أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - لماذا نتدين ؟ . ح1














المزيد.....

لماذا نتدين ؟ . ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5073 - 2016 / 2 / 12 - 15:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لماذا نتدين ؟ . ح1

التدين ظاهرة نفسية حسية مرتبطة بحاجة الإنسان الطبيعية للتغلب على حالة الخوف والقلق الناشئتين من وجود والتحسس من حركة الأخر البعيد والقريب المعلوم والمجهول والغير مسيطر عليها من قبل الإنسان ،هنا تتحرك النفس بفعل لا إرادي ذاتي طبيعي أن تستفز ومعها الإنسان الكائن المنفعل أن يندفع خارجا للبحث عن ماهيات أو أفكار وممارسات تستجيب للفعل النفسي وتقابله في حدود الفهم والتوصيف ليختار ,لا يمكن له هذا المركب النفسي العقلي المترابط والقلق المرتكب الخائف المنفعل مهما أدرك هذه الحقيقة وعمل على تجاوزها أن ينجح في إهمال الظاهرة أو تجاوزها ,إلا إذا أحس أن كل شيء من حوله مفهوم ومفسر ومسيطر عليه .
بالتالي وجب عليه كي يواصل ديمومته ويعيش مقتنعا أنه سينجح في لحظة أكتشاف ما تعيد له القدرة على البقاء حرا , فلا بد له بلوغ درجة العلم الكامل بكل شيء ليكون للعقل دور الخيار في التحكم وبسط ما يعرف بجدار الرد على مباعث قلق النفس وعدم قدرتها على الفعل المباشر ، وهذا يمثل نوع من أنواع المحال المنطقي فضلا عن العملي ،العقل هنا ينحصر دوره في قضية التعبد هو البحث عن أفضل ردود الفعل المناسبة مع حاجة النفس لمن يقنعها أنها قد تنال ما يؤمن لها الشعور بوجود غطاء حامي ، أو يجعلها تؤمن بذلك حتى لو كان الخيار من اللا معقول أو اللا ممكن وهذا وجه واحد من أوجه الصراع الإنساني الداخلي بين التعلم والتدين .
السؤال المتبادر للذهب ولو أفتراضنا هل يمكن للإنسان أن يعيش بدون حاجة لممارسة ظاهرة التدين أو على الأقل عدم حاجته لها ؟, من السهولة بمكان أن نجيب بنعم وبالتأكيد يمكن لنا ذلك لسببين بسيطين , أولهما أن الإنسان الساع بالوظيفة الوجودية التكوينية لمعرفة كل شيء عندما يصل للحافة أو الدرجة الحرجة بين العلم الكلي والجهل الكلي , سوف يقرر في تلك اللحظة أن لم يعد يخاف ولا يمكن للقلق أن يحركه بأي أتجاه أما لأنه يعرف الخطوة التالية معرفة يقينية كاملة كأنها حاضرة وعندها لا يمكنها أن تشكل له معنى غريب أو غير متوقع , أو أنه يجهل تماما وجود لحظة قادمة تالية تثير فيه تساؤلات وتؤثر في حركته لأنه لا يتحسسها ولا يعيها ,في كلتا الحالتين لا حاجة للبحث عن مصدر تأمين للقلق ولا حاجة للخوف من الخوف ,والسبب الثاني أن المعرفة الكلية أو الجهل الكلي لا يدفعان الإنسان لفعل غير كلي بمعنى فاقد للضرورة سواء أكانت عقلية بالنسبة للعلم أو حسية بالنسبة للجهل .
السؤال الأخر هل من الممكن أن يصل الإنسان إلى مرحلة العلم الكامل ؟, وهذا سؤال يحتاج لمقدمة لنتمكن من الإجابة عليه وهي التي تعني بمفهوم العلم ومفهوم الكامل , من حيث المبدأ الإنسان مطالب وجوديا بالسعي ومستحق أن يصل لذلك طالما أنه يملك أدوات التعلم ورأسها وأداتها العقل , المشكلة ليست في التعلم وطرائقه ولكم تنحصر الإشكالية في العقل وعدم خضوعه في كل مرة لقانون الضرورة وهو قانون الحث على التزام التجرد والتخلص من سطوة الأنا الحسية عليه ,وجود النشاط الحسي المثابر دوما بأتجاهات مادية هي التي تعرقل عمل العقل في بلوغ مرتبة العلم الكامل الذي يعني في الأخر أن تعرف قانون الحركة الكلي الشامل والذي يتولى مهمة ترتيب الحركة الكونية , فهو قانون فيزيائي كيميائي بيولوجي متعدد الارتباطات يحكم بتمامية مطلقة كل المعادلات العلمية في الكون .
قد تكون الفكرة الآن غير واضحة المعالم خاصة وأن تسليماتنا الأولية التي تقول أن التدين هو عمل عقلي كما أن الدين هو خطاب عقلي , وبالتالي فلا التدين ظاهرة ولا الدين معرفة علمية , لو تأملنا قليلا مستخدمين الخيال الذهني وصنعنا حالة أفتراضية يكون فيها الإنسان فرد واحد يعيش في عالم متسالم لا يوجد زوج وزوجة ولا يوجد مبرر لحاجة في البحث عن تأمينات ضرورية تساعد البقاء , نتوهم قليلا لو أ الله مثلا كما ورد في الرواية المثيولوجية الدينة قد خلق آدم سواء كان هذا الآدم رجل أو أنثى فقط دون شريك ودون أن يعلمه أو يشرح له محاذير الأختلاط , هل يمارس هذا الكائن الواحد الأحد التدين ولمن وممن ؟, طالما أنه لا يحس لا بمنافسة ولا بحاجة ولا هناك دواع للقلق .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخطيط الإستراتيجي الأمريكي ووهم العدوان .
- مكابداتي .....
- العراق المدني وقراءات المشهد السياسي
- متى نفهم الله ؟.
- مقدمة في التغيير السياسي في العراق
- المدنيون وقراءة فكر الإسلام السياسي
- تقنيات التسلط ووسائلها
- مستقبل العمل المدني وضمان الديمقراطية
- لماذا تأخر العراق وتقدم الأخرون
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية 3
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية ح2
- صناعة العقل الجمعي ودورة كظاهرة أجتماعية
- دعوى لاستخدام الحياة
- العراق والتنازع الإقليمي وأسبابه
- لوحة سوريالية ليوم البعث
- إشكالية العراق الاقتصادية , أسباب وحلول ح1
- أستئذاب الأنا وخطيئة الافتراس الإنساني
- نحن أبناء الله
- تعرية الإرهاب 4
- تعرية الإرهاب 1


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - لماذا نتدين ؟ . ح1