أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل علوان التميمي - في بغداد...ازمة حكومة ام ازمة دولة ؟














المزيد.....

في بغداد...ازمة حكومة ام ازمة دولة ؟


اسماعيل علوان التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 5144 - 2016 / 4 / 26 - 18:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ اكثر من شهرين دخل العراق شعبا واحزابا وحكومة وبرلمانا في ازمة اسمها تشكيل حكومة التكنوقراط. حتى بدا الامر وكأن كل مشاكل العراق سببها وزراء الحكومة الحالية ، وان الحل السحري لكل مشاكل العراق واصلاحها يتمثل بحكومة التكنوقراط .وفي الحقيقة لاتوجد مشكلة لدينا اسمها مشكلة وزراء، فالوزراء ابدوا تعاونا تاما مع رئيس الحكومة ووافقوا بسرعة على ورقة الاصلاح التي عرضها عليهم ، واثروها بنقاشاتهم ، كما حقق بعضهم نجاحات واضحة وكبيرة ولم يؤشر رئيس الحكومة على احدهم ملاحظة سلبية ولم يطلب من مجلس النواب اقالة احدهم وفقا لاختصاصاته في المادة 78 . ولم يطلب من مجلس النواب عند استضافته في المجلس عند تقديمه لورقة الاصلاح تخويله بتشكيل حكومة تكنوقراط ، لا بل ان السيد رئيس الحكومة صرح اكثر من مرة بانه لديه فريق وزاري منسجم وانهم اتخذوا العديد من الاجراءات الترشيدية والترشيقية .كما انه من المعروف ان منصب الوزير هو منصب سياسي وتوزيع الوزراء يكون حسب الاستحقاق الانتخابي في كل الحكومات الائتلافية في الانظمة البرلمانية في العالم وان المشكلة الحقيقية لدينا هي في المحاصصة فيما عدا الوزراء من رؤساء الهيئات ووكلاء الوزرات نزولا الى مسؤولي الشعب والوحدات . حقيقة لا افهم مالذي دفع السيد رئيس الحكومة لان يقحم نفسه والبلاد في ازمة تشكيل حكومة جديدة وهو يعلم جيدا ما هي الصعوبات التي اجتازها لكي يشكل حكومته الحالية . فأدخل البلاد والعباد وسلطات الدولة كافة في اكبر ازمة سياسية تشهدها البلاد تتمثل في تكرار ازمة تشكيل الحكومة بدون اي مسوغ وما يشهده البرلمان من انقسامات ما هو الا نتاج لذلك .وهو يعلم او نفترض انه يعلم بان ما نواجههه اليوم ليس ازمة حكومة وانما ازمة دولة .وانا شخصيا اتساءل لماذا لا يستفيد السيد رئيس الحكومة من اسباب النجاحات الباهرة التي حققها في العمليات ضد داعش لتطبيقها على ملف الاصلاح ؟
ان الاصلاح الحقيقي لا يبدا ولا يمكن ان يبدأ الا بتثبيت سلطة الدولة وتمكينها من تطبيق القانون وفرض اوامرها ونواهيها على الكافة وانزال العقاب على كل من يتجاوز على القانون بعدالة ومساواة وبصرف النظر عن ملته ومذهبه وكتلته ومنصبه . فبدون تثبيت سلطة الدولة وفرض هيبتها فان اي حديث عن الاصلاح ما هو الا خداع للشعب .فالدولة التي يخاف فيها القاضي من المجرم ، ويخاف الضحية وذويه ان يقاضوا المجرم ، ويخاف الشرطي من المتهم ،ويخاف فيها الطبيب ان يعالج المريض ، ويخاف فيها العالم من الجاهل ، والموظف من المقاول ، ومدير البلدية من المتجاوز على شوارع المدينة وارصفتها وحدائقها وتصميمها الاساسي ، فهذه ليست دولة ولا تتوفر فيها اركان الدولة ، والاصلاح الذي لا يصلح هذا ليس اصلاحا.
الحقيقة الكبرى انه بدون تشريع القوانين التي نص عليها الدستور فستبقى الاحزاب تشغل الفراغ التي يتركه غياب هذه التشريعات الاساسية اسوء استغلال وسيبقي الفساد والمحاصصة وسوء استخدام السلطة على ما هو عليه وسيتفاقمان اكثر .واي اصلاح لايصلح فيه القضاء ليس اصلاحا .واي اصلاح لايبدأ حالا بتحويل اقتصاد الدولة من اقتصاد ريعي الى اقتصاد متنوع ليس اصلاحا . واي اصلاح لا ينجز تسوية تاريخية بين كل العراقيين عدا داعش ليس اصلاحا . وكل اصلاح دون انجاز التعديلات الدستورية التي نص عليها الدستور نفسه في المادة 142 ليس اصلاحا . وان ايهام الشعب بان الاصلاح هو بتشكيل حكومة التكنوقراط ما هو الا ذر للرماد في العيون لن نكسب منه سوى المزيد من الانقسام في سلطات الدولة والمزيد من الوهن في نشاطاتها والمزيد من التجاوز على قوانينها وتعليماتها والمزيد من عدم الانصياع لاوامرها ونواهيها واذا ما استمر ذلك سيوصلنا حتما الى انهيار احد اهم اركان الدولة وهو (السلطة) وهو الركن الثالث لاي دولة في العالم وبدونه ستظهر بعدها شريعة الغاب لتحكمنا الاسود ثم الذئاب ثم الكلاب . اذن نحن امام ازمة دولة وليس ازمة حكومة



#اسماعيل_علوان_التميمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة لمدى شرعية جلسة (الثلاثاء 19/4/2016) لمجلس النواب الا ...
- مناقشة قانونية لخارطة حل ازمة هيئة رئاسة البرلمان المقدمة من ...
- قراءة قانونية في قرار اقالة هيئة رئاسة مجلس النواب
- سيناريوهات االتصويت على الوزراء في الجلسة القادمة وضوابطها ا ...
- دستوريا ...هل بالامكان تشكيل حكومة طواريء في العراق؟
- ازمة واحدة ام ازمات؟
- عدم احترام الدستور هو السبب الرئيس للازمة السياسية في البلاد
- اما اذن الاوان لانجاز تسوية تاريخية تؤسس لدولة عراقية ناجحة ...
- هل ثمة مصلحة لشعبنا في الاقليم بالانفصال عن بغداد ؟
- قراءة قانونية وسياسية في قرار اعدام الشيخ النمر
- السنة الميلادية في ذاكرتنا الجمعية
- نريد دولة قوية عادلة لا دولة هشة ظالمة
- الى الاخ الدكتور العبادي...تهنئة وعشرة نصائح
- الضلوعية كاّمرلي تستحق ان نحفظها بين الضلوع
- عشرون سؤالا امام القائد العام للقوات المسلحة عن محرقة سبايكر
- مجرد خاطرة امام مشهد تنازل المالكي
- قراءة قانونية صرفة لقرار رئيس الجمهورية تكليف العبادي بتشكيل ...
- من يحمي مسيحيي الموصل ... القائد العام ام البطريرك لويس ساكا ...
- اين امريكا ومجلس الامن من العدوان على غزة وتهجير المسيحيين ا ...
- اهلا برئيسنا الحبيب مام جلال ...كان ثمن غيبتكم باهظا علينا


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل علوان التميمي - في بغداد...ازمة حكومة ام ازمة دولة ؟