أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حزب الله اللبناني وقضايا الحرب والإرهاب















المزيد.....

حزب الله اللبناني وقضايا الحرب والإرهاب


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5094 - 2016 / 3 / 5 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أنا أختلف مع حزب الله كثيرا وعميقا, وأكثر خلافي يدورحول هويته الطائفية وحول تبعيته لولاية الفقيه, وحتى حول التسمية, لأن الاية القرآنية التي تقول (أن حزب الله هم الغالبون) لها معنى قيمي وليس سياسي او تنظيمي, فالتسمية ذاتها متعارضة مع المعنى القرآني, وهي تُخْضِع الذات الإلهية للخصخصة وتجعل الخالق بالنتيجة حصة لمجموعة من الناس بدلا من ان يكون لكل الناس, ثم أنها تزجه في ميادين عسكرية وسياسية ينبغي أن تكون خاصة بالبشر وحدهم.
ثم إن كراهيتي للطائفية والإسلام السياسي لا تقل بالمقدار وبالحِدَّة عن درجة كراهيتي للإرهاب, لا بل أحسب ان نوع الكراهية الأولى يتقدم على الثانية, معتبرا الطائفية هي اساس الشرور, وإن الإرهاب الإسلاموي ما هو إلا شكل من أشكال التعبير عنها.
وإذا كان لا بد لي من وصف الفرق بين الحالتين فسأقول ان الإرهاب هو اشبه بالطبخ على نار عالية في حين أن الطائفية أشبه بالطبخ على نار هادئة, وإن الأرهاب, إن هو أفلح في وقت ما من قتل مجموعة من الناس, فإن الطائفية تقتل كل الناس.
ورغم تقديري العالي لموقف ونضال هذا الحزب ضد إسرائيل, إلا أنني أعتقد أن تبعيته لإيران قد جعلته بالنتيجة يوظف هذا النضال في غير وجهته السليمة ليجعله بالتالي جزء من مشروع المحاور لا جزء من مشروع التحرير, ومتذكرا أيضا ما تركه نهجه وصلاته على وحدة لبنان المجتمعية والسياسية .
مع كل مساحة الإختلاف تلك فلنتذكر أن حزب الله هو نتاج متأسس على الطبيعة الطائفية للدولة اللبنانية, وحتى أنه لم يساهم في تشكيل تلك الطبيعة ذاتها, فقد سبقته إلى ذلك احزاب اخرى تعتبر من الناحية التاريخية مساهمة في تأسيس المجتمع اللبناني الطائفي إن لم تكن ساهمت في تأسيس الدولة اللبنانية الطائفية ذاتها, كتلك الخاصة بالطائفة المارونية, والطائفة الدروزية والتجمعات السنية التي تتخذ اشكالا متنوعة وتسميات مختلفة, لكنها بالنتيجة تمثل واقعا طائفيا ليس إلا.
إن تفسيرحالة حزب الله هنا لا يأتي لغرض تبرير الإصطفاف معه, فنحن, مثلما هي حالتنا مع الأحزاب الشيعية في العراق, ندين بشدة أساسيات تأسيس تلك الأحزاب وطبيعة عملها حتى لو إقتنعنا بوجود إضطهاد طائفي سياسي تاريخي ضد شيعة العراق لأن الحل الإنساني يأتي من خلال إقامة دولة مدنية علمانية ديمقراطية تشيع العدالة لكل إنسان بغض النظر عن هويته الطائفية أو العرقية. لكن ذلك لن ينسنا الفرق بين حزب الله اللبناني والأحزاب الشيعية العراقية كون الأول إنتاجا للدولة الطائفية في حين أن الدولة الطائفية العراقية هي من إنتاج أحزابها الطائفية.
