أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مات الأستاذ .. مات هيكل














المزيد.....

مات الأستاذ .. مات هيكل


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5079 - 2016 / 2 / 19 - 20:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مات الأستاذ .. مات هيكل
جعفر المظفر
هيكل هو أستاذ الصحافة العربية وعميدها لقرن.. إختلفنا معه سياسيا لكنه ظهر بعد ذلك أكثرنا رجاحة. كان الواحد منا ما أن يتعلم الكتابة حتى تطلع له أجنحة للطيران, أما هو فكان يحاول تعليمنا فن المشي على الأرض, ففي رأيه, الصحفي الحصيف هو الذي يكتب على تراب الأرض لا على غيوم السماء.
لقد كنت من من أولئك الذين هاجموا خطه الإعلامي وإعتبرته خطيئة وليس خطاٌ, ففي عام 1970 كتبت مقالة عنه في صحيفة الثورة العراقية وضعت لها العنوان التالي: الهيكلية مذهب الهزيمة والإستسلام. والعنوان يشي بمضمونها فهي كانت تعاملت مع (الخط الخطيئة) الذي إنتهجه هيكل في خطابه الصحفي الذي كان هدفه (تطويع) الجماهير العربية و(تركيعها) للمخط الصهيوأمريكي الذي إستهدف من خلال حرب الخامس من حزيران إجهاض حلمها الوحدوي الثوري التقدمي.
قبل ذلك كان هيكل قد تبنى خط عبدالناصر, أو فلنقل لم يحاول ترويض خطاب النظام السياسي الأناشيدي, وخاصة فيما يتعلق بالمواجهة مع الصهيونية التي ظهر ان طريقة الإعداد لها كانت تجري في دار الإذاعة وليس في ساحة التحولات الإجتماعية والإقتصادية والثقافية, حتى إذا ما حدثت المواجهة العسكرية فقد ظهر جليا أن الإسرائليين كانوا قد خاضوها بثقافة شيوخ العصر فيما كان النظام في مصر قد خاضها بثقافة شيخ الخفر.
بعدها لم نكن ندرك أن هيكل (الترويضي) كان يحاول بسرعة وبقوة أن ينفض يديه من مضمون السياسة الإعلامية المغامراتية, التي كان هو بالذات أحد أبرز منظريها قبل النكسة, لا لكي ينقذ مصر من مزيد من الخسارة, وإنما لكي يبرء ذمته أيضا من خلال إستبدال سياسته الإعلامية تلك بأخرى تدعو إلى تهدئة اللعبة والتعامل مع حقائق العصر. أما نحن فقد قِسنا زاوية إنفراجه بالفرجال الثوري ولم نقِسْها بالفرجال السياسي. لذلك لم نترك مسامة جلدية واحدة دون أن نخِزها بذراع الفرجال المدبب أما ذراع التثبيت فقد وضعناها في مساحة خلافاتنا التنافسية لا في مساحة الإخلاص الحقيقي للقضية الفلسطينية .
والحقيقة ان روح التنافس التي سادت العلاقات العربية آنذاك, وكان أحد طرفيها النظام في مصر في مواجهة الطرف السوري الذي كان يقوده آنذاك صلاح جديد, للتربع على عرش الزعامة القومية, كان السبب الحقيقي لمغامرة الحرب مع إسرائيل في عام 1967. وهي حرب ما زلنا نعاني من نتائجها باشكال عدة, فلم يكن هناك إستعداد حقيقي للمعركة سوى في الأناشيد التي كان يدبلجها مقاتلو الطرب المصري, وما كان ذلك الإستعداد قد تجاوز مساحة الغرفة التي كان يذيع منها أحمد سعيد بطل إذاعة صوت العرب بيانات النصر المزعوم. كانت أمتنا أمة صوتية تقاتل على الهواء جيشا إسرائيليا كان يقاتلنا على الأرض, ولذلك كانت الهزيمة الكبرى نتاج ست ساعات من القتال وليست نتاج ستة أيام كما يشاع. وهي حرب كانت قد جرت بين حنجرة عربية وطائرة إسرائلية, وكان من الطبيعي ان تنتصر الطائرة على الحنجرة, وأن ينتصر دايان على أم كلثوم.
إن هيكل كان على خلاف مطلق إعلاميينا في تلك الفترة منظرا لزعيمه عبدالناصر, ولم يكن بالمطلق رجل دعاية لنظامه, حتى كان من الصعب معرفة من يسير أمام من, هو أم عبدالناصر.

لقد مات هيكل الجسد لكن هيكل القلم سيظل خالدا حتى لدى أولئك الذين حاولوا أن يكسروه



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (2)
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (1)
- الكاتب السياسي والسياسي الكاتب
- وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم
- القرآن والإعجاز العلمي
- حوار حول الدولة الكردية وتقسيم العراق
- الإستفتاء على تأسيس الدولة الكردية
- خذوها مني
- الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
- وساطة مطلوبة ووسيط غير مطلوب
- مشاريع تقسيم العراق
- ظاهرة الحرشة في ألمانيا وما قاله شيخ المفكرين العراقيين عنها
- إعدام الشيخ نمر النمر في السعودية
- الناسخ والمنسوخ بين التراتبية الأخلاقية والتراتبية الزمنية
- غسان أبو المولدة
- لكي لا نموت في الأرض الحرام
- صدام والأسد .. هل كان أحدهما طائفيا (2)
- صدام والأسد .. هل كان أحدهما طائفيا (1)
- أرقام حنا بطاطو ... الرقم سمكة
- سوريا والعراق .. الثابت المبدئي والمتغير السياسي


المزيد.....




- خرج لجلب أسماك من البحيرة ولكن ما وجده معلقًا في خيط صنارته ...
- بالصور.. ماذا حصل لمتظاهري -فلسطين أكشن- المحظورة في لندن؟
- قمة ألاسكا المرتقبة: أوروبا تشترط وقف القتال وكييف ترفض أي ت ...
- كيف تحصل على الحديد في طعامك؟
- جدل الاعتراف بدولة فلسطينية في ألمانيا..بين دعم شعبي ورفض رس ...
- شاهد.. القسام تعدم لصوص مساعدات في حي الشيخ رضوان
- موقع بريطاني: 4 كوامن خطر تهدد قمة ترامب وبوتين حول أوكرانيا ...
- من بورقيبة إلى سعيّد.. راشد الغنوشي في زنزانة كل نظام
- واشنطن بوست: ترامب لديه خطط كبيرة للنفط الباكستاني
- مسؤولة أممية: 30 مليون شخص بالسودان بحاجة لمساعدات


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - مات الأستاذ .. مات هيكل