من الأدباء و غيرهم مجدت العقل الباطن و تجلياته المختلفة في الحلم و الإهلاسات حتى أنهم استخدموا بعض المخدرات لكي يتغلبوا على قيود الأنا و الأنا الأعلى ليبلغوا مرحلة الحلم و الهلاوس , بماذا يختلف "الأنبياء" , بماذا يختلف محمد , عن هؤلاء , عن الآخرين ؟ إنها بالضبط في الأوهام التي اختلقوها , أو اختلقها خيالهم , لتصبح قيودا و قضاة و حراس و سكاكين و رقباء على وعي الآخرين و أرواحهم و لا وعيهم , قبل أن تصبح سكاكين حقيقية تجز رقاب من لا يؤمن منهم بتلك الهلاوس .. كتب كافكا ليتخلص على الأرجح من آلام كتلك التي عانى منها محمد , أو التي عانى منها ماركس , أو لوثر أو كالفن أو ابن حنبل , لكنه حاول أن يجد طريقه إلى الخلاص في أن يصرخ وحيدا , أو أن يبتسم ابتسامة قاتمة جدا في وجه آلامه .. حاول كافكا , و إن من دون كبير طائل , أن يخلص نفسه من آلامه و قيوده دون أن يصنع منها قيودا على جميع البشر .. و كذلك رسم فان غوخ رسوماته , و هو يصارع هذياناته , فحاول أن يحرر نفسه في تلك الألوان المتداخلة , القاتمة حينا و المشرقة حينا , و أخيرا في انتحاره , عندما أصبحت الحياة مؤلمة جدا , و لا تطاق ... الأنبياء , و المصلحون , قتلة من نوع خاص , إنهم لا ينتحرون , أبدا لا ينتحرون , كما فعل فان غوخ , بدلا من ذلك يوجهون سلاحهم نحو باقي البشر .. لا شك أن الأنبياء أيضا ضحايا لعالمهم , و لواقعهم , لكنهم يعملون كل ما بوسعهم كيلا ينتهي الشقاء , كي يبقى الإنسان أسير آلامه , و سجنه الأزلي .... الحقيقة أنه ولد و يولد و سيولد الكثير من الأنبياء , تكفي زيارة عابرة لأقسام مستشفيات الأمراض العقلية لرؤية الكثير منهم هناك , و في التاريخ نجدهم في كل زاوية , وحدها الظروف هي التي خدمت محمد لكي يصل إلى ما وصل إليه .. إذا صدقنا أن الصدفة هي التي خلقت و تحكم العالم , فإن تلك الظروف التي اجتمعت مصادفة هي التي جعلت من محمد نبيا لأمة تعد اليوم مليار و يزيد من البشر .. لم يفهم محمد بكل تأكيد كيف كان ينتصر و يزداد أتباعه , الأكيد أنه اعتبر صعوده غير المفهوم ترتيبا إلهيا , نصرا ربانيا , ( 2 ) و حرص لذلك على أن يرد الجميل , بأن يفرض أقصى تقديس ممكن لإلهه , أناه الأعلى , لمشاعر الذنب التي طاردته طوال حياته , و لكي يخدم إلهه هذا بكل إخلاص , عمل كل ما بوسعه ليجعل حياة الآخرين بائسة و كئيبة أكثر ما يمكن , كان هذا هو الانتقام الأخير لمشاعر الذنب التي لم تقض عليه , لكنها تمكنت من أن تقضي على إنسانيته و قدرته على الحياة و المرح .. و سيأتي بعده أشخاص أكثر كآبة حتى , كابن جنبل و ابن تيمية لكي يكملوا ما بدأه , سيضيفون لصرامة تعاليمه صرامة جديدة , و قسوة إضافية لقسوة نبيهم الأصلية , لنحصل أخيرا على إسلامنا الحالي .... الحقيقة أن المسؤول الأساسي عن آلامنا اليوم هو الظروف الاقتصادية الاجتماعية التي نعيشها , و علاقات الهيمنة و التبعية و الاستلاب السائدة .. مع ذلك فإن جزءا مهما من معاناتنا اليوم يرجع لاكتئاب محمد بالتحديد , و تلامذته الأكثر جنونا أو اكتئابا , ممن يشكلون اليوم وعينا و شروط نشاطنا العقلي و حياتنا الاجتماعية الخ .. و لا شك أن النضال ضد هذا كله جزء , قد يكون مهما , من نضالنا في سيل عالم أفضل , اكثر حرية و فرحا , أو قدرة على الفرح

