أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - هل نحن أحرار بما يكفي لهضم الديمقراطية ؟.ح1














المزيد.....

هل نحن أحرار بما يكفي لهضم الديمقراطية ؟.ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 03:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل نحن أحرار بما يكفي لهضم الديمقراطية ؟.ح1


نزل التيار الديني اليوم في جزء مهم منه للشارع لتجديد مطالبته بالإصلاح والتغيير في الوضع العراقي المتهالك والذي يسير سريعا نحو الكارثة ,فبعد أشهر من تواصل الخروج في كل جمعة من أجل المطالبة بمحاربة الفساد وتسييد القانون وإجراء المحاسبة للفاسدين والمفسدين من كل المشاركين في العملية السياسية , وخاصة الأطراف الفاعلة فيها بعد توالي الكشف المتوالي والمستمر عن ملفات الفساد والنهب والتخريب وتوالي الأعترافات والأعترافات المتبادلة وتبادل التهم , صار القرار النهائي أن تكون جمعة 26 شباط 2016 مفصلا مهما في الحياة السياسية العراقية .
التيار الصدي الذي أسسه الشهيد الصدر الثاني والذي كان يمثل وجها عراقيا حقيقيا في تصديه للنظام السابق وبقوة قد جلب للشارع السياسي طبقه متنوعة من العراقيين الذين تتنوع أنتمائاتهم الطبقية والمناشيء القبلية ,لكن ما يجمعها هي النقاط التالية :.
• غضبها العارم من حالات التمييز والإقصاء والتهميش والتفقير التي كانت تمارسها سلطات البعث خاصة مع أبناء المكون الذي تعتقد أنه يمثل أمتداد للنقيض السياسي المذهبي والفكري الذي تمثله سلطة البعث , وبالتالي كانت تستشعر عداوة من كل من ينتمي لهذه الطائفة حتى لو كان بعثيا مخلصا , البعثي الشيعي مشكوك بولائه لو جاءت كل الأدلة ببراءته .
• غياب الحياة السياسية المنظمة والتي تستوعب وجهة النظر الأخرى في ظل تسلط دولة الحزب الواحد والقائد الرمز ,فليس مقبولا ولا منطقيا أن يكون شعب أمه تعدادها ثلاثون مليون بشر كلهم على طعم واحد وذوق واحد وفكر واحد , وحتى غياب تام داخل هذه المؤسسة لكل أشكال الديمقراطية ووسائلها ,هذا الوضع ولد الحاجة لسماع صوت أخر مختلف ومتحد جذب مئات الآلاف دون الخوف من العواقب وما ينتظرهم من قمع وتعذيب .
• المجتمع العراقي نفسيا وطبيعيا وتأريخيا كان أسير الظلامة التأريخية والشعور بالحاجة لمنقذ , نتيجة قرون طويلة من التسلط والحرمان عن التعبير عن هويته وأنتماءه , لذا كانت حركة الشهيد الصدر الثاني نتيجة طبيعية لكل المخاضات الشعبية التأريخية والتي في سياقها والتي كان أخرها رجل من نفس العائلة (الشهيد الصدر الأول) قاد نهضة فكرية لم تأخذ مداها الطبيعي ,لكنها أسست إرث نضالي وفكري وهيأت أرضية صالحة لحركة قادمة قد تستوفي الشروط الموضوعية للثورة والتغيير .
• كان قمع النظام السابق وأغتيال الشهيد الثاني السيد محمد محمد صادق الصدر خطأ تأريخيا يحسب لغباء القيادة السابقة , بالرغم من تعاظم دوره الأجتماعي والديني وأنتشار ظاهرة صلاة الجمعة في الكوفة والتي أعتبرها النظام في حينها دعوة للعصيان وطريق مهيأ تماما للصدام , لكنه أيضا كان فاقدا لأي خيار أخر وهو متمسك بالمنهجية الإقصائية ومصر على المضي إلى أخر المشوار هروبا للأمام دون أي حوار جاد ,أو طلب مشاركة حقيقية في ظل نموذج متناسب مع التبدلات في المزاج السياسي والشعبي والأجتماعي بعد حرب الخليج الأولى .
