أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - ديمقراطية الأغلبية السياسية في العراق














المزيد.....

ديمقراطية الأغلبية السياسية في العراق


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5141 - 2016 / 4 / 23 - 14:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ديمقراطية الأغلبية السياسية في العراق
جعفر المظفر
مع هؤلاء الذين سرقوا البلد والناس, ومع مجموعة القوى والوسائل التي يمتلكونها, ومع النسيج الرخو للمجتمع العراقي, ومع غياب المرتكزات الحقيقية للمسألة الديمقراطية, ومع الإيمان بحقيقة أن في مجتمعنا من الجهل لو توزع على المعمورة أحالها خرابا, ومن الفقه الطائفي ما تغرق به الدنيا, وأن الجيران ليسوا بمأمن عن تغذية التربة العراقية بكل ما يجعلها خصبة لإنتاج السموم, ومع وجود مؤسسات دينية مرتزقة ومستعدة لأن ترتدي لباس الشيطان, فإن المراهنة على وجود ديمقراطية الأغلبية السياسية الوطنية بمعزل عن تحريم الأحزاب والتجمعات الطائفية هي حيلة لإستبدال نظام المحاصة الطائفية السيء بنظام الأغلبية الطائفية الأسوء, أو أنها متأسسة على نوايا طيبة غير محروسة ولا يمكن تبويبها إلا في خانة السذاجة التي ترفض التعلم.
لقد عشنا التجربة بكاملها, ولنا قبلها من الوعي ما يجعلنا نثق بأن هذه الأحزاب الدينية ليست غير تربة لزراعة كل ما يشق البلد ويلغي إمكانية بناء دولته الوطنية, فلا توآخذونا حينما نحذر من هؤلاء وندعو إلى توفير المقومات الرصينة للديمقراطية, لأن هذه الأخيرة, أي الديمقراطية, لا تحمل قيما روحية وأخلاقية فقط, كالحرية مثلا, وإنما هي أيضا وسيلة أساسية لبناء دولة متحضرة..
يدعي البعض, في معرض تبريره لنظام الأغلبية السياسية, والذي ترجمته الحقيقية حاليا نظام الأغلبية الطائفية, أنه سيتيح القدرة على تحمل فئة أو فصيل تبعات النظام السياسي, وبخاصة أخطاءه, بعد أن جعلها نظام المحاصصة موزعة على الجميع, مما غيب فرص تشخيص المخطئين الحقيقين. وقد سمعنا هذا الإدعاء من جماعة المالكي أولا, ثم ردده البعض من أصحاب النوايا الساذجة, أو الذين لم يحسموا بجدية موقفهم المعادي للطائفية, على رغم البيارق التقدمية التي يحملونها. وها نحن أمام إدعاء لا يشيع غير السخرية, فتأسيس نظام بديل لا ياتي هنا بدعوى أنه سيكون نظام حسنات وإنما لأنه سيجعل تحديد جهة الأخطاء مهمة سهلة ويخلصنا من الدوخة التي يسببها تبادل التهم بين قوى النظام المحاصاتي !.
ترى من الذي يحاول هؤلاء خداعه؟ حتى كأن مشكلتنا كانت الجهل بمن سرق المال العام طيلة الفترة السابقة, أوالجهل بمن يقف وراء سقوط نينوى وغيرها من مناطق العراق الغربية, أو الجهل بدرجات المسؤولية التي تقف خلف فضيحة وأخرى. إن شعبنا يعرف هؤلاء بالأسماء وبالتفاصيل الدقيقة. فإذا كان نظام المحاصة قد عجز قانونيا وأخلاقيا وسياسيا عن متابعة المجرمين, رغم كل وثائق الإدانة, فكيف يريدون منا أن نصدق أن نظام الأغلبية الطائفية بوسعه أن يفعل ذلك, وهو نظام سيضع بيد القوة أو القوتين اللتان تقفا خلفه كل وسائل وإمكانات تغييب الحقائق وتشويهها.
صاحب مشروع ديمقراطية الأغلبية السياسية هو المالكي لا غيره. والمالكي ليس بحاجة إلى تعريف. بقينا نحذركم من فقهه السياسي ومن سلوكه وسياساته وأنتم تشبهونه بعبدالكريم قاسم, وهو مع كل شروط المحاصة في أثناء حكمه فإنه لم يترك وسيلة لشق الصف الوطني إلا وإتبعها, فكيف تريدون أن نصدق انه لو إستولى على الحكم لوحده فسيكون أقل شرا وأذى.
النوايا الطيبة الساذجة أن نظن بأن الديمقراطية هي ذاتية الحركة والتعجيل والتوجيه وأن بإمكانها أن تخلق جنة الله على الأرض بدون قيم إجتماعية وأخلاقية ومادية تحرسها.
النوايا الطيبة الساذجة أن نظن أن العراق وطن موحد ولا تتتجذر فيه آفة الطائفية بحيث يجوز أن تعمل فيه الديمقراطية بدون رعاية وحراسة مشددة.
النوايا الطيبة الساذجة أن نعتقد أن العراق هو في قارة أوروبا وليس في منطقة يعيش فيها جيرانه على الطائفية والعمى الديني وإلى جواره دول يهمها بالدرجة الأساس أن لا يكون غير وطن ممزق وجاهل وتابع.
لسنا مع حكومة المحاصة الطائفية لأنها نظام لتوزيع الغنائم, ولسنا مع نظام الأغلبية الطائفية لأنها نظام لإحتكار الغنائم, أما عملية إصلاح النظام الحالي فهي بمثابة مكيجة خنزير بري ثم المراهنة على إمكانية فوزه في مسابقة لملكات الجمال



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وإنك لعلى كل شيء قدير
- الصرع على طريقة مجلس النواب
- الموقف من صدام والإحتلال ونظام العار الحالي
- العراق والعلمانية
- الإصلاح الذي ولد ميتا
- ثقافة الخرفنة
- ربيع الصدريين
- حينما تتحول المذاهب إلى قوميات
- منابع العنف السياسي ومشتقاته
- في قضية التدين والإلحاد والدولة العلمانية
- كلام خمسة نجوم
- حزب الله اللبناني وقضايا الحرب والإرهاب
- هل سيتراجع الصدر كالعادة
- إنعام كجه جي .. عراق في إمرأة
- مات الأستاذ .. مات هيكل
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (2)
- الفساد بين عهدين .. عهد صدام والذي بعده (1)
- الكاتب السياسي والسياسي الكاتب
- وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم
- القرآن والإعجاز العلمي


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جعفر المظفر - ديمقراطية الأغلبية السياسية في العراق