أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - دعوى لاستخدام الحياة














المزيد.....

دعوى لاستخدام الحياة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5056 - 2016 / 1 / 26 - 19:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


دعوى لاستخدام الحياة

إلى الذين يعتقدون أنه لا يمكن أن تكون الحياة مثمرة خارج مجموعة من الخيارات الضرورية التي يتحصن خلفها الإنسان لكي ينجو من مشكلة ما بعد الموت , على أعتبار أن القضية الأساس هناك وأن الوجود الحالي مجرد تمرين إحمائي تمهيدا للخلود الأخر خلود الروح أو النفس أو القيمة التي يمكن وفق ضرورياتهم أن تكون حاضرة في ذلك العالم ,الفكرة في جملتها وبعيدا عن ما ألتصق بالعقل الواعي المستشعر واللا شعوري عند الإنسان هي مختصرة في عبارة شعبية بسيطة يمكن تداركها وفهم معناه من أبسط تفكير إلى أعقد النماذج العقلية والغريب أن الجميع يفهمها بمستوى واحد دون النظر لمستويات الذكاء أو المعرفة ( يا إنسان كن أفضل بما يمكنك أن تكون عليه في حياتك ) بعبارة أخرى ( يا إنسان كن خوش بني آدم ) هذا هو مجمل ما تهدف له الضروريات بعيدا عن كل التفرعات من الرأس للقدم .
أي ضروريات وأفكار ومعارف تبتعد عن غائية وهدفية هذه العبارة الموجزة البسيطة لا يمكن أن تنقلنا إلا للجانب الأخر من الوصف التوظيفي لعلة وجود الحياة أولا (الوجود الكلي ) ,وثانيا سبب وجودنا الذاتي في أعتقاد أساسي لعقل للإنسان كفرد ,الضروريات التي قد نؤمن بها ونتدين عميقا بها نحن ككاتب وكاعتقاد عام وشامل بأنها من أسس ما ألفنا وجوده طبيعيا في وجودنا لا يلغي ولا يمنح أحدا ما صك بالتسليم الكامل لها دون فحص أو نقد أو على الأقل بفهم موضوعي يتناسب مع صورة القضية الأصلية في الضروريات والتي ترتكز في كثير من جوانبها ونتائجها على فعل التعقل والتدبر , أي أن الضروريات منسجمة أصلا في توجه الإنسان العاقل نحو عقله ليفهم بمنطق واقعي وعلمي وعملي ,بل ويعتبرها وأجب حقيقي وأساسي من فرضية الوجود .
إذن موقف الداعيين لنا بتجاوز العقل الإيجابي وتفعيل كل ما يمكن من ضروريات الواقع والعقل في منظومة من التصرفات السلوكية التي تحقق مقولة الخيرية وغائية الأحسنية إنما هي ضرب في الصميم لتلك الضروريات ومنهجها العقلي , وتشكل هذه الدعوى بالذات تقاطع حقيقي يجعل الخيار صعبا بين الحقيقة التي يمثلها الواقع الوجودي بأعتباره حسا ماديا لصيقا بالعقل لأن الأخير نتاجه , وبين ضروريات فهمها الإنسان على أن هذا الواقع مجرد مرحلة لواقع أكثر حقيقية منه ولكنه ما زال مجرد تصور نصي قد يحدث وقد لا يحدث وما من دليل للإثبات وما من دليل ناطق على النفي ,العقل في الضروريات هو الحاكم ليس بأعتباره مكلفا بذلك دون سبب مادي ولكنه بأعتباره مكلفا وملزما بوسائل ومجسات حسية ومادية , أفلا يبصرون لا يسمعون لا ينطقون تكلمهم أقدامهم وهكذا ساقت نصوص الضروريات جملة محددة من الوسائل الحسية التي تلزم العقل بما تستشعره وتتحسسه كقوى مسخره له بنظام مركب وكاشف .
