أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - ما الذي يشغل الوسط العراقي اليوم ؟..














المزيد.....

ما الذي يشغل الوسط العراقي اليوم ؟..


صادق محمد عبدالكريم الدبش

الحوار المتمدن-العدد: 5130 - 2016 / 4 / 11 - 02:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العلمانية ... وفصل الدين عن الدولة ..
ماذا نريد بمعنى العلمانية ؟...
تعني العالم وليس العِلمْ .. وتشير الى معان متعددة ..
1- التوجه الأول يستمد من الخيال التأريخي الأوربي في هجر خرافات المجتمع والكنيسة ، وتحكيم العقل والأعتماد على مقولات العلوم التجريبية .
2- أبعاد الدين عن التدخل في ممارسة الحياة المدنية وبخاصة في التعليم والسياسة ، وتأمين حرية المعتقد الشخصي .
3- رفض الأعتراف بكل ما هو خارج العالم المحسوس ، وهو موقف فلسفي أكاديمي ، وأقتصار مصدرية القيم على البشر وأختزال الحقيقة الى عالم المادة .
ومن جملة ما ثارت به العلمانية على الكنيسة هو قضية الحرية الشخصية والتمييز بين العام والخاص كحل لمشكلة تسلط الكنيسة وتدخلها في الأمور الشخصية .
وتدعي العلمانية أن النظام العام يجري وفق طرائق عقلانية علمية محايدة ، وأن يترك الحيز الشخصي والتدين للذوق الخاص والأختيار الفردي .
وتأكد العلمانية على على الحرية التامة للحريات الخاصة ، وأن قضايا الدين والتدين يجب أن تحصر في الفضاء الخاص وأن يخلو الفضاء العام من أي أثر للتعاليم الدينية . بالأضافة الى الأعتقاد .. يقمع الفرد وتكبل طاقاته ، فأن العلمانية تؤكد أن حصره في المجال الفردي ضروؤي للتألف الأجتماعي لكي لا يتصارع أتباع الأديان والمذاهب فيما بينهم في المجتمع الواحد .
أن أصل فكرة فصل الدين عن الدولة هو فصل الكنيسة عن الدولة ، وهذا يفهم على وجهيين : الوجه الأول هو عدم أخضاع الفعاليات السياسية والأقتصادية والأجتماعية لأحتكار سلطة دينية لها مؤسساتها البيروقراطية المستقلة عن المجتمع ( أداريا وماليا ) ولها أسس سيادة متمييزة ومختصة بذاتها .
أما الوجه الثاني : فهو فصل الدين عن المجتمع ، أو فصل المبادئ الدينية عن الحياة ، أو حجب الأسس الأخلاقية من أن يكون لها قولة في أدارة شؤون الناس ...
لقد شاركة الكنيسة الملوك في الحكم ، ونافستهم على السلطة والثروة .
واليوم في العراق المؤسسة الدينية وأحزابها من الأسلام السياسي هم من بيدهم السلطة والمال والسلاح ، ويتحكمون بمصائر الناس ويفرضون رؤاهم وفلسفتهم ونهجهم على المجتمع وبشكل قسري وفاضح .
ويمارسون أبتزاز الناس ووتحجير العقول !!.. وتلاحق كل من يختلف معهم وتتهمهم بالكفر ومخالفة الشريعة والدين ، مثلما كانت تمارسه الكنيسة من حرمان وقهر وقتل وحرق مع من يخالفها ، والذي أدى الى صراع في البنية الفكرية للكنيسة ، لتظهر حركة الأصلاح الديني ، ونشبت الحروب بين طوائف المجتمعات الأوربية في نزاع متعدد الأبعاد ومتشابك المصالح بين الأمراء والملوك والنبلاء وبين السلطات الدينية المدافعة عن الكنيسة والمناهضة لها ، وهذا هو الوجه الأول لمفهوم الفصل ، ويتضمن رفض مبدأ القاعدة الثيوقراطية للدولة ، وقد فعلت أوربا خيرا في رفضها مبدأ الحكم المقدس الذي يتسلط على ضمائر الناس ، وهذا قد حرر الدين من السياسة بعد ما حررالسياسة من الدين في الحضارة الغربية .
واليوم تتكرر نفس المأساة !.. من خلال قيادة الدين السياسي وأحزابه الراديكالية للسلطة والمجتمع وتغييبهم للحرية الفردية وحرية الضمير والمعتقد وأشاعة ثقافة التدين ونصوصه وثقافته على المجتمع العراقي والذي سيخلف تراكمات وأهوال يصعب التنبأ بالنتائج هذه ، أذا لم يتم التصدي لها والخروج من عباءة الدين والتدين كثقافة وفلسفة ونهج .
أما الوجه الثاني لمفهوم فصل الدين عن المجتمع أو ( فصل المبادئ الدينية عن الحياة ) أو حجب الأسس الأخلاقية عن أدارة شؤون الناس ، فأنه متهافت نظريا !.. وغير ممكن عمليا .
أن تمكن الأسلام السياسي في العراق من أمساكه للسلطتين الدينية والسياسية ومنذ أثنتا عشر سنة ، قد ألحق بالعراق وشعبه أفدح الخسائر ، وشرذم المجتمع الى طوائف ومذاهب وأديان ومناطق ، وأدى ذلك الى حروب طائفية كارثية أودت بحياة الألاف ، نتيجة شيوع ثقافة التمذهب والعنصرية والطائفية ، ونمو ثقافة الرؤيا الدينية والثقافة الدينية وفرض الشريعة الدينية ونصوصها على المجتمع ، وهو بحد ذاته تغييب لكل رأي يخالفهم !.. أو لا يؤمن أصلا لا بالدين ولا بالتدين ، أو له روؤياه المختلفة في ذلك !..
ولا خيار أمام شعبنا وقواه الديمقراطية والوطنية سوى فصل الدين عن الدولة .. عن السياسة ، وقيام دولة وطنية ديمقراطية علمانية ، تحمي الدين والدولة في الوقت نفسه .
أن هدف قوى الأسلام السياسي هو السلطتين الدينية والدنيوية ، للأستحواذ على المال والذي هو غايتهم وهدفهم ، مستخدمين الدين وعباءة الدين للوصول الى هدفهم ، مستغلين تأثيره على ضمائر الناس وخاصة الفقراء والأميين ومتدني الوعي للتأثير على مشاعرهم من خلال الدين وما يوعدون به في العالم الأخروتخويفهم بجهنم والقصاص في اليوم الموعود !!، وهي عملية ديماغوغية مظللة وخادعة .
والمجتمع لا يمكنه الخروج من هذا المستنقع ألا بأدراك السواد الأعظم من الناس لمسؤولياتهم !.. من خلال تطور وعيهم وأحساسهم بمسؤولياتهم في عملية بناء الدولة العادلة والمنصفة والديمقراطية ، ونضال القوى الديمقراطية والوطنية لتحقيق هذا الهدف ، وأنقاذ العراق وشعبه من الذي هو فيه .
11/4/2016 م



