الاصل في حكم العراق للاجنبي

اسماعيل علوان التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 5171 - 2016 / 5 / 23 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الحقيقة منذ سقوط بابل عام 539 ق.م وحتى اللحظة لم يحكمنا حاكم عراقي شخصا وفعلا سوى عبد الكريم قاسم . وكما يلي
1-الفترة منذ سقوط بابل عام 539 ق .م وحتى تاسيس الدولة العراقية عام 1921حكمتنا اقوام وحكام من مختلف الاعراق والالوان من الصعب تعدادها هنا وكان اخرهم آل ثمان ولكن المؤكد لم يكن من بينهم اي حاكم عراقي .
2- الفترة من 1921 ولغاية 1958 الملك فيصل بن الشريف الحسين وابنه غازي وحفيده فيصل الثاني وهم من الحجاز استعارتهم بريطانيا لحكم العراق لعدم اتفاق العراقيين على حاكم عراقي فكان الحكم بريطاني مع مشاركة من قبل الملك بدأت محدودة وعندما توسعت سقط العهد الملكي وتم ابادة العائلة المالكة بمجزرة رهيبة لم تزل تقبح وجه التاريخ .
3- الفترة من 1958 ولغاية 1963 عبد الكريم قاسم وهو الحاكم العراقي الوحيد الذي لم يكن يخضع لاي ضغط سياسي خارجي او ايديولوجي عربي او اقليمي او دولي اسقطه العراقيون بمساعدة جمال عبد الناصر وقتلوه وربطو جثته بالطابوق ورموه في النهر .
4- الفترة من 1963 لغاية 1968 اولاد عارف عبد السلام وعبد الرحمن وهما عراقيان من اب وام عراقية وكان الحكم ناصري نسبة الى الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي كان وراء الانقلاب الذي جاء بهم واطاح بعبد الكريم قاسم وتم اسقاط عبد الرحمن عارف بانقلاب ابيض ( فكان الحاكم الوحيد في العراق الذي يبقى حيا بعد الانقلاب عليه ) قاده عبد الرزاق النايف وابراهيم عبد الرحمن الداود بدعم امريكي ثم اطاح بهما حزب البعث بعد اسبوعين عام 1968.
5- الفترة من 1968 لغاية 2003 احمد حسن البكر وصدام حسين وهما عراقيان ومن اب وام عراقية ولكن السياسة العليا كانت بيد لقيادة القومية للبعث وهي اعلى سلطة في حزب البعث بقيادة ميشيل عفلق وهو سوري وتضم في عضويتها اعضاء من دول عربية مختلفة اضافة الى عراقيين وهي لا تعترف بلفظ دولة العراق فاستبدلته بلفظ قطر العراق باعتباره جزء من الدولة العربية الموحدة المنشودة ومع ان نفوذها تضائل خلال العشر سنوات الاخيرة من حكم صدام حسين الذي انفرد بالحزب وبالحكم الا انها بقيت من الناحية الرسمية والفعلية تتمتع بقدر محدود من النفوذ وكان هناك العديد من العرب غير العراقيين تولوا مناصب سياسية ودبلوماسية وادارية في الحكومة العراقية وكان كل تمويل نشاطات الحزب في الدول العربية من الخزينة العراقية ومنذ عام 1990 دخل العراق تحت طائلة الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة واصبح مقيدا بشروط دولية صارمة وغير مسبوقة .
6- الفترة من 2003 ولغاية 2004 بول بريمر وهو امريكي .
7- الفترة من2004 ولغاية 2006 اياد علاوي وهو عراقي من اب وام عراقية ولكن الحاكم الفعلي هو قائد القوات الامريكية في العراق مع مشاركة محدودة من اياد علاوي.
8- الفترة من 2005 لغاية 2006 ابراهيم الجعفري وهو عراقي من اب وام عراقية ولكن الحكم الفعلي بيد قائد القوات الامريكية في العراق مع مشاركة من الجعفري اوسع قليلا من سابقتها.
9- الفترة من 2006 الى 2014 نوري المالكي وهو عراقي من اب وام عراقية الا ان الحكم الفعلي للاربع سنوات الاولى كان مشاركة بين المالكي والولايات المتحدة اولا وايران ثانيا وفي الاربع سنوات الثانية انقلبت المعادلة الى مشاركة بين المالكي من جهة وايران اولا والولايات المتحدة ثانيا من جهة اخرى.
10- الفترة من 2014 لغاية اللحظة حيدر العبادى الا ان الحكم الفعلي كان مشاركة بينه من جهة ومناصفة بين الولايات المتحدة وايران من جهة اخرى.
باختصار شديد من تحليل مراحل الحكم التي مر بها العراق نستنتج ما يلي :
1-ان العراقيين اعتادوا تاريخيا على حكم الاجنبي ولا يطيقوا ان يحكمهم عراقي مثلهم فهم يقبلون ويقرون بسلطة الاجنبي عليهم ولكن لا يقرون بسلطة العراقي عليهم ( رفضهم ان يتوجوا ملكا عراقيا عليهم عام 1921 ورفضوا ان يختاروا رئيسا لمجلس الحكم عام 2004 نموذجا).
2- العراقيين تاريخيا مع الحاكم القوي حتى يضعف وضد الحاكم الضعيف حتى يقوى (علاقتهم مع صدام حسين نموذجا) .
3- كلما جار عليهم الحاكم الظالم كلما ردحوا له وانشدوا له القصائد العصماء ليفرط في جلدهم . وكلما احترمهم الحاكم العادل كلما هزأوه وسخروا منه وثاروا عليه واسقطوه وربما سحلوه ومثلوا به .(نهاية العائلة المالكة السعيد ونوري وعبد الكريم قاسم نموذجا)

#اسماعيل_علوان_التميمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل