أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - عن الحراك الشبابي , في لبنان و العراق















المزيد.....

عن الحراك الشبابي , في لبنان و العراق


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4926 - 2015 / 9 / 15 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إصرار الجميع , كل النخب السياسية و الطائفية , على حصر الحراك الشبابي في قضية الفساد و المزاعم عن إمكانية تكريس عدالة و استقلالية مؤسسات رقابية ينتجها النظام نفسه و اشتراطهم على الحراك أن يبقى داخل النظام و لا "يغامر" بتهديد أسسه أو "تغييره" , يكشف لدرجة كبيرة مستوى التدجين الواسع أو شبه الكامل , داخل النخب و في أوساط المثقفين , ليس فقط تصالحهم الشديد مع نظام الأمر الواقع , بل و رغبتهم في الدفاع عنه حتى النهاية .. النظام القائم في لبنان , النخبة الحاكمة في لبنان , هي المشكلة , و ليست الحل كما يردد الكثيرون , أو الكل تقريبا .. و لأن التجربة هي المعلم الحقيقي في أوقات الثورات , ستكشف الأحداث للشباب عبثية المراهنة على إصلاح هذا النظام أو على النوايا الطيبة للسياسيين الفاسدين , و ستدفعهم إن لم يكن إلى الانتهازية , إلى أن يصبحوا أكثر ثورية و وعيا بحقيقة عدوهم و بأبعاد شبكة علاقات الهيمنة التي يواجهونها لتصبح معركتهم ضدها أكثر شمولا و مطالبهم و رغبتهم في التغيير أكثر جذرية


تثبت الأيام مرة أخرى أن الجماهير الثائرة , التي تتحرك "بعفوية" ثورية لتقاوم و تغير واقعها , هي دائما على يسار المنظرين أو المثقفين الذين ينتطحون لمهمة "توجيهها" و "إرشادها" .. بينما كان المثقفون , الليبراليون أو المتنورون , يكتشفون سنيتهم و شيعيتهم , كانت الجماهير تطرح شعارات العلمانية في الشارع في وجه حكم الميليشيات من كل الطوائف , و بينما كان هؤلاء المثقفون منشغلين بالصراع بين القوى السلطوية الكبرى , المحلية و الإقليمية و الدولية , على الهيمنة , محاولين تبرير وقوفهم إلى جانب هذه القوة أو تلك , فاجأت الجماهير الجميع بتحركها المستقل خارج تلك القوى و صراعاتها الدموية , ضد كل الطغاة و السادة , من كل الطوائف و المذاهب ....

من دمر هذا العالم مرة تلو أخرى كانت النخب و إيديولوجياتها , دينية أو غير دينية , و كل من يقدس صراعاتها من أجل الهيمنة و لو على أشلاء الملايين , هذه الصراعات التي أنتجت حروبا عالمية و حروبا أهلية , انتهت بمساومات , أو "بانتصارات" لم يعن شيئا للفقراء , لا من الشعوب أو الجماعات "المنتصرة" أو "المهزومة" ( يكفي التفكير بمعنى انتصار ستالين في الحرب العالمية بالنسبة لملايين الروس و الأوكرانيين و الجورجيين الخ ) .... الخطر على البشر لا يأتي ممن يقاوم أجهزة القمع التي تتحكم بحياته و تدافع عن سارقيه , بل من أجهزة القمع هذه و سادتها , المستعدين لتدمير كل شيء في سبيل مصالحهم و أرباحهم ... من دمر لبنان , ثم "أعاد إعماره" , كل ذلك فقط ليعيد تقاسمه كغنيمة , هي نفس النخب التي تجلس اليوم في الضاحية و الرابية و الساراي و قريطم .. نفس القوى المسؤولة عن قتل مئة و خمسين ألف لبناني و فلسطيني و سوري , هي التي تتهم اليوم الحراك الشبابي بأنه سيؤدي لتدمير لبنان .. نفس القوى التي تحاربت بلا هوادة طوال خمسة عشر عاما و تزيد من أجل زيادة حصتها من النهب العام , و التي دمرت البلد تحت شعارات الوطنية أو التغيير المزيف الذي سينتهي أخيرا إلى تقاسم مقاعد مجلس النواب العتيد , هي نفسها اليوم التي ترى , هي و مفكروها , في زجاجة مولوتوف خطرا داهما على البلد , و هي التي كانت مستعدة لتحرق البلد مرة أخرى لو أن مصالحها الفعلية تعرضت للخطر , طبعا في هذه الحالة كان سيوجد الكثيرون من رجال الدين من كل الطوائف و من المثقفين و الصحفيين و السياسيين , ممن كانوا سيبررون هذه المعارك العدمية و كل ضحاياها من الفقراء ...

