أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن كم الماز - مجرمون أم ضحايا ؟














المزيد.....

مجرمون أم ضحايا ؟


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5006 - 2015 / 12 / 6 - 15:03
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في "الأندلس" كان أجدادنا هم من مارس الاستعمار أو الاحتلال الاستيطاني نفسه الذي مارسه الرجل الأبيض في الأمريكيتين و فيما بعد ضحاياه اليهود في فلسطين .. لكن لسوء حظ أجدادنا الغزاة كان سكان البلاد الأصليين أقوى مناعة ضد أمراض الرجل الأبيض ( أمراض أجدادنا ) فلم ينقرضوا كما جرى لسكان البلاد الأصليين الآخرين .. عندما نجح الإسبان أخيرا في طرد الغزاة المحتلين ( أجدادنا ) , كان البديل الذي حل محلهم هو ملوك قشتالة "المحليين" , "الوطنيين" , "المدافعين عن الثقافة الوطنية" : الكاثوليكية .. تعرض أبناء الغزاة الباقون - الموريسكيين , للقمع و الملاحقة , أجبروا على اعتناق دين السكان الأصليين "المنتصرين" "المتحررين" و على تغيير دين أجدادهم الغزاة .. لكن الكاثوليكية لن تتوقف عند حدود شبه الجزيرة الإيبيرية التي غادرها أحفاد طارق بن زياد و موسى بن نصير بعد ثمانية قرون , سيحملها كولومبوس ثم كورتيز و آخرون , إلى ما وراء البحار , "ليفتحوا" بلادا و شعوبا , "ليخلصوها" , و يحملوا إليها "بشارة" الخلود و الخلاص و حتى "السلام" , كما فعل محتليهم من قبل معهم هم بالذات .. و كما فعل عمرو بن العاص و خالد بن الوليد و سعد بن أبي وقاص و موسى بن نصير من قبل , فعل هؤلاء أيضا : احتلوا و استعبدوا و سلبوا و هم "ينشرون دينهم" بين "الكفار" .. لا نعرف لأي درجة بالضبط كان هؤلاء يشعرون أنهم ما زالوا "ضحية" لغزاتهم السابقين أو ربما لضحاياهم الحاليين بينما كانوا يقتلون آلافا مؤلفة من الأزتيك و الأنكا و غيرهم , كما فعل يهود الأمس و مسلمي اليوم .. عندما بدأ انعتاق الفرس بعد هزيمة جيوش بني أمية في الزاب و انتصار بني العباس بسيوف أهل خراسان , و كجزء من عملية إحياء تراث هذا الشعب الذي تحرر أخيرا من مكانة الموالي الذليلة إلى مكانة رعايا السلطان أو الخليفة , مكانة العرب في دولة بني أمية , استعاد الفرس في جملة ما استعادوا استبداد كسرى كأحد رموز أيام "حريتهم" , إن لم يكن أيام "مجدهم" ... زعم اليابانيون ( رددوا مزاعم جنرالات و حاشية الإمبراطور ) أنهم كانوا يريدون تحرير قارة آسيا من هيمنة الرجل الأبيض الأوروبي - الأمريكي و لتحقيق ذلك استعبدوا كل شبوبها و سكانها تقريبا و حولوهم إلى عبيد أو موتى بالملايين , بكل ماتعنيه هذه الكلمات , لكي "يحرروهم" , و جاء عندها "الرجل الأبيض" مرة أخرى "ليحرر" هؤلاء العبيد من سيدهم المتوحش الهمجي , بعد هذا يصبح من الصعب جدا الإجابة على سؤال بسيط مثل : من حرر من , و من استعبد من ؟ .. من الذي "حرر" أوروبا من الوحش النازي ؟ ستالين أم روزفلت اللذين كانا يتسابقان لتقاسم "ما يحررونه" و وضعه تحت سيطرتهم ؟ .. أيضا تمييز المجرم من الضحية في هذا التاريخ المترع بالدماء و المجازر هو من الأشياء الصعبة جدا إن لم تكن المستحيلة , حتى في مجزرة فظيعة كهيروشيما و ناغازاكي أو تدمير دريسدن من قبل قاذفات الحلفاء على رؤوس أهلها , من كان الضحية و من الجلاد ؟ هل هم الطيارون الذين ينتمي بعضهم إلى شعوب قصف بعض أبناء دريسدن بيوتهم و شوارعهم في لندن و مانشستر و الذين كانوا يعتقدون أنهم بقتلهم مئات ألوف النساء و الأطفال و الشيوخ دون تمييز كانوا "يثأرون" لأهاليهم أو ربما لضحايا لا يعرفونها أم أنهم كانوا بقتل كل هذه الآلاف المؤلفة من البشر و تحويلهم إلى رماد أو إلى كتل من لحم و دم و عظم كانوا "يساهمون في تحرير" شعوب مستعبدة لتصبح تحت نفوذ سادتهم و جنرالاتهم و سياسييهم , أم أن سكان دريسدن و هيروشيما استحقوا مصيرهم لأن بعضا من أولادهم كانوا قد روعوا قارات بأكملها من قبل ... لسبب ما , لا يبدو أن هناك "شعوبا" , "قوميات" "طوائف" , "أديان" "أعراق" بريئة و أخرى مجرمة , بالفطرة , و لا بالتاريخ , هناك جماعات مضطهدة مؤقتا و من يضطهدها , يسعيان كلاهما إلى مثال أعلى يتمثل في قمع "الآخر" و استعباده و إبادته عند اللزوم أو فقط عندما يكون هذا ممكنا دون عقاب , و إلى نسخة قطيعية - تشبيحية من "الأنا" , دائما في سبيل نفس الهدف : السلطة و الذهب