( 1 ) يقول راهل ( الذي يمكن وصفه سياسيا و فكريا بشيوعي مجالسي أو ماركسي تحرري ) أن "الأشخاص الذي يعانون من اضطرابات هضمية ( مثل ماركس ) .. كائنات مكتئبة , متقلبة المزاج , حقودين , غير راضين , ينقصهم التواصل الحقيقي مع العالم المحيط بهم , يملؤهم الشك , غير قادرين على الدخول في علاقات تقوم على التعاطف مع الآخرين , معزولين , يشعرون بالمرارة .... كان ماركس أحد أولئك الأشخاص الذين تستحوذ عليهم رغبة دائمة نحو الأسمى , الأنقى , الأكثر مثالية . ليس فقط طموحه ليكون الأكثر شهرة من بين الذين درسوا الأدب الاشتراكي , الأكثر معرفة بين نقاد علم الاقتصاد , أراد أيضا أن يكون الثوري الأكثر تأثيرا ... أراد أن يضع أنقى نظرية , أن يؤسس نظام الشيوعية الأكثر كمالا . و كشرط لإثبات تفوقه , كان عليه أن يبرهن أن النظريات الاشتراكية لكل من سبقه بلا أية قيمة , مزيفة ... أنه وحده , ماركس , من يمتلك العقيدة الصحيحة . أن عقيدته كانت واضحة كالزجاج , مثل حجر الفلاسفة ... أنها الحقيقة المقدسة ... بالنسبة له لم توجد حكمة إلا حكمته , لا اشتراكية سوى تلك التي أعلنها , لا إنجيل حقيقي خارج حدود عقيدته . كان عمله هو جوهر النقاء الفكري و الصحة العلمية . كانت منظومته هي الله , و كان هو النبي" ... "عقدة النقص تبحث عن تعويض ما . الإحساس بالدونية , الذي تستفزه مرة تلو أخرى النجاحات الجزئية المتكررة , و الفشل , و الهزيمة , لا يرتاح حتى يتم التعويض عن الناقص بأي زائد" ... "بحث ماركس عن تعويض روحي في عالم الأفكار . بحثه عن التعويض جعل منه مؤسس نظرية اقتصادية , خالقا لنظام اقتصادي جديد ... أصبح مخلص البشرية ككل , محاولا بذلك أن يدخل الأبدية" .......

https://www.marxists.org/archive/ruhle/1928/marx/ch10.htm

( 2 ) سيسمي ماركس أناه الأعلى "قانونا" عاما للطبيعة و التاريخ , و سيرى في صعود أفكاره ضمن الحركة العمالية , ليس نتيجة مباشرة لمحاولاته "الذكية" أو التآمرية أو التسخيفية للقضاء على أي خصم , فكري أو سياسي داخل الحركة العمالية أو الراديكالية , بل برهانا على صحة أفكاره .. إن انتقام عصاب ماركس الأخير و الأخطر سيكون في نجاح محاولاته للتخلص من أي مظهر أو دور للحرية , في الحركة العمالية , أو تفسير التاريخ و الطبيعة , "أنتم عبيد قوانيني" , "عبيد القوانين التي اكتشفتها" , "و ستصبحون أحرارا فقط عندما تصبحون عبيدا لأفكاري , عبيدا لحكومة حزبي" ..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق على بيان عدد من الصحفيين السوريين
- اعتراف - رؤيا
- هوغو بول عن الدادائية
- مرة أخرى عن كرونشتادت - فيكتور سيرج
- فرانز مهرينغ عن باكونين , برودون , و ماركس
- عن الأسد , داعش , و الآخرين
- مجالس العمال - رابطة سبارتاكوس الشيوعية - 1947
- من كتاب كورنيليوس كاستورياديس : مجالس العمال و اقتصاد المجتم ...
- كلمات واضحة - لكاتب مجهول
- على الأناركيين أن يقولوا ما يمكن لهم فقط أن يقولوه , للسيد د ...
- سوريا , و الشرق , إلى أين ؟
- كيف -تموت- الثورات
- جيمس هتشينغز : ما العيب في المدرسة ؟ ( الجواب : كل شيء )
- ورطة كبرى ( ماكينة العمل - الحرب )
- عرض لكتاب نوال السعداوي ( الوجه الآخر لحواء ) - ماجدة سلمان
- مبدأ الدولة لميخائيل باكونين
- مالاتيستا : أسلوب الحرية
- بيان من الأناركيين العدميين - إسبانيا - 2012
- -دفاع- لويزة ميشيل أمام المحكمة
- عن عملية استانبول -الإرهابية-


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - التحليل النفسي لشخصية محمد