أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جعفر المظفر - النظام السياسي في العراق يتقاسم مع داعش مسؤولية الجريمة














المزيد.....

النظام السياسي في العراق يتقاسم مع داعش مسؤولية الجريمة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5166 - 2016 / 5 / 18 - 18:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


النظام السياسي في العراق يتقاسم مع داعش مسؤولية الجريمة
جعفر المظفر
الجدال حول ما اذا كانت الحكومة، او احد أحزابها، على علاقة بداعش، قد ينتهي الى تبرئة النظام من مسؤولياته الأساسية كونه الجهة التي يجب ان تحاسب على فشلها في إدارة الملف الأمني وإصرارها بعد ثلاثة عشر سنة من المذابح على الإستمرار في سدة الحكم.
قد لا تكون للحكومة علاقة او صلة تنظيمية بداعش, أو قد تكون, ورغم أهمية الوقوف أمام ذلك, إلا ان الإنشغال به قد ينسينا حقيقة أن عجزالنظام المستمر عن حماية الناس يجعلها شريكة مع داعش وغيرها من قوى الإرهاب في جريمة قتل العراقيين.
إن البحث في (موسوعة داعش) هو من صلب مهام المثقفين الوطنيين, ومع أن من واجبات الحكومة في العراق بناء الحالة الأخلاقية والسياسية التي تجفف المنابع الفكرية والسياسية لداعش, إلا أن عجزها الأمني المستمر عن تحجيم مساحة الإرهاب في العراق وأهواله يكفي وحده لمحاسبتها قانونيا وتوجيه الإتهام لها كشريك في الجريمة التي يصنعها إثنان, حاكم منحرف طائفي فاسد أو جاهل على جهة وإرهابي مضلل على الجهة الأخرى..
من الحق أن مجابهة هذه الظاهرة يجب أن يتم من خلال فهمها أولا, وداعش بكل تأكيد ظاهرة سياسية وفقهية قبل ان تكون ظاهرة أمنية, ولهذا فإن من العبث والتضليل الذهاب للبحث عن داعش, في داعش وحدها, وتجريم مؤسيسيها وفكرها وعقيدتها الدينية والسياسية دون الوقوف بشكل رئيسي أمام مجمل الظواهر والسياسات والثقافات التي ساعدت على التأسيس والنمو والنضج والإنتشار.
ومن المحتمل أن قضية داعش لم تعد تخلو من ألعاب مخابراتية قد يشترك بإدارتها الخصوم والأضداد ضد بعضهم البعض.
فهناك من يتهم إسرائيل وأمريكا بقضية التصنيع, وبالإمكان الخوض نظريا ببعض التكهنات التي قد تفضي بالنهاية إلى خلق قناعات لا تخلو من الصحة, على الأقل لمن يساند هذا الرأي.
على الجانب الآخر هناك من يتهم إيران كونها هي التي صنعت داعش وقبلها القاعدة, ويذكرنا هنا بحقائق تساند رأيه هذا مثل وقوف النظام الإيراني وحليفه النظام السوري بعد الإحتلال مباشرة بتسهيل وصول العشرات من مجرمي القاعدة الذين قاموا بتفجير أنفسهم وسط العشرات والمئات من العراقيين الأبرياء. تركيا أيضا متهمة بالوقوف خلف داعش, بل لعلها كانت الممر الآمن لعبور آلاف الإرهابيين الذين وفدوا إلى سوريا من مختلف أصقاع الدنيا, والهدف هو ضرب الخصم السوري وإضعاف الأكراد ومنعهم من تحقيق إنتصارات قد تكون ذات مساس بالأمن القومي التركي.
السعودية موطن الفكر الوهابي التكفيري سواء على مستوى النظام أو على مستوى المجتمع, وهي المسؤولة مع قطر وكثير من إمارات الخليج بتجنيد المئات من مقاتلي هذا التنظيم للحرب في سوريا. أما إبتعادها, في العلن, عن دعم جبهة النصرة فهو قد أتى اخيرا بضغط من أمريكا التي اصاب سياستها تجاه الحرب في سوريا بعض التغيير, ويمكن التعرف على أن النسبة العظمى من مقاتلي داعش هم سعوديون.
الخوض إذن بحكاية داعش من يقف وراءها, فقها وتأسيسا, لا يغطي على حقيقة أن داعش اصبحت في النهاية لعبة مخابراتية تشترك فيها معظم الأجهزة الدولية والإقليمية المخابراتية بحيث يمكن توقع أن لكل جهاز مخابرات داعشه الخاص به. ولعل الساحة العراقية معنية بهذا الحديث, مثلها مثل السورية, لأنها على مستوى كبير ساحة لصراع مخابراتي دولي وإقليمي مفتوح, وليس هناك فيه قوة سياسية أو مليشيا غير مدعومة من قبل دولة أخرى.
إن من الحق الشك بإمكانية أن تكون لبعض القوى المتنفذة في النظام السياسي الحالي داعشها الخاص خاصة بعد أن راحت الإعمال الإرهابية تتصاعد مع تصاعد حدة الخلافات السياسية بين القوى وكأنها تأتي لمعاقبة البعض, وهنا الصدريين, على تظاهراتهم الأخيرة ضد النظام وخروجهم عن بيت الطاعة الإيراني, لكن ذلك الشك لن يلغي إحتمال أن تكون النسخة الأصلية من داعش هي التي راحت تستثمر تصاعد المواجهة السياسية بين أطراف البيت الشيعي لإحداث المزيد من الإرباك الذي من شأنه تصعيد تلك المجابهات وإيصالها لحالة الحرب المعلنة.
وإنما قد تؤدي طريقة التركيز على ذلك, مع جواز الخوض به وأهميته, إلى التقليل من شأن الفشل الأمني المتكرر للنظام السياسي وكفايته كدليل إدانة ضد النظام, كونه, اي النظام, وعلى اساس عجزه الأمني المفسر بإتجاهات عدة, شريكا أساسيا في جريمة الإرهاب, سواء غابت علاقته التنظيمية به أم حضرت.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدة الشيطان
- تظاهرات العراقيين .. النتائج العرضية
- سقوط إتحاد القوى
- ديمقراطية الأغلبية السياسية في العراق
- وإنك لعلى كل شيء قدير
- الصرع على طريقة مجلس النواب
- الموقف من صدام والإحتلال ونظام العار الحالي
- العراق والعلمانية
- الإصلاح الذي ولد ميتا
- ثقافة الخرفنة
- ربيع الصدريين
- حينما تتحول المذاهب إلى قوميات
- منابع العنف السياسي ومشتقاته
- في قضية التدين والإلحاد والدولة العلمانية
- كلام خمسة نجوم
- حزب الله اللبناني وقضايا الحرب والإرهاب
- هل سيتراجع الصدر كالعادة
- إنعام كجه جي .. عراق في إمرأة
- مات الأستاذ .. مات هيكل
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (2)


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جعفر المظفر - النظام السياسي في العراق يتقاسم مع داعش مسؤولية الجريمة