أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الموقف من صدام والإحتلال ونظام العار الحالي














المزيد.....

الموقف من صدام والإحتلال ونظام العار الحالي


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5130 - 2016 / 4 / 11 - 19:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لقد سوقت إدارة بوش كراهية العراقيين لحكم صدام حسين, خاصة بعد كارثة إحتلال الكويت, لكي تنفذ تحت مظلتها إحتلالا عسكريا وسياسيا ادى إلى وضع العراق في مأزق تاريخي مؤلم بات من الصعب الخروج منه. ولقد كان ذلك الإحتلال ثنائي الضلالة, فلقد تبث خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل, وهو الغطاء القانوني للإحتلال, مثلما فشل فشلا ذريعا ما سمي وقتها بمشروع بناء الديمقراطية في العراق, وهو الغطاء الأخلاقي للإحتلال.
والحال أن كراهية صدام قد تكون كراهية ( مُحَبَبَّة ) إلا أنها يجب أن لا تكون كراهية ( مُضَلِلَة ). فبين هذين النوعين من الكراهية ربما يكون الفرق اللغوي بين المفردتين قليلا, لكنه في المعنى هو فرق قيمته المسافة ما بين الأرض والسماء.
وقد كان لنسيان هذا الفرق, أو التغاضي عنه, أو تجاهله, أو عدم إدراكه, أثرا في خلق الكثير من الضلالات, فالبعض صار مع أمريكا لأنه كان ضد صدام, وعلى الرغم من أن صدام يتحمل النصيب الأكبر في خلق هذه الضلالة, لأن ظلمه كان بلغ الحد الذي أعمى كثيرا من العيون وأصم الكثير من الآذان, إلا أن البقاء على تلك الضلالة, بعد أن بانت كضلالة, هو بحد ذاته ضلالة لا تغتفر.
ولا أظن إن بإمكان إنسان ولو بربع عقل وبربع ضمير أن لا يرى ما حصل للعراق بسبب الإحتلال, حتى يجلس مع ربع عقله وضميره, لكي يعيد بناء رأي كان اضطر لاتخاذه وهو في الموقف المضغوط بظلم صدام ولامعقوليته.
فإذا نحن ذكرناهم بذلك, ودعوناهم لأن لا يتمسكوا بموقف بدأ الجميع يتخلى عنه حتى في أمريكا, ما عدا صاحبنا بوش وبعضا من صحبه, فإننا أيضا نذكر هنا البعض, إن انكشاف أمر بوش وصحبه, كونهم على باطل, لا يعني أننا بحاجة إلى مراجعة موقفنا من صدام, بما قد يملي علينا القول: ما دامت أمريكا على باطل فإن صدام كان على حق, على الأقل في ما يخص حماقة وجنون مواقفه ومغامراته , إن لم نتوقف أمام طريقة حكمه.
أبدا ليس المطلوب منا كعراقيين أن نحب صدام, وتكفينا سياسته القمعية في الداخل العراقي لكي نكرهه بقوة, لكن هذا الرصيد من الكراهية يجب ان لا يبقى مفتوحا دون حساب ما يمكن أن يلحقه على صعيد الإضرار بالمصلحة الوطنية العراقية, وخلاف ذلك سوف لن يمر الوقت الطويل حتى يجد العراقي نفسه غير قادر أبدا على التفريق بين صدام والمصالح الوطنية واعتبارهما معا يشكلان معادلة واحدة أخشى أنها ستغطي تدريجيا حتى على سياسته القمعية في الداخل.
إن الإقرار بوجود نظام عراقي طائفي كان قد إضطهد الشيعة يجب أن يكون دافعا أكيدا للنضال من أجل بناء نظام لا طائفي وليس لاستبدال طائفية بطائفية, فالطائفية في الحالتين, حالة الفعل أو حالة رد الفعل هي حالة مريضة مقرفة ومرفوضة وهي اقصر طريقة لتغييب السلام الاجتماعي عن الدولة أو تحويلها إلى ألعوبة بيد الجيران.
وما زال هناك من بين الكتاب من يشيد بمهمة الجيش الأمريكي التي كان هدفها إزاحة الدكتاتورية الصدامية وبناء الديمقراطية, والعجيب ان بين أولئك الكتاب من يدين تجربة الفتوحات العربية تحت راية الإسلام ويعتبرها إستعمارا في حين يصف الإحتلال الأمريكي بنبل الأهداف ويعتبره فتحا ديمقراطيا وكأن بوش كان مبعوثا إلهيا لنشر رسالة الديمقراطية في العالم. ولا ندري بأي ميزان يزن هذا الكاتب عقولنا وأي وهم يريد ان يعممه حين نراه, إذا ما ذكرنا له مأسي ديمقراطيته في العراق وأهوالها, يذكرنا بالنجاحات التي حققتها أمريكا في ألمانيا واليابان ويعزي فشل التجربة العراقية إلى جهل العراقيين وتخلفهم الذين لم يوفروا لهذه المهمة الإنسانية سبل النجاح مثلما وفرها اليابانيون والألمان.