لا يسار أسعد ابو خليل أو سعد الله مزرعاني حزب اللهي , و لا يسار الحريري و لا يسار عون الخ , يمكنهم أن يفعلوا شيئا أكثر من أن يطالبوا الشباب بالانضواء وراء سادتهم , سواء هنا أو هناك .. وحده اليسار "اللامنتمي" هو الذي سيمكنه فعلا أن يكسر هذه الثنائيات الغبية , و أن يعري كل الطبقة السياسية و ربيبتها المثقفة , أن يهاجمها بكل تلاوينها و "تبايناتها" دون تمييز بين الفاسدين و ناهبي المال العام حسب طوائفهم أو مناطقهم , هذا اليسار "اللامنتمي" هو الوحيد الذي يمكنه أن يؤسس لحالة تغيير حقيقي شعبي ثوري خارج النظام , خارج هذه الثنائيات الغبية الطائفية , التي تؤدي دائما إلى نفس النظام , تعيد إنتاج نفس النظام بقسمة محاصصة جديدة , على العكس من تنظيمات اليسار اللبناني الستالينية أو نصف الستالينية في أوائل سبعينيات القرن الماضي التي ارتضت بأن تتماهى , اقرأ : تخضع , للجزء "الإسلامي" من النخبة الحاكمة و أن تقبل بتحويل معركة تغيير النظام لصالح الجماهير إلى معركة من أجل زيادة حصة هذه النخبة في تقاسم لبنان

استقلالية الحراك التي يهاجمها الجميع هي سلاحه الأقوى ضد النظام القائم , و هي شرط نجاحه و استمراره , صحيح أنها ستضعه في مواجهة مباشرة مع كل النخب الطائفية الحاكمة و وسائل إعلامها و منظريها , و أن هذه المعركة ستكون صعبة , جدا ربما , لكنها المعركة الحقيقية التي ستفتح الطريق نحو تغيير حقيقي لنظام المحاصصات القائم

( تعليق على مقال وسام سعادة في القدس العربي عن الشعب ككائن اصطناعي ) : عندما يصل البل إلى الذقن يصبح الجميع فجأة مدافعين شرسين عن نظام الأمر الواقع و يكتشفون أن الحرية , الشعب , المحاسبة , الميادين الخ , كلها أمور اصطناعية , و أن النخب على فسادها هي الحقيقة الوحيدة التي يجب الدفاع عنها , لأن محاولة الشباب الغاضب تحويل أشياء "اصطناعية" كالشعب و الميدان و الثورة و الشرعية الثورية إلى حقائق و وقائع , لا تهدد فقط هذه النخب و هيمنتها , بل تهدد أيضا المجتمع و السلم الأهلي , الخ , هكذا تفتح النار على "أوهام" الحراك الشبابي اللبناني , دفاعا عن النظام , الذي مهما كان فاسدا و عاجزا الخ , فهو أفضل من فوضى الحراك و مخاطره .. لا جديد هنا لم يقله من قبل منظرو أنظمة مبارك و الأسد و القذافي و صالح و سواهم : عندما يبدأ الناس فعلا بأن يأخذوا مصيرهم بيدهم , يصبحون فجأة خطرا على أنفسهم و مجتمعاتهم , التي طالما كانت بأمان , طالما كانت في يد النخب , حتى لو كانت فاسدة ...



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات غير لبنانية عن حدث لبناني
- عندما يدس لاسلطوي أنفه فيما لا يعنيه : بعض الأفكار عن الستال ...
- أزهار التحرير لإيميليا سيرغويرا
- الخطاب الذي منع رافاشول من إلقائه أمام المحكمة , مهداة للشبا ...
- عندما تفشل الثورات , محاولة لتحليل الربيع الثوري العربي
- من كتاب ميخائيل باكونين : الماركسية , الحرية , و الدولة
- الاتحاد السوفيتي ضد الاشتراكية - نعوم تشومسكي
- دروس و أهمية كرونشتادت لالكسندر بركمان
- أناركي في غرام ماو - رسائل هربرت ريد -من الصين- .. مع مجموعة ...
- مرة أخرى عن تشارلي هيبيدو : عندما يحطم الآخرون أصنامنا دون أ ...
- عن العلويين السوريين
- خمينية آدونيس و داعشية صادق جلال العظم
- نحو إلحاد تحرري - 2 : سام هاريس , الملحدون الجدد , و الإسلام
- نحو إلحاد تحرري - مقاربة لرؤية د . وفاء سلطان لمفهوم الإله ف ...
- دفاعا عن الحرية في سوريا -الحرة- ....
- هل أتاك حديث المؤامرة
- عنا و عن القادسية و اليرموك , و قادسيات الآخرين أيضا
- التحليل النفسي للثورة السورية
- جدل مع رؤية عزام محمد أمين , عن السلوك المؤيد للطاغية
- عن التحليل النفسي لشخصية محمد - 2


المزيد.....




- شاهد اللحظات الأولى بعد هجوم روسي ضخم بطائرات مسيرة على أوكر ...
- طهران تعلق على الغارات الإسرائيلية في عدة مناطق بسوريا
- -الهجوم على سفينة مساعدات غزة قرب مالطا إشارة تحذير- - يديعو ...
- السودان.. مقتل مدنيين بعد سيطرة الدعم السريع على النهود
- زاخاروفا تعلق بقول مأثور على دعوة القوات الأوكرانية للمشاركة ...
- مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية ...
- بيان مصري بعد قصف إسرائيل منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق ...
- السعودية.. تنفيذ حكم القتل -تعزيرا- في مواطنين اثنين من أسرة ...
- رئيس وزراء اليمن أحمد عوض بن مبارك يعلن استقالته
- زاخاروفا تعلق على تهديد زيلينسكي لضيوف عرض عيد النصر في موسك ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - عن الحراك الشبابي , في لبنان و العراق