#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهات نظر فلسفية ..
- مقتطفات خالدة ...
- لا تحسبوا رقصي بينكم طربا ..؟؟؟
- الى روحك وفكرك .. هادي العلوي
- الحزب الشيوعي العراقي .. ومهماتنا الوطنية ..!
- سجدت لربي سجدتين ..!
- لمن حملوا الأمانة
- تفقهوا أيها العرب ..
- سألتني .. ماذا تحب في المرأة ؟
- أطلقوا سراح الأديب أبراهيم البهرزي .. من وراء القضبان !..
- والدة عبد الغني الخليلي تأكلها الذئاب !!؟
- ما هي أفاق قيام الدولة العلمانية الديمقراطية ؟
- نهديها للمتسامرين عند ضوء القمر !
- تهنئة بعيد الفصح المجيد.
- ماهو السبيل للتصدي للأرهاب والتطرف في عالمنا المعاصر ؟
- في ذكرى نكبة ( صيرا وشاتيلا .. ناحية بهرز في محافظة ديالى قب ...
- عاش نوروز الخير والربيع والسلام والتأخي .
- عامان على مجزرة ناحية بهرز !..
- لمن رافقني العقود الخمسة ومازال .. لزوجتي ولكل الأمهات ..
- وجهة نظر .. حول ما ذهبت أليه الرئاسات الثلاثة بالأمس .


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق محمد عبدالكريم الدبش - ما الذي يشغل الوسط العراقي اليوم ؟..