أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - سقوط إتحاد القوى














المزيد.....

سقوط إتحاد القوى


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5149 - 2016 / 5 / 1 - 21:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سقوط إتحاد القوى
جعفر المظفر
(العراق المُختل), والنقطة على الحاء مقصودة, ولم تطبع سهوا, وهي معنية للتمييز بين العراق في اثناء الإحتلال, حيث كان محتلا, والعراق بعد الإحتلال حيث أصبح مختلا.
صحيح أن العراق قبل الإحتلال لم يكن معافى, بل كان عراقا (معتلا) بعد أن تحول إلى ساحة للحروب وإلى دولة للقمع والخوف وعبادة الفرد, لكن أمره كان يتحرك في ساحة البلد القابل للشفاء, مرضه كان مرض سلطة ولم يكن مرض وطن. مرض السلطة يمكن إصلاحه ولو بإزاحتها, غير أن مرض الوطن يصبح صعب المعالجة, وهذا ما يعاني منه العراق في الوقت الحاضر.
إحدى صور العراق المختل بعد الإعتصام البرلماني هو الذي جسده موقف إتحاد القوى الذي يطرح نفسه ممثلا للسنة. قليل من التاريخ يجعلنا نصل إلى ما نريده بشكل أسرع وأوضح. الأغلبية من نواب هذا الإتحاد كانت ضمن تحالف (العراقية) الذي تشكل لخوض إنتخابات عام 2010 من جبهة عريضة من القوى السياسية التي نشأ أغلبها بين صفوف السنة العراقيين. وكما يشي إسم العراقية فهو كان حينها محاولة للعمل السياسي خلف عناوين علمانية وطنية عابرة للطوائف.
بشكل عام كان ذلك مبعث للأمل لأنها كانت آخر المحاولات الجدية لإيقاف تدهور العراق نحو الطائفية, حيث أختير (شيعيا) عراقيا هو الدكتور أياد علاوي لقيادة جبهة يشكل (السنة) غالبية أعضائها..
المشهد الذي تلى تلك الإتخابات هو إنفضاض عقد التحالف العلماني الهش بعد أن إلتفت مجموعة المالكي وحلفائه من (شيعة السلطة) على نتيجة الإنتخابات حيث إستقر العراق في أحضان المحاصصة الطائفية بشكل واضح, خاصة بعد أن بدأ المالكي تنفيذ خطته لشراء العناصر والأحزاب السنية المنضوية تحت راية العراقية من أجل خلق طائفة جديدة إسمها (سنة المالكي) أو فلنقل (سنة السلطة الطائفية).
ولقد نجح المالكي أيما نجاح حين طارد بقايا العلمانية الهشة في العراق وحول رموزها المفترضين أو الفضائيين إلى سنة سلطة لا علاقة لهم أخلاقيا بسنة العراق كما هو شأن شيعة السلطة أيضا.
وهكذا إنتقلت الحالة العراقية من مشهديها الطائفِييْن إلى التمظهر في مشهد واحد, يتمثل في تكوين طائفة واحدة هي طائفة السلطة بشقيها السني والشيعي شكلت طبقة إقتصادية وسياسية واحدة بفعل تناغم مصالحها والأهم المصادر المشتركة من أموالها وأرباحها المتراكمة بفعل نظام المحاصصة الذي سهل لهذه الطبقة (السِيعية أو الشِنية) سبل النشوء والإلتقاء على ثقافة مركزية واحدة قائمة على السرقة وما يرافقها من صفات الكذب والدجل والنفاق .
قد تكون إنتفاضة البرلمانيين مخطئة في إستهدافها لرئيس المجلس سليم الجبوري الذي حاز على منصبه من خلال المحاصصة الطائفية, رغم أن الإستهداف إنصب على رئاسة البرلمان وليس على رئيس البرلمان بصفته الطائفية والشخصية. وقد يكون السيد الجبوري صاحب حق قانوني في مقاومته لقرار الإقالة, غير أن طريقة تصريف رفض القرار كانت نتيجتها تثبيت المحاصصة الطائفية والإعتراف بها علنا وبصوت عالي, بدلا من إتباع الطريق الذي يؤكد على النهج الوطني ويلتزم بخطابه.
وهكذا ربح سليم الجبوري وسنة السلطة, أما العراق وسنته فكانوا الخاسرين لأن ممثليهم المفترضين راعوا أن يأتي رفضهم للقرار من خلال التشبث بنظام المحاصصة الذي يجعل السنة أقلية رسمية, والذي يُسقط بالتداعي كثيرا من السياقات الأخلاقية والقانونية الذي يمنحهم نفس حقوق أخوتهم الشيعة, فيكون أفضل ما يحصلون عليه هو منصب رئيس البرلمان .
إن موقف إتحاد القوى الأخير قد جرد أعضائه, ليس من وطنيتهم العراقية فحسب, وإنما أيضا من حق تمثيل الطائفة الذي يدعون تمثيلها, وهم الآن يتحركون في سلة واحدة مع شيعة السلطة, لا بل ونراهم قد إنتهوا إلى تشكيل طائفة جديدة هي طائفة (الشنة أو السيعة) والتي أسسها نظام المحاصصة, ذلك التي ستسقط بسقوطه.







#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية الأغلبية السياسية في العراق
- وإنك لعلى كل شيء قدير
- الصرع على طريقة مجلس النواب
- الموقف من صدام والإحتلال ونظام العار الحالي
- العراق والعلمانية
- الإصلاح الذي ولد ميتا
- ثقافة الخرفنة
- ربيع الصدريين
- حينما تتحول المذاهب إلى قوميات
- منابع العنف السياسي ومشتقاته
- في قضية التدين والإلحاد والدولة العلمانية
- كلام خمسة نجوم
- حزب الله اللبناني وقضايا الحرب والإرهاب
- هل سيتراجع الصدر كالعادة
- إنعام كجه جي .. عراق في إمرأة
- مات الأستاذ .. مات هيكل
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (2)
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (1)
- الكاتب السياسي والسياسي الكاتب
- وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم


المزيد.....




- ترامب يعلن عن اتفاق بين إسرائيل وإيران على وقف مؤقت لإطلاق ن ...
- مسؤول عراقي: مسيرة مجهولة استهدفت قاعدة التاجي
- رئيس صربيا: أوقفنا بيع الذخيرة إلى إسرائيل
- مصادر توضح لـCNN موقف إيران وإسرائيل من إعلان ترامب عن وقف إ ...
- وزير الخارجية الأميركي يدعو الصين لثني إيران عن إغلاق مضيق ه ...
- السيسي يوجه الحكومة بـ-اتخاذ كل الاحتياطات المالية والسلعية- ...
- ما قصة المسيرة الإيرانية -شاهد 101- التي سقطت في العاصمة الأ ...
- إيران تفعل دفاعاتها الجوية وإسرائيل تحذر سكان طهران مع إعلان ...
- المرصد يتناول حرب السرديات بين إيران وإسرائيل
- مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - سقوط إتحاد القوى