أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - معلّم














المزيد.....

معلّم


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 5112 - 2016 / 3 / 23 - 02:46
المحور: الادب والفن
    


الرجلُ الكهل، يتذكّر كيفَ جازَ لقصيدةٍ أن تغيّرَ مجرى نهر حياته.
كان في منتصف الحلقة الثالثة من عمره، حينما حظيَ لأول مرة برحلةٍ إلى خارج القطر. على متن الطائرة، التي شبهها مطربٌ شهير بـ " بساط الريح "، وصَلَ صاحبنا إلى العاصمة المغربية. وفدُ نقابة المعلمين، الذي كان هوَ أحد أعضائه، لم يلبث أن أُنزِلَ في دار ضيافة رسمية. ثمّة، تمّ إبلاغهم من لَدُن المضيفين بأنّ حفلاً سيقام على شرفهم في عشيّة اليوم التالي.
الغد، كان يوماً ربيعياً يَعِدُ بالعديد من المشاهدات الجميلة لهذا المعلّم الإبتدائيّ. قبيل الغداء، اصطحبوا أعضاءَ الوفد إلى مشارف وادٍ أخضر يقعُ عند أقدام سور المدينة. على الرغم من كونه ينحدرُ من حاضرةٍ تُقارَنُ بالفردوس السماويّ، فإنه بقيَ مبهوراً بما يراه من مناظر فاتنة. ثمّ ما لبثَ أن اقتعَدَ في أفياء الأشجار المثمرة، بعيداً نوعاً عن بقية زملائه. ولأنه يؤمن بالإلهام في الشعر، فما كان بالمستغرب أن يُخرجَ دفتراً وقلماً من حافظته الجلدية، التي يفوحُ منها عبقٌ دمشقيّ حرّيف. حاول تدوين قصيدةٍ بكر، كانت مفرداتها ما تفتأ تتناثرُ في مخيّلته ـ كبتلات أزهارٍ بمهبّ نسيم الربيع.
عند العشيّة، انتظمَ أعضاءُ الوفد خلف مائدةٍ طويلة، مُجللة بقماشٍ ناصع ومرصوفة بآنياتٍ وأقداح محليّة الصنعة. قاعة الإحتفال، كانت مُزيّنة كذلك بفنون العمارة والنقوش التقليديّة، البديعة. بدأ المضيفون بتقديم الشاي المنعنع والحلويات، فيما كانوا يرددون عبارات المجاملة بلهجتهم المميّزة. إذاك، وجدها شاعرُنا سانحةً مناسبة لإلقاء قصيدته الجديدة. وكان قد تعمّدَ أن يُنهي النظمَ بأبياتٍ مُفَخَّمة، تُمَجّدُ العاهلَ المغربيّ. لا غروَ، إذاً، أن تقابلَ قصيدته بتصفيقٍ مُطَوَل من قبل المضيفين. بعيد الانتهاء من العشاء، اقتربَ المُشرف على الحفل من شاعرنا وكان برفقة رجلٍ كهل: " يُشرفني أن أقدّم لك أحد أركان ديوان مولانا أمير المؤمنين، وقد أراد أن يعبّر لك بنفسه عن إعجابه بالنّظم ".
في دار الضيافة، كان الجوّ أقلّ بهجةٍ. فما أن دخلَ آخرُ أعضاء الوفد إلى الصالة، إلا ورئيسه يبدأ بالزمجرة: " فضيحة، فضيحة.. بل مصيبة! "، كان يتكلم وهوَ يَحْدُجُ الزميلَ الشاعرَ بنظراتٍ ناريّة. ثمّ أردَفَ مُخاطباً هذا الأخير " نحن وفدٌ قادمٌ من بلدٍ اشتراكيّ متحرر، وحضرتك تنظّم قصيدةً تمتدح فيها ملكاً رجعياً وعميلاً للإستعمار..! ألم تفكّر قبل ارتكاب هكذا حماقة، بما يُمكن أن يُحيق بك من خطر لدى العودة إلى القطر؟ ".
الوفدُ، عادَ إلى بلاده. أما الشاعر، فأُبقيَ كي يُدرّسَ أولادَ الحاشية الملكية.






#دلور_ميقري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعمى
- فنانة
- قصة صداقة
- في المتحف
- سيرَة أُخرى 21
- أمثولة وحكاية
- أقوال غير مأثورة 3
- سيرَة أُخرى 20
- غرائب اللغات
- قلب أبيض
- نبع
- سيرَة أُخرى 19
- الإنسجامُ المعدوم
- سيرَة أُخرى 18
- ( اسمُ الوردة )؛ الرواية كفيلمٍ فذ
- لقطة قديمة
- سيرَة أُخرى 17
- امرأة سمراء
- سيرَة أُخرى 16
- المتسوّلة


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - معلّم