أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الإصلاح الذي ولد ميتا














المزيد.....

الإصلاح الذي ولد ميتا


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5122 - 2016 / 4 / 3 - 16:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإصلاح الذي ولد ميتا
جعفر المظفر
إتضحت هذا اليوم مواقف مختلف القوى المشاركة في العملية السياسية لتكشف في محصلتها موقفا موحدا تمثل برفض ما سمي بالعملية الإصلاحية التي بدأ العبادي تنفيذه لأولى خطواتها وهي تلك التي تمثلت بقائمة التغيير الوزاري المقترحة والمهيئة لأغراض التصويت عليها من قبل مجلس النواب في الأيام القليلة القادمة.
إتحاد القوى, الذي يدعي تمثيل السنة, والذي غالبا ما قدم نفسه كفصيل مناهض لطائفية الأحزاب الشيعية, وليس للطائفية بشكل مبدئي, ظهر اكثر ميلا للدفاع عن النظام الطائفي المحاصاصاتي, بما أكد على أن رفض هؤلاء للمحاصصة لم يتأسس على رفضهم لطائفيتها من ناحية المبدأ, وذلك بما تلحقه من ضرر عام للعراق والعراقيين, وإنما لظنهم أن عدالة المحاصصة مفقودة من كونها لا تمنح (السنة) ومن منطلق الطائفية ذاتها, إستحقاقاتهم الحقيقية, لذلك كان هجومهم عليها ينصب على إصلاح هذا المشهد وليس على غيره. وإن ما لديهم بالتالي لا يتعدى كونه موقفا طائفيا ضد الطائفية.
وهؤلاء الذين إدعوا, منذ بداية مشاركتهم في العملية السياسية, تمثيلهم لسنة العراق, ظلوا على بدلاتهم الأنيقة ومخصصاتهم الوزارية والنيابية وتصاعد ثرواتهم الخاصة في حين تحول السنة الذين يدعون تمثيلهم إلى مجرد ملايين مهجرة أو موتى من الجوع يتحركون بين مطرقة داعش وسندان الحكومة ومنشار بيعهم وشرائهم من قبل النواب الذين إنتخبوهم.
كتلة المواطن ومجلسها الأعلى الإسلامي لعب قائدها عمار الحكيم دور الحكيم فأمطر العبادي بكم من النصائح والمواعظ التي تستهدف بالنتيجة تعليمه قواعد الإلتزام بما أسماه فلسفة النظام التي تقدس حقوق المكونات وتراعي صيغ تمثيلها وإستهان من جانبه بالتغيير الوزاري الذي إقترحه الأخير, وكالعادة ظهر الحكيم وكأنه قديس عملية سياسية لم تعطِ الشعب العراقي سوى الجوع والموت والتهجير والتقسيم والفاقة, وهي ما زالت مفتوحة على كثير من هذه الإسقاطات.
القوى السياسية الكردية ما زالت تأكل من سمك النظام لكنها تتنكر لزُفْرَتِه, وهي, على رغم من إعلانها التمسك بالدستور, إلا أنها تنأى بنفسها عن كل تداعيات العملية السياسية مبتدعة لنفسها مظلومية تاريخية تجعلها مدللة للعملية السياسية, فالمكاسب لها والخسائر لغيرها.
التجمع التركماني في البرلمان هاجم التغيير بشدة وإعتبر تجاوز حق التركمان وعدم إستيزار ممثل لهم تعديا ليس على حقوقهم في العراق وإنما على حقوق الإنسان بشكل عام مما يتطلب تدخلا دوليا بهذا الشان. ومما زاد في حلاوة الخطاب الذي القاه الصالحي رئيس التجمع وجود عباس البياتي النائب الصنديد عن دولة القانون وصاحب دعوة إستنساخ المالكي إضافة إلى صاحبه في العزف على نفس الآلة في تخت العملية السياسية وهو النائب الحالي ووزير الشباب السابق جاسم محمد جعفر, وبهذا ظهر النائبان كالمنشار الذي ياكل في الصعود ويأكل في النزول.
دولة القانون لم أرها تقف صفا واحدا كالبنيان المرصوص مثلما فعلت جماعة الحكيم أو الجماعة التي تدعي تمثيل التركمان, بل تركت لبعض أعضائها أن يصرحوا بما يؤكد إختلافها, من ناحية التفاصيل وليس من ناحية المبدأ, على خطوات العبادي الإصلاحية, بعد أن أعلنت طيلة الأيام الماضية عن ميل متشدد نحو عملية الإصلاح وتبنيا لها, على الرغم من أنها الفصيل المهيمن على الدولة. وبينما يحاول هؤلاء التدليس على هذه الحقيقة بإدعائهم أنهم على خلاف كل القوى لا يملكون وزيرا واحدا كما كان حالهم مع مختلف الوزارات السابقة, إلا أن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن النسبة الأعظم من وكلاء الوزارات (ما يفوق الخمسة وثمانين في المائة) وكذلك المدراء العامين ورؤساء الهيائات هم من أعضاء هذا التجمع ومن الضاربين على تخته. هذه الحقيقة تجعلهم المسؤول الأول عن الإنهيارات والتراجعات والمحن والمآسي التي شهدها العراق لأنهم كانوا قد ترأسوا العملية السياسية منذ أن تيسر لحزب الدعوة وقياداته إستلام رئاسة الوزارة في عام (2005) ثم تفصيلهم للدولة العراقية على مقاييسهم الخاصة.
وسط معمعة فساد النظام وتآكله وإفتضاح عورته كاملا بعد أن إنهيار أسعار النفط بدا العبادي وكأنه الرجل الذي جاءت به الأقدار. في مصر بعد وفاة عبالناصر قيل ذلك في وصف السادات الذي لعب مع أقداره لعبة رابحة بدأها بالخلاص من مراكز القوى التي تمثل أخطرها بمجموعة علي صبري رئيس وزراء العهد الناصري.
وكالعالدة الأقدار لا تشابه بعضها فظهر العبادي وكأنه النسخة الكاريكترية من السادات المصري, ومعه صرنا نحن في مواجهة فلم أراد مخرجه من حسين رياض أن يلعب دور فريد شوقي فلعبه على طريقة إسماعيل ياسين (مع الإعتذار للمرحوم إسماعيل ياسين).



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الخرفنة
- ربيع الصدريين
- حينما تتحول المذاهب إلى قوميات
- منابع العنف السياسي ومشتقاته
- في قضية التدين والإلحاد والدولة العلمانية
- كلام خمسة نجوم
- حزب الله اللبناني وقضايا الحرب والإرهاب
- هل سيتراجع الصدر كالعادة
- إنعام كجه جي .. عراق في إمرأة
- مات الأستاذ .. مات هيكل
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (2)
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (1)
- الكاتب السياسي والسياسي الكاتب
- وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم
- القرآن والإعجاز العلمي
- حوار حول الدولة الكردية وتقسيم العراق
- الإستفتاء على تأسيس الدولة الكردية
- خذوها مني
- الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
- وساطة مطلوبة ووسيط غير مطلوب


المزيد.....




- ثلاثة أيام بلياليها في البندقية.. احتفالات زفاف جيف بيزوس ول ...
- -أداة ابتزاز-.. البيت الأبيض يرد على تصريحات ماكرون بشأن الر ...
- حكم جديد بالسجن عامين بحق المحامية والإعلامية التونسية سنية ...
- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل المشير الليبي خليفة ح ...
- -بوابة دمشق-.. سوريا تطلق مشروعها الإعلامي الأكبر بدعم قطري ...
- متمردو الكونغو الديمقراطية يستولون على منجم في إقليم كيفو
- ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنهاء العقوبات على سوريا
- -ما وراء الخبر- يناقش مستقبل المفاوضات الإيرانية مع الغرب
- أكسيوس: أميركا تجري مباحثات تمهيدية بشأن اتفاق أمني بين سوري ...
- سجل إجرامي للمستوطنين بالضفة ضمن لعبة تبادل الأدوار


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الإصلاح الذي ولد ميتا