قد يفهم البعض أن موضوعنا هو العودة للصراع الفكري بين العقل والنقل ودورهما في حسم قصدية النص أو دلالاته وأحكامه , والحقيقة أن الهدف ليس تحديد إحياء لموضوع أشغل الكثيرين وتشاغل به الكثير وتركوا أهم محاور الوظيفية الوجودية للضروريات بالإرتكاز على تقديم مهم وأهم , الواقع العقلي أكبر من أن يحسمه رأي وأصغر ويتصاغر من أن يستخدمه البعض ليكون أداة للتوظيف في رسم متاهات للناس ليزدادوا إشكالا في ما هم مستشكلين به أصلا , العقل الذي نتحدث عن دوره في فهم الضروريات ليس عقل المفسر أو المبرر بل عقل المرشد المتبصر الناظر للأمر من خارج شكل ومنطق الضروري , ليكون مجردا وغير خاضع لتأثير الذاتي للدين الضروري أو الفكر الضروري .
العقل المرشد عقل متجرد وحدي وقيمي ولا يحابي رغبة أو قراءة لا تستند لمنطق قانون المادة والحركة ,وهو بذلك يخرج الكثير من المفاهيم التي أوجدتها ذهنية صورية كونها العقل الإنساني في مرحلة من مراحل عمره الإدراكي ووظفها البعض على أنها نهائيات الضروري ,ليس المهم أن تركز على ما سيأتي تاركا ما هو حاضر وإن كنت تعتقد بالربط بينهما , ولكن المنطق الذكائي يقول أنني أسخر ما موجود بكل إيجابية ونفعية وخيرية وبأحسنية عالية مستفيدا من القدرة على التجسيد , فإن كانت أحتمالية الربط حقيقية في مرحلة ما فأنا فائز بالنتيجة وإن لم يكن ما يشير له البعض من قراءة فالعقل المنطقي دفعني لعدم تفريط بما بين اليد , وبذلك صار الكسب مزدوج ولم نخسر الحالتين على أما كسب حالة أحتمالية غير يقينية بالمطلق الحسي .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق والتنازع الإقليمي وأسبابه
- لوحة سوريالية ليوم البعث
- إشكالية العراق الاقتصادية , أسباب وحلول ح1
- أستئذاب الأنا وخطيئة الافتراس الإنساني
- نحن أبناء الله
- تعرية الإرهاب 4
- تعرية الإرهاب 1
- تعرية الإرهاب 2
- تعرية الإرهاب 3
- أفترض
- القروية والديمقراطية في السياسة العراقية ح1
- قراءة النص بين الناص والمنصوص
- خطوة جريئة
- هل يمكنا أن نكون أمة كاملة وحضارية .
- لماذا علينا أن نكون الضحية في كل مرة
- النظام القضائي العراق والبناء الجمعي
- قانونية ودستورية إشغال السيد مدحت المعصوم لمنصبي رئيس مجلس ا ...
- كانوا أشد قوة
- هل الإسلام يكره الجمال ويحتقر الحياة ؟.
- الإرهاب الاليكتروني نمط جديد من الإرهاب العابر.


المزيد.....




- معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن ...
- عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و ...
- هيركي عائلتي الكبيرة
- نحو ربع مليون ضحية في 2024 .. رقم قياسي للعنف المنزلي في ألم ...
- غضب واسع بعد صفع راكب مسلم على متن طائرة هندية
- دراسة: أكثر من 10 آلاف نوع مهدد بالانقراض بشدة
- بين الصمت والتواطؤ.. الموقف التشيكي من حرب غزة يثير الجدل
- تركا ابنهما خلفهما بالمطار لأجل ألا يخسرا تذاكر السفر
- في تقرير لافت.. الاستخبارات التركية توصي ببناء ملاجئ وأنظمة ...
- لماذا أُثيرت قضية “خور عبد الله” الآن؟ ومن يقف وراءها؟


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - دعوى لاستخدام الحياة