أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - تعليق على مقال ياسين الحاج صالح : داعش و العالم














المزيد.....

تعليق على مقال ياسين الحاج صالح : داعش و العالم


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5023 - 2015 / 12 / 24 - 08:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


المسلمة المتضمنة في تحليل الدكتور ياسين هو اعتباره الحداثة فعل لنزع الصفة السحرية عن العالم , نزع أسطرة العالم , و أن أسطرة الغرب لداعش هي ردة عن تلك الحداثة , و يربط الحاج صالح أيضا بين فعل أسطرة داعش هذا و بين التوسع الكولونيالي الغربي , الذي اعتبره أيضا مناقضا لنزع السحر الحداثي .. لكن هناك أساس كاف للتساؤل بكل جدية فيم إذا كانت الحداثة و الكولونيالية عمليتان متناقضتان أم متكاملتان , أم أنهما نفس العملية في الواقع ... نقاد الحداثة لم يروا الحداثة كعملية نزع للسحر أو الأسطرة بل كأسطرة للعقل , استبدال للسحر بالعقل كأداة أكثر جدوى في تنفيذ نفس الوظائف التي كانت التمائم و الرقى و "الصلوات" السحرية تستخدم لتحقيقها قبل الحداثة , العقل أداة و ليس غاية , و هو أيضا كوعي و لا وعي كان الفاعل الحقيقي حتى عندما كان الإنسان يستخدم السحر ليواجه العالم أو يحاول تغييره , السحر أيضا نتاج للعقل و بالتالي "عقلاني" بطريقته الخاصة .. أنتجت شعوذة العلماء و السياسيين "الحداثيين" مجازر و آلام و أهوال غير مسبوقة مثل الحربين العالميتين و معهما الحروب الكولونيالية , و أيضا أنتجت شعوذة إعادة الهندسة الاجتماعية و الإنسانية عموما استنادا إلى "قوانين" "عقلية" ظواهر مثل تراكم رأس المال الأولي , المؤلم جدا و المكلف جدا , للشعوب المستعمرة و لأبناء أقنان شعوب المركز الغربي أيضا , تصنيع الاتحاد السوفيتي على يد ستالين و العقد الجديد الكينزي و القفزة الكبرى إلى الأمام الماوية و النيوليبرالية الريغانية - التاتشرية , حتى "القفزات" التكنولوجية الكبرى أنتجت اغترابات جديدة و جوعا حقيقيا , جسديا و روحيا , و شبكة علاقات سلطوية شمولية تضع مؤسسات قمع جديدة بتصرف النخبة الحاكمة منها أساليب "متطورة" لتشكيل الوعي الجمعي و لقمع أي تمرد وصولا إلى أساليب قمع و مراقبة و ضبط مؤتمة و عالية الفعالية , و أنتجت في أطراف النظام الرأسمالي "حداثيين" كأتاتورك و رضا بهلوي و عبد الناصر وصولا إلى أشكالها الأكثر تطرفا كبول بوت .. كورتيز أو الجنرال ماك آرثر لم يختلفا كثيرا عن جنكيز خان و غيره من الفاتحين .. هتلر ذاته ينتمي بشكل من الأشكال لهذه الشعوذة الجديدة , كانت النظرية العرقية تعامل كحقيقة علمية ثابتة في عشرينيات و ثلاثينيات القرن الماضي و حظيت "بقبول" واسع في "الوسط العلمي" سواء في ألمانيا النازية أم في أوروبا و أمريكا ... ليس هناك أي خطأ غير مقصود هنا .. القداسة تحتاج فقط إلى مركز يدور حوله كل شيء , مرجعية لكل ما عداها , تبرر نفسها بنفسها , لكي تبني معابدها و تنتج كهنوتها و أيضا محرماتها , "العقل" , "الإنسان" أو "البشرية" , حتى "الحرية" , أي شيء يمكن أن يكون ذلك المركز , إنها جميعا في جوهرها أديان حقيقية و إن بدت "عقلانية جدا" .. في الممارسة , لم يختلف الدين "العقلاني" عن "الدين الغيبي" أو "السحري" .. القداسة سلطة شمولية في حد ذاتها , و علاقة السلطة بالقداسة علاقة عضوية , علاقة ارتباط عضوي : ليس فقط أن السلطة و القداسة يتكاملان أو يتناغمان , إنهما ينتجان بعضهما البعض , لا يوجدان إلا معا , لا يمكن أن يوجدا إلا معا ... هنا يصبح السؤال : متى نبدأ فعلا نزع أو نفي