أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - لماذا نتدين ؟ . ح3














المزيد.....

لماذا نتدين ؟ . ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 13 - 18:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لماذا نتدين ؟ . ح3

في الحلقتين السابقتين تناولنا قضية الظاهرة ودرسنا فرص بقاءها من أحتمال أن تختفي في لحظة تاريخية ما , والآن علينا أن نفهم الظاهرة كواقع ومعنى وأستدلال بذات المفهوم على ذات الظاهرة ونقول , أن التدين هو بالواقع مجموعة اليقينيات التي تقترن بفهم الإنسان لطريق يسد به مخاوف أو ضروريات البقاء سواء أكانت هذه اليقينيات تصحبها سلوكيات أو تبقى مجرد تحديدات حسية تقيد الإنسان بإطار مادي ومثالي , الشيء الصعب بالقضية ومن التعريف هو التفريق بين حسيات التدين وبين يقينيات تتمسك بها الذات بخليط من فهم العقل ومستوجبات الإحساس المادي .
هذا الخلط أو الدمج بين الفعل اليقيني الذي هو بالضروري أحد أوجه نظام العقل وتطبيقاته وبين مرادات الحس النفسي لا يشكل تعارضا في الكثير من تفاصيل الظاهرة عند الغالبية المتعبدة , حتى يتم الاصطدام أما بيقين عقلي يهز ما سبق أو تحول نفسي عنيف يهدم العلاقة , عندها يتحول البعض نتيجة أحد هاتين الفرضيتين أما إلى متسائل وشاك وناقد لموضوع التدين مما يجبره على الأنتقال لموقف أخر , أو يتراجع بشدة نحو الحسية النفسية ويذم العقل ويعتبره لاعب خاسر في علاقة يظنها ثابتة لا تحتاج لدليل وبالتالي ينغمس أكثر في عمق ساحة التدين فيتحول أيضا إلى موقع أخر ,في الحالتين هناك أسس صراع خفي بين العقلانيات والحسيات في ظاهرة التدين الكثير يحرص على المحافظة على الوضع كما هو دون أن يمتلك الشجاعة للخوض فيها وأيضا تحت ذات العنوان الخوف من الفشل والقلق من عدم الوصول لنتيجة مرضية للعقل أو النفس .
هنا كان وصفنا للتدين على أنه ظاهرة لأنها أصلا نتاج عوامل طبيعية ولكنها غير اعتيادية يمكن أن تنشأ وتتبدل حسب المعطيات وتختلف من شخص لأخر ولكن كل ممارسي التدين يتعاطون بها على أنها واقع من أساسيات ومستلزمات الوجود في الوقت الذي ومن خلال فقط الناحية النظرية قد لا يكون الإنسان بحاجة ضرورية للتدين أو حتى للتفكير به عندما تتضح صورة الباعث الأساسي للتمسك بها , هنا لا بد من تأشير جملة من النقاط بخصوص الظاهرة :.
• أن التعاط مع ظاهرة التدين ليس واحدا لا بالشكل ولا بالمضمون ولا بالمحتوى ولا حتى بتصور النتائج .
• الظاهرة تزداد في المجتمعات التي يكثر فيها الأعتقاد بوجود عوالم أخرى يضمها عالم كبير أسمه الغيب أو اللا منظور الحسي , وتقل عكسا في الأتجاه والنوع في المجتمعات التي تتصرف بمنطقية في القبول بوجود عوالم أخرى .
• الظاهرة تنمو وتكبر مع إزدياد حدة عدم التوازن الأجتماعي بين الأفراد في كل المنحيات القياسية التربية التعليم العامل الأقتصادي وغيرها من المشتركات في مقياس التوازن .
• الظاهرة لا تحتاج إلى من يبدأ بها ولا يستطيع أحد أن يعلن أنتهائها لأنها واحدة من إفرازات التزاحم الأناوي بين الفرد والفرد وبين الفرد والحول الطبيعي , وتنعدم تماما في حال غياب هذا العامل الحاث .
• الظاهر عابرة للمجتمعات ولا يمكن حتى التنبؤ بشكلها القادم الذي لن يكون واحدا ولا على نسقية متطورة , فقد يعود البعض لمفاهيم داخل الظاهرة ماتت أو يحيى مفاهيم جديدة قد لا يعتبرها البعض من ممارسات الظاهرة , ولكن بوجود الظاهرة نتوقع الكثير من التغيرات والتحولات .
• الظاهرة نفسها سبب من أسباب التحولات الوجودية في حياة الإنسان , وكل تجديد أو إعادة قراءة تنتج عنها ومنها صراعات بين أفرادها وأفرادها وبين أفرادها والأخرين , وقد يتعلق التبديل والتأثير في كل القيم والعلاقات الفوقية والبينية نتيجة الصراعات أو نتيجة التبدل داخل الظاهرة ذاتها , والعكس ممكن وصحيح .
• الظاهرة لا ترتبط من جهتها بالواقع الأجتماعي إلا من خلال الفرد , لذا كثيرا من نجد تتغير مضامين هذه الظاهرة وتتبدل أشكالها نتيجة تغيرات يقوم بها فرد تنتشر بالطرق المعروفة والتي غالبا ما تبدأ كفكرة وتنتهي كنظام له قواعد , وهنا المجتمع لا يصنع بالشكل المباشر الظاهرة بل يرعاها أما من يصنع التغيير والتبديل دائما هي الأفكار الفردية التي تحارب نظام الواقع أو تتجاوزه .
من هذا نجد أن مفاعيل وجود الظاهرة ( التدين) لها أبعاد تأريخية تزداد حدة مع التنازع الناشئ بين ممارسيها سواء كان داخل الشكل والمضمون الواحد أو بنظام التضاد والتناقض , وقد يعد هذا واحدا من أسباب تطور الوجود البشري حين يكون هذا التنازع مدعاة للبحث عن بديل , في ذات الوقت أيضا وبنفس المفعول يعد وجود الظاهرة بشكلها المتنازع أحد أهم أسباب التخلف البشري على مستوى العلم والمعرفة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نتدين ؟ . ح2
- نيالاو حسن أيول .... وجع الحب عندما يكون جنوبي .
- لماذا نتدين ؟ . ح1
- التخطيط الإستراتيجي الأمريكي ووهم العدوان .
- مكابداتي .....
- العراق المدني وقراءات المشهد السياسي
- متى نفهم الله ؟.
- مقدمة في التغيير السياسي في العراق
- المدنيون وقراءة فكر الإسلام السياسي
- تقنيات التسلط ووسائلها
- مستقبل العمل المدني وضمان الديمقراطية
- لماذا تأخر العراق وتقدم الأخرون
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية 3
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية ح2
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية
- دعوى لاستخدام الحياة
- العراق والتنازع الإقليمي وأسبابه
- لوحة سوريالية ليوم البعث
- إشكالية العراق الاقتصادية , أسباب وحلول ح1
- أستئذاب الأنا وخطيئة الافتراس الإنساني


المزيد.....




- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...
- علماء يكتشفون فئة دم فريدة من نوعها في العالم
- كم عدد الطائرات التي شاركت في قصف منشآت إيران النووية؟
- غروسي يعلّق على وضع مواقع إيران النووية بعد القصف الأميركي
- إسرائيل تنفذ ضربات على أهداف في إيران
- -أكسيوس-: ترامب لا يريد مواصلة ضرب إيران إلا في هذه الحالة


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - لماذا نتدين ؟ . ح3