إن ذلك لن يغير إدانة طائفية الحالتين من حيث المبدأ, غير ان الإختلاف هنا يتاول ترتيب الإدانة, ففي الحالة اللبنانية : الحق ان تدان الدولة اللبنانية وكل مشاهدها الطائفية وصولا إلى إدانة حزب الله لأنه ناتج طبيعي لها, في حين أن الحالة العراقية تقتضي إدانة الأحزاب قبل الدولة لأن الأخيرة هي نتاج للأولى مما يرتب أيضا فروقا في حجم وحدية الإدانات للظواهر والتجمعات التي جاءت بها هذه الدولة.
مع قرار إدانة حزب الله كفصيل إرهابي بتنا نحتاج بشكل أساسي إلى تعريف حقيقي لمعنى الإرهاب, حريصين أن لا نتركه تحت رحمة التوظيفات السياسية والكراهيات والخصومات البينية, وعلينا ان نتذكر أن الحملة الأساسية لتوصيف حزب الله كحزب إرهابي قد قادها الصهاينة بالأصل وتبناها بعد ذلك السعوديون, وكل ذلك كان قد ترافق وتناغم مع تصاعد المواجهة بين هذه الأطراف. واليوم فإنها صارت واحدة من الإسقاطات الأساسية لتصاعد المواجهات على الساحة السورية.
إن ذلك لن يبرأ حزب الله من تبعات هويته السياسية الطائفية وتأثيرها على وحدة لبنان وخدمة مطامع الدولة الإيرانية, كما أن (نضال) هذا الحزب ضد إسرائيل لا يمنحه حق التصرف المفتوح دون وعي لما قد يترتب على كتلويته وهويته الطائفية من مضارعلى الأمن اللبناني والإقليمي, فلطالما كانت فلسطين تجارة سياسية مفضوحة للأنظمة العربية, وهي سياسة كانت قد أضرت بالفلسطينيين وأربكت كثيرا مسارات التحرير. والموقف ذاته يمتد ويتسع لكي يتعامل مع التوجه الفلسطيني للسياسة الإيرانية والذي نعتبرها نوعا من كلام الحق الذي يراد به باطل.
مع ذلك فإن علينا أن لا نكون ضحية للمعارك البينية بين الخصوم, إذ ان مصطلح الإرهاب قد بات احد أهم الأسلحة التي يرفعها هؤلاء الخصوم ضد بعضهم البعض.
السعودية قبل غيرها متهمة بدعم الإرهاب ورعاية الفكر الوهابي التكفيري الذي فرَّخَهُ ورعاه شيوخ ذلك الفكر وإستخدمته الدولة السعودية لتشكيل جيش الإرهابيين العرب الذين قاتلوا الوجود العسكري السوفيتي في أفغانستان مثلما كانت لها اليد الطولى مع قطر في دعم الإرهابيين على الساحة السورية ممثلين بجبهة النصرة, اي تنظيم القاعدة, وداعش. وهاتان الدولتان لم تعلنا موقفا معلنا ضد جبهتي الإرهاب على الساحة السورية إلا بضغط من الإدارة الأمريكية المتهمة أيضا بعلاقات لم يتأكد بطلانها تماما مع الإرهابيين يرجحها تاريخ دعم يرجع إلى الساحة الأفغانية ذاتها.