• الشعار الذي رفعه السيد الشهيد الثاني والذي كان يعد خروجا عن التقاليد المذهبية السائدة في الوسط الديني العراقي وبالذات الشيعي , وهو شعار التفريق بين الحوزة الصامتة والحوزة الناطقة كما أسماها عامل جذب ذات بريق يخاطب مخيلة المظلومين والمصدومين من سكوت المرجعية الكبرى في النجف عن ما كان يعتقده معظم الشباب العراقي المحروم والمهمش ,عن حالة التهميش والتغييب والتي تصل لحد ما يوصف بالفصل العنصري , وكان هذا الشعار يمثل أيضا حقا طبيعيا متناسبا مع حقوق الإنسان الأساسية في مطالبته في حق التعبير والتمتع بالخيارات الأساسية للإنسان .
• كان لذكاء السيد محمد صادق الصدر دورا مهما في تفعيل حالة المواجهة مع النظام من جهة , وحالة الجذب المستمر لدعوته وقيادته للشارع العراقي الناقم على كل ممارسات النظام ونزواته ومغامراته , دون أن يمنح للنظام أي فرصة للتبرير أو حتى أدعاء عبثية أو زيف ما يدع لأنها كانت ممارسات واقعية ومقر بها النظام بل ومصر على الأستمرار بها , هذا ما منح الشهيد الصدر مصداقية وذكاء وعلمية متقدة وتجديد في الخطاب السياسي والفكري الديني .
رحل الشهيد الصدر وبعد فترة قصيرة حدث التحول الأكبر في حياة العراقيين ودخول القوات الأمريكية والغربية غازية للعراق كقوى محتلة والتي كان شعار التيار قبل ذلك , كلا كلا أمريكا هو الدافع الأول والذي ألهب بوجوده الراسخ في الضمير الشعبي فكرة المقاومة الوطنية الإسلامية , تحت عنوان محاربة المحتل الكافر واجب ديني إيماني ووطني وأخلاقي لا يمكن تأجيله أو حتى تقليل مقداره طالما أنه المحتل الكافر كان مسئولا عن جزء كبير من معاناة العراقية في السنين الماضية , هكذا ولد جيش المهدي ليكون القاعدة والذراع العسكري القوي بيد قيادة ورثت مجد ونضال وعناوين الشهيد الثاني بكل ما فيها من قوة وألق وتحدي .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث العلمي ومستقبل الدين كفكر .
- الأعراب ... هل فاتكم الدرس
- التربية الأخلاقية في المجتمع الياباني ...
- الشريعة والقانون
- فكرة الدين وظاهرة التدين
- ولد الإنسان عاقلا
- لماذا نتدين ؟ . ح6
- لماذا نتدين ؟ . ح5
- لماذا نتدين ؟ . ح4
- لماذا نتدين ؟ . ح3
- لماذا نتدين ؟ . ح2
- نيالاو حسن أيول .... وجع الحب عندما يكون جنوبي .
- لماذا نتدين ؟ . ح1
- التخطيط الإستراتيجي الأمريكي ووهم العدوان .
- مكابداتي .....
- العراق المدني وقراءات المشهد السياسي
- متى نفهم الله ؟.
- مقدمة في التغيير السياسي في العراق
- المدنيون وقراءة فكر الإسلام السياسي
- تقنيات التسلط ووسائلها


المزيد.....




- ابنة بيل غيتس تكشف عن إصابة والدها بمتلازمة لا علاج لها
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يبيع الوطن!
- الجزائر تتوعد بتقليص مساحة سفارة فرنسا بعد أزمة ركن سيارة ال ...
- مصر: الطفل ياسين يحضر للمحكمة بزي سبايدرمان والمؤبد للمعتدي ...
- السودان: المجد للبندقية أم لإطارات السيارات المحروقة؟
- تصاعد أعمدة الدخان الكثيف من الحرائق المستعرة غرب القدس
- وثائق تكشف الحلم الإيراني في سوريا: خططٌ سقطت مع رحيل الأسد ...
- عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. وإسرائيل تتوعد
- احتجاز مراسل قناة -أر تي- فور وصوله إلى العاصمة الرومانية لت ...
- تهديد جديد شديد اللهجة من وزير الدفاع الإسرائيلي للشرع دعما ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - هل نحن أحرار بما يكفي لهضم الديمقراطية ؟.ح1