فكرة و ممارسة القداسة لنحول شبكة علاقات السلطة و إنتاج الوعي القائمة , المركزية , الهرمية , بين سادة و عبيد , حكام و محكومين , إلى علاقة لا مركزية , لا هرمية , بين "بشر أحرار و متساوين" .... و الحرب ضد داعش ( الحرب على الإرهاب ) تشبه جدا الحربين العالميتين و غيرهما من الحروب داخل الغرب الحداثي أو حروبه الكولونيالية لتثبيت الحداثة و تعميمها , و تشبه أيضا الحروب من أجل هذا المقدس أو ذاك ( حروب داعش ليست إلا نسخة "معاصرة" عن حروبنا "الماضوية أو التراثية" : حروب إكراه و نهب كولونيالية قبل حداثية ) , و هي تشبه الحروب الأهلية أيضا بالمناسبة ... حتى أناركي أو لا سلطوي كالأمير الروسي كروبوتكين "وقف يومها إلى جانب الحلفاء" في الحرب العالمية الأولى ظنا منه أن انتصارهم كان لصالح تحرر البشرية , من منا أكبر من الأوهام ؟ ربما كحال فوكو و ما اعتبره ثورة "الآخر" "المهمش" الخمينية ( رغم أن هذا الوصف للثورة الإيرانية الشعبية عام 1979 تبسيطي إلى حد كبير ) ... يبدو أن الحروب ظاهرة عصية على العقلنة , بعيدا عن الصراع البدائي على السلطة و الثروة , لا منطق للحروب , إنها وليدة ظروفها , ابنة جنون و سادية السادة و مازوخية الجماهير و استسلامهم , أما كل ما يأتي بعد ذلك فهو لعبة صدفة غبية .. إذا كان الكاتب يثبت بسهولة هشاشة مزاعم الحداثة الغربية عن نزعها الأسطرة عن الإنسان و العالم , إلا أنه يبقى صامتا عن عملية نزع الأسطرة عربيا أو إسلاميا أو مشرقيا .. إذا كانت عملية نزع الأسطرة ( أو نزع المقدس الأكثر راديكالية و عمقا و إلحاحا ) مبررة و ضرورية فيفترض أن يسري هذا الحكم أيضا على الشرق .. و لا يمكن اعتبار أن عملية نزع الأسطرة منجزة مشرقيا أو غير لازمة , أو ثانوية .. هنا نقف مباشرة أمام مأزق عملية "عقلنة" الشرق , و "عقلنة" وعيه , حيث يبدو أن محاولة فهم داعش و التعامل معها هي جزء مهم من هذا المأزق .. هنا بالتحديد نصل إلى أن النتيجة الأخيرة في تحليل الكاتب صحيحة جدا للأسف على ما يبدو , و هي أن احتواء ظاهرة بخطورة داعش و نتائج الحرب عليها , بكل عبثيتها و فداحتها , ليس له أي منطق أو بعد "عقلاني" , أو "إنساني" , و أنه سيبقى أسير العلاقات و المساومات و التباينات بين القوى المهيمنة , و أن أية "حداثة" أو "عقلنة" أو "عدالة" مفترضة ستحل مكان داعش , هذا في حال سقطت , ستكون في النهاية "عدالة المنتصرين" و مقدسهم أو إيديولوجيتهم , و أن هذا هو أهم مبرر "أخلاقي" و "منطقي أو عقلاني" لوجود داعش و استمرارها ....



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعا عن العدمية
- في البحث عن حسني مبارك فلسطيني أو كردي
- مجرمون أم ضحايا ؟
- الدكتور فيصل القاسم
- لماذا يحب السياسيون و المثقفون العرب الحروب الباردة ؟
- تحويل السوريين إلى شعب من الشبيحة
- هذا البحر لي
- حكاية أجدادي الطيبين
- الهوية
- في رثاء الثورة السورية , و -الشعب- السوري- : أيها الراحلون , ...
- عن الانشقاق عن الطوائف
- -فلسطين-
- تصحيح لكلمات سبارتاكوس الأخيرة لأمل دنقل
- حراك المندسين اللبنانيين و الإعلام و الزبالة
- -لكي يعمل النظام كما يجب-
- عن عبد الناصر , حوار مع سلامة كيلة و جوزيف سماحة
- قراءة في صحف صباح -العيد- , و كلمة إلى الرفيق جدا فؤاد النمر ...
- أريد رفاقا لا قطيعا - سجناء مجموعة خلايا مؤامرة ( إضرام ) ال ...
- حفلة سمر لأجل نهاد المشنوق
- عن الحراك الشبابي , في لبنان و العراق


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - تعليق على مقال ياسين الحاج صالح : داعش و العالم