والنظام السوري والإيراني كانا قد سهَّلا ودعما وصول الإرهابيين الذين أمعنوا قتلا بالعراقيين, والشيعة منهم بوجه خاص, في اثناء السنوات الأولى بعد الإحتلال يوم فتحت الحدود السورية لتدفق الإرهابيين من مختلف أرجاء المعمورة التي لم تعد معمورة في بلادنا. وهناك إشارات أيضا إلى تورط نظام بشار في دعم وجود داعش على الأراضي السورية لجعل معركته تبدو وكأنها معركة ضد الإرهاب. كما أن قصة إحتلال الموصل والمناطق الغربية من العراق هي غير بعيدة أيضا عن إتهامات لمجموعة المالكي بالإستفادة من الدرس السوري ومن نصائح إيرانية لنصب سرادق حرب داخلية بإمكانها أن تسهل الإنتشار الإيراني في العراق وترهق الجانب السني بحروبات بينية تجعله يلجأ مجبرا إلى جنة الشيعة وبيده صكوك الولاء. أما تركيا فهي لن تكون قادرة على نفي علاقتها بداعش حتى ولو أقسم أردوغان على ألف مصحف لأن أغلب الإرهابيين الأجانب الذين يقاتلون على الساحة السورية في صفوف داعش والنصرة قد جاءوا عبر حدودها ومطاراتها,وموقف تركيا من قضية دعم الإرهاب على الساحة السورية هو كموقف سوريا أثناء دعمها للإرهاب على الساحة العراقية في السنوات الأولى بعد الإحتلال.
واليوم فإن حزب الله يقاتل في الساحة السورية لدعم وجوده في الساحة اللبنانية وليس لمجرد نصرة النظام السوري. وليس هينا ما ستنتجه تطورات الساحة السورية على كل الأطراف لذلك باتت هذه الأطراف تقاتل على الساحة السورية حتى بأسنانها, فالسعودية وقطر وتركيا لن تبقى على حالها يوم ينتصر النظام السوري, وكذلك فإن حزب الله وإيران والنظام في العراق لن يكونوا بمنأى عن تأثيرات دراماتيكية نتاتجة من إنكسار النظام السوري. ونتيجة لهذه الأخطار فإن القوى المتصارعة ستلجأ إلى شحن كل أسلحتها ضد الخصوم ومنها الساحة الإعلامية والسياسية حيث تأتي تداول تهمة الإرهاب في مقدمتها.
بعيدا عن إستذكار الماضي وبداية من أفغانستان إبان الحرب ضد السوفيت وصولا إلى العراق اثناء محاولة إجهاض هدف الإحتلال للتأثير على الوضع السوري والإيراني فإن الوضع الحالي والمنظورعلى الساحة السورية لتأشير هوية قوى الإرهاب الحقيقية يشير إلى أن هناك إجماع دولي على وجود قوتين اساسيين له هما جبهة النصرة وداعش. أما التصنيف الدولي الأمريكي لحزب الله كقوة إرهابية فهو كان أتى إكراما لعيون الإسرائليين.
إن إدانة حزب الله يمكن أن تتحرك في ساحة إدانة التوجهات الطائفية والتبعية الفقهية والسياسية للدولة الإيرانية وهيمنته على الحياة السياسية اللبنانية وزج الدولة اللبنانية في مواجهات غير متكافئة ضد إسرائيل بما يتبع السياسة الإيرانية, وحتى على صعيد دعمه للنظام السوري, لكن إدانته بتهمة الإرهاب من قبل أنظمة وقوى متهمة أصلا بتأسيس الإرهاب يجعل التهمة ذات طابع سياسي وليست ذات طابع قانوني أو أخلاقي.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيتراجع الصدر كالعادة
- إنعام كجه جي .. عراق في إمرأة
- مات الأستاذ .. مات هيكل
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (2)
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (1)
- الكاتب السياسي والسياسي الكاتب
- وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم
- القرآن والإعجاز العلمي
- حوار حول الدولة الكردية وتقسيم العراق
- الإستفتاء على تأسيس الدولة الكردية
- خذوها مني
- الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
- وساطة مطلوبة ووسيط غير مطلوب
- مشاريع تقسيم العراق
- ظاهرة الحرشة في ألمانيا وما قاله شيخ المفكرين العراقيين عنها
- إعدام الشيخ نمر النمر في السعودية
- الناسخ والمنسوخ بين التراتبية الأخلاقية والتراتبية الزمنية
- غسان أبو المولدة
- لكي لا نموت في الأرض الحرام
- صدام والأسد .. هل كان أحدهما طائفيا (2)


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حزب الله اللبناني وقضايا الحرب والإرهاب