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور فيصل القاسم
- لماذا يحب السياسيون و المثقفون العرب الحروب الباردة ؟
- تحويل السوريين إلى شعب من الشبيحة
- هذا البحر لي
- حكاية أجدادي الطيبين
- الهوية
- في رثاء الثورة السورية , و -الشعب- السوري- : أيها الراحلون , ...
- عن الانشقاق عن الطوائف
- -فلسطين-
- تصحيح لكلمات سبارتاكوس الأخيرة لأمل دنقل
- حراك المندسين اللبنانيين و الإعلام و الزبالة
- -لكي يعمل النظام كما يجب-
- عن عبد الناصر , حوار مع سلامة كيلة و جوزيف سماحة
- قراءة في صحف صباح -العيد- , و كلمة إلى الرفيق جدا فؤاد النمر ...
- أريد رفاقا لا قطيعا - سجناء مجموعة خلايا مؤامرة ( إضرام ) ال ...
- حفلة سمر لأجل نهاد المشنوق
- عن الحراك الشبابي , في لبنان و العراق
- ذكريات غير لبنانية عن حدث لبناني
- عندما يدس لاسلطوي أنفه فيما لا يعنيه : بعض الأفكار عن الستال ...
- أزهار التحرير لإيميليا سيرغويرا


المزيد.....




- بولتون لـCNN: النظام الإيراني في ورطة ولا أساس للأمن بوجوده. ...
- الأحداث تتسارع والضربات في تزايد.. هل تنذر المؤشرات بنهاية و ...
- حفل زفاف طفلة في ديزني لاند باريس يثير استنكاراً واسعاً وتدخ ...
- بالاعتماد على استخبارات مفتوحة المصدر.. تقرير يُرجح أن إسرائ ...
- هل عقد ترامب العزم على إسقاط النظام في إيران؟
- أطفال بدو سيناء في وجه السياحة.. حين يتحول التراث إلى مصدر ر ...
- 7 أنواع من الجبن قد تفسد أطباق المعكرونة
- مخاوف أوروبية من إغلاق مضيق هرمز
- مغردون: هل وصلت المواجهة بين طهران وتل أبيب إلى ركلات الترجي ...
- شاهد.. السرايا تستهدف قوات إسرائيلية بصاروخين روسيين موجهين ...


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مازن كم الماز - مجرمون أم ضحايا ؟