أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - هل الإسلام يكره الجمال ويحتقر الحياة ؟.














المزيد.....

هل الإسلام يكره الجمال ويحتقر الحياة ؟.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5031 - 2016 / 1 / 1 - 03:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



منذ أن وعينا كنا نسمع كلام عام ومفصل وموثق بأحاديث وآيات بينات أن الله يحتقر الجمال ويكره السلام وأن الإسلام يدعونا للتفكير بالآخرة وإزدراء الحياة الدنيا لأنها وحسب ما كنا نسمع مجرد مرحلة لا بد يمر بها الإنسان سعيد من نجح أن يعبرها بتفوق دون أن يتلوث بما فيها ,هكذا تعلمنا وهكذا تلقينا أصول ديننا كل من لا يؤمن بما يقوله شيخنا المبجل سيكون حطب جهنم لأن الشيخ حفظه الله تلقى ذلك من لدن عزيز حكيم , هذا العزيز عبس وتولى حينما ذكر له الملائكة أن الخلق الجديد سيفسد في الأرض , فقال وعزتي وجلالي لأملئن جهنم منهم ومن الجنة أجمعين ,ومن يومها وهذا العزيز الجليل ناصب الإنسان العداوة , ليس كل إنسان فقط من يؤمن بحقه أن يعيش كما هو الواقع ويتمتع ويستمتع طبعا دون أن يمس حق الآخرين .
أول صدمة أكتشفتها في منتصف السبعينات وقد كنت لا أدرك مدى الغباء والوهم والأستحمار الذي مورس بحقنا حين سمعت الفنان ياس خضر يغني إن (ما قال ربك ويح للذين كفروا بل قال ويح للمصلينا )وعرفت أن الله جميل وأنه يدعو الناس للمحبة , ولكن لم يغير من قناعاتي الشخصية شيء وبقى ما رسمته صور الأستبقار والأستحمار من ما نقرأه ونسمعه من عذابات القبر والبرزخ يكرهنا في ما هو حق وواجب علينا , وكنا في أحيان أخرى نتمنى الموت والفناء كي لا تتعاظم ذنوبنا وخطايانا التي لن ينجينا منها أحد ونحن ذاهبون لجبار عنيد .
كبرنا وكبرت إدراكاتنا وعرفنا أن الكثير مما كنا نعتقده مجرد ظنون وأوهام تخيلها البعض أما من سوء تقدير أو عدم معرفة برحمة الله أو تلقين غبي توارثته الأجيال وأصبح من صنف العقائد التي لا تقبل بغير التسليم بها على أنها هي الدين ,وعرفنا أن الله أسمه الجميل وصفاته الحبيب الرؤوف اللطيف أرحم الراحمين , وأن كل ما جاء به الأولون والآخرون لا علاقة لله به ولا للدين صلة به , بل كل ذلك من بنات أفكار البعض المصابة بالسوداوية , ولكن الغريب أننا ما زلنا يسكن في أعماقنا خوف من ذلك الوحش الذي قالوا عنه أنه الرب الجبار ذو الغضب والعذاب الشديد , فهل هذا عيب في عقولنا التي لا تستطيع أن تتجاوز زراعة الأفكار المبكرة أم سطوة النفس اللوامة التي لا تقتنع إلا بمن يخوفها ويزجرها ويهينها في كل وقت .
الظن كل الظن أن الترسبات التي تركها اللون الأسود وأصطبغت به ذاكرتنا هو الذي يمنعنا من أن نواجه الحقيقة بكل شجاعة ونرمي وراء ظهورنا كل الزيف والتحريق والحقد الأسود على الحياة وعلى الحب والجمال , لقد طالعت وقرأت وتفحصت وتدبرت الكثير والكثير من الآيات والأحكام والسور القرآنية وقارنتها بما في الذاكرة وما في العمق من صور قاسية ومعتمة عن الله وعن الدين والتي تم تلقيننا بها , وما زال الكثير يمارس نفس المنهج فوجدت أن ما جاءت به الرسل وما كتبه الله لم ينقل لنا كما هو بل ترك البعض متعمدا كل الجوانب المشرقة التي تدع للمحبة والسلام والتمتع بالحياة الدنيا والعمل على تحسين الحياة وأضفاء صفة السعادة والخير عليها هي في مقدمات ومهام عمل الرسل والأديان .
أذن ما يمنعنا أن نعلن للناس وبكل شجاعة أنهم قد كذبوا على الله وسودوا حياتنا وملئوها هما وغما دون وجه حق وبلا دليل لمجرد أن هناك مريض نفسيا يكره الله وخلقه قد كَتَبَ كتب صفراء وسطر الكثير من الدس ونسبها للرسول وللناس الذين أجهدوا نفوسهم وعقولهم كي يرسموا لنا طريقا للحياة فيه الخير والمنفعة والحب والسلام , أعرف أن الكثير ممن يتعبدون بالأفكار السوداوية لا يمكنهم أن يعيشوا عالم جميل مملوء حب وسعادة وأمل ,وأن الحياة الأخرى ما هي إلا حصادنا من عمل الخير والإحسان والمحبة في هذه الدنيا , ولا يمكن أن تكون نتاج كراهية وظلامية وأحتقار لكل هذا الجمال الذي أبدعه الرب الجميل صاحب الكتابة الشهيرة التي أعلنها للملأ بدون تردد أنه كتب على نفسه الرحمة بالإنسان وليس الظلم والعذاب والقهر والتسلط بدون حق .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب الاليكتروني نمط جديد من الإرهاب العابر.
- محاولات في تجاوز العقل والمنطق
- قصتي أنا ...كما ....... أرويها بنفسي
- حضور الرمز والرمزية في صوريات التعبد
- الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح2
- عودة خليف وتطويع النص الشعري
- الليبرالية المعاصرة ونظرتها للدين والمعرفة الروحية ح1
- السيد القمني ومفهوم اليقين الغرائزي واليقين النقدي
- هل يسمع رجال الدين صوت العقل
- هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟ ح2
- هل تنجح المعرفة لتكون بديلا عن الدين ؟. ح1
- التحالف السعودي الجديد ومحاربة الإرهاب
- العراق وطن العراقيين
- كل الحكاية ..... أولا . 6
- كل الحكاية ..... أولا . 4
- كل الحكاية ..... أولا .
- الفقر ظاهرة أخلاقية أم مرض أجتماعي
- حوار من نوع أخر _ قصة قصيرة
- سياسات الأزمة .... وأزمات السياسة
- الواقع الرهيب


المزيد.....




- سفارة الإمارات بإسرائيل تعبر عن حزنها في ذكرى -المحرقة- اليه ...
- رابط نتائج مسابقة شيخ الأزهر بالرقم القومي azhar.eg والجوائز ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف منشآت عسكرية إسرائيلية بال ...
- فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- -بوليتيكو-: منظمات وشخصيات يهودية نافذة تدعم الاحتجاجات المؤ ...
- الأردن.. فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- الاحتفال بشم النسيم 2024 وما حكم الاحتفال به دار الإفتاء توض ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل جمعا من مسؤولي شؤون الحج
- فتوى في الأردن بإعادة صيام يوم الخميس لأن الأذان رفع قبل 4 د ...
- “أغاني البيبي المفضلة للأطفال” ثبتها الآن تردد قناة طيور الج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - هل الإسلام يكره الجمال ويحتقر الحياة ؟.