أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مازن كم الماز - الخطاب الذي منع رافاشول من إلقائه أمام المحكمة , مهداة للشباب الذين اقتحموا مبنى وزارة البيئة في بيروت















المزيد.....

الخطاب الذي منع رافاشول من إلقائه أمام المحكمة , مهداة للشباب الذين اقتحموا مبنى وزارة البيئة في بيروت


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4914 - 2015 / 9 / 3 - 14:07
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


الخطاب الذي منع رافاشول من إلقائه أمام المحكمة

1892
مهداة إلى الشباب الذين اقتحموا مبنى وزارة البيئة في بيروت - المترجم

أثناء محاكمته بتهمة القتل بعد قيامه بسلسلة من التفجيرات , حاول رافاشول أن يلقي الخطاب التالي , لا لينكر ذنبه , بل ليقر و يشرح أفعاله . بحسب المصادر المعاصرة , منع من الكلام بعد عدة كلمات فقط , لم يلق هذا الخطاب أبدا . جرى إعدام رافاشول على المقصلة بعدها بوقت قصير .

إذا كنت سأتحدث أمامكم , لا لأدافع عن نفسي عن الأفعال التي اتهمت بها , لأن المجتمع وحده هو المسؤول عنها , بما أن نظامه يضع البشر في صراع مستمر ضد بعضهم البعض . ألا نرى اليوم في الواقع , في كل الطبقات و المناصب , أشخاصا يرغبون , لن أقول بموت , لأن هذا قد لا يبدو جيدا , بل على الأقل بوقوع مصيبة لأشخاص يشبهونهم , إذا كان هذا في مصلحتهم . مثلا , ألا يرغب صاحب عمل في أن يرى منافسيه ميتين ؟ ألا يريد كل رجال الأعمال بأن يكونوا الوحيدين الذين يتمتعون بكل الامتيازات التي تحققها لهم أعمالهم ؟ و لكل يحصل على عمل , ألا يرغب العامل العاطل عن العمل في أن يطرد من يملكون عملا , لسبب أو لآخر , من أعمالهم . حسنا إذن , في مجتمع تحدث فيه مثل هذه الأشياء , لا يوجد سبب للاندهاش من أفعال كتلك التي تلوموني عليها , لأنها ليست إلا نتيجة منطقية للصراع من أجل البقاء الذي يفرض على البشر أن يخوضوه بكل الوسائل المتاحة لهم كي يبقوا على قيد الحياة . و بما أن كل إنسان متروك لمصيره , أليس ذلك الذي تضطره الحاجة , سيقول لنفسه : "حسنا , طالما أن الأمور هكذا , و لأني جائع , يجب ألا أتردد في أن أستخدم كل ما بحوزتي , حتى تهديد أن أتسبب بوقوع ضحايا ! عندما يطرد أصحاب المصانع العمال من عملهم , هل يفكرون فيم إذا كان هؤلاء العمال سيموتون من الجوع أم لا ؟ هل يفكرون و لو للحظة فيم إذا كان هناك من تعوزه حتى الأساسيات الضرورية للحياة ؟ يوجد بعض من يقدم بعض المساعدة , لكنهم عاجزون عن مساعدة كل من هم بحاجة , عن مساعدة كل من يموتون باكرا بسبب أشكال الحرمان المختلفة , أو اختياريا بالانتحار , لكي يضعوا نهاية لوجودهم البائس و يتخلصوا أخيرا من قسوة الجوع , و من خجل و إذلال لا حد لهما , الذين لم يعد لهم أي أمل حقيقي في أن يشاهدوا نهاية لبؤسهم هذا . هؤلاء هم آل هاييم و سوهاين الذين قتلوا أطفالهم كيلا يعانوا أكثر , و النساء اللواتي بسبب خشيتهن من ألا يستطعن إطعام أطفالهن , يقتلن في أرحامهن ثمرة حبهن . كل هذا يحدث وسط وفرة في كل المنتجات . يمكن أن نفهم إذا حدث هذا في بلد تشح فيه هذه المنتجات , حيث توجد مجاعة . لكن في فرنسا , حيث الوفرة , حيث تمتلئ محلات الجزارين باللحم , و المخابز بالخبز , و تكوم الملابس و الأحذية في المتاجر , و توجد الكثير من البيوت الفارغة , غير المسكونة ! كيف يمكن لأي شخص أن يقبل أن هذا يحدث بالفعل لخير المجتمع بينما يمكن للجميع أن يروا أن العكس تماما هو الصحيح ؟ هناك كثيرون يشعرون بالأسى على الضحايا , لكنهم يقولون أنه لا يمكنهم فعل أي شيء لهم . ليأخذ كل شخص كل ما يمكن أن يأخذه ! ما الذي يمكن لمن تعوزه أساسيات الحياة الضرورية أن يفعله عندما يطرد من عمله ؟ يمكنه فقط أن يموت من الجوع . ثم سيلقون بعض الكلمات الورعة ( التقية ) فوق جثته . هذا ما أريد أن أتركه ورائي للآخرين . لقد فضلت أن أكون خارجا عن "القانون" , مزورا , و قاتل . كان بإمكاني أن أتسول , لكن هذا مهين و جبان , و أيضا تعاقب عليه قوانينكم , التي تجعل الفقر جريمة . لو أن كل المحتاجين , أخذوا ما يحتاجونه عوضا عن أن ينتظروا , أخذوا ما يحتاجونه بأية وسيلة , لربما فهم الراضون عن هذا الواقع , و لو أسرع قليلا , أنه من الخطير تقديس الحالة الاجتماعية الراهنة , حيث القلق الدائم و الحياة عرضة للخطر في كل لحظة . سنفهم سريعا أن الأناركيين على حق عندما يقولون أنه كي نعيش في سلام أخلاقي و جسدي , يجب تدمير كل الأسباب التي تنتج الجريمة و المجرمين . لن نبلغ هذا بقمع ذاك الذي يفضل على أن يموت موتا بطيئا بسبب الحرمانات التي عاناها و سيعانيها في المستقبل , دون أي أمل في رؤية نهاية لها , يفضل إن كان يمتلك و لو شيئا من القدرة , أن يأخذ بالعنف ما يضمن بقاءه مخاطرا حتى بموته , الذي سيعني فقط نهاية معاناته ليس إلا . لهذا فعلت تلك الأشياء التي تتهمونني بها , التي ليست إلا نتيجة منطقية للحالة البربرية الراهنة لمجتمع لا يفعل شيئا سوى أن يزيد من قسوة القوانين التي تتعامل مع النتائج فقط دون حتى أن تحاول ملامسة الأسباب الحقيقية . لقد قيل أنه يجب أن تكون متوحشا لكي تقتل إنسانا يشبهك , لكن من قال ذلك لم ير أنك قد تلجأ لذلك أحيانا فقط كي تتجنب نفس هذا المصير . بنفس الطريقة , أيها السادة المحلفين , ستحكمون علي بالموت دون شك , لأنكم تعتقدون أن هذا ضروريا , و أن موتي سيرضيكم , أنتم يا من "تكرهون" سفك دماء البشر , لكن عندما تعتقدون أن سفكه سيكون مفيدا لضمان أمن وجودكم , فإنكم لن تترددوا في فعل ذلك كما فعلت أنا , مع فرق واحد , أنكم ستفعلون ذلك دون أن تغامروا بأية مخاطرة , بينما فعلت أنا ذلك مخاطرا بحياتي . حسنا أيها السادة , لا يجب محاكمة المجرمين , يجب تدمير أسباب الجريمة ! عندما وضع المشرعون بنود قوانين الجريمة نسوا أنهم لا يهاجمون أسبابها , فقط النتائج , و أنهم بهذا لن يتمكنوا من القضاء على الجريمة أبدا . في الواقع , ما دامت تلك الأسباب موجودة , ستصدر عنها تلك النتائج لا محالة . سيكون هناك دائما مجرمون , ستقتلون اليوم واحدا , غدا سيولود عشرة . ما الذي يجب عمله إذن ؟ دمروا الفقر , بذرة الجريمة , اضمنوا لكل البشر حاجاتهم ! هل هذا صعب ! كل ما نحتاجه هو إقامة المجتمع على أساس جديد , حيث سيملك الناس كل شيء معا , و ينتج كل فرد حسب قدراته و قوته , و يمكنه أن يحصل على كل ما يحتاجه . عندها و عندها فقط لن تروا أشخاصا مثل كاهن نوتردام و أمثاله , يشحذون قطعة معدنية يصبحون ضحيتها و عبيدها ! لن نرى عندها امرأة تقدم جمالها كبضاعة , في مقابل تلك القطعة المعدنية حتى لا نعود نعرف فيم لو كان الحب حقيقيا أم لا . لن نرى أشخاصا مثل برازيني , برادو , بيرلاند , أناستاي , و غيرهم , ممن يقتلون ليحصلوا على نفس القطعة المعدنية . هذا يظهر أن سبب كل الجرائم هو نفسه دائما , و عليكم فقط أن تكونوا أغبياء كيلا تروا ذلك . نعم , إني أكرر : المجتمع هو من يصنع المجرمين و أنتم , أيها المحلفون , عوضا عن معاقبتهم , عليكم أن تستخدموا ذكاءكم و قوتكم لكي تغيروا المجتمع . بضربة واحدة , يمكنكم أن تنهوا الجريمة . و قيامكم بمهاجمة الأسباب سيكون أعظم و أكثر فائدة من عدالتكم , التي تقزم نفسها بمعاقبة النتائج فقط . لست إلا عاملا غير متعلم , لكي لأني عشت حياة فقيرة , أشعر أكثر من البرجوازيين الأغنياء بالظلم في قوانينكم القمعية . من يعطيكم الحق في قتل إنسان , خلق بحاجات يجب عليه الحصول عليها لكي يعيش , وجد نفسه مجبرا على أن يأخذ ما يحتاجه لكي يطعم نفسه ؟ لقد عملت لأعيش و أطعم أسرتي , و طالما لم أعاني كثيرا أنا أو عائلتي , بقيت كما تسمونني شخصا جيدا . ثم شحت الأعمال , و مع البطالة يأتي الجوع . عندها فقط , دفعني قانون الطبيعة الأكبر , الصوت الذي لا يرحم و الذي لا يمكن إسكاته : غريزة البقاء , على ارتكاب بعض "الجرائم" و الجنح التي تتهموني بها و التي أعترف أني فعلتها . حاكموني سادتي المحلفين , لكن إن فهمتوني , و بينما تحاكموني , حاكموا كل سيئي الحظ الذين جعلهم الفقر مع الكبرياء الطبيعي مجرمين , و الذين كانت الحياة الجيدة ستجعل منهم بشرا "جيدين" . إن مجتمعا ذكيا كان سيصنع منهم بشرا كالآخرين .

