أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - ( اسمُ الوردة )؛ الرواية كفيلمٍ فذ














المزيد.....

( اسمُ الوردة )؛ الرواية كفيلمٍ فذ


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 5083 - 2016 / 2 / 23 - 08:54
المحور: الادب والفن
    


لعلّ أشهر صوَر أديب ايطاليا الكبير، امبرتو ايكو، هيَ تلك التي يظهر فيها مُرتدٍ مسوح الرهبان ممن أبدع في وصفهم بروايته العظيمة " اسمُ الوردة ". بل إنه، في نظري على الأقل، يُشبه بطل الرواية " غوليام " كما ظهرَ في الفيلم المُقتبس عنها؛ بقبعته المنبثقة من الرداء الصوفيّ الخشن وعدسته الطبيّة ونظرة عينيه، المُفصحة عن التوجّس وانشغال الفكر.
امبرتو ايكو ( 1932 ـ 2016 )، أعتبره شخصياً أهم أديب أوروبي خلال العقود الثلاثة المنصرمة. ولد في مدينة " اليساندريا " في الشمال الإيطالي، ابناً في عائلة فقيرة كثيرة الأفراد. منذ حداثة سنّه، بدا ميله للكتب بشكل جليّ. فاختار لاحقاً الدراسات الأدبية في الجامعة، وقدّم أطروحته للدكتوراه في الفلسفة حول توما الأكويني عام 1954. تأثره بفكر هذا الأخير، يظهرُ في أول رواية نشرها عام 1980، " اسم الوردة "، وكان على عتبة سنواته الخمسين. ثم تتابعت رواياته، وكانت السابعة والأخيرة " الصفحة صفر " قد ظهرت عام 2015. كذلك، نشرَ ثلاثة كتب أدبية للأطفال. بين تاريخ تخرجه من الجامعة وظهور أولى رواياته، كان ايكو مُنشغلاً كبروفيسور بدراساته وفتوحاته في مجال الألسنيات وعلم الإشارات ( السيميولوجيا ) والنظريات الجمالية في مختلف الفنون، حيث نشر فيها ما يقارب 35 كتاباً.
فيلم The Name of the Rose، المقتبس عن رواية " اسم الوردة "، أنتجَ بعد صدورها بأعوام ستة. الحق، أنّ نجاح الفيلم بشكل لافت، كان صدىً لانتشار الرواية الأصل عالمياً. وعلى كل حال، فإنّ امبرتو ايكو كان راضياً تماماً عن الفيلم. وكان قد صرّح في هذا الشأن، بأن من الخطل أن يكون الكاتب مُتَطلّباً عند نقل روايته إلى السينما، وأن عليه ترك الحرية للمخرج في التصرف بها. الفيلم، من إخراج الفرنسي جان جاك آنو، انتاج بريطاني فرنسي ألماني، كما أنّ السيناريو كان مشتركاً بين أربعة كتّاب. المخرج، كان ولا شك قد ضمن نجاح الفيلم فنياً، وتسويقياً، حينما عَهَدَ بطولته للممثل المخضرم شون كونري ( بدَور المعلّم غوليام ). علاوة على آخرين من كبار نجوم السينما، المختلفي الأصول؛ مثل الأمريكيين مورفي ابراهام، ويليام هيكي ورون بيرلمان، والفرنسي ميشيل لوسندال والروسي فيودور شالابين. أما الممثل الأمريكي كريستيان سلاتر، فلم يكن عمره يتجاوز ستة عشر عاماً حينما أبدَعَ بدور الراهب الفتى " أدسو ". هذا الراهب، كان في طريقه للالتحاق بخدمة دير الفرنسيسكان، الكائن في منطقة جبلية نائية، عندما التقى مع المعلّم " غوليام ". منذ المشهد الأول، تجلت قدرة المخرج على خلق أجواءٍ فنتاسية، ضبابية وسرّانية. المشاهد، كانت مترافقة مع موسيقا فذة من تأليف جيمس هورنر؛ الحائز على الأوسكار. ويُمكن الحديث عن عظمة الإخراج، حينما نعلم بأن جميع مشاهد الفيلم تدور في مكان واحد حَسْب، وهوَ دير الفرنسيسكان ذاك في زمنٍ يعود للقرن الخامس عشر الميلادي. إلا أن الرواية الأصل، بحدّ ذاتها، من تجعل العمل السينمائيّ المنقول عنها ناجحاً أو فاشلاً. الحبكة البوليسية الفريدة، لرواية " اسم الوردة "، القائمة على محاولة كشف قاتل يوقع سبعة ضحايا اعتماداً على آيةٍ من الانجيل؛ هذه الحبكة، تمّ التعامل معها بشكل مُبْهر في الفيلم. أكثر مشاهد الفيلم تأثيراً، برأيي البسيط، حينما يلتقي الراهب الفتى " أدسو " في مطبخ الدير مع فتاة من القرية. كانت ليلة غامضة، بهيمة العتمة، لما رآها تتسلل إلى ذلك المكان بمعونة من راهب شاب، أحدب وضعيف العقل، كان يستغل جوعها لمعاشرتها جنسياً. إذاك، يهرب الأحدب تاركاً الفتاة بمواجهة الآخر. بُعَيْدَ انتهاء " أدسو " من الاتصال الجسدي مع هذه المسكينة، يستغرق في نوم عميق. في الأثناء، يرى حُلماً عجيباً اجتمعَ فيه أنبياء وقديسون مع خطاة ومنحرفين. وقائع الحلم، كانت مثل تلك الآية الإنجيلية، لناحية تنبئها بخطى ذلك القاتل، المجهول.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقطة قديمة
- سيرَة أُخرى 17
- امرأة سمراء
- سيرَة أُخرى 16
- المتسوّلة
- سيرَة أُخرى 15
- درهم
- سيرَة أُخرى 14
- خفيفاً كعصفور
- سيرَة أُخرى 13
- أقوال غير مأثورة 2
- شريحة لحم
- إغراءُ أغادير 5
- إغراءُ أغادير 4
- إغراءُ أغادير 3
- إغراءُ أغادير 2
- إغراءُ أغادير
- سيرَة أُخرى 12
- الجيفة
- قصتان


المزيد.....




- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - ( اسمُ الوردة )؛ الرواية كفيلمٍ فذ