هؤلاء يتجاهلون حقيقة الإختلاف الجوهري بين الهدف الأمريكي في ألمانيا عنه في العراق, وما أدى إليه هذا الإختلاف سواء على صعيد عملية البناء التي باشرتها امريكا في أوروبا بعد الهزيمة النازية, أوعلى صعيد عملية التهديم التي باشرتها في العراق بعد سقوط صدام. الحقيقة أن أمريكا سجلت نجاحا باهرا في الساحتين الألمانية والعراقية, وإذ كان من بين أهم أهدافها الإستراتيجية وقف الزحف الشيوعي السوفيتي على أوروبا فقد سعت إلى إعادة بناء ألمانيا وإحياء إقتصادها ونهضتها بحيث تكون حاجز صد حقيقي وفعال في وجه ذلك الزحف. أما في العراق فلأن الهدف كان, بعد إزاحة صدام, هو فتح الساحة العراقية وجعلها مركز جذب لإرهابي القاعدة, بعد زلزال الحادي عشر من أيلول,, فإن هدف الإحتلال كان خلق حالة من الفوضى الكفيلة بنصب سرادق للحرب لا للبناء, وهكذا كان للهدف الإستراتيجي تاثيره على تحديد نوعية المهام, من البناء في ألمانيا إلى التهديم في العراق.
إن هناك من يذكرنا بالضرائب التي يجب أن ندفعها من أجل الوصول بالديمقراطية العراقية إلى بر الأمان مدعيا أن تجربة بناء الديمقراطية في الدول التي أتمت إنجاز بنائها لم تأتي بدون تضحيات وإنما إقتضى الأمر صبرا وتجارب ومراجعات وتضحيات! فيا لبؤس هؤلاء, بل يا لقباحتهم حينما يسمون ما يجري في العراق تحولا ديمقراطيا ويراهنون على إمكانية أن يؤدي إلى نتائج قريبة من قرينتها الأوروبية, ناسين أن أهوال هذه الديمقراطية العار, إن هي أدت إلى شيء, فهي ستؤدي إلى إعادة تلميع التجربة الدكتاتورية ذاتها وحتى تمني عودة نظام صدام نفسه.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والعلمانية
- الإصلاح الذي ولد ميتا
- ثقافة الخرفنة
- ربيع الصدريين
- حينما تتحول المذاهب إلى قوميات
- منابع العنف السياسي ومشتقاته
- في قضية التدين والإلحاد والدولة العلمانية
- كلام خمسة نجوم
- حزب الله اللبناني وقضايا الحرب والإرهاب
- هل سيتراجع الصدر كالعادة
- إنعام كجه جي .. عراق في إمرأة
- مات الأستاذ .. مات هيكل
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (2)
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (1)
- الكاتب السياسي والسياسي الكاتب
- وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم
- القرآن والإعجاز العلمي
- حوار حول الدولة الكردية وتقسيم العراق
- الإستفتاء على تأسيس الدولة الكردية
- خذوها مني


المزيد.....




- تجاهل التحذيرات.. إنقاذ متسلّق بريطاني من جبال الدولوميت كلّ ...
- مهددة بالزوال.. نحّاتة قطع لعبة ماهجونغ الأخيرة في هونغ كونغ ...
- رأي.. إردام أوزان يكتب: ما الأسوأ من عدم الاستقرار في سوريا؟ ...
- الداخلية السورية تعلن إحباط هجوم على كنيسة في طرطوس
- في غزة.. الطحين -ذهب أبيض- و15 كيلومترًا تحت النار من أجل رغ ...
- تقارير عن خلاف بين نتنياهو ورئيس أركان الجيش حول إحكام السيط ...
- 9 أسرار لاختيار الشوكولاتة الداكنة الصحية
- الدماغ يتسبب بمشكلة خطيرة لمرضى السكري واستهدافه قد يحلها
- بعد فضائح شهادات مزورة.. موجة استقالات تُشعل فتيل أزمة سياسي ...
- أمازون تغلق أستوديو البودكاست وتسرّح أكثر من 100 موظف


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الموقف من صدام والإحتلال ونظام العار الحالي