مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 4922 - 2015 / 9 / 11 - 20:22
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
من المثير فعلا قراءة الرفاق الستالينيين , قراءة أناجيلهم أو كتبهم المقدسة , كلا , عفوا , هذا لا يجوز , فالرفاق الستالينيون ماديون , لا يؤمنون بالخرافات , إذا كتبهم غير المقدسة , مهلا , عفوا , آسف , هذا أيضا لا يجوز , قد يفهم أني أحاول إهانة نبيهم , أعني قديسهم , عفوا , أعني معلمهم , أني أفعل كما فعل التشارلي هيبيدويين عندما رسموا محمدا شخصا يلبس عمامة و يحمل سيفا و يضاجع النساء و ليس نبيا تسجد له الدنيا و السماء , كما أنه ليس لدى الستالينيين أنبياء , ماركس ليس نبيا , و لا قديسا , حتى أنهم هم أنفسهم يقولون هذا , صحيح أنه كان يعرف كل شيء , وقع قبله أو في حياته أو حتى بعدها , حتى يومنا هذا , و صحيح أن كل من يشكك بنبوءاته إما جاحد بالعلم أو عميل للبرجوازية و الإمبريالية , لكن ماركس و مريديه , أو رفاقه , أو صحابته و التابعين لهم بإحسان , أو حوارييه , أو لا أدري ماذا , ليسوا معصومين , أستغفر الله !! أقصد أنه ربما لم يكن معصوما , لكنه لم يخطأ ابدا , أبدا , أبدا , بالثلاثة , بالطلاق , أو بخطر الموت , خاصة أنه لا يرفض أفكاره و لا ينتقدها إلا كافر أو مرتد يحل دمه , عفوا , كلا , كل من ينتقد أفكاره , أو يتهم صحابته أعني تلامذته , خاصة الإمام أعني الرفيق العظيم ستالين أو القائد الخالد البابا أعني الرفيق ماو أو الغورو الأكبر أعني المعلم الأكبر خوجة , صلي الله عليهم و سلم , عفوا !!! تبا لي !! أقصد الرفاق العظماء ستالين و ماو و خوجة و أتابكيان , القادة العظماء , المبجلين , الذين يعرفون كل شيء , الأبطال , الشجعان , المنتصرون دائما , الذين لولاهم لما أشرقت شمس أكتوبر و لا نوفمبر أو يناير و ربما أي شمس على الإطلاق , الذين تنير كلماتهم الطريق للملايين , و الذين قاتلوا وقتلوا منتصرين دائما في سبيل الاشتراكية دون خوف أو وجل , الذين يعبرون عن إرادة التاريخ و إرادة الجماهير و إرادة الحزب و إرادة قوانين الطبيعة , حتى يمكن القول أن التاريخ و الطبيعة خلقا أو وجدا لكي يولد هؤلاء الرفاق فيأتوا للأرض و لشعوبها و طبقاتها المضطهدة بالخير و السلام , ألم يخلق الله آدم فقط لكي يأتي محمد من صلبه , أم أن يسوع هو الذي ... أم ... , عفوا !!! أعتذر بشدة , رفيق بيريا , أرجوك , أنا لا أقصد , رفيق جميل حسن , صدقني , أنا لا أقصد , سيدي البغدادي , أخي المجاهد شريف الكواشي , أنا لا أقصد شرا بنبيك , فاهدأ قليلا , سأحدثك عليك الآن بما تريد , سأمتدحه لك كما تريد , سأسجد له الآن كما تريد , فاهدأ قليلا و دعني أكمل لكي تصدقني ... لست مرتدا و لا كافرا , أقسم لك , عفوا !!! أريد أن أقول , أني لست تحريفيا و لا برجوازيا و لا برجوازيا صغيرا , لا تروتسكيا و لا فوضويا , قاتلهم الله !! تبا لي !! قاتلهم بيريا !! أو قاتلهم ستالين !! أو من تريد !!! لكن لكل سوبر هيرو , لكل بطل خارق , نقطة ضعفه كما تعلمون , حتى الله , أستغفر الله , يقولون أن الله أراد أن يخلق هذا الكون رائعا جميلا , لا ألم فيه و لا حزن , فجاء