أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - اجتياج البرلمان.. انتكاسة اخرى














المزيد.....

اجتياج البرلمان.. انتكاسة اخرى


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 5149 - 2016 / 5 / 1 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حركة الجماهير في الثورات، وفي المراحل الحاسمة من فترات تاريخها، هي ليست مجرد انفلات امني، او مروري، كما حدث في اجتياح مبنى البرلمان العراقي يوم الجمعة الماضي، وكأن الجماهير وهي تجتاح سور المنطقة الخضراء مجموعة من المشجعين الغاضبين، العائدين للتو من مباراة خاسرة.

حركة الجماهير في لحظات حرجة كهذه تحتاج الى دراسة وافية للوضع الامني والسياسي، تتمثل بقيادة تمتلك برنامجا معدا لمرحلة تطورها لحظة بلحظة، من اجل السيطرة على المجريات واتخاذ القرارات المناسبة وفقا لمجرى الاحداث الاني، واخر ما تحتاجه هو "سيد" يوجه الجماهير للانقضاض على اهم مؤسسات الدولة، ثم يودعهم لانه ينوي الاعتكاف لشهرين!

ترى، ماذا لو تدخلت القوات المسلحة يوم الجمعة الماضي من اجل حماية مبنى البرلمان، وحدثت مواجهة نارية، مما ينذر بوقوع مجزرة بين المتظاهرين، وهذا احتمال وارد...
وماذا لو قام نفر من المتظاهرين بالخروج عن وصايا السيد وحملوا السلاح وارتكبوا جرائم قتل او تفجير مباني، او اي خرق امني اخر قد تكون له عواقب اكثر وخامة؟؟؟

لست ضد حركة الجماهير العفوية، فالشعوب قد تخرج عن صمتها احيانا، حتى بدون وجود قيادة لضبط تحركاتها، فتقوم بالتظاهر وعرض المطاليب، وحتى الاعتصام امام المباني الحكومية، ولكن الحركات العفوية لم تنجح يوما في تغيير وضع قائم، وتحتاج دائما لعقول تقف وراءها، كمنظومة فكرية متكاملة تمتلك تصورا لما بعد نجاح الثورة.
ولو عدنا للثورات الكبرى في التاريخ لوجدنا فيها فلاسفة ومفكرين وقادة ميدانيين يحركون الجماهير وبدونهم لا تنجح التحركات وتتحول الى مجرد فوضى، وتنتهي بنتائج اكثر كارثية، وربما اقرب مثل نسوقه هنا هو انتفاضة اذار في العام 1991م ضد السلطة الديكتاتورية في العراق، وكذلك التحركات التي وصفت في بداية العشرية الراهنة بـ "الربيع العربي" وما الت اليه المجتمعات من انتكاسات ليس من السهل ان تتعافى منها في المستقبل المنظور.

لماذا البرلمان بالتحديد؟ ولماذا هذا التوقيت بالذات؟
لماذا تهجم الجماهير على البرلمان، وهو من المفترض ان يكون صوت المواطن، الذي فوضه بانتخابات عامة، من اجل ان يكون سلاحا له بوجه الحكومة والسلطة التنفيذية والمؤسسات القمعية؟

ولماذا بهذا التوقيت بالذات؟ الم يكن البرلمان في ذلك اليوم يناقش الاسماء التي طرحها السيد مقتدى الصدر نفسه لتشكيل "حكومة التكنوقراط"؟ وكان المفترض ان تقدم الجماهير دعمها للبرلمانيين من اجل "اصلاح" الحكومة على ضوء اقتراحات السيد الصدر نفسه؟

اعتقد ان الهجوم على مبنى البرلمان في هذا التوقيت قد اضر ببرنامج الاصلاح الذي كان السيد الصدر وجماهيره هؤلاء يعولون عليه الامال، وهو حركة متسرعة من قبل السيد الصدر نفسه، الذي دفع الحشود، وانزوى ليعتكف، وانما كان عليه ان يدعو الى التهدئة حتى نهاية التصويت على الحكومة.

ولا ادري على من يقع اللوم، عليه، ام على الحشود التي داهمت البرلمان، اقدس مكان في الدولة، بمزاج غاضب، كانها عائدة من مباراة خاسرة...

وفي كل الاحوال فان الحدث لم يقدم اي خدمة للاصلاح، ولم ينتج عنه سوى انهيار قيمة الدولة، وعزز ثقافة الارتجال واللامبالاة بالمؤسسات العامة، بما يشبة اجواء سقوط النظام السابق، وهو عودة 13 سنة الى الوراء، وضياع تجربة كل هذه السنين لا يمكن وصفها الا بانها كانت انتكاسة.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا حدث في طوزخورماتو؟
- هل تحل مشكلة العراق باستبدال سليم الجبوري؟
- لم يبقى الا اعتصام السادة الوزراء
- اصلاحات.. ام ترقيع وزاري
- التكنوقراطية.. نفق مظلم جديد
- الصدر .. وسؤال المليون دولار
- عن اي تكنوقراط يتحدثون؟
- جائزة نوبل للتملق
- ترنح اسهم الدين في البورصة السياسية
- العبادي... اصلاحات ام التفاف حول مطاليب المتظاهرين
- العنصرية بين الشعبين.. التركي والاسرائيلي
- تركيا وخياط الفتق من دون خيوط
- عام المالكي الكئيب
- الغرقى العراقيون في التايتانيك
- الشتاء للنازحين... اقسى من هجوم داعش
- مدى الواقعية في المطالبة باقليم للتركمان في العراق...
- الجعفري في تركيا... اسمع كلامك اصدقك...
- الشرق الاوسط... داعشي وان لم ينتمي
- داعش في بغداد.. للتغطية على كوباني
- كوباني تكشف اسرار داعش


المزيد.....




- شاهد اللحظات الأولى بعد هجوم روسي ضخم بطائرات مسيرة على أوكر ...
- طهران تعلق على الغارات الإسرائيلية في عدة مناطق بسوريا
- -الهجوم على سفينة مساعدات غزة قرب مالطا إشارة تحذير- - يديعو ...
- السودان.. مقتل مدنيين بعد سيطرة الدعم السريع على النهود
- زاخاروفا تعلق بقول مأثور على دعوة القوات الأوكرانية للمشاركة ...
- مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية ...
- بيان مصري بعد قصف إسرائيل منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق ...
- السعودية.. تنفيذ حكم القتل -تعزيرا- في مواطنين اثنين من أسرة ...
- رئيس وزراء اليمن أحمد عوض بن مبارك يعلن استقالته
- زاخاروفا تعلق على تهديد زيلينسكي لضيوف عرض عيد النصر في موسك ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين القطبي - اجتياج البرلمان.. انتكاسة اخرى