أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال شوقي - الأزمات النفسية للملحدين 2/2














المزيد.....

الأزمات النفسية للملحدين 2/2


منال شوقي

الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 23 - 08:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من بين الأسلحة التي يُشهرها المؤمن في وجه الملحد قضية الثواب و العقاب .
فالمؤمن يتعلل بلا منطقية أن يفلت الجاني أو الظالم من العقاب الإلهي - طالما لا يوجد إله - إن هو لم يُعَاقب في الدنيا و من الأمثلة التي يسوقونها ذلك القاتل الذي لم يكتشف أحد جريمته فنجا من العقاب في الدنيا و يتسائلون عن قبول عقل الملحد بهكذا ظلم في حين توفر الأديان إستقامة في الميزان عندما يقتص الله للمظلوم من الظالم مما يكون له أكبر الأثر في تعميق سلامهم النفسي علي خلفية ثقتهم في الإقتصاص الذي لو تأخر في الدنيا فإنه أت لا محالة في الأخرة و هذا السلام النفسي و تلك الثقة هو ما يفتقد إليه الملحد الذي سيقع فريسة للإحباط و الشعور بالضياع لضياع حقوقه التي يعلم أنه لن يحصل عليها أبدا إن هو تعرض لظلم .
.
و مشكلة هؤلاء نابعة من إعتقادهم أن الإنسان هو محور الكون و أن إلههم خلق الكون بما فيه ليكون مكانا مناسبا لوجودهم و أن جميع الكائنات خُلِقت مُسخرة لهم و لذا فهم يرون في ذبحهم لشاة و أكلها أمرا طبيعيا و في تحليل ربهم لهكذا قتل عدلا إلهيا .
و نعم هو قتل ، ألا تتألم الشاة كما يتألم الإنسان ؟
ألا تُفضل الحياة علي الموت كما يفعل الإنسان ؟
أم هي نرجسية الإنسان و كيله بمكيالين !!!
.
ثم كيف سيقتص لك ربك من أسد أكلك أو سمكة قرش نهشت لحمك ؟
هل سيدخلهما النار ؟
لن يفعل و لكنه سُيدخل قاتلك النار كما تعتقد فما الذي ستجنيه أنت حقا من دخوله النار ؟
شعورا بالراحة و التشفي ؟
لن يحدث هذا في الدنيا ، ففي الدنيا أنت فقط تنتظر علي هذا الأمل و إن حدث في الأخرة فلن تستفيد أيضا إذ المفروض فيك ككائن فردوسي أن ينزع ربك من قلبك مشاعر كالغل و التشفي و الكراهية إذن وجود غريمك في النار لن يفيدك شيئا .
.
إن ذو العقل المحدود ينصب إهتمامه علي سبب الكارثة بينما يهتم راجح العقل أكثر بنتيجتها .
فمن فقد ذراعه بفعل إنسان لن يختلف حاله عمن فقدها بفعل ألة لا تعقل , ففي الحالتين أصبح معوقا و لن يعود ذراعه لموضعه بقطع ذراع من قطع ذراعه و لكنها مشاعر الغل و الكراهية و الإنتقام التي ستهدأ و التي لم يكن ليشعر بها تجاه الألة لو أنها كانت السبب .
.
و لا أعني أبدا أن يفلت الجناه من العقاب فالقوانين الوضعية هدفها الردع و سلامة المجتمع قبل أن يكون هدفها الإقتصاص للضحية ، و المُشَرع يعلم أن القتيل لن يعود للحياة بقتل من قتله و لكنه مع ذلك يحكم بالقتل علي القاتل ليكون في ذلك عبرة و ردع لأخر .
.
و هب أن أحدهم سرق مالك و لم تكشفه العدالة ففلت من العقاب فكان في هذا ظلم لك و هب أيضا أن نفس اللص سرق مالك ثم حدث أن تاب بعدها توبة نصوحة لله فغفر الله له و الذي يغفر الذنب جميعا أليس في هذا ظلم لك أيضا ؟
و حتي علي فرض أن ربك سيغفر له فيما يخصه فقط كإله و لكنه لن يسامحه فيما يخصك أنت كمظلوم ، كيف سيتصرف ربك ؟
سيأخذ من حسانته و يضع في بنك حسناتك و وارد جدا أن تكفيه حسناته بعد ذلك ليدخل الجنة و وارد أيضا ألا يكفيك ما أخذته منه للنجاة من النار و ها قد ضاعت عليك نقودك مرة أخري و فلت الجاني من العقاب .
.
في قصة موسي الذي قتل رجلا من المصريين يقول القرأن : قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له .
هكذا ببساطة غفر له و قد يقول قائل : لعل الله سيُعوض القتيل بطريقته في الأخرة فيصرف عنه العذاب أو يخففه عليه !
و لكن ما الدرس المُستفاد للمجتمع ككل في نجاة موسي من العقاب الإلهي و تعويض المقتول ؟
بل إن هكذا تفكير يكرس للقبول بدور الضحية أو كما يقول المثل الشعبي : يا بخت من بات مظلوم و لا بات ظالم !
.
ثم إن قوانين الكون ليست من التفاهة كما يتصور البعض فالكون لن يتغير أو يتزلزل بقتل أحد الكائنات الحية علي أحد الكواكب الصغيرة جدا في مجرة من بين 170 مليار مجرة في الكون فقوانين الكون لا ينبغي النظر إليها من مستوي رؤيتنا التي تجعل من الإنسان عملاقا يهتز عرش الإله لمقتله و ما هو إلا قزما بل أقل من حبة رمل في الكون الذي فرضت قوانينه علي الإنسان أن يكون جزءً من إحدي حلقات السلسلة الغذائية فيه مثله كمثل أي كائن حي و ذلك عندما يتغذي عليه الدود كما يتغذي علي أي حيوان أخر .
تلك هي قوانين الكون التي تسري علي الجميع بلا أفضليات و لا تذكيات ، فلن يتأثر الكون لقتلك أو لسرقة مالك أو لسبك و لكننا رغم ذلك وضعنا قوانين عندما تطورت عقولنا و ارتقينا أخلاقيا ًفإن حدث و فلت أحدهم من العقاب فليست تلك نهاية الكون .



#منال_شوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقلى الصغير و الإله الأصغر
- تمثيلية نصف المجتمع
- إدخلوا الإسلام يا مسلمين
- يوميات إمرأة مسلمة (2)
- إرهاصات نبوة محمد (1)
- يوميات إمرأة مسلمة
- الفريضة السادسة
- عصابة الرسول (1)
- إنا أرسلناك نَكّاحاً للعالمين
- عبيد العَصَا تاقت إليها جلودهم !
- قال إنه واحد فعلمتُ أن له ثانٍ !
- و اضربوهن و اضربوهن .. تعقيباً علي مقال الأستاذ نبيل هلال
- حوار مع صديقي المؤمن (2)
- لماذا الإسلام شرا مستطيرا !
- لا أخلاقية القرأن ( قراء في سو رة يوسف )
- حوار مع صديقي المؤمن (1)
- الأزمات النفسية للملحدين 1/2
- التكنولوجيا علي وشك الإنتهاء من نعش الله
- في عيد الحب ... رسالة حب لعزيزي المسلم .
- الله الذي سكت دهرا ثم نطق سخفا


المزيد.....




- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منال شوقي - الأزمات النفسية للملحدين 2/2