الشيطان , الذي تحدى الله و إرادته فخلق الشر و الألم كما يقول كل رجال الأديان , و إذا كانت هذه هي حال الله فلا باس إذا بمعلمنا ماركس : صحيح أن الماركسية هي دستور الحياة , و أنها علم الثورة و علم الحياة , و إذا شئت أيضا : ما بعد الموت , إنها علم كل شيء , و أن قوانينها لا راد لها , كإرادة إله محمد و عيسى و موسى تماما , لكن مع ذلك يمكن لبعض الشياطين , التحريفيين , المتآمرين , البرجوازيين , عملاء الإمبريالية التي تحتضر منذ قرن على الأقل , أن يغيروا إرادة الله , عفوا !! يمكن أن يغيروا قوانين الماركسية التي تثبتها الحياة كل يوم و كل دقيقة , يمكن لهم أن يطيحوا و أن يشوهوا , لا حول و لا قوة إلا بالله , بهؤلاء القادة العظام , التاريخيين , الشجعان , المنتصرين , البروليتاريين , الفولاذيين ..... تبا لأولئك الشياطين , الهراطقة , الذين نجسوا كل شيء , حتى إرادة الله و قوانين الطبيعة , التي انحنت هي أيضا أمام مؤامراتهم القذرة , فلا تأخذك بهم رأفة , يا إلهي , عفوا , أقصد , أيها الرفيق الأمين العام , لا تأخذك بهم رأفة , هكذا فقط ستشرق الشمس من جديد , و ستضيء كل مكان , قد يسقط بعض الضحايا , آلاف ربما , ربما ملايين , لكن كم هو رائع أن تموت من أجل الرفيق ستالين , و أن تموت بيد الرفيق ستالين , لأجل الرفيق ستالين , في سبيل الرفيق ستالين و وطن الرفيق ستالين و مجد الرفيق ستالين , أبانا الذي في السماء , تقدس اسمك , لتطلق هرمجدونك الأخيرة يا إلهي , امحق كل شياطين الإنس و الجن , كل متمرد أثيم , من إبليس إلى بروميثيوس إلى دوروتي , كم هي رائعة مملكتك , كم هو رائع و بطولي أن نستشهد في هرمجدونك الأخيرة , لتشرق الشمس أخيرا على أرض لا يوجد عليها إلا صورة الرفيق ستالين وحده لا شريك له , وحده على هذه الأرض , لتتقدس مملكتك و لو على أشلاء و جماجم البشر ...
ثم شيء من الكلام الواقعي : عبد ماركس إله البرجوازية نفسه : الاقتصاد أو قوى الإنتاج , و إذا كان تحدث عن عالم جديد أو عن حرية أو عدالة ما الخ , فلأن ولادة مثل هذا العالم تمثل إرادة ذلك الإله لا أكثر , لا سعيا وراء الحرية أو العدالة الخ , أية حرية أو عدالة تحدث عنها ماركس لم تكن إلا نتائج ثانوية لإرادة ذلك الإله , الذي لا راد لقضائه و قدره , كسائر كل الالهة , لذلك أراد ماركس تسريع ظهور المخلص , أو تقريب وقت ظهوره , بتصرفات لاهوتية لا تختلف أبدا عن تصرفات اليهود أو البروتستانت الأرثوذوكسيين أو الشيعة منتظري الإمام المهدي عجل الله فرجه : تقديم المزيد من القرابين على مذبح ذلك الإله , طبعا من البروليتاريا , و لكن أولا و قبل أي شيء من الهراطقة , الكفار بما جاء به ماركس .. لذلك بدلا من كلمة حرية أو عدالة الخ , اخترع ماركس , أو شارك غيره من منظري البرجوازية في اختراع كلمة أو فكرة التقدم , الهدف "العلمي" الذي يجب على أتباعه و مريديه أن يضعوه أمام أعينهم , بدلا من الأهداف الطوباوية مثل الحرية و العدالة الخ , التي لا يمكن تحقيقها دون نضوج الظروف الموضوعية , التي يتخصص في تحديدها و إعلان وقت قدومها أو تجليها أو ظهورها للعوام , الماركسيون وحدهم دون غيرهم من البشر , خاصة من