أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الصرع على طريقة مجلس النواب














المزيد.....

الصرع على طريقة مجلس النواب


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 14 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصرع على طريقة مجلس النواب
جعفر المظفر
الصرع الوطني الذي إنفجر فجأة في مجلس النواب جعلنا أمام معطيات قد تساهم بمزيد من تدهور الوعي.
بدأ إختلاط الأوراق, ولا أقول خلطها, حينما دخل الصدريون على خط التظاهرات السلمية المطالبة بالإصلاح, والتي تصدى لقيادتها ناشطون من التيار المدني الديمقراطي, وكنا بإنتظار أن تتطور تلك التظاهرات إلى تأسيس حالة مقنعة كمركز جذب للحصول على تأييد قوى مقررة ربما تكون مهيئة للمساعدة على إخراج العراق من مأزقه بعد أن بات في علم الجميع أن بقاءه ضمن حالته سيكون بمثابة مهلكة للكل وليست حكرا على شعبه لوحده.
لم نكن يومها من جماعة نظرية المؤامرة لنقول أن الصدر كان دخل على خط التظاهر لغرض إحتوائه ومن ثم إجهاضه. في الحالتين كنا سنكون مخطئين: حين نتصور أن الصدر قد فعلها خالصة لوجه الله أو حينما نتصور أن دخوله على الخط كان خلوا من اية حسنة. وفي كل الأحوال كان دخول الصدر على خط التماس إشارة واضحة إلى أن الوضع قد وصل إلى ما لا تطيقه بيوتات النظام التي صارت هي نفسها في مواجهة أزمة حقيقية مع النظام الذي لم يعد قادرا إلا على إنتاج السيئات.
الأزمة الأخيرة داخل مجلس النواب التي حاول فيها حتى شيوخ الفساد أن يبرزوا عضلاتهم الوطنية هي تعبير عن مزيج من أزمات داخلية لأصحاب النظام, ومن النوع الذي بات يصعب حله بالترضيات, إذ لا يمكن لعاقل أن يتصور أن النخوة الوطنية للنواب قد بانت فجأة بعد أن تحول أصحابها إلى معامل لإنتاج الفساد وتكريره. ومرة أخرى نحن لسنا من أصحاب نظرية المؤامرة لكي نقول أن هذا الهرج مبيت لغرض إحتواء الإنتفاضة الجماهيرية أو مزايدة البعض على البعض في عروض الرفض المقرفة.
بالتأكيد لا يمكن التقليل من شأن تصاعد الإنتفاضة الجماهيرية الضاغطة, لكن سيكون من باب إيهام النفس لو تصورنا أن هؤلاء سيذهبون بإتجاه الإصلاح بما يتوافق والمنظور الجماهيري, أو إنهم صاروا فعليا على قناعة بضرورة الإصلاح نفسه, فلقد أثبتت سياقات تعامل هذه القوى مع أشكال المطالبة الجماهيرية بالإصلاح أنها غير مهتمة إلا بإحتواء هذه الفورة والعمل على تفريغها. كل ذلك صار يدفعنا للبحث عن الأسباب الحقيقية لإصابة نوابنا بهذه النوبة الوطنية من خارج منطق الإستغفال الذي برع هؤلاء النواب على إتقانه. ومن أهم ما يجب ان نحتاط منه هو الظن بإمكانات أن يصحو نوابنا من مرض تفسخ الضمير فنراهم وقد عادوا بشرا أسوياء.
لكن سيكون مطلوبا ان نتفاءل ولو بالظن أن النظام بات عاجزا عن التفاهم مع نفسه, مما يعرضه إلى الإصابة بنوبات من الصرع الحاد كتلك التي نشاهدها على الطبيعة, وفي داخل مجلس النواب نفسه.
وبالتأكيد فإن يحدث في مجلس النواب لا علاقة له البتة بدعوات الإستجابة لمطالب الجماهير أو حتى لشكل الإصلاح الترقيعي الذي يقوده العبادي والذي قد يظن بعض النواب وخاصة من دولة القانون أن سياقاته قد تؤدي بالنتيجة إلى الإضرار بزعاماته وفي مقدمتهم المالكي نفسه. وليس غريبا بالتالي أن يطالب هؤلاء بإحلال مبدأ الأغلبية السياسية كبديل لسياسة المحاصصة الطائفية بما يعني إعادة الكرة مرة أخرى لأقدام تاج الرأس الماينطيها.
بشكل رئيسي يمكنني القول ان ما يحدث داخل مجلس النواب هو عبارة عن صراع بين نوعين من الإصلاح, أولهما الذي يقوده العبادي والذي يتضمن الإصلاح من داخل نظام المحاصصة والثاني الذي يقوده المالكي والذي يتضمن الإصلاح على طريقة إبدال نظام المحاصصة الطائفية بنظام الأغلبية السياسية والذي هو في حقيقته نظام الأغلبية الطائفية.
أما مشروع الإصلاح الحقيقي فهو ذلك الذي يتأسس في ساحة التحرير وليس في مجلس النواب.





#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف من صدام والإحتلال ونظام العار الحالي
- العراق والعلمانية
- الإصلاح الذي ولد ميتا
- ثقافة الخرفنة
- ربيع الصدريين
- حينما تتحول المذاهب إلى قوميات
- منابع العنف السياسي ومشتقاته
- في قضية التدين والإلحاد والدولة العلمانية
- كلام خمسة نجوم
- حزب الله اللبناني وقضايا الحرب والإرهاب
- هل سيتراجع الصدر كالعادة
- إنعام كجه جي .. عراق في إمرأة
- مات الأستاذ .. مات هيكل
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (2)
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (1)
- الكاتب السياسي والسياسي الكاتب
- وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم
- القرآن والإعجاز العلمي
- حوار حول الدولة الكردية وتقسيم العراق
- الإستفتاء على تأسيس الدولة الكردية


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الصرع على طريقة مجلس النواب