أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الكاتب السياسي والسياسي الكاتب














المزيد.....

الكاتب السياسي والسياسي الكاتب


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5071 - 2016 / 2 / 10 - 17:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكاتب السياسي والسياسي الكاتب
جعفر المظفر
إزاء كل حدث ذا شأن,على إختلاف التسمية, إنقلابا كان أو ثورة أو ردة, ما زال الكثير من كتابنا يكتبون بالقلم نفسه, حتى كأن المصائب التي توالت على العراق لم تخرجهم ولو قليلا من خانة الإنحيازات المطلقة والأحكام ذات الطبيعة الوجدانية التي ترى الأمور بعين الود أو عين الكراهية, غير ميالة لإستعمال العينين معا في ذات اللحظة, فنرى المحب منهم وهو يكتب من باب الوله بحزبه ورمزه, أما الكاره فلا يرى في خصمه غير صورة الشر المطلق.
ليس المطلوب أن لا ينحاز الكاتب إلى تجربة بحد ذاتها, فيكون معجبا بالملكية وناقدا لما تلاها من أنظمة وعهود, أو محبا للشيوعيين ومفضلا إياهم على بقية الأحزاب, أو غارقا حتى أذنيه في حب عبدالكريم قاسم وحاقدا على صدام إلى يوم القيامة, لكن المطلوب ان يكون إنحيازه عادلا ومتوازنا ومهنيا, بمعنى أن ينظر بالعينين معا لكل عهد من العهود السابقة, فيكتب بالتالي عن إيجابيات كل عهد وسلبياته, بنفس القلم ونفس الحبر ونفس المحبرة, فإن ذهب بعدها إلى تعداد محاسن صاحبه فعليه أن يشير أيضا إلى مثالبه, فلقد تهنا في السابق بما فيه الكفاية, وعلينا أن لا نُدخل أبناء هذا الجيل بنفس المتاهة.
ومن ما أفهمه إن الكاتب السياسي هو غير السياسي الكاتب.
الأول يكتب بعقله, والثاني يكتب بعاطفته. الأول يفرش على طاولته أوراق من يحب وأوراق من يكره, ثم يقرأها علينا جميعا قبل ان يكتب ورقته في نهاية جولة القراءة, حريصا على أن يبين المحاسن والعيوب.
أما الثاني فليس على طاولته سوى ورقة واحدة هي ورقة حزبه وتياره, وهو يقرأها علينا بدون زيادة أو نقصان, حتى كأنه يحفرها على مسلَّة وينقشها على حجر,ثم يدعونا بعد ذلك لحفظها عن ظهر قلب.
الكاتب السياسي يقرأ علينا أفكاره, أما السياسي الكاتب فهو يقرأ علينا بيانا سياسيا أو إفتتاحية لصحيفة الحزب الذي ينتمي إليه , لذلك تراه منحازا بالمطلق لفكرته منذ البداية, فهوَ وهيَ, ودونه ودونها, ليس هناك من فكر ولا خليقة.
لقد مر العراق في عهود متضاربة, عنيفة ومتخاصمة, وأسوء دور للمثقف في جميع تلك العهود أن يكون راوية للسياسي وشارحا لخطبه, وما زال بعض مثقفينا حريصا على أن يورث جيناته الأحادية الرأي والعقيدة لأبنائه من بعده.
لكن المثقفين من أحادي الخلية, أي أولئك الذين يحبون بالمطلق ويكرهون بالمطلق, ليسوا هم من يحيرنا, وإنما أولئك الذين يحبون من واقع النكاية بالخصوم أكثر مما يحبون من واقع الوله الحقيقي بالمحبوب.
إن عددا غير قليل من الذين يحبون عبدالكريم قاسم إلى حد التقديس ظلوا على حبهم القدسي هذا نكاية بخصومهم, وليس لأن قاسم يستحق حقا هذا الحب المفرط والمفتوح. هم يعرفون أن قاسم لم يكن كله حسنات, لقد كانت له أخطاءه أيضا, فإذا قيل أن البعثيين كانوا قد غدروه في الثامن من شباط فهو أيضا كان قد غدر بالملك وقد تسبب بمقتله وأهله دون بسيط رحمة. وإذا قيل أن عبدالكريم قاسم كان نزيها فإن المطلق من خصومه الملكيين والجمهوريين كانوا على نزاهته, إذ لم يعرف عن العراق منذ حمورابي وآشور بانيبال أن كان زعماؤه لصوصا أو سراق مال عام, حتى أتانا لصوص العملية السياسية الحاليين بما لم تأتنا به الأوائل.
إن قاسم كان قد جمع الضدين, وقد صيره خصومه شرا بالكامل, في وقت صيره خصوم خصومه خيرا بالكامل, ومن الحق لمن يحبه أن يذكر حسناته ولا ينسى سيئاته, لأن الهدف من الكتابة عنه هو ان نضع أمام شعبنا تاريخا حقيقيا بدون ألوان زاهية يضيفها قلم الود, أو ألوان معتمة تضيفها ريشة الكراهية.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم
- القرآن والإعجاز العلمي
- حوار حول الدولة الكردية وتقسيم العراق
- الإستفتاء على تأسيس الدولة الكردية
- خذوها مني
- الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
- وساطة مطلوبة ووسيط غير مطلوب
- مشاريع تقسيم العراق
- ظاهرة الحرشة في ألمانيا وما قاله شيخ المفكرين العراقيين عنها
- إعدام الشيخ نمر النمر في السعودية
- الناسخ والمنسوخ بين التراتبية الأخلاقية والتراتبية الزمنية
- غسان أبو المولدة
- لكي لا نموت في الأرض الحرام
- صدام والأسد .. هل كان أحدهما طائفيا (2)
- صدام والأسد .. هل كان أحدهما طائفيا (1)
- أرقام حنا بطاطو ... الرقم سمكة
- سوريا والعراق .. الثابت المبدئي والمتغير السياسي
- هل يتحول القيصر إلى شيخ قبيلة كذلك الذي كان عندنا في بغداد
- قضية المهاجرين المسلمين إلى الغرب
- الله ليس جنرال حرب


المزيد.....




- إيران تطلق صواريخ على القواعد الأمريكية في قطر والعراق
- لقطات تظهر لحظة اعتراض وابل من الصواريخ الإيرانية في سماء ال ...
- -نحتفظ بحق الرد المباشر-.. قطر تعلن عدم وقوع خسائر بشرية إثر ...
- اليونان: تواصل جهود إطفاء حريق بجزيرة خيوس مع استمرار عمليات ...
- زواج جيف بيزوس في البندقية يثير الغضب ولافتة تقول: -استأجرت ...
- الحرب تتوسع... إيران تستهدف قواعد أمريكية في قطر والعراق
- الحرب بين إسرائيل وإيران: ماكرون يعتبر الضربات الأمريكية على ...
- القصف الإيراني على إسرائيل.. -استنزاف جديد- أم مجرد رسائل رد ...
- -الدم السوري واحد-.. مغردون يتفاعلون مع الهجوم على كنيسة دمش ...
- هل قضت الضربة الأميركية على مشروع إيران النووي؟ مغردون يعلقو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الكاتب السياسي والسياسي الكاتب