نقلا عن
https://www.marxists.org/reference/archive/ravachol/1892/forbidden-speech.htm

رافاشول
فرانسوا - كلاوديو كوينينغستين ( 14 أكتوبر تشرين الأول 1859 - 11 يوليو تموز 1892 ) . مشهور برافاشول , ولد لأب هولندي و أم فرنسية في سانت تشاموند قرب سانت إيتيان شرقي فرنسا . ثار غضبه بسبب عملين ارتكبتهما الحكومة الفرنسية في الأول من مايو ايار 1891 . أولها جرى في فورميه , عندما استخدمت قوات الحكومة رشاشات ليبل المصنعة حديثا ضد مظاهرة الأول من مايو أيار السلمية كان يحمل فيها النساء و الأطفال الورود و سعف النخيل . بلغ عدد الضحايا 14 قتيلا و 40 جريحا . وقع الحادث الآخر في كليشي , عندما هاجم البوليس مظاهرة عمالية من ستة أناركيين . دافع العمال عن أنفسهم بإطلاق النار من مسدساتهم و حكم عليهم فيما بعد أحكاما قاسية جدا بالأشغال الشاقة . انتقم رافاشول لمتهمي كليشي بزرع قنبلة في بيت القاضي المسؤول عن محاكمتهم ( 11 مارس آذار 1892 ) , و بيت المحامي العام في تلك المحاكمة ( 27 مارس آذار 1892 ) , و في نفس الشهر هاجم بقنبلة أيضا ثكنات لوبلاو في باريس ردا على مجزرة الجيش بحق الأبرياء في فورمي . أدت هذه الهجمات الثلاثة إلى أضرار مادية كبيرة , لكن لم يمت أحد بسببها . دل نادل في مطعم الشرطة على رافاشول , و قبل محاكمته بيوم , التي بدأت في 25 أبريل نيسان , تعرض المطعم لهجوم بالقنابل , قتل فيه مالكه . ستبدأ بعدها حلقة طويلة من الأفعال الانتقامية العنيفة بين الأناركيين و الحكومة .
نقلا عن
http://www.spunk.org/texts/fiction/mirbeau/sp001687.html



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تفشل الثورات , محاولة لتحليل الربيع الثوري العربي
- من كتاب ميخائيل باكونين : الماركسية , الحرية , و الدولة
- الاتحاد السوفيتي ضد الاشتراكية - نعوم تشومسكي
- دروس و أهمية كرونشتادت لالكسندر بركمان
- أناركي في غرام ماو - رسائل هربرت ريد -من الصين- .. مع مجموعة ...
- مرة أخرى عن تشارلي هيبيدو : عندما يحطم الآخرون أصنامنا دون أ ...
- عن العلويين السوريين
- خمينية آدونيس و داعشية صادق جلال العظم
- نحو إلحاد تحرري - 2 : سام هاريس , الملحدون الجدد , و الإسلام
- نحو إلحاد تحرري - مقاربة لرؤية د . وفاء سلطان لمفهوم الإله ف ...
- دفاعا عن الحرية في سوريا -الحرة- ....
- هل أتاك حديث المؤامرة
- عنا و عن القادسية و اليرموك , و قادسيات الآخرين أيضا
- التحليل النفسي للثورة السورية
- جدل مع رؤية عزام محمد أمين , عن السلوك المؤيد للطاغية
- عن التحليل النفسي لشخصية محمد - 2
- التحليل النفسي لشخصية محمد
- تعليق على بيان عدد من الصحفيين السوريين
- اعتراف - رؤيا
- هوغو بول عن الدادائية


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مازن كم الماز - الخطاب الذي منع رافاشول من إلقائه أمام المحكمة , مهداة للشباب الذين اقتحموا مبنى وزارة البيئة في بيروت