المضطهدين أو المقهورين , الذين عليهم فقط السمع و الطاعة , كما في كل أديان الأرض , كما في كل ممالك هذه الأرض , و كالعادة دائما في كل مكان و زمان , مع كل سلطان و قيصر , هم من سيستفيد من استسلامهم لسادتهم .. أسس ماركس بكل عناية كنيسته , التي توج نفسه نبيا لها , ثم قديسها الأكبر , و "ليدحض" كل فكرة أخرى أو كل دين آخر , ارتدى لباس عصره المفضل : الوضعي , العلمانوي , العلموي , و ادعى أنه النبي الأقدر على تفسير التاريخ و العالم , و كنبي لإله البرجوازية الاقتصادي , اراد أن يقدس إلهه بأكثر الطرق ورعا و تفانيا , إذا كان ثمن التراكم الأولي في بريطانيا ثم أمريكا تلك الآلاف المؤلفة من الفلاحين السابقين و الأطفال و النساء الذين كدحوا ليل نهار طوال سني عمرهم القصير ليبنوا مجد إلهه , كان هو مستعد لأكثر من ذلك , لأن يقدم قرابين أكثر على مذبح إلهه المقدس , نفس إله نابليون و جورج واشنطن و ثاير جزار كومونة باريس , لكنه ترك هذه المهمة لتلامذته المخلصين , لستالين و ماو و بول بوت , و أخيرا آل كيم إيل سونغ و آل الأسد و القذافي .. لكن مجد إله ماركس و سحر معجزاته , الصغيرة , قد ولى .. لم تعد معجزاته تلك , خاصة إدعاؤه أنه اكتشف قوانين التاريخ , تثير اهتمام الكثيرين , فقط بعض الغاضبين ممن يحنون إلى أيام زمان , المسنين إما بأجسادهم أو بأرواحهم , ممن يفضل الموديلات القديمة أو موضة أيام زمان , إذا كان ما قاله ماركس صحيحا , أن التاريخ لا يكرر نفسه , فإن ذلك الزمن الذهبي لكنيسته قد ولى , إلى غير رجعة .. يحاول زعيم الماويين الأمريكان أتابكيان , و زيوغانوف , و النيبالي باراتشاندا , و آخرون , أن يكرروا مجد قديسهم الأول , لكن العالم أصبح غير العالم , في ثقافة المشهد لم تعد صورة ستالين أو ماو أو خوجة تعني شيئا أو تثير أحدا , ربما أحيانا غيفارا فقط , و غالبا ترمز كصورة لشيء يتعلق أكثر بالثورة من تقديس غيفارا لمعلمه الأول , و مع سقوط بيريا ثم جدار برلين , تلبية لحاجات البيروقراطية الستالينية نفسها , انتهت الستالينية بيد نفس الطبقة التي أنشأ ستالين نفسه مجدها و هيمنتها على خمس الأرض , من انقلب على الستالينية كانت نفس الطبقة التي خدمها ستالين بكل تفاني طوال ثلاثة عقود , مؤسسا بالحديد و النار سلطتها على كل شيء , لكن ثمن ذلك كان باهظا , عليها هي أيضا , فقد بقيت تلك البيروقراطية الدولتية الأمنية الحاكمة معرضة دائما لخطر التنكيل حتى الموت على يد زعيمها الذي صار مهووسا بالدماء ثم مجنونا بالارتياب , مع كل نوبة بارانويا كانت تنتابه كان جزء من تلك الطبقة يلقى حتفه فداءا لإرادة الزعيم , فداءا لاستمرار هيمنة أشقائه في نفس الطبقة , فداءا لتعزيز سلطة من سيبقى منها على المجتمع , هكذا أيام ستالين , كانت تلك الطبقة حاكمة من جهة و محكومة من جهة أخرى , كانت الستالينية سلاحها الأمضى لفرض سلطتها لكنها في نفس الوقت كانت تدميها و تؤلمها , و عندما انقلبت أخيرا على ستالينيتها كانت تريد شيئا من الاستقرار , خاصة و أن القمع الستاليني البيرياوي الدموي , العاري , المريض , الوسواسي , و المعتوه , لم يعد ضروريا لاستمرار سلطتها , لقد هزمت كل الطبقات