أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - ماذا يريد الكاهن وماذا يريد الدين ح1














المزيد.....

ماذا يريد الكاهن وماذا يريد الدين ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5098 - 2016 / 3 / 9 - 22:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ماذا يريد الكاهن وماذا يريد الدين

سؤال مهم وأساسي للولوج في قضية التكهن والتدين وعالم الإنسان مجردا من عناوينه الأخرى سواء أكان الإيمان أو الكفر, ويتعلق أيضا بمفهوم المعرفة حين يطلق الله نصا أو الناص فكرة من خلال النص ويطلب من الناس أن تتعبد بمعنى أن تأخذ ما في النص على أنه نقطة أنطلاق لفكرة ربما تجر معها سلسلة من الأفكار المتوالية والمتتالية, نجد أن الله هنا يأمرنا بعد أن فتح بابا للمعرفة أن ننطلق بعيدا بما في هذه الفكرة من مدى للوصول إلى عوالم متعددة وأبواب متنوعة , الكهنوتي يرى في النص أنه نهاية الحكمة نهاية المعرفة وإنما الله عندما منحنا النص أراد لنا أن يكون هذا التنصيص بما فيه هو الجدار الأقصى الذي يجب أن لا يخترق ولا يتجاوز عليه وإنما البحث عن ما قبله ولحدوده فقط .
الفرق بين ما يريده الناص (خالق الدين ونصوصه) وبين ما يريده الكهنوت المحافظ بتزمت على محدودية القراءة، أن الأول يفتح لك الأبواب مشرعة لتنطلق في فضاء مفتوح وح لتثبت بها أنك من أصحاب الفهوم المنفعلة والمتفاعلة مع ملكة التعقل الطبيعية، أما الثاني يؤمن ويعمل على إنشاء كل المحميات المغلقة لكي يمنعك من أن تطل ولو بنظرة فاحصة لما بعد فكرة النص ظناً منه أن ذلك يفسد الإنسان وعقله المحدود، الكهنوتي هو المسئول الأول عن قتل الدين وارتكاب المعصية العقلية تجاه النص والإنسان والناص.
هنا الكهنوتي يصادر النص من عمقه ومن هدفه ويحصره في راهنية الفكرة وحدودها التي ولدت فيها , فلا يسمح له التحرك لخارج عقله هو لا يطلق سراحه ليكون قائدا للعقل الأخر , هذه الوصاية نتاج تطرف في حق القراءة وتطرق في غاية ما يقرأ والواجب أن العقل يمضي حيث يستطيع النص أن يصل بك لتغادر بعده عالم النص إلى عالم النتيجة , عندما نقرأ نص مثلا ( ألم يروا إلى الإبل كيف خلقت ) هنا النص يحث على الخوض ما بعد الصورة الذهنية ولا يريد بالمطلق إخبارنا بواقعة مادية ملحوظة , الكهنوتي يدور في فلك ألم ويعتبرها تحدي للعقل من الله وبالتالي لا يجوز شرعا ولا عقلا تحدي النص .
هكذا تعامل البعض بل الغالبية من قراء النصوص وفق مبدأ اخترعوه لأنفسهم على أنه نص وتخصيص لهم وهم من معني بالحكم (وأسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) هذا العنوان أهل الذكر فيه الكثير من التفصيل كما فيه الكثير من الدعوة للتفكر بأعتبار السؤال هو أول طريق المعرفة، ولكن بأي حال لا يعني أنهم وحدهم من يملك الحق في المعرفة بل هي دعوى صريحة للاستمرار في عملية التعلم والتعليم والتثقيف على أنها واجب وأمر طبيعي كي يكون الإنسان مساويا لوجوده الوظيفي.
الكهنوتي أو رجل الدين الذي يطبق نظرية أمتلاك النص ومصادرته لدائرة الملكية الخاصة غير جدير بأن يكون من أهل الذكر , لأن كلمة الأهل تعني المعية أو المسئولية التبعية , إذن هو ليس أكثر من معلم يدور في فلك المعرفة دون أن يكون له الحق مطلقا في إدارة المعرفة وفق ما يفهم هو بل وفق ما يريده النص , وهنا عندما يتخلى عن دور المعلم المرتبط بعالم المعرفة يتحول إلى مشرع ومالك للحق في التشريع لأنه مالك حق التوسع أو التضييق على العقل ,وهذه هي نتائج تحول الكهنوتي من وظيفة نقل المعرفة إلى وظيفة أمتلاكها والحرص على أن لا تخرج من حدود عقله الضيقة .
من المعروف أن المعرفة كمفهوم مادي حسي هو حركة توالديه مستمرة لا تتوقف عند حد أو عند قضية محددة مهما كانت هذه القضية المعرفية أو النظرية من الاتساع والشمولية , لأن التسليم بفكرة أن المعرفة متناهية في نقطة ما يتوجب علينا عقلا ومنطقا أن نحدد هذه النقطة على وجه البيان التام , والتي أظن أنها ممكنة الوجود في اللحظة التأريخية التي ينتفي فيه الوجود نتيجة توقف الحركة فيتحول من ماهيته المعروفة إلى ما هي الاستهلاك والتحول , هذا يؤدي بنا إلى التسليم بقضية أن المعرفة لا يمكننا أن نحتويها ولا يمكننا أن نحبسها في أطار ما لأن ذلك يعني موت المعرفة بموت الوجود .
إن تبجح الكهنوتي بأنه مالك مفتاح المعرفة بالنص وان أدعاء أن بعض العقول التي يؤمن بها ويرجع لها في كل حين قد بلغت النهاية في المعرفة التامة به إنما يريد أن يقول أنه العقل الكامل الذي لا يمكن أن تتوالد خارجه أي قراءة وأي تخريج أو تطوير لحدود الفكرة التي يطرحها وبالتالي فهو يصادر حق العقل البشري في الإثبات الإيجابي والسلبي والإنكار الإيجابي والسبي للحقيقية التي عليها النص ,لكل نص حقيقة خاصة به قد تبدو من خلال البناء وقد تختفي عميقا في حدود المقاصد الغائية التي تحتاج لعقول ذات قدرة على التحرر من علاقة البناء النصي بالفكرة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصلاحات ترقعيه أم تغيير في أساسيات اللعبة السياسية في البلد ...
- ما بعد الفلسفة وأزمة العقل الانساني .
- النص القاتل أم العقل القتيل
- عبادة الدين صورة من الوهم
- مقدمة في مفهوم العقل الجمعي
- التحالف والوطني وخيارات المستقبل السياسي
- علم الأجتماع وظاهرة العنف والسلام
- القوارير .... قصيدة الشعراء التي لا تموت
- هل نحن أحرار بما يكفي لهضم الديمقراطية ؟.ح1
- البحث العلمي ومستقبل الدين كفكر .
- الأعراب ... هل فاتكم الدرس
- التربية الأخلاقية في المجتمع الياباني ...
- الشريعة والقانون
- فكرة الدين وظاهرة التدين
- ولد الإنسان عاقلا
- لماذا نتدين ؟ . ح6
- لماذا نتدين ؟ . ح5
- لماذا نتدين ؟ . ح4
- لماذا نتدين ؟ . ح3
- لماذا نتدين ؟ . ح2


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - ماذا يريد الكاهن وماذا يريد الدين ح1