عبر سنوات طويلة من المجازر و الإعدامات و التجويع حتى الموت و التصفيق و التطبيل للزعيم , و قتلت كل علامات الحياة في روسيا الستالينية , و لم يعد هناك مبرر لقتل ملايين الفلاحين أو العمال أو الناشطين ممن يقاومون النظام البيروقراطي الأمني الستاليني , كما أن النميري الاشتراكي هو نفسه النميري الناصري هو نفسه النميري الإسلامي , و أن تغيير اليافطة الإيديولوجية كان فقط خدمة لمصالح نفس الديكتاتورية لا غير , و أن السادات أيضا كان وفيا لنفس الطبقة الحاكمة التي صنع عبد الناصر مجدها و سلطتها , فقط اختلف معه في التعبير الإيديولوجي الأفضل و التحالفات السياسية الخارجية التي تلبي بشكل أفضل مصالح نفس الطبقة البيروقراطية العسكرية الناصرية , إذا كانت معاداة الإمبريالية مبرر سلطتها في بداياتها و مبرر كل القمع الذي مارسته ضد كل شيء يتحرك أو يتنفس أو يفكر في المجتمع المصري , فبعد خمسة يونيو , انكشفت الأثمان الباهظة لمعاداة الإمبريالية تلك و بقية السياسات الناصرية فاختارت الطبقة الحاكمة الناصرية - الساداتية - المباركية - السيسية السياسة الأكثر ملاءمة لمصالحها مستخدمة نفس الأدوات القمعية و نفس جهاز الدعاية التي أوجدها عبد الناصر لتحقيق تلك "النقلة الإيديولوجية" "السياسية" الهائلة , يلتسين و بوتين أيضا ليسا إلا أبناء نفس الطبقة البيروقراطية التي أسسها الأب ستالين , قياصرة جدد لنفس الكرملين تحميهم نفس التشيكا - الي جي بي و نفس جهاز الخداع و الدعاية الستاليني , نفس الطبقة تحكم مصر منذ 1952 و روسيا منذ 1917 , أما "الستالينيون المخلصون" لأستاذهم , فهم أولئك الذين اعتقدوا أن تكتيكات سيدهم أو معلمهم الأعظم "صالحة لكل زمان و مكان" , دون أن ننسى أن خوجا و ماو و بول بوت و إيل سونغ كانوا دائما بحاجة لهذيانات ستالين البارانوية عن عملاء الإمبريالية لإحكام قبضتهم على البلاد , و على البيروقراطية نفسها , و أخيرا ستبلغ الستالينية كمالها الحقيقي أخيرا في تحول السلطة أو مركزها داخل الطبقة الحاكمة إلى آل الرئيس , الزعيم الخالد , في كوريا الشمالية و الستالينيات العربية التافهة من المحيط إلى الخليج .........
الرفيق اتابكيان يساعد البروليتاريا - الناشطين - الثوار - و عشاق الحرية , في فهم المشكلة التي تواجههم
في قرار الحزب الشيوعي الأمريكي الثوري ( الماوي ) المنشور على موقع الحزب الالكتروني بصدد قضية القيادة في الحركة الثورية يساعد أتابكيان , الزعيم المتوج , أو الأصح , بابا تلك الكنيسة الماركسية , أحد آخر الكنائس الماركسية الباقية , في تحديد المشكلة الحقيقية التي تواجه البروليتاريا , الناشطين , الثوار , عشاق الحرية , و الحالمون الخ , لكي يحققوا أخيرا الانعتاق الحقيقي للبشرية .. ففي هذا القرار , بعد أن يذكرنا أتباع أتابكيان بكل التساؤلات "المشروعة" أو "الشائعة" بصدد القادة : إذا كانوا يخطئون , بشر مثلنا , إذا كان من السهل شراؤهم , أن يتنازلوا أو يخونوا , الخ , إذا كان من السهل على الطبقات المعادية التخلص منهم , لماذا تجب عبادتهم كآلهة , أليس السمع و الطاعة للقادة يعني القضاء على مبادرة أعضاء الحزب و تحولهم إلى مجرد متفرجين سلبيين , و إذا كانت الشيوعية تؤمن بالعمل الجماعي لماذا تحتاج الأحزاب الشيوعية إلى قادة أفراد ؟ الخ , يرى أتباع البابا اتابكيان أن هذه الأسئلة مشروعة , و هم بطرحها يبدون شجعانا , و كأنهم يملكون بالفعل الجواب الشافي على كل تلك الأسئلة .. بالمناسبة , تذكرنا هذه الأسئلة بالأسئلة التي تتبادر لذهن أي مؤمن بأي إله ( تلك الأسئلة التي يحظر على المؤمن الحقيقي , على المسلم الحقيقي على الأقل , التفكير بها ) : من خلق الله , و لماذا خلق هذا الرب كل هذا الألم و المعاناة و الفقر الخ , ما دام قادرا على أن يخلق العكس , كما تقول الأديان أو رجالها , الخ .. بعد أن يذكرنا أتباع أتابكيان بشيء من الاستنكار أن من يطرح هذه الأسئلة عادة هم من المثقفين , و من الطبقة الوسطى ( و هذا يذكرنا طبعا بالتعريف اللينيني للبروليتاري , فالبروليتاري ليس من يعمل في المعمل , أو من يبيع قوة عمله التي لا يملك غيرها , فمثل هذا العامل لن يمكنه أن يحقق أكثر من وعي اقتصادي بسيط أو ساذج و قبل سياسي و محدود في أفضل الأحوال , أما البروليتاري الحقيقي فهو الذي يؤمن بالماركسية , التي تعتبر نفسها و يعتبرها من يحملها إيديولوجية البروليتاريا , هكذا كان الرفيق لينين و الرفيق ستالين , و الرفيق تروتسكي حتى طرده من الحزب , الذين لم يعملوا أبدا منذ أصبحوا "ثوريين محترفين" , حتى و هم يعيشون في قصور القياصرة , و يعيشون عيشة القياصرة المرفهة , و صورهم تعلق فوق الرؤوس , و الألسنة تمتدحهم في كل مكان , و يجبر الناس على الانحناء لصورهم بخشوع في أقبية التشيكا و معسكرات الغولاغ , كانوا هم البروليتاريون الحقيقيون , ربما الوحيدون في الاتحاد السوفيتي , أكثر بكثير من العمال الذين كانوا يكدحون في البرد القارس دون طعام في كثير من الأحيان , أولئك الذين كان من الممكن دائما أن "يخونوا" وطنهم و طبقتهم و زعيمهم و حزبهم أو أن يدفعهم جوعهم أو غباءهم الطبقي للسقوط في حضن البرجوازية أو الإمبريالية , إذا غفلت عنهم أعين الرفاق البروليتاريين في التشيكا ) .. أخيرا نصل إلى ما نريد , لقد حدد أتباع البابا أتابكيان قضية انعتاق المضطهدين في العالم بأفضل ما يمكن لأحد أن يفعل , عندما قالوا : حتى اليوم ما يزال من الصعب العيش دون قادة , دون أوامر , دون من يعطي الأوامر , لهذا يريدون منا أن نؤمن بكنيستهم و برأسها : البابا - أتابكيان .. فعلا , هذا هو التحدي الحقيقي اليوم و غدا و ابدا أمام كل المضطهدين و المقهورين : كيف ينظموا حياتهم دون أوامر , دون من يعطي الأوامر , ذلك الحلم البرجوازي الصغير , الفوضوي , الذي طالما داعب عقول المضطهدين , منذ سبارتاكوس و حتى ماخنو و دوروتي و البوعزيزي , الحرية و العدالة , دون قادة ثوريين , دون تشيكا و دون أوامر , دون حراس و سجون , عندما ينظم الناس أنفسهم و حياتهم دون إكراه أو قسر أو سجون أو حراس : تلك الهرطقة التي لا تغتفر بالنسبة للرفاق الستالينيين , الذين يرون في هذه الأحلام , في هذا المشروع كفرا و ردة و تحريفية و خدمة للبرجوازية , عبر عنها لينين بأفضل تعبير عندما قال : الحرية كذبة برجوازية ....
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